(الإسلاميون) هم خلفاء الله في أرضه، دستورهم القرآن الكريم، وقائدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وهو الإسلامي الأول)، وظيفتهم هي وظيفة الرسل والأنبياء (عليهم السلام)، ألا وهي هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وتحقيق الحكم الإلهي.. ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) [المائدة 44]، ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)) [المائدة 45]، ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)) [المائدة 47]، أي أن الإنسان الذي يتنكر لحكم الله مع علمه بأحقيته، هو في المنظور القرآني [كافر، ظالم، فاسق]، وعلى هذا، فالإسلاميون الحقيقيون هم الذين يؤمنون بحكم الله، ويرفضون كل منهج وأدوات لا تلتقي مع حكم الله، وأما من تلفظ بالشهادتين ووضع القرآن فوق الرفوف وأخرجه إذا استلزم الأمر لتلاوته فوق القبور، وتعامل مع الله (عز وجل) بين جدران المسجد، فهذا مسلم في إطاره الظاهري، ولكنه لم يستوعب الدين الإسلامي في مفهومه الشامل والكامل.
إذن، عدم الاعتقاد بما يتباين مع المنهج الإسلامي وأدواته ليس منقصة، بل هو من كمال الإيمان بالله (عز وجل)، وإذا رفع بعض الإسلاميين شعارات كالديمقراطية أو المجتمع المدني أو غيرها في بعض المواقع - لا عن اعتقاد-، فليس باعتبار أنها (الأحسن)، بل باعتبارها الأطروحات الممكنة بحسب البيئة المعاشة و (الأقل سوءا)، حيث أنها - في الأعم الأغلب- لا تلتقي مع الإسلام في مفهومها الثقافي والفكري، ولكن ربما تلتقي مع الإسلام من حيث الأسلوب في بعض المواقع والظروف، وهذه ميزة كبرى تسجل للدين الإسلامي في أبعاده الشمولية. فكم هو جميل أن يعيش الإنسان المسلم غيورا على دينه وإسلامه، وأجمل من ذلك هو أن تنطلق تلك الغيرة عن وعي ومعرفة بقيم الإسلام ومبادئه السماوية السمحاء، فيعيش الفرد المسلم - حينئذ - فدائياً لإسلامه ودينه وقيمه، باذلاً عقله وقلبه وروحه وفكره وقلمه ودمه، من أجل رفع راية الإسلام خفاقة في ربوع المعمورة، ولا يتأتى ذلك إلا بالرجوع إلى الثقلين اللذين لن يفترقا أبداً حتى يردا الحوض على رسول الرحمة( صلى الله عليه وآله) ومنقذ الأمة من التيه والضلال.
0 التعليق
ارسال التعليق