عُرفت البحرين منذ القدم بتجذر الحالة الدينية في مجتمعاتها، وقد ارتبط شعب البحرين بالحوزات العلمية ارتباطاً وثيقاً، وعلى مر العصور كانت هناك حالة من التواصل المستمر بين العلماء والحوزات العلمية في البحرين وعلماء وحوزات بقية الحواضر الشيعية مثل الحلة والنجف وأصفهان وشيراز وقم، الأمر الذي يفسر لنا الهجرات العلمية الكثيرة المتبادلة التي تمت في مختلف العصور، والتي تجاوزت الحواجز السياسية والجغرافية.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران والضغوط الكثيرة والمتنوعة التي مورست على الحوزة العلمية في النجف الأشرف، برزت الحوزة العلمية في قم، وتألق نجمها، وصارت مأوى العلماء وطلاب العلم من مختلف الحواضر الشيعية، ومنذ ذلك الوقت هاجر إليها العديد من طلاب العلوم الدينية البحرانيين حيث تلقوا دروسهم في مدارسها وحوزاتها، وقاموا خلال هذه الفترة بتأسيس بعض المدارس والمراكز العلمية الخاصة بهم، وفي سنة 1418هـ.ق. انبرى جمع منهم لتأسيس حسينية للبحارنة، فكانت الحسينية البحرانية.

وتقع الحسينية البحرانية بالقرب من حرم السيدة فاطمة المعصومة(ع) في مدينة قم المقدسة، ويحتوي مبنى الحسينية على قسمين أساسيين:

القسم الأول: وهو عبارة عن قاعة الحسينية، وهي قاعة كبيرة مخصصة لإحياء المناسبات الدينية وإقامة الدروس والبرامج الثقافية المتنوعة.

القسم الثاني: وهو عبارة عن سكن مخصص لطلاب العلوم الدينية البحرانيين في مدينة قم المقدسة، ويتكون هذا القسم من طابقين، يحتويان على مجموعة من الغرف والمرافق، كما يحتوي أيضاً على مكتبة لمطالعة الكتب الإسلامية والثقافية، بالإضافة إلى المكتبة الصوتية التي تحتوي على الأشرطة الصوتية والمرئية والأقراص الكومبيوترية.

وتعتبر الحسينية البحرانية المركز الأساسي للأنشطة الثقافية والعلمية للجالية البحرانية في مدينة قم المقدسة.

وخلال السنوات الأولى التي تلت افتتاح الحسينية كانت صلاتَي المغرب والعشاء تقام فيها جماعةً بإمامة سماحة العلامة الحجة الشيخ عيسى أحمد قاسم، وقد استمر هذا الوضع إلى ما قبل سفره إلى البحرين في ذي الحجة سنة 1421هـ، كما قام سماحته خلال تلك السنوات بإلقاء العديد من المحاضرات الدينية والثقافية والأخلاقية والسياسية في الحسينية في مناسبات متعددة، بالإضافة إلى درس الخارج الذي بدء في إلقائه في سنة 1420هـ.

ومنذ تأسيس الحسينية البحرانية ولحد الآن تقوم اللجنة الثقافية بالحسينية بتنظيم وإحياء البرامج الدينية والثقافية مثل الاحتفالات الدينية ومجالس العزاء، وبرنامج «ليلة الجمعة» الذي يشتمل على دعاء كميل وزيارة الحسين(ع) ثم المحاضرة الأسبوعية، كما تقوم بتنظيم البرنامج الثقافي السنوي لشهر رمضان المبارك، حيث تتم فيه استضافة العديد من الشخصيات العلمية والثقافية في شتى التخصصات الحوزوية.