بسم الله الرّحمن الرّحيم، لماذا ذُكر الحجّ في كثير من أدعية شهر رمضان؟ وما هو الارتباط بين الحجّ وشهر رمضان؟
ونجيب على ذلك:
أوّلاً: لا بدّ من أن نذكر مقدّمة حول أهميّة الحجّ في الإسـلام، وأنّ الحجّ مـن أركانـه كما ورد في روايـات عديدة صحيحة، منها: «بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، الزكاة، الصوم، والحجّ والولاية»(1).
فمن ترك أحدها عمداً فقد ترك ركناً من أركان الإسلام، ومن ترك ركناً من أركان الإسلام عمداً فقد كفر، وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}(2)، فعبّرت الآية أنّ ترك الحجّ عمداً كفر.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من مات ولم يحجّ حجّة الإسلام لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحجّ أو سلطان يمنعه، فليمت يهوديّاً أو نصرانيّاً»(3).
والحجّ شعيرة من شعائر الله العظيمة، قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(4).
عن جعفر بن محمّد عن آبائه (عليهم السلام) في وصيّة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) قال: «يا عليّ كفر بالله العظيم من هذه الأمّة عشرة:... إلى أن قال: ومن وجد سعة فمات ولم يحجّ، يا عليّ تارك الحجّ وهو مستطيع كافر، يقول الله -تبارك وتعالى-: {فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}»(5).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام): «أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) لقيه أعرابيّ فقال له: يا رسول الله إنّي خرجت أريد الحجّ ففاتني وأنا رجل مميل(6)، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ مثل أجر الحاجّ، فالتفت إليه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) فقال: انظر إلى أبي قُبيس فلو أنّ أبا قُبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغه الحاجّ، ثمّ قال (صلَّى الله عليه وآله): إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلا كتب الله له مثل ذلك، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فإذا سعى بين الصّفا والمروة خرج من ذنوبه، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه، قال: فعدّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كذا وكذا موقفاً إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه أنّى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاجّ، قال أبو عبد الله (عليه السلام): ولا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر، وتكتب له الحسنات إلا أن يأتي بالكبيرة»(7).
مكانة الحجّ عند المعصومين (عليهم السلام):
وفي الرّواية عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «الحجّة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة»(8).
وقال أبو جعفر (عليه السلام): «أتى آدم (عليه السلام) هذا البيت ألف أتية على قدميه، منها سبمعائة حجّة، وثلاثمائة عمرة»(9).
ويُستفاد من بعض الرّوايات حضور الإمام الحجّة (عليه السلام) في كلّ موسم، فعن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عثمان العمري قال: سمعته يقول: «والله إنّ صاحب هذا الأمر يحضر الموسم كلّ سنة فيرى النّاس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه»(10).
جامعيّة الحجّ وأهمّيّته في أحكامه ومسائله:
عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلني الله فداك أسألك في الحجّ منذ أربعين عاماً فتفتيني فقال: «يا زرارة، بيت حُجّ إليه قبل آدم بألفي عام تريد أن تغني مسائله في أربعين عاماً»(11).
وعن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) فقلت: ما العلّة التي من أجلها كلّف الله العباد الحجّ والطواف بالبيت؟ فقال: «فجعل فيه الاجتماع من الشّرق إلى الغرب ليتعارفوا... ولتعرف آثار رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وتعرف أخباره ويذكر ولا ينسَ»(12).
وعن محمد بن جعفر عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «يأتي على النّاس زمان يكون فيه حجّ الملوك نزهة، وحجّ الأغنياء تجارة، وحجّ المساكين مسألة»(13).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لا يزال الدّين قائماً ما قامت الكعبة»(14).
أصناف الحاجّ:
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): «الحجّاج يصدرون على ثلاثة أصناف: صنف يُعتق من الناّر، وصنف يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وصنف يُحفظ في أهله وماله، فذاك أدنى ما يرجع به الحاج»(15).
وعن أبي حمزة الثّمالي قال: قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): «لمّا وقف رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بعرفة وهمّت الشمس أن تغيب قال (صلَّى الله عليه وآله): إنّ ربّكم تطوّل عليكم في هذا اليوم، وغفر لمحسنكم، وشفّع محسنكم في مسيئكم، فأفيضوا مغفوراً لكم»(16).
وينبغي أن يُهيّئ الإنسان نفسه للحجّ للسّنة الآتية إذا انتهى من مناسكه، وهذا دليل على أهميّته على ذلك، فقد قال الإمام الصّادق (عليه السلام) لعيسى بن منصور: «يا عيسى إنّي أحبّ أن يراك الله فيما بين الحجّ إلى الحجّ وأنت تتهيّأ للحجّ»(17).
ويُستحبّ أن ينوي الإنسان العود إلى الحجّ عند الخروج من مكّة، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «من رجع من مكّة وهو ينوي الحجّ من قابل زيد في عمره. وعنه (عليه السلام) قال: «من خرج من مكّة وهو لا يريد العود إليها فقد اقترب أجله، ودنا عذابه»(18).
ومن أهميّة الحجّ: كراهة أن تشير على أحد بعدم الذّهاب إلى الحجّ؛ لأنّه يُبتلى، ففي الرّواية أنّ الإمام الصّادق (عليه السلام) قال: «ليحذر أحدكم أن يعوّق أخاه عن الحجّ فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدّخر له في الآخرة»(19).
وقال إسحاق بن عمّار لأبي عبد الله (عليه السلام): إنّ رجلاً استشارني في الحجّ وكان صغير الحال، فأشرت عليه ألا يحجّ، فقال: «ما أخلفك أن تمرض سنة»، قال: فمرضت سنة(20).
ذكر الحجّ في أدعية شهر رمضان:
وبعد هذه المقدّمة نعرف أهميّة الحجّ وعظمته، أمّا ذكره في أدعية شهر رمضان فإليك مقاطع منها:
«اللهمّ ارزقني حجّ بيتك الحرام في عامي هذا وفي كلّ عام...».
«اللهمّ إنّي أسألك فيما تقضي وتقدّر أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام، المبرور حجّهم، المشكور سعيهم...».
«اللهمّ وأسألك بفضلك أن تجعل لي في عامي هذا إلى بيتك الحرام سبيلاً حجّة مبرورة»(21).
الأعمال المشتركة في شهر رمضان:
1- من ضمن أعمال ليالي شهر رمضان: «اللهمّ وليلة القدر وحجّ بيتك الحرام وقتلاً في سبيلك فوفّق لنا...».
«اللهمّ اجعل فيما تقضي وتقدّر أن تجعلني من حجّاج بيتك الحرام المبرور حجّهم».
وفي مقطع من دعاء أبي حمزة الثّمالي: «اللهمّ وارزقني حجّ بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كلّ عام».
ومن ضمن أدعية نهار شهر رمضان: «وارزقني الحجّ والعمرة».
«اللهمّ إنّي أسألك أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام»(22).
وفي أدعية ليالي القدر: «اللهمّ اجعل فيما تقضي وتقدّر من الأمر المحتوم وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر وفي القضاء الذي لا يردّ ولا يُبدّل أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام المبرور حجّهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفّر عنهم سيّئاتهم»(23).
والملاحظ أنّه ليس فقط ليكون مكتوباً من حجّاج بيته في تلك السّنة بل في كلّ سنة يطلب منه -تعالى- تكرار الحجّ «في عامنا هذا وفي كلّ عام».
فهذه الأدعية لأجل الحصول على التّوفيق للحجّ وما ورد من الثّواب العظيم فيه.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام): «تسبيحة بمكّة أفضل من خراج العراقين يُنفق في سبيل الله»(24).
وقال أبو جعفر (عليه السلام): «والسّاجد بمكّة كالمتشحّط بدمه في سبيل الله»(25).
وعنه (عليه السلام): «من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ويرى منزله من الجنّة»(26).
وعن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله): «النّظر إلى الكعبة حبّاً لها يهدم الخطايا هدماً»(27).
فالمستفاد من الأدعية الواردة في شهر رمضان وذكر الحجّ فيه وطلب التوفيق له، أهميّة الحجّ من جوانب متعدّدة، اجتماعيّة، وأخلاقيّة، ودينيّة، ومعنويّة، والآثار والبركات التي تشمل الحاجّ أهمّها غفران ذنبه ويكون كيوم ولدته أمّه، وتوفيق لقاء الحجّة (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف)، وإن لم تره فهو يراك كما هو المستفاد من الرّوايات، وهو يدعو لشيعته ومحبّيه من حجّاج بيت الله الحرام، وكما أنّ محبّيه ومنتظري ظهوره يدعون له بالفرج، فهو بدوره يفرح لدعائهم له ويدعو لهم، وهذا توفيق عظيم.
وهناك أمر آخر، وهو أنّ من أهميّة الحجّ وما يترتّب عليه من آثار، أنّ المؤمن يدعو في شهر رمضان وهو شهر الدّعاء والتّضرّع إلى الله -تعالى- بالأخصّ في ليالي القدر التي تقدّر فيها الأمور فتكتب من حجّاج بيته الحرام ووفده، وبما أنّ الشّخص ربما لم يكن مكتوباً من الحجّاج، فيكتب ذلك ليلة القدر؛ لأنّها ليلة التّقدير وليلة المحو والإثبات كما ورد في أدعية ليالي القدر: «اللهمّ اجعل فيما تقضي وتقدّر من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يردّ ولا يُبدّل أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام المبرور حجّهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفّر عنهم سيّئاتهم...»(28).
فينبغي أن يدعو في ليلة القدر ليكون من الحجّاج، وليحصل على التوفيق بأن يكون مبرور الحجّ، مشكور السعي، مغفور الذنب، وقد كفّر الله سيّئاته.
وهناك أمر وهو: أنّ الحجّ عبادة تحتاج إلى تحمّل جهد وعناء أكثر وليست كالصّلاة أو الصّوم، فإنّ الحجّ بحاجة إلى تهيئة مقدّمات وبعضها صعبة، منها: تحمّل المشاقّ والزاد والرّاحلة، ومنها: أن يكون للحاجّ مالٌ كافٍ للذّهاب والإياب، أمّا بقيّة العبادات فلا تحتاج إلى هذا العناء وصرف المال.
فالتّأكيد عليه في أدعية شهر رمضان؛ لأنّه شهر دعاء، ولأنّ أنفاس الصّائمين ونومهم كلّها عبادة فيكون الدّعاء أقرب للإجابة، ولتحصيل توفيق الحجّ.
يُمكن أن يُقال أنّ الهدف من ضيافة الله لعباده في شهره هو تهيئة النّفوس والأرضيّة لضيافته لهم في الحجّ وذلك عبر أدعية شهر رمضان وبركاتها.
فالباري -تعالى- لمّا استضاف عباده في شهر رمضان وهيّأ لهم الأرضيّة في ضيافة شهر الحجّ كانت بداية الضّيافة في شهر رمضان، والنّهاية في موسم الحجّ بعد الانتهاء من المناسك.
فالحجّ ضيافة الله، والحجّاج كالصّائمين ضيوف الرّحمن، فكما أنّ الصّائم في ضيافة الله فكذلك الحاجّ كما ورد عن الإمام الصّادق (عليه السلام): «دُعيتم إلى ضيافته إن ضيف الله (عزَّ وجلَّ) رجل حجّ واعتمر فهو ضيف الله حتّى يرجع إلى منزله...»(29).
فضيافة الله على مرحلتين، الأولى: أنّ الدّاعي إلى الضّيف يقول له: اُدعو واطلب حاجتك. وفي الثّانية: يعطي المضيف ما سأله الدّاعي.
وفي شهر رمضان الدّاعي والمضيف هو الله -تعالى- حيث يقول: «اسألوا منّي الحجّ»، وفي ذي الحجّة لا يقول اطلب منّي بل يُعطى الحاجّ.
ففي شهر رمضان الضّيف يطلب، وفي الحجّ يُعطى ويوفّق الضّيف لما طلبه.
والعبد المؤمن إذا سأل الله فأعطاه -سبحانه- وأوصله إلى مراده يزداد العبد في السؤال ويطمع في رحمة الله -تعالى- ويذكر حوائجه، فيحصل له تحوّل روحيّ تتعدّد مراتبه بحسب المسألة، بحيث يهديه -تعالى- إلى ما ينبغي له مسألته، وما يقدّمه في المسألة على غيره، حتّى يصل إلى المرحلة الأسمى من قبيل ما يرتبط بالمعارف الإلهيّة والحجّ ولا يقنع بالقليل، وهذه وظيفة العبد تجاه مولاه -كما قال تعالى- {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}(30).
وكلّما ازداد في المسألة الخوف والطمع كان أكثر خلوصاً وتقرّباً إلى الله -تعالى-، وخزائن الله لا تنتهي بل تزداد؛ لأنّه كلّما سئل ازداد جوده وكرمه، بل يزداد شرح صدر السّائل، وتتهيّأ ظرفيّة الطّلب، فيطلب الأفضل والأهم والأكثر ويحصل على عطاء أكثر، وهذا السّير التصاعديّ مستمرّ.
وقد ورد في دعاء الافتتاح: «الحمد لله الذي لا تنقص خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً...»(31)؛ لأنّ الخزينة الإلهيّة تؤمّن بإرادته -تعالى- وإرادته غير قابلة للانتهاء بل مستمرّة.
وروح الحجّ متوقّفة على قبوله، وقبوله متوقّف على الإقرار بولاية أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ورد أنّ الإسلام بني على خمس، منّها الولاية وهي أحد الأركان الخمسة وأهمّها؛ لأنّها كما قال الإمام الصّادق (عليه السلام) مفتاحهنّ(32)، بل ورد في أدعية شهر رمضان بعد الدّعاء للحجّ «اللهمّ ارزقني زيارة قبر نبيّك (صلَّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) ولا تخلني يا ربّ من تلك المشاهد الشّريفة والمواقف الكريمة»(33).
ولتقريب ذلك نذكر مثالاً: ففي الضّيافة الضّيف يأكل من مائدة المضيف، فالضّيف ينتظر المائدة وبمجرّد أن توضع المائدة يمدّ يده ليأكل ممّا عليها، أمّا في دعاء شهر رمضان فإنّ الدّاعي والمضيف هو الله -تعالى- وهو يطلب من ضيوفه أن يزوروا حرم رسوله محمّد (صلَّى الله عليه وآله) وأبنائه (عليهم السلام).
بهذه الأدعية ينتهي توفيق زيارة بيته وحرم رسوله والأئمّة (عليهم السلام) في شهر رمضان، فشرف المكان بالمكين.
زيارة النبيّ وأهل بيته (عليهم السلام):
ومن المستحبّات الأكيدة بعد أعمال الحجّ زيارة قبر الرّسول (صلَّى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) فهو كمال الحجّ وروحه.
ولقد ورد عن الرّسول الأمين (صلَّى الله عليه وآله) عدّة أحاديث تؤكد هذا المعنى:
قال (صلَّى الله عليه وآله): «من حجّ ولم يزرني فقد جفاني»(34).
وعنه (صلَّى الله عليه وآله): «من زارني في مماتي كمن زارني في حياتي»(35).
وعنه (صلَّى الله عليه وآله): «من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي...»(36).
قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}(37).
ورد في الزّيارة: «إلهي فقد أتيت نبيّك مستغفراً تائباً من ذنوبي وإنّي أتوجّه بك إلى الله ربّي وربّك ليغفر لي ذنوبي»(38).
والنكتة المهمّة هي: أنّ أعمالنا تعرض على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وعلى الإمام الحجّة (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف)، فزيارتنا له تكون سبباً لشفاعته لنا بقبولها عند الله تعالى.
ويؤكد ذلك قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}(39).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «تعرض الأعمال على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أعمال العباد كلّ صباح أبرارها وفجّارها فاحذروها وهو قول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}»(40).
وقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «من أتاني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة...»(41).
وكما أنّه لولا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وأبناؤه المعصومون (عليهم السلام) لما بقي من الإسلام شيء، فهم الذين حفظوا الإسلام الحقيقيّ.
وهم الأئمّة الذين قال (صلَّى الله عليه وآله) عنهم: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة»(42).
وقد عرفتهم الشّيعة ففازوا بقبول الأعمال كما ورد في روايات كثيرة عدم قبولها إلا بولايتهم، وأمّا غيرهم فكما قال الإمام الباقر (عليه السلام): «أترى هؤلاء الذين يلبّون والله لأصواتهم أبغض إلى الله من صوت الحمير»(43).
وعن الفضيل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نظر إلى النّاس يطوفون حول الكعبة فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة، إنّما أمروا أن يطوفوا بها ثمّ ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودّتهم، ويعرضون علينا نصرتهم، ثمّ قرأ هذه الآية {فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم}»(44).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «تمام الحجّ لقاء الإمام»(45).
وعن أبي جعفر (عليه السلام): «يا أبا حمزة، بما أمر هؤلاء؟ فلم أدر ما أردّ عليه؟ فقال: إنّما أمروا أن يطوفوا بهذه الأحجار ثمّ يأتونا فيعلمونا ولايتهم»(46).
وعن أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) قال: «إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة»(47).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصّلاة، والزّكاة، والحجّ، والصّوم، والولاية، قال زرارة: فقلت: أيّ شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنّها مفتاحهنّ، والوالي هو الدّليل عليهنّ»(48).
فالالتزام العلميّ والعمليّ بأولياء الحقّ هو تمام النّعمة وكمال الدّين ورضا الرّب، ليس فقط تمام الحجّ لقاء الإمام، بل لقاؤه تمام الإسلام كما قال (صلَّى الله عليه وآله): «الحمد لله على تمام النّعمة بولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)»(49).
فلا يمكن معرفة الحجّ حقيقة ولا درك المشعر وعرفات ومنى واقعاً من دون المعصوم (عليه السلام) والحجّة والإنسان الكامل، وتكون المناسك كلّها قشريّة صوريّة وبلا روح وجوهر لأنّه {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}(50)، ومن لم يوالِ وليّ الله ولم يقرّ بولايته لا يكون متّقياً، ومن لم يكن كذلك فعمله غير مقبول كما ورد: «لا تقبل الأعمال إلا بولايتنا»(51).
ولأنّ الأعمال العباديّة -ومنها الحجّ- من دون الولاية خالية عن الرّوح الحقيقيّة بل جميع الأعمال قبولها رهينة الولاية، ولا يترتّب الثّواب على جميع الأعمال حتّى لمن زار رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) إذا لم يكن معتقداً بولايتهم ومتبرئاً من أعدائهم، كما ورد في زيارة الجامعة الكبيرة: «من أتاكم نجى، ومن لم يأتكم هلك»، «سعد من والاكم، وهلك من عاداكم»، «من اتّبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفكم فالنّار مثواه»، «وجعلني من خيار مواليكم، التّابعين لمن دعوتم إليه، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم»(52).
وكما قال (صلَّى الله عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت باب المدينة»(53).
فأخذ الأحكام الشرعيّة الصّحيحة منهم لا من غيرهم؛ لأنّهم باب الله، من أتاهم نجى، ومن لم يأتهم هلك، ويدخل الإنسان في حصن الله بشرطها وشروطها، كما قال الإمام أبو الحسن الرّضا (عليه السلام): «لا إله إلا الله حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي»، ثمّ قال (عليه السلام): «بشرطها وشروطها، وأنا من شروطها»(54).
واعلم أنّ قيمة كلّ امرئ ما يحسنه من المبادئ السّامية والعقائد الصّحيحة والأعمال الصّالحة والصّفات الحميدة، فلا بدّ من المعرفة، فإنّ أفضلكم يوم القيامة أفضلكم معرفة.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «لا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، ومن عرف دلّته معرفته على العمل، ومن لم يعرف فلا عمل له»(55).
وإنّما تكمل وتتمّ معرفة الله ورسوله بمعرفة الإمام، كما أنّ الطّاعات والقربات لا تقبل إلا بمعرفته وولايته.
عن أبي حمزة الثّمالي قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): «إنّما يعبد الله من يعرف الله، فأمّا من لا يعرف الله فإنّما يعبده هكذا ضلالاً، قلت: جلعت فداك، فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله (عزَّ وجلَّ) ورسوله وموالاة عليّ والائتمام به وبأئمّة الهدى، والبراءة إلى الله (عزَّ وجلَّ) من عدوّهم، هكذا يُعرف الله (عزَّ وجلَّ)»(56).
وقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «فو الذي نفسي بيده لو أنّ رجلاً صفّ بين الرّكن والمقام وراكعاً وساجداً، ثمّ لقي الله (عزَّ وجلَّ) غير محبّ لأهل بيتي لم ينفعه ذلك»(57).
وقال الإمام السّجّاد (عليه السلام): «إنّ أفضل البقاع بين الرّكن والمقام، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح (عليه السلام)في قومه -ألف سنة إلا خمسين عاماً- يصوم النّهار ويقوم الليل -في ذلك الموضع- ثمّ لقي الله (عزَّ وجلَّ) بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً»(58).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «والله لو أنّ عبداً صفّ قدميه في ذلك المكان، قام اللّيل حتّى يجيئه النّهار وصام النّهار حتّى يجيئه اللّيل، ولم يعرف حقّنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئاً أبداً»(59).
وعن الإمام الصّادق (عليه السلام): «والله لو أنّ رجلاً صام النّهار وقام اللّيل، ثمّ لقي الله بغير ولايتنا لقيه وهو ساخط عليه»(60).
وقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لو أنّ رجلاً لقي الله بعمل سبعين نبيّاً ثمّ لم يأتِ بولاية وليّ الأمر من أهل البيت، ما قبل الله منه حرفاً ولا عدلاً»(61).
وقال (صلَّى الله عليه وآله): «كلّ من دان الله (عزَّ وجلَّ) بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضالّ، متحيّر، والله شانئ لأعماله، ومثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها وقطيعها»(62).
كما ورد في الزّيارة الجامعة الكبيرة: «وفاز من تمسّك بكم، وأمِن من لجأ إليكم، وسلِم من صدّقكم، وهدي من اعتصم بكم، من اتّبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفكم فالنّار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم في أسفل درك من الجحيم».
«من أراد الله بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم».
«بموالاتكم تمّت الكلمة، وعظمت النّعمة، وائتلفت الفرفة».
«وبموالاتكم تقبل الطّاعة المفترضة، ولكم المودّة الواجبة، والدّرجات الرّفيعة، والمقام المحمود، والمكان المعلوم عند الله (عزَّ وجلَّ)، والجاه العظيم، والشأن الكبير، والشّفاعة المقبولة».
والخلاصة: أنّه لا يُمكن أخذ العلم والعمل عن غير طريق أهل بيت العصمة؛ لأنّهم (عليهم السلام) عدل القرآن كما قال (صلَّى الله عليه وآله): «إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً»(63).
إذن تتحقّق الشّعائر بما إذا عُمل بما يريد الله تعالى، ولا يُمكن ذلك إلا عن طريق أهل البيت (عليهم السلام)، ومع عدم معرفتهم والولاية لهم (عليهم السلام) لا تتحقّق روح العبادة، ولا يصدق عليهم أنّهم وفده وزوّار قبر رسوله الأمين (صلَّى الله عليه وآله).
وقد ورد في ثواب زيارة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) روايات منها:
عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «من حجّ إلى مكّة ثمّ قصدني في مسجدي كُتبت له حجّتان مبرورتان»(64).
وعن الإمام الصّادق (عليه السلام): «إنّ زيارة قبر رسول الله تعدل حجّة مع رسول الله مبرورة»(65).
وعن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة»(66).
وعن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «يا عليّ من زارني في حياتي أو بعد موتي أو زارك في حياتك أو بعد موتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن أخلّصه من أهوالها وشدائدها حتّى أصيّره معي في درجتي»(67).
وعن الإمام الحسين (عليه السلام) أنّه قال لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «يا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): يا بنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة وأخلّصه من ذنوبه»(68).
* الهوامش:
(1) وسائل الشّيعة، ج1، ب1 من أبواب مقدّمة العبادات.
(2) سورة آل عمران: 97.
(3) وسائل الشيعة ج11، ب7 من أبواب ثبوت الكفر، ح1.
(4) سورة الحجّ: 30.
(5) وسائل الشيعة، ج11، ب7، ح3.
(6) مميل أو الميّل: كثير المال (القاموس المحيط-مول-، ج4، ص52).
(7) وسائل الشّيعة، ج7، ب42، ح1،7، ص113-116.
(8) أصول الكافي، ج2، ص19.
(9) وسائل الشّيعة، ج11، ب45، ح18،34، ص128-132.
(10) المصدر نفسه، ب46، ح8، 9.
(11) وسائل الشّيعة، ج11، ب1، ح12، ص12.
(12) المصدر نفسه، ح18، ص14.
(13) المصدر نفسه، ب22، ح9، ص60.
(14) المصدر نفسه، ب4، ح5، ص21.
(15) المصدر نفسه، ب38، ح2، ص92.
(16) المصدر نفسه، ح4، ص95.
(17) المصدر نفسه، ب56 استحباب التّهيئة للحجّ، ح2، ص105.
(18) المصدر نفسه، ب57 استحباب نيّة العود، ح1،2.
(19) المصدر نفسه، ب48، عدم جواز المشورة بترك الحجّ 1، 2.
(20) المصدر نفسه، ب48 عدم جواز المشورة بترك الحجّ 1، 2.
(21) مفاتيح الجنان.
(22) المصدر نفسه.
(23) المصدر السّابق.
(24) وسائل الشّيعة، ج13، ب45 استحباب الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، ح1، ص288.
(25) المصدر نفسه، ب15 استحباب المجاورة بمكّة، ح2، ص231.
(26) المصدر نفسه، ب45 استحباب استحباب الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، ح2، ص288.
(27) المصدر نفسه، ب29، استحباب النّظر إلى الكعبة، ح9، ص256.
(28) مفاتيح الجنان.
(29) وسائل الشّيعة، ج10: 458. 13 ب97 استحباب زيارة المؤمنين ح12: 586.
(30) سورة السّجدة:16.
(31) مفاتيح الجنان.
(32) وسائل الشّيعة، ج1، ب1 أبواب مقدّمات العبادات.
(33) مقطع من دعاء أبي حمزة الثّمالي (رحمه الله).
(34) كنز العمال5: ح12369.
(35) مستدرك الوسائل10: باب تأكيد استحباب زيارة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله)، ح1، كنز العمّال5: ح12368.
(36) الكافي4: باب زيارة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله)، ح5.
(37) سورة النّساء: 64.
(38) وسائل الشّيعة14: ب6 من أبواب كيفية زيارة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله)، ح1.«مقطع من زيارته (صلَّى الله عليه وآله)».
(39) سورة التّوبة: 105.
(40)تفسير الصّافي2: 373.
(41) وسائل الشّيعة14: ب3 تأكّد استحباب زيارة قبر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، ح3.
(42) المصدر نفسه16: ب33 من أبواب تحريم تسمية المهديّ (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) ح23. المناقب1: 246. صحيح مسلم3: 1478. صحيح ابن حبّان10: 39. مسند أحمد2: 83-3: 446. المعجم الكبير للطّبرانيّ: 10350. مجمع الزّوائد: 5218، 219.
(43) المصدر نفسه12: ي43 من أبواب أنّ المتمتع يقطع التّلبية إذا شاهد بيوت مكّة ح3
(44) وسائل الشّيعة ب2 تأكد استحباب زيارة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بعد الحجّ ح1. أصول الكافي1: ح10 ب الواجب على النّاس بعدما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه عن معالم دينهم ويعلمونهم ولايتهم ومودّتهم له. البحار65: 87.
(45) وسائل الشيعة14: ب2 تأكد استحباب زيارة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) ح8، 12. عيون أخبار الرّضا2 ح29: 293. علل الشّرائع2: 409.
(46) المصدر نفسه: ح129.
(47) المصدر نفسه: ح5.
(48) المصدر نفسه ب1 من أبواب مقدّمات العبادات ح1، 2.
(49) تفسير الدرّ المنثور3: 19 في تفسير آية «اليوم أكملت لكم دينكم» من سورة المائدة:3. ينابيع المودّة: 115. أشبعنا البحث في آية الإكمال في كتابنا الآيات الباهرة: 317. بحار الأنوار27: ب1 من أبواب وجوب موالاة أوليائهم ح19: 58.
(50) سورة المائدة:27.
(51) أصول الكافي1: 143-303. ثواب الأعمال: 343. بحار الأنوار27: ب1 من أبواب وجوب موالاة أوليائهم ح16: 57. المصدر نفسه ب7 أنّه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية: 166، ينابيع المودّة: ب90: 480.
(52) مفاتيح الجنان. مستدرك الوسائل: 10 ب86 من أبواب المزار ح17: 416. بحار الأنوار99: ب8 من أبواب الزّيارات الجامعة ح4: 127. البلد الأمين: 418. فرائد السمطين2: ب38 من السّمط الثّاني ح463.
(53) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي (عليه السلام) 2: 264.
(54) ينابيع المودّة: ب42: 126، ب65: 385. عيون أخبار الرّضا2: ب37: 143، 144. فرائد السمطين2: 189 ب39 ح466. حلية الأولياء3: 192. الصّواعق المحرقة310. نور الأبصار: 313. بحار الأنوار3: 5 ح14، 15، 39. كتاب التوحيد ح23، 23. ثواب الأعمال: 21. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة2: 284. وجاء في غرر الحكم1: ح103: 220 «إنّي وذريتي من شروطها»، تعرضنا إلى شرح هذا الحديث مفصلاً في كتاب مستقلّ مهيأ للطبع إن شاء الله تعالى.
(55) المحاسن1: 198. الكافي1: 44. مشكاة الأنوار: 336.
(56) أصول الكافي1: 18. تفسير أبي حمزة الثّمالي: 80، بحار الأنوار27: ب1 من أبواب وجوب موالاة أوليائهم المصدر نفسه ب7 أنّه لاتقبل الأعمال إلا بالولاية 166 ينابيع المودّة ب90: 480.
(57) أمالي الطّوسي:633. بحار الأنوار47: 105.
(58) ثواب الأعمال: 243. من لا يحضره الفقيه2: 245: 2314، أمالي الطوسي: 132 ح23 المجلس5.
(59) ثواب الأعمال:205. بحار الأنوار27: 178. تفسير فرات الكوفي: 223.
(60) الكافي8: 107 ح80. أعلام الدّين: 427، البحار27: 190. تفسير العياشيّ2: 89 رقم 61.
(61) الكافي1: 336. أمالي المفيد: 115 ح8 المجلس 13.
(62) الكافي1: 182 و375. كتاب الغيبة (النعماني): 128.
(63) صحيح مسلم: 4 ح2408 فضائل عليّ بن أبي طالب. حلية الأولياء1: 305.
(64) كنز العمّال للمتقي الهندي5: 135 ح12379.
(65) وسائل الشيعة 14 ب3 تأكد استحباب زيارة قبر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ح7.
(66) المصدر نفسه ح5.
(67) المصدر نفسه ب2 زيارة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) ح16.
(68) المصدر نفسه ح14.
0 التعليق
ارسال التعليق