الملخّص:
يستعرض هذا البحث جهة من جهات يوم الغدير المبارك التي تبرز عظمته في السماء والأرض وذلك من خلال تسليط الضوء على بعض التسميات التي وردت في الروايات لهذا اليوم العظيم، وركّز البحث حول تسميته بيوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ أو المسؤول باحثاً حول ماهية هذا الميثاق، ومن أين أُخذ؟ ومن الذي أخذه؟ وممن أخذ؟ وكيف يتعامل مع هذا الميثاق والعهد. خاتماً البحث بخمس من الوصايا التي تبرز دور المؤمنين تجاه الغدير.
يوم الغدير هو اليوم المبارك من شهر ذي الحجّة المصادف للثامن عشر منه، وهو عيد من أعياد الإسلام، بل هو أفضلها كما ورد ذلك عن الرّسول الأعظمe حيث قالe: >يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمّتي، وهو اليوم الّذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي عليّ بن أبي طالب علماً لأمّتي، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الّذي اكتمل فيه الدّين، وأتمّ على أمّتي فيه النّعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً<([1]) وهو أحد الأعياد الخمسة الّتي جعلت للمسلمين([2]).
ولا ريب في أفضليّة هذا اليوم العظيم المبارك؛ فبنظرة إلى ما ورد من سيرة الأنبياء فإنّا نجد منهم عناية خاصّة بهذا اليوم العظيم لما وجدت فيه من أحداث كبرى وعظيمة على مرّ التّاريخ.
اليوم العظيم:
لنا أن نشير إلى عظمة هذا اليوم، من خلال عدد من الرّوايات الواردة في هذا الشّأن، وهي كثيرة ومختلفة، لكنّا ننتخب بعضها، ونشير إلى ما سمّي به هذا اليوم من أسماء من قِبل المعصومg، ولا شكّ أنّ في التّسمية دلالة على مقدار من المعنى والعظمة لهذا اليوم، ومن تلك الرّوايات ما ورد عن الإمام الصّادقg في حديثٍ: >.. هو عيد الله الأكبر، وما بعث الله نبيّاً إلّا وتعيّد في هذا اليوم، وعرف حرمته، واسمه في السّماء: يوم العهد المعهود، وفي الأرض: يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود.. <([3]). ولا يخفى ما في إشارة هذه الرّواية إلى مقدار العظمة لهذا اليوم، فيكفي أنّه عيد الله الأكبر في قبال عيد الفطر والأضحى اللذين ورد فيهما ما ورد، مضافاً إلى أنّ لهذا اليوم عدّة تسميات كما في هذه الرّواية: (عيد الله الأكبر، يوم العهد المعهود، يوم الميثاق المأخوذ، يوم الجمع المشهود) فما وراء هذه التّسميات يزيدنا من الاطّلاع على مزيد معرفة لعظمة هذا اليوم:
أ- عيد الله الأكبر
قد يستنكر بعض المسلمين عندما يطلق على هذا اليوم -الثّامن عشر من ذي الحجّة- أنّه عيد من الأعياد غفلة أو عناداً!!
وكيف لا يكون عيداً وفيه قد أكمل الله الدّين؟! وأتمّ فيه النّعمة؛ لنزول آية الإكمال فيه، وهو بحدّ ذاته كفيل بأنّ يكون هذا اليوم مورد عناية من المسلمين، ليكون هذا اليوم يوم فرح وسرور، لما فيه من حدث إكمال الدّين بالولاية كما نعتقد، ومن هنا كانت اليهود تتمنّى أن لو كان هذا اليوم عندهم كما في خبر البخاري "أنَّ رجلاً من اليهود قال له [عمر بن الخطّاب]: آيةٌ في كتابِكم تقرؤونَها، لو علينا -معشرَ اليهود- نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أيّ آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..﴾ ..."([4]).
ولا نكتفي بالقول بأنّه يوم عيد كباقي الأعياد، بل نقول بأنّه عيد الله الأكبر وأفضل الأعياد، كما أرشد إلى ذلك أئمتناi، كما في الخبر عن الصّادقg: >.. هو عيد الله الأكبر، وما بعث الله نبياً إلّا وتعيّد في هذا اليوم، وعرف حرمته، واسمه في السّماء: يوم العهد المعهود، وفي الأرض: يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود [المسؤول] ([5]).. <([6]). وهنا نلاحظ أنّ الأنبياء اتّخذوا هذا اليوم يوم عيد وفرح وسرور وتبادلٍ للتهاني والتبريك، فهذا سلوك الأنبياء في هذا اليوم، الّذي ينبغي أن يشيع بين المؤمنين ويكثر، وينبغي أن يتعبّدوا إلى الله تعالى به، مع بقيّة ما ورد في هذا اليوم من أعمال وأوراد، وممّا يتعبّد الله به في هذا اليوم هو معرفة حقّ هذا اليوم ومكانته ([7]).
ب- يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ
ورد في تسمية هذا اليوم بأنّه يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ، وهذه التّسمية لها ما لها من الدّلالات، فما هو هذا العهد ومن عهِد به، ومن الّذي تلقّاه، وكيف وأين يُتعاهد هذا العهد، وما هو ذلك الميثاق إن كان شيئاً آخر غير العهد وأين أُخذ. هذه الإثارات وغيرها نشير إليها في هذه الأسطر القليلة إن شاء الله تعالى ونستمدّ من الله العون.
في معنى العهد: يقال للمنزل الّذي لا يزال القوم إذا انتأوا عنه رجعوا إليه، والمعهود هو الّذي عُهِد وعُرِف، وتعاهد الشّيء بمعنى تفقّده وإحداث العهد به ([8]).
ومن خلال عدد من الرّوايات الشّريفة نستفيد وجود عهد من الله تبارك وتعالى، قد عهده إلى عباده كلّهم، وأُعلن ذلك العهد في الأرض في يوم محدّد؛ كي لا يبقى عذرٌ لمعتذر عن تجديد ذلك العهد والالتزام به؛ ويشهد لذلك أخبار عديدة، منها ما ورد عن الإمام الصّادقg في حديثٍ يقول فيه: >لعلّك ترى أنّ الله عزّ وجلّ خلق يوماً أعظم حرمة منه [أي: يوم الغدير]؟! لا والله، لا والله، لا والله، ثمّ قال: وليكن من قولكم إذ التقيتم أن تقولوا: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم، وجعلنا من الموفين بعهده إلينا، وميثاقنا الّذي واثقنا به، من ولاية ولاة أمره، والقوّام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذّبين بيوم الدّين.. < ([9])، وكذا قولهg في حديثٍ آخر: >واسمه في السّماء يوم العهد المعهود وفي الأرض: يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود<.
فما هو هذا العهد والميثاق؟
لا شكّ ولا ريب أنّ هذا العهد قد وجد في عالم سابقٍ على عالم الدّنيا، وما كان في عالم الدّنيا إنّما هو تجديدٌ إلى ذلك العهد، وذلك العهد هو ما ذكره القرآن من الإقرار بالعبوديّة إلى الله تعالى، والطّاعة له وللنّبيّe والإمام المعصومg من بعد النّبيّe، وتعاهدُ ذلك كان من النبيe في يوم الغدير، وهناك أمر النّاس بتعاهد ذلك الميثاق والعهد، في موضع محدّد -كلّما زاروا أعظم بقعة على وجه الأرض وهي مكّة المكرّمة- وزمان معلوم – هو يوم الغدير-.
والعلاقة بين التّوحيد والولاية وتجديدها، تكون واضحة عند الاطّلاع على الرّوايات الشّريفة؛ حيث قد ورد هذا الرّبط من الإمام المعصوم كما سنشير إلى ذلك قريباً. فأقول:
1- أما كون العهد هو الإقرار بالعبوديّة؛
فلأنّا إذا ما بحثنا في القرآن العظيم والرّوايات الشّريفة عن ذلك العهد والميثاق المأخوذ، فإنّا سنجد ذلك في مثل قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} ([10]) ، والآية الكريمة واضحة الدّلالة على كون هذا الميثاق قد أخذ في ذلك العالم، من جميع الخلق والآخذ للميثاق هو الله تبارك وتعالى.
وأمّا ما ورد في الأخبار فكثير منه ما ورد في الكافي في الحديث عن الحجر الأسود: >فإنّ الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة، لأنّ الله عزّ وجلّ لمّا أخذ الميثاق له بالرّبوبيّة ولمحمّدe بالنّبوّة ولعليّg بالوصيّة اصطكّت فرائص الملائكة، فأوّل من أسرع إلى الإقرار ذلك الملك لم يكن فيهم أشدّ حباً لمحمّدٍ وآل محمدe منه، ولذلك اختاره الله من بينهم وألقمه الميثاق وهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد لكلّ من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق< ([11]). وهذه الرّواية صريحة في كون هذا الميثاق هو الإقرار بالرّبوبيّة وللنّبيّe بالنّبوّة ولعليّg بالوصيّة. وبعبارة أخرى: اتّباعهم والطّاعة لهم طاعة مطلقة ([12]).
وكذا في قولهg في حديث: >فلمّا أراد الله أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: مَن ربكم؟ فأوّل من نطق: رسول اللهe وأمير المؤمنينg والأئمّة صلوات الله عليهم فقالوا: أنت ربنا، فحمّلهم العلم والدّين، ثمّ قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون، ثمّ قال لبني آدم: أقرّوا لله بالرّبوبيّة ولهؤلاء النّفر بالولاية والطّاعة، فقالوا: نعم، ربّنا أقررنا، فقال الله للملائكة: اشهدوا. فقالت الملائكة شهدنا على ألّا يقولوا غداً: {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} ([13]) أو يقولوا: {إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} ([14]) يا داود ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق<([15]).
وغيرها من الرّوايات الدّالة على ذلك.
2- وأما تعاهد ذلك فكان من النّبيّ في بيعة الغدير؛
وهذا بيّن عند الاطّلاع على الأمر الإلهيّ للنّبيّe، بأن يبلّغ ما أنزل إليه. مع أنّه قد بلّغ الدّين كلّه -حتّى الحجّ كان قد فرغ منه وعلّم المسلمين أحكامه-، ثمّ نزل الأمر بالتّبليغ وأخذ البيعة، من أنّهe لا بد له من خلَف ينصّبه تنصيباً رسمياً، فقد حان أوان أخذ البيعة له من جميع المسلمين، فكان ذلك في يوم الغدير([16]) ، بحيث إنّ أخذ البيعة للأمير في ذلك اليوم من المكانة بمكان؛ لأنّه {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ..}([17]).
ويشهد لذلك ما ورد في الخبر أنّ جبرئيل نزل على النّبيe قبيل حجّة الوداع، فقال له: >يا محمّد! إنّ الله جلّ اسمه يقرؤك السّلام ويقول لك: إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلّا بعد إكمال ديني وتأكيد حجّتي، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلّغهما قومك: فريضة الحجّ، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك..<([18]). فخرج النّبيّe إلى الحجّ وأعلمهم مناسكهم تفصيلاً، وفي طريق رجوعه إلى المدينة امتثل الأمر الآخر وهو التّنصيب للأميرg، فلمّا بلغوا الغدير استوقفهم النّبيّe، وخطب فيهم خطبته المعروفة فابتدأها بما يتعلّق بأمر التّوحيد في كلام طويل، ثمّ عطف على ذلك أمر الولاية لعليّ بن أبي طالبg وغير ذلك من مطالب مهمّة، فراجع الخطبة واستزد([19]).
فالنّبيّ هو بنفسه شرع -في الخطبة الشّريفة- بتعاهدهم العهد، الّذي قطع عليهم في عالم الذّر، المتعلّق بالتوحيد والرّبوبيّة له، وتعاهدهم أمر الولاية بالطّاعة لهe وللأميرg المأخوذ عليهم في عالم الذّر، فكان هذا اليوم -يوم الغدير- يسمّى في الأرض بيوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود أو المسؤول، لأنّ تلك الحشود أقرّت بذلك في مرّتين على الأقل، فكان النّبيّe يصوغ ذلك الإقرار وهم يردّدون من بعده.
وهم شاهدون ذلك الإقرار ومشهود عليهم والشّاهد عليهم هو الله -وكفى به شاهداً-، والنّبيّe، والأميرg، وجبرائيلg، وكلّ من أنكر منهم وضيّع -فضلاً عمّا إذا تعمّد تضييع هذا اليوم وما جرى فيه- فهو مسؤول عن ذلك في الدّنيا والآخرة، وسينتقم الله منه {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}([20])، ويراد من النّكث: هو النّقض، أي نقض البيعة مع النّبيe، فمن نقض هذه البيعة فإنّ العقاب المترتّب على ذلك النّقض إنّما هو عائدٌ عليه، فتلك صفقة وبيعة مع النّبيّe في صلح الحديبية لا يجوز نقضها، وهذه صفقةٌ أخرى في يوم الغدير مع المعصوم المتمثّل في النّبيّe والإمامg، والويل لمن نكث هذه الصّفقة فقد ورد في الخبر >من نكث صفقة الإمام جاء إلى الله أجذم<([21])، أي: مقطوع الحجّة والبرهان، وليس له لسان يتكلّم به كما ورد في تفسير الخبر.
ويشهد أيضاً ما ورد عن عمارة بن جوين أبى هارون العبدي قال: دخلت على أبى عبد اللهg في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجة، فوجدتّه صائماً فقال: >إنّ هذا اليوم يوم عظّم الله حرمته على المؤمنين، إذ أكمل الله لهم فيه الدّين وتَمّم عليهم النّعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأوّل، إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفّقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الإنكار الّذين جحدوا... اللهمّ سمعنا وأجبنا داعيك بمنّك فلك الحمد، غفرانك ربنا وإليك المصير، آمنّا بالله وحده لا شريك له، وبرسوله محمّدe وصدّقنا وأجبنا داعي الله واتّبعنا الرّسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين، أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبg عبد الله وأخي رسوله، والصّدّيق الأكبر، والحجّة على بريّته، المؤيّد به نبيه ودينه الحقّ المبين، علماً لدين الله، وخازناً لعلمه، وعيبة غيب الله، وموضع سرّ الله، وأمين الله على خلقه، وشاهده في بريّته... اللهم إنّا نُشهدك أنّا ندين بما دان به محمّد وآل محمّد، صلّى الله عليه وعليهم وقولنا ما قالوا، وديننا ما دانوا به، ما قالوا به قلنا، وما دانو به دِنّا، وما أنكروا أنكرنا، ومَن والَوا والينا، ومَن عادَوا عادينا، ومَن لعنوا لعنّا، ومَن تبرّؤا منه تبرّأنا منه، ومَن ترحّموا عليه ترحّمنا عليه، آمنّا وسلمنا ورضينا واتّبعنا موالينا صلوات الله عليهم... اللهم فتمّم لنا ذلك ولا تسلبناه، واجعله مستقراً ثابتاً عندنا، ولا تجعله مستعاراً، وأحينا ما أحييتنا عليه وأمتنا إذا أمتنا عليه، آل محمّد أئمتنا، فبهم نأتمّ وإياهم نوالي، وعدوّهم عدوّ الله نعادي، فاجعلنا معهم في الدّنيا والآخرة ومن المقرّبين، فإنّا بذلك راضون يا أرحم الرّاحمين. الخبر<([22]) .
3- وأما أمر النّاس بتعاهد ذلك الميثاق والعهد؛
وبعد ذلك كلّه أمر النّاس بتعاهد هذا العهد والميثاق -التوحيد والولاية- ،بصورة دائمة ولا سيّما في هذين الموردين: أوّلهما تعاهد زماني والآخر مكاني.
أما التعاهد الزّماني: فهو في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، بإحيائه وصيامه والدّعاء فيه، ومن خلال ما ورد فيه يُعلم رجحان هذا التّعاهد فيه، من قبيل ما ورد في السّلام بين المؤمنين فيه.. ومضامين الأدعية فيه، فهي تعكس هذين الجانبين بصورة جليّة كما نشير إلى ذلك.
فما يتعلّق بالتّوحيد فواضح لمن اطّلع على الأوراد والأذكار.
أمّا ما يتعلّق بالولاية فهذه بعض الموارد:
منها: >يامن هو كلّ يوم في شأن كما كان من شأنك أن تفضّلت عليّ بأن جعلتني من أهل إجابتك، وأهل دينك، وأهل دعوتك، ووفّقتني لذلك في مُبتدأ خلقي... إلى أن جدّدت ذلك العهد تجديداً بعد تجديدك خلقي... اللهمّ سمعنا وأطعنا وأجبنا داعيك بمنّك، فلك الحمد غفرانك ربّنا وإليك المصير، آمنّا بالله وحده لا شريك له، وبرسوله محمّدe، وصدّقنا وأجبنا داعي الله، واتّبعنا الرّسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عبد الله وأخي رسولك والصّدّيق الأكبر والحجّة على بريّته<([23]).
ومنها: ما يقرأ عقيب صلاة يوم الغدير: >ومننت علينا بشهادة الإخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة من بعد النّذير المنذر والسّراج المنير، وأكملت الدّين بموالاتهم والبراءة من عدوّهم، وأتممت علينا النّعمة الّتي جدّدت لنا عهدك، فذكّرتنا ميثاقك المأخوذ منّا في مبتدأ خلقك إيانا، وجعلتنا من أهل الإجابة، وذكّرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك، فإنّك قلت: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} شهدنا بمنّك ولطفك بأنّك أنت الله لا إله إلا أنت ربّنا، ومحمّد عبدك ورسولك نبيّنا، وعليّ أمير المؤمنين والحجّة العظمى وآيتك الكبرى والنّبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون...<([24])
أمّا التّعاهد المكانيّ: فهو كائن في مكّة المكرّمة، وبالتّحديد عند الحجر الأسود، وعند الفراغ من كلّ شوط من أشواط الطّواف، واجباً كان أم مستحبّاً كما ورد في الخبر عن الإمام الصّادقg: >فإن لم تستطع أن تستلمه[الحجر الأسود] بيدك فأشر إليه، وقل: أللهمّ أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، اللهمّ تصديقاً بكتابك، وعلى سنّة نبيّك، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، آمنت بالله وكفرت بالجبت والطّاغوت، وباللات والعزّى، وعبادة الشّيطان، وعبادة كلّ ندّ يدّعي من دون الله<([25]) . وأنت هنا تتعاهد مع الحجر الأسود وأنت بالهيئة المخصوصة ليشهد لك يوم القيامة عنده، ولا يخفى أنّه -كما في الأخبار- ليس مجرّد حجر، بل هو ملك أودع فيه هذا الميثاق والعهد؛ ليجدّد الخلقُ ميثاقهم عنده؛ ليكون الحجر الأسود شاهداً يوم القيامة بتجديد العهد، فعن أبي عبد اللهg أنّه قال: >إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها، فلذلك يقال: أمانتي أدّيتها، وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة<([26])، ولذا فإنّ الحجر يصدّق ويكذّب من يعاهده، فإن كان من أهل الولاية صدّقه وإلّا فلا كما في الخبر: >.. وأمّا القبلة والاستلام فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق، وتجديداً للبيعة ليؤدّوا إليه العهد الّذي أخذ الله عليهم في الميثاق، فيأتوه في كلّ سنة ويؤدّوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين أخذ عليهم، ألا ترى أنّك تقول: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، ووالله ما يؤدّي ذلك أحدٌ غير شيعتنا، ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحدٌ غير شيعتنا وإنّهم ليأتوه فيعرفهم ويصدّقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذّبهم، وذلك أنّه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد، وعليهم والله يشهد بالخفر والجحود<([27]) والخفر يعني نقض العهد والغدر.
والتّعاهد هو بمعنى التّحفّظ على الشّيء، ورعاية الشّيء والتّردّد عليه. ومن ذلك قولهe: >تعاهدوا القرآن<([28]) يعني تردّدوا على القرآن بالنّظر فيه أو القراءة أو التّدبّر.. وكذا تقول (وميثاقي تعاهدته) عندما تقابل الحجر عندما تفرغ من شوط تقول هذا، فأنت تتعاهد هذا الميثاق بحفظه والعمل على وفقه([29]).
احتمال آخر:
ممّا تقدّم يتّضح أنّ الميثاق هو ميثاق التّوحيد، والولاية لازم التجديد والحفظ وهي بعينها الأمانة الّتي حمّلت للأنبياء والمؤمنين، إلّا أنّ العلّامة الشّيخ محمّد تقي المجلسيّ الأب قد ذكر هذا الأمر، وذكر احتمالاً آخر يرجع في واقعه وحقيقته إلى ما ذكرنا.
والاحتمال الّذي ذكره في الأمانة، الّتي حمّلت إلى العباد على نحو التّرديد، مع ما ذكرنا هو: "أمانة الحجّ حين قال تعالى لإبراهيم: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}([30]).."([31])، ولذا لمّا جاء إلى تفسير الميثاق الّذي يتعاهده الحاج قال: "وهو العهد الّذي أخذه الله تبارك وتعالى عليهم على لسان سيّد الأنبياءe في ولاية أمير المؤمنين والأئمّة المعصومين -صلوات الله عليهم أجميعن- يوم غدير خمّ، وفي الحجّ... والحجر يشهد يوم القيامة لمن وافاهما في ذلك المكان، مع أنّه تجديدٌ للعهدين أيضاً مع الله تعالى؛ لأنّه جعل الحجر بمنزلة يمينه في أخذ العهد والميثاق، وقد تقدّم جميع ذلك في الرّوايات المستفيضة، ولا يستبعد هذه الأمور إلّا من لم يشمّ رائحة الإيمان"([32]) وعلّق على الفقرة الّتي في الدّعاء نفسه >آمنت بالله< قائلاً: "وبما أرسله على لسان رسوله من ولاية ولاة أمره والرّسالة والولاية داخلتان في الإيمان بالله. ولهذا لم يذكرهما لأنّهما متلازمان، كما في الآيات في قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} ([33]) وفي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ([34]) وغير ذلك من الآيات. بل القرآن أكثره فيهم"([35])، وليس بعد كلام الشّيخ المجلسيّ كلام فهو صاحب هذا الفنّ وخرّيته.
عيد الغدير والتّخطيط المسبق
إلى هنا قد اتّضح ممّا سبق مقدار ما لهذا اليوم من عظمة عند الله تبارك وتعالى، ولذا استرعى ذلك أن يكون لهذا اليوم تمهيد من النّبيّe، منذ أن ابتدأ بتبليغ الدّين؛ كيما يتقبّله المسلمون عند الإعلان النّهائي في يوم الغدير وبصورته الكاملة، ونشير هنا إلى شيء، ممّا ارتكز على التّمهيد لخصوص الولاية لأمير المؤمنينg:
1- في عهد النّبيّ من أوّل يوم واجتماع يجريه النّبيّe مع أهل بيته وعشيرته وذلك لمّا نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}([36])، فقال النّبيّe في أحداث مفصّلة في محلّها: >أنت أخي ووصيّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي<([37]) داعياً بذلك أهل بيته الّذين هم كبراء قريش، إلى مدّ يد الطّاعة إلى عليّ بن أبي طالبg، الّذي كان أصغرهم سنّاً، إلّا أنّ المناصب الإلهيّة لا تنال بالسّن، بل بالكفاءة والمؤهِّل، وكرّر هذا مع الأنصار والمهاجرين مرّة أخرى كما في الأمالي عن سلمان الفارسيّ، قال: سمعت رسول اللهe يقول: >يا معشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: هذا علي أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبّوه لحبّي، وأكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل أمرني أن أقوله لكم<([38])، وفي مواضع عديدة([39]) آخرها عند قبيل ارتحالهe([40]).
2- في كثيرٍ من المواطن الّتي يذكر فيه علي بن أبي طالب، نراهe يشير إلى اتّباعه ولزوم طاعته، كقولهe: >هذا وشيعته هم الفائزون<([41]) ، وأمثالها من المقالات الّتي كان يشير فيها إلى أنّ عليّ بن أبي طالب هو الخليفة والإمام من بعد النّبيe بلا فصل([42]).
3- في كيفية الإعلان عن الولاية في هذا اليوم، حيث ابتدأ النّبيّ بالسّؤال التّقريريّ، وهو لا يطلب به الاستفهام حقيقة، بل السّائل يكون عالماً بما يسأل، وإنّما غرضه من السّؤال حمل المسؤول على الإقرار بما يعلم، فجعله مضمون سؤاله ليمهّد به لشيء آخر كما في قولهe: >ألست بأولى بالمؤمنين بأنفسهم؟ قالوا: بلي<([43]). والواقع أنّهe، أعرف منهم بأنّه أولى منهم بأنفسهم، كيف والله تعالى قد خاطبه قبل هذا الحدث فقال: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}([44]) ، ولكنّهe يريد أن يحملهم على الإقرار بهذا المعنى؛ وهو أولويّته عليهم في أنفسهم ليمهّد بذلك للآتي من تنصيب أمير المؤمنين من جهتين:
· ليكون هذا التّنصيب صادراً ممّن هو أولى بأنفسهم منهم باعترافهم، فيكون تنصيباً صحيحاً لا يقبل الرّدّ.
· وليكون تنصيباً لهg وجعلاً للولاية لهg على نسق تنصيب الله للنّبيّe وجعل الولاية له في قوله: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، وحتّى لا تبقى حجّة لأحدٍ وعذر لمعتذر فيما بعد. فلا يقول قائلٌ: ما فهمت أولويّة التّصرف، بل فهمت معنى آخر مثل: ناصر ومحبّ وما شاكل من المعاني الأخرى الّتي تلصق للولاية([45]).
دورنا تجاه هذا العيد
وأختم بهذه الوصايا، الّتي أشير فيها إلى ما ينبغي علينا من دور، تجاه هذا اليوم العظيم؛ كي لا نكون من المقصّرين والغافلين.
الوصيّة الأولى: ينبغي أن نتعامل مع يوم الغدير على أنّه يوم انطلاق في الحياة، معلنين في تمسّكنا بعليg ونهجه، الّذي لا يحيد عن نهج رسول الله،e بل هو امتداد له، ومن نهجه أن يكون الإنسان في حالة من التّقدّم في دينه ودنياه.
الوصيّة الثّانية: الاهتمام بهذا اليوم والتّعيّد فيه، ومعرفة فضله، فقد ورد أنّ النّاس كانوا في مجلس الإمام الرّضاg، وكان المجلس غاصّاً بأهله، فذكر يوم الغدير، فتناكره بعضهم فقال الإمام في حديث ممّا جاء في آخره: >لو عرف النّاس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرات، ولو لا أنّي أمره التّطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطى الله فيه من عرفه ما لا يحصى بعدد<([46]).
الوصيّة الثّالثة: تعاهد العقيدة عموماً لاسيّما التّوحيد والولاية، وعدم الاكتفاء ببعض المظاهر الّتي قد يفقدها البعض مضمونها.
الوصيّة الرّابعة: أن نعلّم أولادنا فضل هذا اليوم ومعناه، لا ليحتفلوا في هذا اليوم وحسب، بل ليتمسّكوا بعليّg ونهجه، وهذه وصيّة النّبيّe في خطبة الغدير: >معاشر النّاس! قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً على أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا، وصفقة بأيدينا نؤدّيه إلى من رأينا وولدنا، لا نبغي بدلاً وأنت شهيدٌ علينا، وكفى بالله شهيداً<([47]).
استطراد:
وهنا استطراد في هذه النّقطة، حول نقل الحدث التّاريخيّ، كما هو الحال في يوم الغدير، من ضرورة الالتفات إلى طرق التّعامل مع الحوادث التّاريخيّة، عند نقلها إلى الأجيال المقبلة إلى هذه الطّرق الأربعة:
1-مجرّد ترديد وتكرير بلا هدف، فقط لملء الخطب والكتب، ولإشغال النّاس بها من دون استخلاص الدّروس والعبر، وهذا ما يستفيد منه أهل القصص، وما بات يعرف بالحكواتي وأمثاله، حيث يسردون الأحداث التّاريخيّة والقصص، مطعّمة ببعض الإثارات؛ كي تشدّ السّامع إليها وتلهيه.
2-تكرار سلبيّ، وهو أن يتمّ ذكر الحوادث التّاريخيّة، وبيان حجم الفشل الذّريع الّذي وصل إليه أبطال ذلك الحدث، والتّركيز على أنّ الواقع المعاش لن يكون أفضل حالاً من ذلك الواقع، فلا بدّ من التّأقلم مع الذّلّة والهوان والاستسلام؛ كي لا تتكرّر حوادث التّاريخ السّلبيّة في واقعنا، فتنتشر أحداث سلبيّة بين المجتمع، وتجعل من المجتمع مجتمعاً سلبيّاً خانعاً لكلّ ضغط عليه غير قابل للتّقدّم.
3-تكرار لهدف التّثبيت للأحداث؛ كي لا تندثر ولكي تبقى من دون تشويش وتشويه. وهذا في حدّ ذاته جيد؛ لما فيه من حفظ لهذه الأحداث التّاريخيّة بتفاصيلها، وترسيخها إلى الأجيال، لا سيّما إذا نقلت بصورتها الموثوقة بلا زيادات أو نقصان، ومنه يتّضح أن الطّريق الأوّل ليس بحسن.
4-مضافاً إلى الطّريق الثّالث، تكرار تحليليّ يهدف إلى تثبيت الحدث، والوقوف على أبعاده وتحليل مواقفه وشخوصه بموضوعيّة؛ لغرض أن يُعاش الواقع ببصيرة، ويُشقّ طريق المستقبل بحكمة. فكلّ حدث ماض يكون ترديده لا بدّ من أن يربط بالحاضر والمستقبل بصورة وبأخرى.
وهذا الطّريق هو الصّحيح في التّعامل مع الحدث التّاريخي ّومنه حدث الغدير.
الوصيّة الخامسة: المخاطَبين قد يحدّدون زاوية البحث كما هو الغالب
فلا بدّ من الالتفات إلى نوع المخاطبين من الجمهور، حيث يستدعي أن يركّز في الخطاب على عدد من النّقاط.
-فمن المخاطَبين من هم من الصّغار وعددٌ من الناشئة، وهؤلاء لا بدّ من أن يكون الخطاب معهم خطاباً تأسيسيّاً؛ ليتعرّفوا على عيد الغدير بصورته السّاذجة البسيطة.
-ومن المخاطبين من هم في دائرة الخلاف -أي: ممّن لهم احتكاك ومخالطة بالمخالفين-، فهم في حاجة إلى خطاب يحصّنهم من الشّبهات الّتي تثار حول هذا الأمر المهمّ، وكيفية تبليغ هذا الأمر إلى بقية المسلمين، وهنا يأتي الحديث عن آية الإكمال والتّوفيق بينها وبين وجود الأئمّة الطّاهرين. ودلالات حديث الغدير من النّاحية المذهبيّة، وإثباته في الكتب المعتمدة عند العامّة والخاصّة.
-ومن المخاطبين من هم معتقدون بثبوت ووقوع هذا الأمر ودلالاته على العقيدة ومتمسّكون به.. وهؤلاء لا بدّ من أن يكون الخطاب معهم خطاباً تحليليّاً يعكس الغدير في الماضي والحاضر والمستقبل لعيد الغدير، وأثره العقديّ على المسلمين.
وقد يختلط الجمهور من هذه الفرق كلّها فيلزم رعاية ذلك مع الإمكان.
اللهم أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته، وآمنت بالله وما جاء به رسولهe، وواليت أولياء اللهi فاكتبني معهم في عليّيين. اللهمّ سلّم لي عهدي، واقبل توبتي وأجب دعوتي.
تمّ الفراغ منه في 5/3/2020م بقم المقدّسة
([1]) الأمالي، الصّدوق، المجلس السّادس والعشرون، ص188، ح8. روضة الواعظين، الفتّال النّيسابوري، ص102.
([2]) وهي عيد الفطر والأضحى والجمعة، واليوم الّذي لا يعصى العبد ربّه فيه -لما ورد من أنّ كلّ يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد-، وعيد الغدير.
([3]) وسائل الشّيعة، العاملي، ج8، ص89، باب 3 من أبواب بقية الصّلوات المندوبة، ح1.
([4]) وإن كان في تعيين هذا اليوم في الجواب فيما بعد تغيير لما هو واقع وثابت فنسب النّزول إلى يوم عرفة يوم جمعة. انظر: صحيح البخاري، ج1، كتاب الإيمان، ص 16.
([5]) في بعض المصادر (المسؤول) بدلاً عن المشهود. كما في المقنعة، الشّيخ المفيد، باب 20.
([6]) وسائل الشّيعة، العامليّ، ج8، ص89، باب 3 من أبواب بقيّة الصّلوات المندوبة، ح1.
([7]) وستأتي الإشارة إلى أنّ من عرف هذا اليوم استحقّ أن تصافحه الملائكة في اليوم عشر مرات.
([8]) قال في مجمع البحرين، الشّيخ الطّريحيّ، ج3، ص116: "وفي الحديث يوم الغدير يسمّى في السّماء يوم العهد المعهود. أي اليوم الّذي عهد وعرف". وانظر: لسان العرب، ابن منظور، ج3، ص 313.
([9]) وسائل الشّيعة، العامليّ، ج8، ص90، باب 3 من أبواب بقيّة الصّلوات المندوبة، ح1.
([10]) الأعراف: 172.
([11]) الكافي، الكليني، ج4، ص186، باب بدء البيت والطّواف، ح3.
([12]) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} النساء: 59.
([13]) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأعراف في الآية 172: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}.
([14]) الأعراف: 173.
([15]) الكافي، الكليني، ج1، ص133، باب العرش والكرسيّ، ح7.
([16]) كما هو ثابتٌ ولست هنا في صدد إثباته.
([17]) {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} المائدة: 67.
([18]) الاحتجاج، الطّبرسي، ج1، ص133.
([19]) وقد وردت الخطبة بنصّها الكامل في تسعة من المصادر المعتبرة المتداولة بأسانيد متّصلة، منها رواية الاحتجاج، ج1، ص133 بعنوان: احتجاج النبيe يوم الغدير على الخلق كلّهم -وفي غيره من الأيام- بولاية علي بن أبي طالبg، من بعده ولده من الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
([20]) {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} الفتح: 10.
([21]) المحاسن، البرقي، ج1، ص94، ووردت بنصوص قريبة مثل: >من نكث بيعته لقي الله يوم القيامة أجذم، لا يد له< في دعائم الإسلام، النّعماني، ج2، ص95، وقد قيل في معنى الحديث: "وقال الخطابي: معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الأنباريّ، وهو أنّ من نسي القرآن لقى الله خالي اليد من الثواب، فكنّى باليد عما يحويه ويشتمل عليه من الخير. إذا عرفت هذا فنقول: الأجذم في حديثنا هذا يحتمل معاني: أحدها: مقطوع اليد، وثانيها: مقطوع الأعضاء كلّها، وثالثها: مقطوع الحجّة لا لسان له يتكلّم به، ورابعها: مقطوع السّبب لا سبب له يتمسّك به، وخامسها: مقطوع الخير كلّه. والأول أرجح؛ لأنَّ البيعة تباشر اليد من بين الأعضاء; لأنَّ المبايع يضع يده في يد الإمام عند عقد البيعة وأخذها عليه ثمّ الثّالث; لأنَّ اللسان يتكلّم بالتّعاهد والميثاق" شرح أصول الكافي، المازندراني، ج7، ص21.
([22]) إقبال الأعمال لابن طاووس، ج2، ص277.. وفي الخبر ذكر صلاة ودعاء يعمل في يوم الغدير.
([23]) إقبال الأعمال، ابن طاووس، ج2، ص277.
([24]) غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاصّ والعامّ، السّيّد هاشم البحرانيّ، ج1، ص342.
([25]) وسائل الشّيعة، العاملي، ج13، ص314، باب 12 من أبواب الطّواف، ح1.
([26]) وسائل الشّيعة، العامليّ، ج13، ص322، باب 13 من أبواب الطّواف، ح17.
([27]) الكافي، الكلينيّ، ج4، ص185، باب البدء بالحجر والعلّة في استلامه، ح2.
([28]) كنز العمّال، المتّقي الهندي، ج1، ص603، ح2755.
([29]) لم أجد من يذكر استحضار هذا المعنى عند التّسليم على الحجر ولكنّ حُسنه لا يخفى.
([30]) الحجّ: 27.
([31]) روضة المتّقين، المجلسيّ الأب، ج9، ص143، في تعليقه على استلام الحجر الأسود.
([32]) نفس المصدر.
([33]) المائدة: 55.
([34]) النّساء: 59.
([35]) روضة المتّقين، المجلسيّ الأب، ج9، ص144، في تعليقه على استلام الحجر الأسود.
([36]) الشّعراء: 214.
([37]) الأمالي، الطّوسي، ص 583، مجلس يوم الجمعة التّاسع من ربيع الأول سنة سبع وخمسين وأربع مائة، ح11. والإرشاد، المفيد، ج1، ص7.
([38]) الأمالي، الصّدوق، ص564، المجلس الثّاني والسّبعون، ح21.
([39]) الأمالي، الطّوسي، ص517، المجلس الثّامن عشر، ح38. وكذا في المجلس السّادس والعشرون، ح3.
([40]) الأمالي، الطّوسي، مجلس يوم الجمعة سلخ ربيع الأول سنة سبع وخمسين وأربع مائة، ص302، ح1.
([41]) فضائل الشّيعة، الشّيخ الصّدوق، ص12.
([42]) كما ورد في بحار الأنوار، المجلسيّ، ج7، ص179، ح16. وغيره من المصادر.
([43]) خطبة النّبيّ| في يوم الغدير.
([44]) الأحزاب: 6.
([45]) من إفادات بعض أساتذتي (سلّمه الله).
([46]) تهذيب الأحكام، الطّوسي، ج6، ص24، باب7، ح9.
([47]) الصّراط المستقيم، البياضي، ج1، ص303. الغدير، الأميني، ج1، ص270.
0 التعليق
ارسال التعليق