بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد.

أبدعتْهُ يدُ السماءِ، وولدتْهُ الأنبياءُ، وأرضعتهُ الزكيةُ الزهراءُ، وتربَّى في حجرِ خيرِ الأوصياءِ؛ ليكونَ المنقذَ للأمةِ المرحومةِ منَ الضلالِ، والهادي لها لطريقِ الهدىْ والصلاحِ، بعدَ أنْ تربَّعَ الغيُّ والفسادُ على قلوبِ الناسِ، فأصبحَ الدينُ فيهم غريباً، واستولى المفسدونَ والظالمونَ على مقاليدِ الأمورِ، فلمْ يتركوا حرمةً إلا وهتكوها، ولا مؤمناً صالحاً إلا ولاحقوه، وصارَ الإيمانُ والتدينُ جرماً عظيماً  لا يغتفر، فقامَ أبو الأحرارِ (عليه السلام) فاستفرغَ كلَّ الجهدِ لهذا الهدفِ العظيمِ، وبذَلَ الميسورَ والمعسورَ لتحقيقِ هذا الأمرِ الجسيمِ، فضحَّى بأهلِه وأولادِه وأخوتِه، ثمَّ بدمِه الزاكي، لا لشيءٍ إلا لإصلاحِ الدينِ وأهلِه، وإرجاعِ الناسِ إلى دينِ جدهِ (صلّى الله عليه وآله)، وكانَ نداؤه ولا يزال: (ألا منْ ناصرٍ ينصرُنا)، فهل نستجيبُ لنداءِ الحسين (عليه السلام) لنكونَ شركاءَ في أجرِه، ومنَ المعدودين في أنصارِه؟ فلنكن كذلك، ولنكنْ معَ الحسينِ (عليه السلام).