قلب أمّ الحسنين أنكسرا قد رأت سبط النبي بالعرا
ورأت شمراً يحزِّ المنحرا والشهيد السبط يدعوا يا معين
ها أنا يا ربّ بالعهد وفيتْ ولأجل الدين والحق مضيتْ
وعلى درب النبيين مشيت فتقبل يا إله العالمين
سيدي لو قطعوني في هواكْ ابداً ما مال قلبي لسواك
وكذا طفلي أصيب في رضاك قتلوه وهو ظامي الشفتين
سيدي هذي نسائي أسرتْ في حِمى الأعداء يا ربي غدت
كلما تدعوا علياً منعت وتنادي أين أشبال العرين
يا لخطبٍ زلزل السبع الشدادْ قد أصيب السبط في لبِّ الفؤاد
وغذا الكون يموج والصلاد وكذا الأملاك أضحت في حنين
وبقى السبط على الترب صريع وبسهم جنبه الطفل الرضيع
قتلوه وهو في عمر الربيع صرعوه وهو في حجر الحسين
فبقى خامس أصحاب الكساء فوق وادي كربلاء منجدلا
وسعى المهر سريعاً للخبا وينادي يا نبات الأكرمين
انصبوا المأتم وابكوا بانتحابْ إن ريحانة طه في التراب
ولـه في وسط القلب مصاب هزّ عرش الله والبيت الأمين
إنّه ملقاً على حرِّ الهجير لو تراه خلته بدراً ينير
أضحى ذاك البدر بالترب عفير والدما تجري على صفح الجبين
خرجت زينب والدمع انسجام وتنادي اين قد خرّ الإمام
إنّ في القلب من الهمِّ سهام لا تقولوا إنّ بالترب الحسين
كوكب الأحزان قومي للبلاء إن فوق الصدر أشقى الأشقياء
خضب الطاهر من نجع الدماء واللعين الشمر ما راعى الحسين
وهو فوق الترب يشكو العطش وينادي اين جدّي المصطفى
كي يرى من هو منه بالثرى ويرى الأطفال تشكو بأنين
ويرى الشمر بحزِّ المنحرا والنجيعُ من حشاي انفجرا
ويرى حولي ليوث الزمجره كلهم فوق الثرى منجدلين
خاطب الله النبي المصطفى قد عهدنا للوصي بالوفاء
إنه ظلماً ابيد من قفا فستعان الله رب العالمين
0 التعليق
ارسال التعليق