بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد.
لا زال الناسُ -بشكل عام- لا يفقهون أسرارَ الارتباط بالدين الحق، ويحسبون أنَّ التقيُّد الشديد والدقيق بالدين هو سبب التخلف المادي الذي يشهده العالمُ الإسلامي، وهذا النوع من التفكير هو جناية كبيرةٌ وعظيمةٌ بحق الدين، وسببُ هذا التفكير هو الصورة المشوَّهة عن الدين والتي عمل أعداءُ الدين وبعضُ المغفلين ممن لم يفقهوا حقيقة الإسلام على تصويرها بأنَّها هي التي تمثّل الإسلام الصحيح.
ويمكن اعتبار الحرب الشعواء على الدين دليلاً قاطعاً على القوة الجبَّارة التي يحملها الدين في طياته، والتي تهدد مطامع المستكبرين في الأرض، ولذلك من يريد من الحكام أن يحكم بالظلم والجور ويستأثر بخيرات بلده نراه يعمل جاهداً على إبعاد الناس عن دينهم بواسطة نشر الفساد والتسيُّب والدعارة واللامبالاة بالدين.
وربما كان التدين السطحي وغير الواعي هو أحد أهم أسباب تسلط الظالمين والمستكبرين على خيرات الدول الإسلامية، والطريق الوحيد الذي يملكه المسلمون في إرجاع حقوقهم المسلوبة هو الوعي الديني والتمسك الواضح والصريح بمبادئ الدين الحقّ، ومما يؤلم القلب أنّه أصبح بعض المسلمين يخجلون من الجهر بدينهم والتصريح بأنه هو دستورهم في كل ميادين الحياة ويخشون أن يرموا بالتخلف، وهذه أكبر مظلومية تسجل للدين.
ومن يتصور بأنَّ الدول الغربية غير المتدينة تعيش السعادة الدنيوية بواسطة النظام الديمقراطي المزعوم فهو مخطئ جداً، وربما تأثر بالدعايات الكاذبة التي يروّج لها الغرب، وعليه أنْ يلامس حقيقةَ ما يعانيه الناس في تلك المجتمعات.
ومن الأدلة على أنَّ الدين هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة معاً ما وصلت إليه الجمهورية الإسلامية في إيران من بين الدول الإسلامية وفي فترة زمنية قصيرة جداً من إنجازات ضخمة وفي مختلف المجالات، ولذلك هي تُحَارَب من قبل القوى المتسلطة حتى ترجع إلى تخلفها التي كانت تعيش فيه قبل انتصار الثورة المباركة.
والأهمُّ من كل ذلك لو قارنَّا بين المناطق المتدينة وغير المتدينة في العالم في نسبة الجرائم والفساد الأخلاقي والتفكك الاجتماعي لآمنا وصدَّقنا بأنْ لا بديل عن الدين في الحياة البشرية، هذا في الحياة الدنيا فكيف بيوم القيامة التي هي المستقر الحقيقي للإنسان؟! فليحمد اللهَ من وُفّق للالتزام بدين الله، وليعرف أنَّه يعيش سعادة حقيقية لو أدرك غيرُ المدينين سرَّها لقاتلوه عليها، وحاربوه من أجلها. والحمد لله رب العالمين
0 التعليق
ارسال التعليق