هكذا تكون العظمة

هكذا تكون العظمة

المتأمل في شخصية رجال كل عصر من العصور يرى من صنوفهم صنفين بارزين، الصنف الأول هم الرجال الرجال، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هم العظماء، وهم الملوك الذين أسروا قلوب الناس طواعيةً، وماجت قلوب الناس بحبهم، فقد أخلصوا لشعوبهم وخدموهم، وقدّموا لهم الغالي والنفيس، وضحّوا بأنفسهم في سبيل الناس طاعةً لله عز وجل، ونحن في هذا العدد من مجلة (رسالة القلم) نتناول ملفاً خاصاً حول شخصية من هذه الشخصيات.

وأما الصنف الآخر فإنه وإن كان بارزاً إلا أنه لا يمكن القول بأن كل بروز وارتفاع فهو عظمة، فكم من بروز لا يشكل سوى ورم! وكم من عظمة لا تشكل سوى جنون وكبرياء ينازع الله رداءه، ومن نازع الله رداءه مَحَقَه ولا يبالي ــ كما في الأثرــ.

أما معالم هذا الصنف فهي الدونية والشذوذ، ولهذا كان بارزاً ــ على طريقة خالف تُعرف ــ دون غيره من أصناف الرجال الذين يقبعون في وسط الطريق.

ولم تزل الأيام ولا تزال تحدثنا بموبقات هذه الطائفة من مجون وعهر وبعد وسير بلا هدف.

ألا تذوب القلوب وتحترق ألماً حينما ترى الصعاليك يديرون دفة الثقافة بلا ثقافة؟! وأراذل الأمة يفجرون ويمسّون الأعراض بما حرّم الله ورسوله(ص).

هذه هي حالة بعض بلداننا الإسلامية، تُبذل فيها الأموال وتُبَذَّر على لا شيء، يُباح فيها العهر باسم الفن، ويهدر بيت مال المسلمين على قنوات الفرقة والانحطاط والشتيمة والخبل، ولقد كرّمت بعض القنوات الإعلامية فناناً على إبداعاته الفنية الراقية، وأجرت معه مقابلةً يوضّح فيها شيئاً من فنه الباهر، فقال: حينما أردت الغناء، لم يكن لدي موضوع محدد للأغنية، وكان على الطاولة قوطي (علبة) حليب، فصارت الفكرة أن أغني على هذه العلبة، قائلاً: قوطي.. قوطي..

لك أن تندى ما شئت أيها الجبين!! لا على بيت مال المسلمين، ولكن على الألوف من الناس ممن يتربى على هذا الفن وعلى هذه الثقافة التي ذيد عن صياغتها مُفَكّرو الأمة وعظماؤها.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا