تمهيد:
لقد زخرت البحرين ومنذ القدم بالعديد من العلماء والشعراء الذين أثَّروا في الحياة العلمية والأدبية في المنطقة بشكل عام وفي البحرين بشكل خاص، وذلك من خلال ما كتبوه من كتب ومصنفات أو من خلال ما نظموه من أشعار، كما كان لبعضهم أيضاً دورٌ بارزٌ في الحياة الاجتماعية والسياسية في البحرين على ما يظهر لمن درس حياتهم.
وكنت أرجو ومنذ زمن بعيد في أن أوفق للإسهام في الجهود الرامية لنفض الغبار عن ما يلف شخصية رجالات البحرين من غموض، نتيجة تراكمات سنوات الإهمال الطويلة، التي تضافرت خلالها جهود الحاقدين ممن يرغب في طمس تراث هذه المنطقة، مع تخاذل أهلها عن القيام بأقل ما يقتضيه الواجب عليهم إزاء هذه الهجمة الشرسة التي تستهدفهم في هويتهم وتاريخهم.
وقد وفقت ولله الحمد في أداء بعض ما يتوجب عليَّ القيام به، إذ قمت بتحقيق بعض ما ألَّفَه علماء المنطقة من كتب، كما كتبت بعض المقالات التي تُعَرِّفُ بعلماء المنطقة، وكان في ضمن ما كتبته في وقتٍ سابقٍ ترجمة للعلامة الشيخ مفلح الصيمري ولابنه الشيخ حسين بن مفلح الصيمري، وقد أعددتُها لتطبع آنذاك ولكن الظروف لم تساعد على ذلك، وقد قمت مؤخراً بمراجعتها مرةً أخرى وأضفت إليها بعض ما استجد عندي من معلومات حول هاتين الشخصيتين، وقد سعيت جهد الإمكان لاستقصاء كل ما يمكن العثور عليه من هنا وهناك مما يمكن أن يلقي الضوء على شخصيتهما وأحوالهما، و أنا إذ أقدم هذه الترجمة للنشر لأرجو من المختصين أن لا يبخلوا عليّ بما لديهم من ملاحظات أو إضافات.
الشيخ مفلح الصيمري
اسمه ونسبه:
الشيخ مفلح بن الحسن بن رشيد بن صلاح الصيمري، وقد اختلفوا في ضبط اسمَيْ والده وجدّه هل هما بالتصغير أم بالتكبير، فقد وردا في بعض المصادر مكبّرَيْن هكذا (بن الحسن بن راشد)، وفي مصادر أخرى مصغرين هكذا: (حسين بن رشيد)، والذي نستصوبه تبعاً لصاحب الذريعة هو أنّ الاسم الأول مكبر والثاني مصغر أي هكذا: (مفلح بن الحسن بن رشيد)، كما ورد بخطّ الشيخ مفلح في بعض كتبه وفي إجازته التي رآها صاحب الذريعة على ظهر كتاب (قواعد العلامة) (1).
أصله :
الصيمري نسبةً إلى (صيمر) أو (صيمرة)، وهي اسم لموضعين كما يذكر ياقوت الحموي (2)، الأوّل في البصرة، والثاني بين ديار الجبل وديار خوزستان، وقد ذكر الماحوزي أنّه (من صيمر وانتقل منها إلى البحرين) (3)، وهذا يعني أنّه من أصلٍ غير بحراني، ولكنّ صاحب أنوار البدرين نقل عن البعض من ثقاته وجود منطقة في قرية (سلماباد) بالبحرين تعرف بـ(صيمر)، واحتمل كون الصيمري نسبةً إليها، خصوصاً وأنّه مدفون في تلك القرية، ولكنّ الحقّ على ما يبدو هو ما قاله الماحوزي; وذلك لقرب عهده به، ولوجود أبيات شعر للشيخ مفلح قالها حين أخرج من البحرين تؤكّد ذلك، فقد نقل الشيخ علي البلادي (4) أنه رأى أبياتاً للشيخ مفلح الصيمري قالها حينما نُفِيَ من البحرين حيث قال:
ألا من مبلـغ الإخـوان أني رضيت بسنـة الفجار فينا
فافعـل مثـل (فعلان) وإني كجندب للولايـة قد نفينـا
وما أسفي على البحرين لكن لإخوان بهـا لي مؤمنينـا
دخلنـا كارهيـن لها فلمـّا ألفناهـا خرجنا كارهينـا
وقوله: (دخلنا كارهين لها) يدل على أنّه لم يكن بحراني الأصل، كما يظهر ذلك أيضاً من قوله: (فلما ألفناها) إذ تشعر بأنه غريب عنها ثم ألفها نتيجة اندماجه فيها، ولعل المنطقة الموجودة في سلماباد والتي تُعرَفُ بـ (صيمر) قد أخذت اسمها من وجود هذه الأسرة فيها كما شاهدنا ذلك في حالات مشابهة.
وغني عن الإشارة أن كلمة (فعلان) التي وردت في الأبيات على وزن عثمان، و(جندب) اسم أبي ذر الغفاري الصحابي المعروف الذي نفاه عثمان بن عفان إلى الربذة، وقد أراد الشاعر أن يشبه ذاك الطاغية الذي نفاه من البحرين بعثمان، ويشبه نفسه بأبي ذر.
مولده:
لم تسعفنا المصادر بتحديد تاريخ مولده على وجه الدقة، إلا أن من المرجح أن تكون ولادته سنة 820هـ أو قبل هذه السنة؛ حيث أن أستاذه الشيخ أحمد بن فهد الحلي توفي سنة 841هـ، فإذا افترضنا أنه كان حين وفاة أستاذه في الحادية والعشرين من عمره فهذا يعني أن ولادته كانت سنة 820هـ، (حوالي سنة 1417م).
موطنه:
قلنا فيما سبق بأن أصل صاحب الترجمة من (صيمر) البصرة، وأنه انتقل بعد ذلك إلى البحرين وتوطن فيها، وقد ذكرتْ بعض المصادر المتأخرة (5) أنه سكن في الحلة السيفية لمدة من الزمن، ولم أجد في المصادر القديمة ما يشير إلى ذلك، وربما أنهم استندوا في ذلك إلى تتلمذ الصيمري على الشيخ أحمد بن فهد الحلي، فاستنتجوا أن ذلك حصل في الحلة لكون الأستاذ منها، إلا أن الصحيح أن ابن فهد الحلي تنقل في عدة أماكن ولم تنحصر إقامته في الحلة، فلا يتم هذا الاستنتاج.
وعلى أي حالٍ فمما لا شك فيه أن العلامة الصيمري قد انتقل إلى البحرين، وكان انتقاله إليها بمثابة المرحلة الجديدة في حياته، إذ بدأ مرحلة العطاء الفكري، وقد استقر في البحرين في قرية (سلماباد) وهي إحدى القرى القديمة في البحرين، والتي لا زالت مأهولة لحد الآن، وهي في الوسط الشمالي لجزيرة البحرين، وتقع إلى الشمال من قرية (عالي)، وتقع إلى شرقها قرية (توبلي)، وقد تضررت هذه القرية مؤخراً بسبب إنشاء منطقة صناعية فيها مما تسبب في حدوث تغييرات كبيرة في القرية.
الأوضاع السياسية في عصره:
نحتاج هنا للتعرف على الحكومات التي عاصرها العلامة الصيمري في كل من العراق والبحرين على حدٍّ سواء، وذلك للتعرف على الأوضاع السياسية التي عاشها، والتي ساهمت بشكلٍ أو بآخر في تكوين شخصيته.
عاش الصيمري في العراق حيث تتلمذ هناك على يد أستاذه العلامة الشيخ أحمد بن فهد الحلي (المتوفى سنة 841 هـ)، وعاصر الأحداث التي عصفت بالعراق على يد السيد محمد بن فلاح المشعشع، والذي كان زميله في التتلمذ على ابن فهد الحلي.
ففي أواخر حياة أستاذه ابن فهد الحلي بدأ السيد محمد المشعشع حركته وتمكن في غضون فترة وجيزة من إقامة دولته التي امتدت لتشمل المناطق العربية في إيران، كما شملت البصرة ومناطق واسعة من العراق حتى حدود بغداد، وقد استمر أولاده من بعده إذ استمرت حكومتهم قرابة الثلاثة قرون بين مدٍّ وجزرٍ، حيث فقدت استقلاليتها في بعض الفترات وصارت تابعة للدولة الصفوية.
ولم تكن دولة المشعشعيين مقبولة لدى العلماء، فقد امتزجت حركتهم بالكثير من العقائد الباطلة والانحرافات الفكرية، كما اتسمت بالكثير من العنف في تعاملها مع المجتمعات التي حاربتها، وقد وصل الأمر بهم إلى قيام المولى علي بن محمد المشعشع بالتعدي على العتبات المقدسة في العراق بشكل مهين جداً وكان ذلك في عام 858هـ، وذلك بالرغم من أنهم ينحدرون من السلالة العلوية، إذ أنهم من أحفاد الإمام موسى الكاظم(ع)، ورغم أن محمد المشعشع قد أظهر عدم رضاه عن ما فعله ابنه المولى علي إلا أنه مع ذلك لم يفعل شيئاً إزاءه مدعياً العجز عن ردعه.
ولعل هذه الأعمال التي قام بها المشعشعيون هي التي سببت زيادة الفجوة بينهم وبين العلماء الذين عارضوهم بشدة، وانتقدوا أفعالهم وأفكارهم، ولعل ذلك هو السبب في تهجير الصيمري من موطنه الأصلي(صيمر البصرة) إلى البحرين، أو أنه كان من بين الأسباب التي أدت إلى ذلك.
هذا بالنسبة إلى العراق، وأما في البحرين فقد شهدت تلك الفترة سقوط حكومة آل جروان والتي حكمت كل من البحرين والقطيف والإحساء ما يزيد على المائة عام، فقد استولى على الحكم جدهم جروان المالكي في سنة 705هـ، ثم لما مات جاء ولده ناصر بن جروان ثم أعقبه ولده إبراهيم بن ناصر الذي استمر بالحكم إلى ما بعد سنة 820 هـ وقد وصفهم ابن حجر في الدرر الكامنة بأنهم كانوا من كبار الروافض، مصرحاً بأن حكمهم كان شاملاً لكل بلاد البحرين، ولا نعرف على وجه التحديد متى انتهى حكمهم للبحرين، وهل أن إبراهيم هو آخر حكامهم أم أعقبه غيره، فكل هذا لازال يحتاج إلى مزيد من الجهود والوثائق لينكشف عنه الغموض.
وقد أعقبتهم في الحكم سلالة أخرى عرفت بـ(آل جبر) وهي أسرة عربية سنية تتبع المذهب المالكي، ولكن يبدو أن حكم هذه الأسرة في بدايته كان مقتصراً على الإحساء ولم يشمل كلاً من القطيف والبحرين، إذ كانتا تابعتين لحكومة هرمز من الناحية الإدارية، وبعد فترة من الزمن أي حوالي سنة 880 هـ توفي حاكم هرمز (توران شاه) ونتيجة لوقوع التناحر بين أبنائه على حكم هرمز فقد استنجد أحدهم ويدعى (سنقر شاه) (6)بحاكم الإحساء (أجود بن زامل بن جبر) واتفق معه على أن يعينه على إخوته في مقابل أن يعطيه جزيرة البحرين والقطيف، وقد أعانه على ذلك واستتبت الأمور لـ (سنقر شاه) ولكنه ما لبث أن طمع في البحرين مرة أخرى، ووقعت الحرب بين هرمز وبين (آل جبر) ولكنهم ما لبثوا أن تصالحوا في حدود سنة 893 هـ على أن تكون البحرين تابعة لـ (آل جبر) إدارياً، في حين تبقى من الناحية الشكلية تابعة لحاكم هرمز وأن تدفع له ضريبةً سنوية، واستمر الحال على ذلك إلى حين خضوع منطقة الخليج للبرتغاليين (7).
وهناك بعض المصادر تشير إلى أن حكومة (آل جبر) لم تستمر بعد ذلك في البحرين لمدة طويلة وأنها سرعان ما انتزعها العمانيون منهم، وتشير هذه المصادر إلى أن ذلك حصل في سنة 893 هـ (8) وأن حكم العمانيين قد استمر إلى حين دخول البرتغاليين، ولكن ما ذكرناه أولاً هو الأقرب على ما يبدو لتضافر المصادر على ذكره.
وعلى أي حال فالذي نطمئن له هو أن البحرين خلال الفترة التي عاشها الصيمري (أي في القرن التاسع الهجري) لم تنعم بالهدوء لفترات طويلة، كما لم تكن تستقر لها حكومة قوية لمدة طويلة.
نشاطاته الاجتماعية:
لم يسعفنا التاريخ بالكثير من المعلومات حول النشاطات السياسية والاجتماعية التي كان يقوم بها صاحب الترجمة، إلا أن الظاهر أن مجيئه إلى البحرين لم يكن برغبة منه كما يظهر ذلك من قوله السابق(دخلنا كارهين لها)، ولعل مجيئه كان نتيجة لتلك التفاعلات السياسية التي عصفت بموطنه، ولعله شخصياً قد احتك بتلك الفئات مما جعله هدفاً لها.
كما أن شخصية صاحب الترجمة كانت تأبى الإقرار بالظلم والفساد، ولذا نراه وهو في بلاد الغربة-البحرين- يتخذ المواقف الجريئة والتي قد تكلفه الكثير، فلا تأخذه في الله لومة لائم، فحينما يرى أحد الطواغيت الذي يسمى (قرقور) يتلاعب بالشرع نراه يبادر بتصنيف كتاب مستقل ينصص فيه على كفر هذا الطاغية (9).
الصيمري في المنفى:
لقد اضطر العلامة الصيمري إلى الخروج من البحرين والعيش في المنفى، وقد أشار لهذا النفي في الأبيات التي ذكرناها له، حيث قال فيها: (فلما ألفناها خرجنا كارهينا)، ولم نتمكن من معرفة سبب هذا التهجير القسري، ولكن يمكننا أن نخمن سببين محتملين لذلك:
السبب الأول: هو الكتاب الذي كتبه الصيمري في (تكفير ابن قرقور وارتداده)، ولا نعرف شيئاً عن المنصب الذي كان يشغله ابن قرقور آنذاك في البحرين، ولكن يظهر من الوصف الذي وصلنا للكتاب أنه كان من أعيان البحرين، وكان فاسداً يحاول التلاعب بالشرع.
السبب الثاني: هو الكتاب الذي كتبه في موضوع الولاية، والذي سماه بـ(إلزام الناصب بولاية علي بن أبي طالب -ع- )، فمن المحتمل أن يكون هذا الكتاب هو السبب في إبعاده عن البحرين، ومما يقوي هذا الاحتمال هو ما ورد في الأبيات المتقدمة حيث أن الصيمري شبه نفسه فيه بالصحابي الجليل جندب بن جنادة المعروف بأبي ذر الغفاري، كما شبه الطاغية الذي نفاه عن البحرين بالخليفة عثمان حين نفى أبا ذر إلى الربذة، كما أن قوله: (كجندب للولايـة قد نفينـا) صريحٌ بأن السبب هو موضوع الولاية، أو لا أقل أن له بعد طائفي.
وسواء كان السبب هو الأول أو الثاني، أم كان السبب هو مجموع الأمرين، إلا أن المتيقن أن إبعاد الصيمري عن البحرين كان بسبب مبادئه ومواقفه الجريئة والتي أقضّت مضاجع طواغيت عصره، وبهذا يمكن اعتباره كأول مُبْعَدٍ سياسيٍ في تاريخ البحرين المدوَّن.
ولا نعرف الكثير عن هذه الفترة التي قضاها العلامة الصيمري في المنفى، فهل استمرت لمدةٍ طويلة؟ أم أنها لم تطل؟ وما هي الأنشطة التي قام بها خلال فترة نفيه؟ وما هي العوامل التي أعادته إلى البحرين مرة أخرى؟ كل ذلك نجهله، ولعلنا نعثر مستقبلاً على ما يكشف الغموض عن هذه الفترة.
أساتذته:
لا نعرف الكثير عن أساتذته، ولكن يمكننا الكلام هنا وبصورة أساسية عن شخصيتين:
الشخصية الأولى: هو الشيخ أبو العباس أحمد بن فهد الحلي المتوفى سنة 841هـ صاحب كتاب المهذب البارع، فقد تتلمذ عليه الصيمري واستفاد منه كثيراً، واستجاز منه في الرواية أيضاً.
والشخصية الثانية: هي الشيخ كريم الدين يوسف بن حسين بن أبي القطيفي، فقد ذكر الميرزا الأفندي أن الصيمري تتلمذ عليه (10)، ولم نجد من أشار إلى ذلك قبل الميرزا الأفندي، ونحن نشك في كون الشيخ كريم الدين يوسف أستاذاً للصيمري، وذلك لأن الشيخ كريم الدين يوسف يروي عن ابن فهد الحلي بواسطة الشيخ رضي الدين حسين الشهير بابن راشد القطيفي (11)، بينما الشيخ مفلح الصيمري يروي عنه مباشرةً من دون واسطة، فيكون الشيخ مفلح متقدماً عليه في الطبقة، فالصيمري في طبقة أساتذة الشيخ كريم الدين ولم يعهد رواية مثله عنه، كما لم نجد أي ذكر لذلك في أي مصدر آخر.
تلامذته:
لم نعرف من تلامذته سوى ابنه الشيخ حسين بن مفلح الصيمري، وإن كنا نقطع بوجود تلامذة آخرين لم يدونهم التاريخ.
هذا ولكننا نظن ظناً قوياً بأن كلاً من الشيخ ناصر بن عبد الحسين السماهيجي والشيخ محمد بن أحمد الإحسائي اللذَينِ ستأتي قصيدتاهما هما من تلامذة الصيمري، كما يلوح ذلك من أبيات قصيدتيهما.
يبقى أن نشير إلى وجود إجازةٍ كتبها الشيخ مفلح الصيمري لأحد تلامذته على ظهر كتاب القواعد للعلامة، وتاريخها (1 جمادى الأولى 873 هـ) ولكن لم يتضح لنا من هو هذا التلميذ، وقد ذكر السيد محسن الأمين (12) أن هذا التلميذ هو الشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي الإحسائي، ولكن الظاهر عدم صحة ذلك إذ أن الشيخ ناصر البويهي توفي سنة 852 أو 853هـ، فتكون الإجازة متأخرة عنه قرابة العشرين عاماً، وقد نبه على ذلك الشيخ الطهراني في ترجمته للبويهي (13).
مصنفاته:
للشيخ مفلح الصيمري العديد من الكتب، وقد طبع القليل منها ولا يزال الباقي ينتظر أن يرى النور ويخرج من عالم النسيان، وقد تناول الصيمري في كتبه مواضيع مختلفة، فبالإضافة إلى الفقه تناول المسائل العقائدية، كما تناول علوم الحديث والتاريخ واللغة والأدب، ولكن بقي جل اهتمامه منصباً على المواضيع الفقهية، ونحن هنا نذكر أسماء هذه الكتب ونُعَرِّفُ بها بشكلٍ موجز:
1- جواهر الكلمات في العقود والإيقاعات، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة (14)، رُتب الكتاب في مقدمةٍ لبيان ترتيب كتب الفقه، ثم بابين في العقود والإيقاعات في كل منهما عدة كتب، فرغ منه في العاشر من جمادى الأولى عام 870هـ، أوله:(الحمد لله رب العالمين، وبعد فقد التمس مني بعض الإخوان الأعزة علي الكرام لدي أن أجمع له صيغ العقود والإيقاعات) (15) هذا وقد ذكر صاحب الذريعة أن نسخة خطّ المؤلّف موجودة في مكتبة الشيخ محمّد علي الخونساري في النجف.
2- غاية المرام في شرح شرائع الإسلام، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(16)، وقال إنّه رأى نسخةً من هذا الكتاب في كربلاء وتاريخ كتابتها 981هـ، هذا وقد طبع هذا الكتاب في بيروت حدود سنة 1993 في عدّة مجلّدات، وأول الكتاب:(الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام، وأنعم علينا بالتكليف المؤدي إلى دار السلام).
3- كشف الالتباس عن موجز أبي العباس، وهو شرح على كتاب أستاذه أبي العباس أحمد بن فهد الحلي واسم الكتاب (الموجز الحاوي لتحرير الفتاوي)، وقد ذكره صاحب الذريعة (17)، أوّله:(الله أحمد على سوابغ إنعامه، وترادف آلائه وإكرامه وتتابع فضله ودوامه وأشكره على حالتي عفوه وانتقامه..)، وهو شرح بـ(قال ـ أقول)، فرغ منه مؤلّفه في 28 رمضان سنة 878هـ، وتعود بعض نسخه(18) الموجودة إلى سنة 988هـ، وقد طبع مؤخراً في قم المقدسة ورأيت بعض أجزائه.
4- رسالة في الطواف، ذكرها الشيخ سليمان الماحوزي في الفهرست (19).
5- إلزام النواصب، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة (20)، أوّله بعد التحميد والصلوات:(وبعد فإنّه يجب على كلّ عاقل أن ينظر لنفسه قبل حلول رمسه)، وقد طبع طبعتين، الأولى في إيران سنة 1303هـ، والثانية طبعة حديثة محققة في سنة 1420هـ، كما طبع ثالثة في إيران سنة 1424هـ بتحقيق السيد محمود الغريفي، والمعروف أن هذا الكتاب هو من مصنفات الشيخ مفلح الصيمري كما نقل ذلك في كثير من المصادر وكما أثبت ذلك على نسخه المطبوعة، إلا أن هناك من نسبه إلى السيد ابن طاووس (21)، كما أن هناك من نسبه إلى الشيخ حسين بن الشيخ مفلح الصيمري (22).
6- التبيينات في الإرث والتوريثات، ذكره الشيخ الطهراني (23) وقال عنه بأن رأى نسخة منه في ضمن مجموعة موقوفة في كتب السادة بيت الخرسان في النجف، وهو مرتب على ثلاثة أبواب وخاتمة، أوله: (الحمد لله الذي أسعدنا بدين الإسلام وأوضح لنا الحق إيضاح الضياء من الظلام).
7- تلخيص الخلاف وخلاصة الاختلاف، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(24)، وقد رتب فيه كتاب (الخلاف) للشيخ الطوسي بعين ألفاظه مع التقديم والتأخير وحذف الزوائد حسبما يراه فذكر من آراء أهل السنة أقوال الصحابة وأئمة المذاهب الأربعة ولم يتعرض لغيرهم، وإذا كان له رأي خاص في المسألة أورده مع الإشارة إلى دليله، وقد أتمه في 17 جمادى الآخرة سنة 863هـ (25)، وقد طبع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء في مدينة قم المقدسة بتحقيق السيد مهدي الرجائي في سنة 1408هـ.
8- التنبيه على غرائب من لا يحضره الفقيه، ذكره في الذريعة (26).
9- ديوان شعر، ذكره في الذريعة (27).
10- رسالة في أصول الدين، ذكرها في الذريعة (28)، وقال عنها أنها مختصرة في الغاية ببراهين موجزة في عدة أوراق، وقال أنها موجودة في مكتبة السماوي.
11- رسالة في تكفير ابن قرقور، ذكرها في الذريعة (29)، كما ذكر الشيخ سليمان الماحوزي أنه رآها في خزانة أستاذه الشيخ سليمان بن علي الإصبعي الشاخوري، قال: وله رسالة في تكفير ابن قرقور رجل من أعيان البحرين وارتداده بسبب تلاعبه بالشرع المقدس (30).
12- عقد الجمان في حوادث الزمان، ويسمى أيضاً بـ (رجال الشيخ مفلح) ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة (31)، وقد طبع في ضمن سلسلة (ميراث إسلامي مكتوب)، وقد أخبرني بعض الإخوة أنه بصدد طبعه مستقلاً.
13- مختصر الصحاح، ذكره في الذريعة (32)
أخلاقه وسجاياه:
لا يوجد في المصادر من أشار إلى أخلاق وسجايا الشيخ مفلح الصيمري، نعم تكلم الشيخ يحيى البحراني عن ابنه الشيخ حسين بن مفلح، ووصفه بالعبادة والتقوى ووصف حسن أخلاقه، وكما قيل فإن (الفتى سر أبيه)، نعم ورد في قصيدة معاصره السماهيجي الآتية وصفه بأنه قد تفوق على أبناء زمانه في الورع، ووصف تضلعه في العلوم، وذكر مجاهدته لنفسه.
كما أن قصة إبعاده عن البحرين التي ذكرناها فيما سبق تعطي بعداً آخر لشخصيته وأنه كان ممن لا تلومه في الله لومة لائم.
تضلعه في العلوم:
يمكن القول بأن كتب الشيخ الصيمري وآراءه الفقهية قد حظيت باهتمام بالغ من العلماء الذين تأخروا عنه، فقد دأب العلماء على استعراض أرائه الفقهية، ويمكن ملاحظة ذلك بشكل واضح في مطاوي كتاب الحدائق الناضرة للمحدث البحراني، وكتاب مفتاح الكرامة للعاملي، وكتاب جواهر الكلام، وكتاب المكاسب.
أقوال العلماء في حقه:
1- قال عنه الشيخ يحيى بن الحسين البحراني: (الشيخ الأجل مفلح بن حسن الصيمري صاحب التنقيحات الباهرة، وقد صنف كتباً جمةً منها...) (33)
2- وقال عنه الحر العاملي: (فاضلٌ علامةٌ فقيهٌ، له كتبٌ منها... ورسالة سماها جواهر الكلمات في العقود والإيقاعات، وهي دالة على علمه وفضله واحتياطه، وهو معاصرٌ للشيخ علي بن عبد العالي الكركي) (34).
3- قال عنه الشيخ سليمان الماحوزي: (الشيخ الفقيه العلامة الشيخ مفلح بن حسن الصيمري، وأصله من صيمر وانتقل إلى البحرين وسكن قرية سلماباد، وله التصانيف الفائقة المليحة منها... ) (35).
4- وقال عنه الشيخ علي البلادي: (وهذا الشيخ (قده) من رؤساء الطائفة المحقة وفتاويه كثيرة منقولة مشهورة في كتب الأصحاب كالجواهر والمقابيس ومفتاح الكرامة وغيرها.... وقبره في قرية سلماباد من البحرين وقبر ابنه الصالح الشيخ حسين بجنبه) (36).
أشعاره وما قيل فيه من الشعر:
له الكثير من القصائد، وقد ذكر الشيخ فخر الدين الطريحي في منتخبه قصيدتين من قصائده، كما قام الشيخ محمد السماوي بجمع أشعار الشيخ مفلح الصيمري في ديوان مستقل وقد انتقل هذا الديوان بعد وفاة الشيخ السماوي إلى الشيخ محمد علي اليعقوبي، ولا علم لنا عن مصيره الحالي، وقد تقدمت قصيدته التي قالها حين خرج من البحرين، وقصائده طويلة ولكننا سنقتصر هنا على بعض النماذج، فمما ذكره الشيخ فخر الدين الطريحي في منتخبه (37) هذه القصيدة وهي طويلة تبلغ ثلاثاً وثمانين بيتاً، وسنذكر مطلعها:
أعدلك يا هذا الزمان محرم
أم الجور مفروض عليك محتم
أم أنت ملوم والجدود لئيمة
فلم ترع إلا للذي هو الأم
فشأنك تعظيم الأراذل دائماً
وعرنين أرباب الفصاحة ترغم
إذا زاد فضل المرء زاد امتحانه
وترعى لمن لا فضل فيه وترحم
إذا اجتمع المعروف والدين والتقى
لشخص رماه الدهر وهو مصمم
وكم جامع أسباب كل رذيلة
وليس لما قد قال أو قيل هم
فأضحى وقد ألقى الزمان جراءه
لديه فيقضي ما يشاء ويحكم
وذاك لأن الدين والعلم والندى
له معدن أهلوه يؤخذ عنهم
فمعدنه آل النبي محمد
وخيرهم صنو النبي الأعظم
فأقبلت الدنيا عليه بزينة
وألقت إليه نفسها وهي تبسم
فأعرض عنها كارها لنعيمها
وقابلها منه الطلاق المحرم
فمالت إلى أهل الرذائل والخنا
وأومت إليهم أيها القوم أقدموا
فجاءوا إليها يهرعون فأقبلت
عليهم وقالت فاسمعوا ثم افهموا
صداقي عليكم ظلم آل محمد
وشيعتهم أهل الفضائل منهم
فقالوا رضينا بالصداق وأسرجوا
على حربهم خيل الضلال وألجموا
ثم يشرع في ذكر مصائب أهل البيت ابتداء من حادثة الهجوم على الدار وصولاً إلى واقعة الطف، وهناك قصائد عديدة أخرى للصيمري أوردها الطريحي في هذا الكتاب.
ونحن هنا نذكر قصيدة أخرى للشيخ الصيمري كنموذج آخر لأشعاره، وهذه القصيدة قالها في وصف كتابه (كشف الالتباس عن موجز أبي العباس) والقصيدة موجودة على إحدى النسخ الخطية القديمة الموجودة في خزانة السيد المرعشي والتي يعود تاريخ كتابتها إلى سنة 988هـ وقد كتبها علاء الدين بن عبد الرحمن، ومعها ثلاث قصائد أخرى، إحداها لابنه الشيخ حسين بن مفلح الصيمري والثانية للشيخ محمد بن أحمد الإحسائي، والثالثة للشيخ ناصر بن عبد الحسين السماهيجي، وهذه القصائد الأربع كلها تتكلم عن كتاب كشف الالتباس، أما قصيدة الشيخ مفلح فهي هذه (38):
هذا كتاب فيه شرح الموجز
وبيان لفظ مرمز أو ملغز
غلط المسمي للكتاب بموجز
بل كان يحسن اسمه بالمعجز
رام ابن فهد فيه تعجيز الورى
من كل حبر ألمعي هربز
فأتى به رمزاً ولفظاً معجماً
وضمائراً تخفى ولم تتميز
ما رام حل رموزه ذو حاجة
إلا وردّ بحاجة لم تنجز
مضت السنون عليه غير محقق
بل هو ككنز نيله لم يبرز
أو كاعب رتقاً تريك بشاشة
حتى تظن بأنها لم تنشز
حتى إذا رمت الوصال تمنعت
كغريم سوء ماطل متحرز
حتى أراد الله فض ختامها
جاها فتىً عن فضها لم يعجز
فافتضها قهراً فصارت ثيباً
من أم يوماً وصلها لم تحجز
نعم الكتاب كتاب شرح الموجز
كشف الغطا عنه لكل مميز
وأبان ما أخفاه من ألغازه
ورموزه ومعاجز المستعجز
شرح كما المصباح وسط زجاجة
في وسط مشكاة ببيت الموجز
قد كان قبل الشرح بيتاً مظلماً
فأضا بنوره الشرح للمتميز
وبدا كبيت زخرفوه بعسجد
أو ثوب خز طرزوه بقرمز
قد حاز هذا الشرح جمع فوائد
ليست بمبسوط ولا في موجز
وافتض أبكاراً وكانت قبله
مستورة في خدرها لم تبرز
فتبرجت من بعد ذلك للورى
من بعد صون عنهم وتعزز
لو كان هذا الشرح في زمن مضى
فيه لأهل العلم كل مبرز
لم تلـق ذاك الحبر عنه قاعداً
في البيت إلا قعدة المستوفز
وسرى إليه فوق كل نجيبة
إن هي ونت في السير قال لها اجمز
مستبشراً بفوائد ظهرت له
كظهور كنز للفقير المعوز
وسنتعرض لقصيدة الشيخ حسين بن مفلح الصيمري في ترجمته، وأما القصيد الثانية وهي التي قالها الفقيه الورع الشيخ محمد بن أحمد الإحسائي (39) فهي (40):
هذا هو الشرح المعظم قدره
حاوٍ لكشف الموجز المشهور
تصنيف مولانا ابن فهد طاب مثـ
ـواه و مضجعه خلال قبور
شرح به أمسى منيراً ظاهراً
من بعد ما قد كان كالديجور
تتحير العلماء في ألفاظه
مما بها من عجمة بسطور
فسمى إليه مذللاً لصعابه
ومسهلاً لحزونه ووعور
علامة العلماء مفلح الذي
ظهرت مناقبه ظهور بدور
الصيمري الأفضلي الأوحدي
الأمجدي وليس ذاك بزور
وسطى وحل المشكلات وغامضاً
منه وقد أعيى على النحرير
فتراه بعد الامتناع وعسره
سهلاً على الطلاب غير عسير
لما تصدى كاشفاً لغطائه
أمسى له التوفيق خير نصير
فأتى يفوق مخلياً أقرانه
يهواه طبعاً قلب كل بصير
فرداً إذا عللت فكرك منصفاً
فيه معاً عن مشبه ونظير
فيه فوائد زاهرات خمسة
كالشمس تشرق بالضيا والنور
لو لا تأخره سعى لعلوه الـ
علماء من بلد إليه شطير
لا عيب فيه غير أن به غنىً
عن غيره في فنه المأثور
فلذاك يحتاج الفقيه إليه في
تدريسه في مجلس معمور
لو أن صاحب ميتة أحيا أبا الـ
عباس كان به عظيم سرور
لو لا اعتراض أخي الهوى نهنا بما
تخفي الصدور وما يجن ضميري
وأما القصيدة التي قالها الفقيه الورع الشيخ ناصر بن عبد الحسين السماهيجي البحراني (41) فهي (42):
مصنفات أبي العباس شاهدة
بأنه بحر علم كالفرات طما
إذا أجال امرؤ فيها رويته
محققاً لمعانيها وقد فهما
وكان من أهل تحقيق ومعرفة
أحلها في محل دونه القُدَما
خصوصاً الموجز الحاوي الذي قصرت
عن كشف أسراره من جد واعتزما
ما رامه طالب يوماً مطالعة
إلا وآب وفي الأحشاء منه ظما
لما تضمن من لغز ومن نكت
ترد طالبها عنها حليف عمى
لا يهتدي حلها إذ كان جامعه
أعده لتحدي من له قدما
لله در فقيه غاص لجته
وأخرج اللؤلؤ المكنون منتظما
وصار في نظر البحار مرتفعاً
يضاعفون له الأثمان والقيما
تهدى وتجلب من شام إلى يمن
إلى العراقين يدعى الفرد والعلما
ذاك الذي فاق أبنا عصره ورعاً
وبذهم في فنون العلم خير سما
مقرراً لفروع كان أغفلها
من قبله أكثر الطلاب والعلما
فحل الشريعة من يدعى إذا ازدحمت
فرسان بحث وكل أظهر السلما
بمفلح رفع الرحمن منزلة
غداً وأجزل في الدنيا له النعما
الصيمري مجلّي كل مشكلة
في العلم أعيت لمن بالعلم قد وسما
فقد تصدى على خبث الزمان وما
فتى مجاهدة للنفس مغتنما
ثواب من تسع الأعمال رحمته
بشرحه بعد ما ألقوا له السلما
حتى استبان بحمد الله واتضحت
أسراره من زيادات لها رسما
جزاه ذو العرش خيراً عن مصنفه
وعن ذوي دينه طراً فما وهما
وزاده بسطةً في العلم شاملةً
وصحةً لا يرى من بعدها سقما
ولم تزل أبداً تتلى فوائده
ما دامت الأرض أرضاً والسماء سما
وفاته:
لم أجد تاريخاً دقيقاً ومحدداً لوفاته، ولكن إسماعيل باشا البغدادي (43) والسيد محسن الأمين (44) خمنا وفاته بحدود سنة 900هـ (حوالي سنة 1495م)، ولم يذكرا مصدرهما في ذلك، ولعل السيد الأمين قد تأثر في نقله بما ذكره البغدادي، لأن وفاة الأخير حصلت قبل وفاة السيد الأمين بقرابة النصف قرن.
وعلى أي حال فقد سرى ما ذكراه إلى أكثر الكتب المتأخرة عنهما، فكثير من المصادر تذكر هذا التاريخ على أنه تاريخ مسلّم، هذا ولكن لا يوجد ما يدل على حياة الصيمري حتى هذا التاريخ، إذ أن المتيقن هو أن الشيخ الصيمري كان حياً في رمضان سنة 878هـ (حوالي سنة 1474م)، إذ أنه في أواخر شهر رمضان من هذه السنة فرغ من كتابه (كشف الالتباس)، ولا يوجد ما يدل على حياته أو وفاته بعد ذلك، وإن كنت لا أعتقد أنه عاش بعد ذلك كثيراً، إذ أنه لم يصنف أي من كتبه بعد هذا التاريخ، إذ أن جميع كتبه التي رأيناها يرجع تاريخها إلى ما قبل هذا التاريخ، فالأرجح أنه لم يعش بعد سنة 878هـ أكثر من بضع سنوات.
مدفنه:
اختلف في تعيين محلّ قبره على ثلاثة أقوال:
الأوّل: أنه مدفون بالحلة السيفية كما نقله إسماعيل باشا البغدادي (45).
والثاني: أنّه مدفون في بلدة (هرموز)، كما يظهر من كتاب (مشايخ الشيعة)، حيث نقل إنّه توفي هناك (46).
والثالث: إنّه مدفون في البحرين في قرية (سلماباد)، كما نقله في أنوار البدرين (47) عن الشيخ سليمان الماحوزي.
هذا ويوجد الآن في قرية (سلماباد) بالبحرين قبر مشهور، وقد بُنِي عليه مسجد وهو منسوب إلى الشيخ مفلح الصيمري، ولم أجد أحداً من قدماء علماء البحرين نصّ على أنّ قبره في (هرموز) إلاّ صاحب (مشايخ الشيعة)، وقد نقله عنه بعض المتأخّرين، وأوّل من نصّ على أنّه في البحرين هو الشيخ الماحوزي، وتبعه عليه الشيخ علي البلادي في (أنوار البدرين)، وتبعهما من جاء بعدهما كالشيخ المبارك في (حاضر البحرين) (48).
والقول الأول في غاية البعد حيث لم ينقل ذلك عن أحد من علماء البحرين، وإسماعيل باشا البغدادي متأخر ولا نعرف مصدره في هذا الادعاء إذ لم نسمع عن أن الصيمري بعدما هاجر إلى البحرين واستقر فيها عاد مرةً أخرى إلى العراق للاستقرار فيه، كما يبدو من كلام إسماعيل باشا أنه غير مطلع على سفر الصيمري إلى البحرين، ولعله ذكر ما ذكره تخميناً ليس إلا.
ولا يمكنني الجزم بصحّة أي من القولين الآخرين على وجه الخصوص، وإن كنت أميل لما قاله الشيخ سليمان الماحوزي وأستقربه لاشتهار القبر بين أهل البحرين، بينما لم نجد بحسب تتبعنا لتاريخ (هرموز) من أشار إلى وجود هذا القبر هناك، وأما احتمال أن يكون القبر الموجود في البحرين لشخص آخر غير الشيخ مفلح فهو أمر مستبعد.
الشيخ حسين بن مفلح الصيمري
اسمه ونسبه:
هو الشيخ حسين ابن الشيخ مفلح بن الحسن بن رشيد بن صلاح الصيمري، وقد اختلفوا في ضبط أسماء بعض الأجداد وقد تعرضنا لذلك في ترجمة والده الشيخ مفلح الصيمري.
والظاهر أنه كان يلقب بـ(جمال الدين) كما ذكر ذلك الميرزا عبد الله الأفندي(49).
مولده:
لم تذكر لنا المصادر مكان ولا تاريخ ولادته على وجه التحديد، إلا أن المظنون أن ولادته حصلت في البحرين، كما أن تلميذه الشيخ يحيى البحراني أشار إلى أن الشيخ حسين الصيمري حينما توفي كان عمره أكثر من ثمانين سنة، وحيث أن وفاته كانت سنة 933هـ، فيمكن أن نستشف من كلامه أنه وُلِد قبل سنة 853هـ (حوالي سنة 1449م).
الأوضاع السياسية:
لم يذكر لنا التاريخ ما يشفي الغليل عن أوضاع البحرين في تلك الفترة التي عاش فيها صاحب الترجمة، وقد تعرضنا في ترجمة الشيخ مفلح إلى ما اطلعنا عليه من أوضاع البحرين في تلك الفترة، ولكن يمكننا أن نضيف هنا بأن صاحب الترجمة عاش على ما يبدو أوقاتاً صعبةً خلال تلك الحقبة من الزمن، فمضافاً إلى عدم الاستقرار السياسي الذي مرت به البحرين خلال تلك الحقبة، يمكننا أيضاً أن نتلمس حدثين مهمين في حياة صاحب الترجمة:
الحدث الأول: أنه شهد في بدايات حياته ما لحق والده العلامة الشيخ مفلح الصيمري من الاضطهاد نتيجة تمسكه بمبادئه، وكيف نفاه الطواغيت عن البحرين من دون أي مراعاة لمستواه العلمي.
الحدث الثاني: وقد شهده في أخريات حياته، وهو الاحتلال البرتغالي للبحرين حوالي سنة 927هـ (1521م) وبلدان الخليج، وما صاحب هذا الاحتلال من نهب وسلب واضطهاد لهذه البلدان، وكان هذا أول غزو أوربي تتعرض له البحرين ومنطقة الخليج، وقد توفي صاحب الترجمة بعد هذا الاحتلال بعدَّة سنوات، وقد استمر هذا الاحتلال قرابة المائة عام.
سجاياه وصفاته:
لقد وصفه تلميذه الشيخ يحيى بن الحسين البحراني بقوله: (وقد استفدت منه وعاشرته زمناً طويلاً ينيف على ثلاثين سنة، فرأيت منه خلقاً حسناً، وصبراً جميلاً، ولا رأيت منه زلةً فعلها، ولا صغيرةً أصر عليها فضلاً عن الكبيرة، وكان له فضائل ومكرمات، كان يختم القرآن...) (50)
ولهذه الأوصاف قيمتها؛ إذ أنها صدرت ممن عاشره زمناً طويلاً، وخالطه وتتلمذ عليه، وعرف عنه كل صفاته ومزاياه.
عبادته:
في كتابه مشايخ الشيعة يصف الشيخ يحيى البحراني عبادة أستاذه الشيخ حسين بن مفلح الصيمري بقوله:(...كان يختم القرآن في كل ليلة اثنين والجمعة مرة، وكان كثير النوافل المرتبة في اليوم والليلة، وكثير الصوم، ولقد حج مراراً متعددةً تغمده الله برحمته) (51).
ورغم أن الشيخ يحيى البحراني قد قصد في كتابه المذكور أن يختصر ويترك الإطالة، إلا أنه خرج عن هذه القاعدة وأطال في ذكر مزايا أستاذه، ولعله يريد أن يردَّ له بعض أفضاله عليه.
أساتذته ومشايخه:
لم نطَّلع على أسماء المشايخ الذين تتلمذ عليهم الشيخ حسين الصيمري، وكل الذي عرفناه أنه تتلمذ على يد والده الشيخ مفلح الصيمري، وأما مشايخه في الرواية فإنه يروي عن والده الشيخ مفلح، كما يروي عن المحقق الكركي، بل نقل الميرزا عبد الله الأفندي أن صاحب الترجمة تتلمذ على الكركي أيضاً (52).
تلامذته:
من المطمئن به أنه كان للشيخ حسين الصيمري الكثير من التلاميذ، ولكننا ونظراً لشحة المصادر لم نتمكن من التعرف على أسماء تلامذته والراوين عنه، وكل الذين تعرفنا عليهم منهم أربعة أشخاص فقط:
1- ولده الشيخ عبد الله بن الحسين بن مفلح بن الحسن الصيمري (53).
2- الشيخ يحيى بن الحسين بن عشيرة بن ناصر بن أحمد البحراني (54).
3- الشيخ نصر بن برقع بن صالح بن تركي الطرفي (55).
4- السيد إبراهيم (56).
مصنفاته:
للشيخ حسين الصيمري العديد من الكتب، منها:
1- (محاسن الكلمات في معرفة النيّات)، ذكره الطهراني في الذريعة وقال إنّه موجود في الخزانة الرضويّة (57).
2- مناسك الحج الكبير، ذكره الشيخ الطهراني وقال إنّه موجود في خزانة السيّد حسن الصدر (58).
3- مناسك الحج الصغير، ويسمى أيضاً رسالة المناسك، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة وقال عنه: (وهو كسابقه موجود في خزانة سيّدنا الصدر)(59).
4- (جواز الحكومة الشرعية)، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة، وقال ناقلاً عن كشكول البحراني بأنّ الشيخ سليمان الماحوزي ينقل عن هذا الكتاب في كتابه (الفوائد النجفيّة) (60).
5- الأسئلة الصيمرية. ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة (61)، وهي الأسئلة التي كتبها إلى المحقق الكركي، وقد أجاب عنها الكركي وقد وصفه الكركي فيها بـ(الشيخ الأجل أبقاه الله تعالى)، وفي ضمن هذه الأسئلة جاء في السؤال الرابع ما لفظه: ما يقول - دام ظله- وفضله في مسألة التقصير، هل لو كانت ثمانية فراسخ فصاعداً حال استقامة طريقها وعند دورانها ينقص عن الثمانية، فتكون الاستقامة شرطاً، أم كالمساجد العشرة التي تزار في البحرين في المواقيت : وهل يجوز الجمع بين القصر والتمام أم لا ؟
وقد أجاب المحقق الكركي عن هذا السؤال وعن بقية الأسئلة الأخرى بشكل مفصل، والأسئلة مع أجوبتها مطبوعةٌ في ضمن المجلد الثاني من (رسائل المحقق الكركي).
6- الإيقاظات في العقود والإيقاعات. ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(62).
7- وقد نسب إليه الميرزا عبد الله الأفندي كتاب(إلزام الناصب بولاية علي بن أبي طالب -ع- ) وقد تقدم أن هذا الكتاب لوالده الشيخ مفلح، إلا أن الميرزا الأفندي يذكر بأنه رأى عدة نسخ عتيقة منه في البحرين وبلاد الإحساء وغيرها، وكان فيها بأنه من مؤلفات الشيخ حسين هذا، وقد يُظن أنه تأليف والده (63)، إلا أننا نجد الشيخ سليمان الماحوزي وهو من كبار علماء البحرين وممن لهم اطلاع واسع على حياة علمائها- ينسب هذا الكتاب إلى الشيخ مفلح لا إلى ولده الشيخ حسين (64)، ومن البعيد جداً أن لا يكون الشيخ الماحوزي قد اطلع على تلك النسخ التي ذكرها الميرزا عبد الله الأفندي، فإن الماحوزي كانت له مكتبة كبيرة، وكانت له معرفة جيدة بمؤلفات علماء البحرين، ولهذا فالأرجح لدي هو كون الكتاب من مؤلفات الأب الشيخ مفلح.
آراؤه الفقهية:
لم تنقل لنا المصادر الكثير من آرائه الفقهية، ولعل أهم ما نقل لنا من ذلك هو فتواه بجواز الحكومة الشرعية أي القضاء لغير المجتهد مع فقده من باب الضرورة، فقد ألف فيه رسالة مستقلة للاستدلال على هذا القول، وهذا الرأي رغم ندرته في أوساط الفقهاء -خصوصا في تلك الأعصار- إذ أن الرأي المعروف هو اشتراط الاجتهاد في القاضي، إلا أن هناك من تبنَّى عدم الاشتراط إما مطلقاً أو مع فقد المجتهد كالشهيد الثاني على ما نُقِل عنه، وكالشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي الذي تبنى هذا القول ودافع عنه وألَّف رسالة في ذلك.
شعره:
لم يدون لنا التاريخ قصائد كثيرة لصاحب الترجمة، وكل ما عثرنا عليه هي قصيدة قالها تقريضاً لكتاب والده (كشف الالتباس عن موجز أبي العباس)، ولكن يظهر من هذه القصيدة أنه كان شاعراً مجيداً من غير تكلف، وهذه القصيدة مذكورة على نسخة خطية من كتاب (كشف الالتباس) وهي نسخة خطية قديمة موجودة في خزانة السيد المرعشي، ويعود تاريخ كتابتها إلى سنة 988هـ وقد كتبها علاء الدين بن عبد الرحمن، ومعها ثلاث قصائد أخرى، إحداها لوالده أي الشيخ مفلح الصيمري، والثانية للشيخ محمد بن أحمد الإحسائي، والثالثة للشيخ ناصر بن عبد الحسين السماهيجي البحراني، وقد تعرضنا للقصائد الثلاث سابقاً في ترجمة الشيخ مفلح الصيمري، ولعل التاريخ يكشف لنا من بطون المخطوطات قصائد أخرى لصاحب الترجمة ولغيره من علماء وأدباء البحرين، والقصيدة هي (65):
هذا كتاب ليس يوجد مثله
للطالبين عمود رأس المذهب
شرح تضمن كشف لفظ الموجز
بعبارة وضحت لكل مهذب
شرح تصدى للمسائل كلها
سنداً وتعليلاً وحسن تهذب
قد كان موجز ابن فهد معجزا
حتى غدا سهلاً بغير تصعب
رام الإمام الشيخ أحمد أنه
يعلو على كلّ بهذا المطلب
فأتى بلغز ثم لمز موجز
متعمداً حتى سما كالعقرب
قد كان يعجز كل حبر مصقع
عن نيله فغدا بغير تحجب
من بعد ما قد كان صعباً مغلقاً
متمنعاً كتمنع المستصعب
مضت السنون عليه غير محقق
من عصر ذاك العالم المتكسب
مع كونه يقرا ويروى دائماً
حقاً وهذا القول غير مكذب
ذاك الإمام الشيخ مفلح الذي
حاز العلى حتى أضا كالكوكب
أسألك يا رب العلى بالمصطفى
وعلي والزهرا وكل مطيب
من نسلها فأدم فواضل شيخنا
وأدمه بالتقوى لكشف المذهب
أقوال العلماء فيه:
قال عنه تلميذه الشيخ يحيى بن الحسين بن عشيرة البحراني: (الشيخ الفاضل نصير الملة والحق والدين حسين بن مفلح بن حسن، ذو العلم الواسع، والكرم الناصع، صنف كتاب المنسك الكبير كثير الفوائد، ورسائل أخرى، وقد استفدت منه، وعاشرته زماناً طويلاً ينيف على الثلاثين سنة، فرأيت منه خُلقاً حسناً، وصبراً جميلاً، ولا رأيت منه زلّةً فعلها، ولا صغيرةً أصرّ عليها، فضلاً عن فعل الكبيرة، وكان له فضائل ومكرمات، وكان يختم القرآن في كل ليلة اثنين والجمعة مرة، وكان كثير النوافل المرتبة في اليوم والليلة، وكثير الصوم، ولقد حج مراراً متعددةً تغمده الله بالرحمة والرضوان وأسكنه بحبوحة الجنان، ومات في...)(66).
قال عنه الشيخ الحر العاملي : (الشيخ حسين بن مفلح الصيمري، عالم محدث عابد كثير التلاوة والصوم والصلاة والحج وحسن الخلق، واسع العلم، له كتاب المناسك الكبير كثير الفوائد، ورسائل أخرى، توفي سنة 933 وعمره يزيد على الثمانين) (67)
قال عنه الشيخ سليمان الماحوزي: (الشيخ الفقيه الزاهد العابد الشيخ حسين، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأفضلهم، كان مستجاب الدعوة، كثير العبادات والصدقات، قلّ أن يمضي له عام في غير حجّ أو زيارة، لم يعثر له عثرة، وكان للناس فيه اعتقاد عظيم وراج الشرع الشريف في زمانه غاية الرواج، وكان أذكى أهل زمانه، واجتمع في بعض أسفاره بالشيخ العلامة مروّج مذهب الإمامية في المائة التاسعة الشيخ علي بن عبد العال الكركي، واستجاز منه وأجازه.) (68)
وفاته ومدفنه:
ذكر تلميذه الشيخ يحيى بن الحسين بن عشيرة البحراني في كتابه (مشايخ الشيعة) أن صاحب الترجمة توفي في أول محرم سنة 933هـ،( أي في السابع من أكتوبر سنة 1526م) حيث قال: (ومات بقرية سلماباد إحدى قرى بلدة البحرين مفتتح شهر محرم الحرام من سنة ثلاثة وثلاثين وتسعمائة، وعمره ينيف على ثمانين سنة).
وقبره معروف يزار في قرية (سلماباد) منذ القدم، وقد ذكر الشيخ سليمان الماحوزي (المتوفي سنة 1121هـ) أنه زار قبر صاحب الترجمة ووالده الشيخ مفلح في قرية سلماباد (69)، وحالياً فإن القبرين عليهما بناء معروف ويقصدهما الناس للزيارة والتبرك.
* الهوامش:
(1) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1: 251.
(2) معجم البلدان 3: 439.
(3) كما نقل عنه في أنوار البدرين: 80.
(4) أنوار البدرين: 76.
(5) ذكر ذلك الخونساري في (روضات الجنات)، لكنه لم يكن جازماً ويبدو أن معلوماته حول الصيمري كانت قليلةً ولا تفي بالغرض، فقد قال: وكأنه(قده) كان قد سكن الحلة السيفية أو بعض بلاد البحرين والديار الهجرية، لأنهما كانا في ذلك الزمان محط رجال علماء الشيعة الإمامية، إلى أن يظهر الأمر في حقه أكثر من ذلك إن شاء الله. (انظر:روضات الجنات 7: 170).
كما ذكر ذلك إسماعيل باشا البغدادي في كتابه (هداية العارفين) حيث قال متحدثاً عن الشيخ الصيمري بأنه: سكن الحلة الفيحاء ومات بها في حدود سنة تسعمائة. (انظر هدية العارفين 2: 469) وسنتعرض لمكان وفاته وما قيل في تعيينه.
(6) بعض المصادر الفارسية تسميه(سلغر شاه)، كما أن بعض المصادر العربية تسميه (سلغور)، إلا أن اسم (سنقر شاه) الذي أثبتناه في المتن هو الأشهر في المصادر الفارسية.
(7) تختلف المصادر في أوضاع البحرين السياسية خلال هذه الحقبة، وما ذكرته هنا هو نتاج الجمع بين مجموعة من المصادر المختلفة التي رجعت إليها، ومع ذلك فلست مطمئناً تماماً لهذه النتيجة، ويمكن الإشارة هنا إلى بعض هذه المصادر، فمنها:
1- عقد اللآل في تاريخ أوال: 92.
2- الضوء اللامع للسخاوي: تحت اسم (أجود بن زامل).
3- تاريخ النفوذ البرتغالي في البحرين: 112.
4- فارسنامه ناصري 1: 444. (كتاب باللغة الفارسية).
(8) على ما نقله التاجر في (عقد اللآل في تاريخ أوال: 92)، فقد نقل ذلك عن كتاب (كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة) للكاتب الأباضي سرحان بن يوسف الأزكوي.
(9) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 11: 155.
(10) رياض العلماء 5: 394.
(11) راجع: عوالي اللئالي 1: 8، ولؤلؤة البحرين: 181.
(12) أعيان الشيعة 10: 133.
(13) طبقات أعلام الشيعة، القرن التاسع: 143.
(14) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 5: 279.
(15) راجع: التراث العربي في مكتبة السيد المرعشي(قده) 2: 238.
(16) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 16 :20.
(17) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 18: 20.
(18) راجع : التراث العربي في مكتبة السيد المرعشي(قده) 4: 330.
(19) فهرست علماء البحرين: 80.
(20) الذريعة إلى تصانيف الشيعة2: 199.
(21) كشف الحجب والأستار: 58.
(22) رياض العلماء 2: 179.
(23) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3: 335.
(24) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 4: 422.
(25) راجع كتاب التراث العربي في مكتبة السيد المرعشي(قده) 2: 117.
(26) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 4: 438.
(27) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 9: 1086.
(28) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 11: 88.
(29) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 11: 155.
(30) نقل ذلك عنه الشيخ علي البلادي(قده) في كتاب أنوار البدرين: 75.
(31) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 15: 287.
(32) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20: 200.
(33) مشايخ الشيعة، مخطوط، لدينا نسخة مصورة منه.
(34) أمل الآمل2: 324.
(35) نقل ذلك عنه الشيخ علي البلادي(قده) في كتاب أنوار البدرين: 75.
(36) أنوار البدرين: 75.
(37) راجع المجلس السابع من كتاب المنتخب للطريحي(قده): 132.
(38) راجع القصيدة في كتاب تراجم الرجال 3: 471.
(39) لا نعرف الكثير عن هذا الشاعر، ولكنه كان يلقب بـ (شمس الدين)، وقد وصف بـ(الشيخ الفقيه الورع) على ما يظهر مما كتب على إحدى النسخ الخطية(راجع الفوائد الطريفة: 572)، ونحن نستقرب كونه من تلامذة الشيخ مفلح الصيمري.
(40) راجع القصيدة في كتاب تراجم الرجال 2: 364.
(41) لا نعرف الكثير عن هذا الشاعر، إلا أن الظاهر أنه كان معاصراً للصيمري حيث دعا له بالصحة والزيادة في العلم، وقد وصف بـ (الفقيه الورع) كما أنه يلقب بـ (ناصر الدين) على ما يظهر مما كتب على إحدى النسخ الخطية، ونحن نستقرب كونه من تلامذة الشيخ مفلح الصيمري.
(42) راجع: تراجم الرجال 4: 8.
(43) هداية العارفين 2: 469.
(44) أعيان الشيعة 10: 133.
(45) هدية العارفين 2: 469.
(46) الكتاب لا زال مخطوطاً، ولدي نسخة مصورة منه.
(47) أنوار البدرين: 76.
(48) حاضر البحرين : 60.
(49) الفوائد الطريفة: 572.
(50) كتاب مشايخ الشيعة، مخطوط، لدينا نسخة مصورة منه.
(51) كتاب مشايخ الشيعة، مخطوط، لدينا نسخة مصورة منه.
(52) الفوائد الطريفة: 570.
(53) طبقات أعلام الشيعة، القرن العاشر: 131.
(54) طبقات أعلام الشيعة، القرن العاشر: 274.
(55) طبقات أعلام الشيعة، القرن العاشر: 265.
(56) ذكره الميرزا عبد الله الأفندي(قده) في (الفوائد الطريفة : 571) ولم يذكر بقية نسبه ولا شيئاً من أحواله.
(57) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20: 127.
(58) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 22: 262.
(59) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 22: 262.
(60) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 5: 243.
(61) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2: 89.
(62) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2: 502.
(63) رياض العلماء 2: 179.
(64) فهرست علماء البحرين: 80.
(65) تراجم الرجال 1: 316.
(66) رسالة مشايخ الشيعة، تأليف الشيخ يحيى بن الحسين البحراني(قده)، مخطوط، ولدينا نسخة منه.
(67) أمل الآمل 2: 103.
(68) أنوار البدرين: 76.
(69) أنوار البدرين: 76.
0 التعليق
ارسال التعليق