عاشوراء نبضةٌ في قلوب الأحرار، وصرخةٌ مدويةٌ في وجوه الظالمين، سطَّرها الحسين الشهيد بدمه القاني فوق رمضاء كربلاء، فأضحت حينها آيةً تتكسر عند تلاوتها قيود السجان، وتذوب بوهجها القضبان، وتسقط بتمتمتها التيجان، هي والله عصا موسى بيد المحرومين في زمن فرعون، وفأس إبراهيم في زمن نمرود، وسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى.
عاشوراء لغة:
قال ابن منظور في لسان العرب:(عاشوراء وعشوراء ممدودان: اليوم العاشر من المحرم، وقيل التاسع)(1)، وقال الطريحي: (يوم عاشوراء ـ بالمد والقصر ـ وهو عاشر المحرم، وهو اسمٌ إسلاميٌّ، وجاء عاشوراء بالمد مع حذف الألف التي بعد العين)(2)، وقال الزبيدي: (العاشوراء. قلت: المعروف تجرده من أل: والعشوراء ممدودان وتقصران، والعاشور عاشر محرم، وقد ألحق به تاسوعاء)(3)، وقال العيني: (اشتقاقه من العشر الذي هو اسمٌ للعدد المعين، وقال القرطبي: عاشوراء معدولٌ عن عاشرة للمبالغة والتعظيم، وهو في الأصل صفةٌ لليلة العاشر، لأنه مأخوذٌ من العشر الذي هو اسم الفعل، واليوم مضافٌ إليها، فإذا قيل: يوم عاشوراء. فكأنه قيل: يوم الليلة العاشرة، إلا أنهم لما عدلوا به عن الصفة، غلبت عليها الاسمية، فاستغنوا عن الموصوف فحذفوا الليلة. وقيل: مأخوذٌ من العشر ـ بالكسر ـ في أوراد الإبل، تقول العرب: وردت الإبل عشراً، إذا وردت اليوم التاسع، وذلك لأنهم يحسبون في الظماء الورود)(4).
عاشوراء اصطلاحا:
قال العلامة في المنتهى: (يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وبه قال سعيد بن المسيب والحسن البصري. وروي عن ابن عباس أنه قال: إنه التاسع من المحرم، وليس بمعتمدٍ، لما تقدم في أحاديثنا أنه يوم قتل الحسين(ع)، ويوم قتل الحسين(ع) هو العاشر بلا خلافٍ. وروى الجمهور عن ابن عباس أنه قال: أمر رسول الله(ص) بصوم يوم عاشوراء ـ العاشر من المحرم ـ وهذا ينافي ما روى عنه أولاً)(5).
فضل المحرم الحرام:
جاء في ـ مصباح المتهجد ـ للشيخ الطوسي(ره): (المحرم هو آخر أشهر الحرم، عظيمٌ حرمته في الجاهلية والإسلام، أول يوم منه استجاب الله تعالى دعوة زكريا(ع)، وفي اليوم الثالث منه كان خلاص يوسف(ع) من الجب على ما روي في الأخبار، وفي اليوم الخامس منه كان عبور موسى بن عمران(ع) البحر، وفي اليوم السابع منه كلم الله تعالى موسى(ع) على جبل طور سيناء، وفي اليوم التاسع منه أخرج الله تعالى يونس(ع) من بطن الحوت، وفي اليوم العاشر منه كان فيه مقتل سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب(ع))(6)، وجاء في كتاب (إقبال الأعمال) للسيد ابن طاووس الحسني: (اعلم أن هذا شهر المحرم كان في الجاهلية من جملة الزمان المعظم يحرمون فيه الابتداء بالحروب والقتال، ويحترمونه أن يقع فيه ما يقع فيما دونه من سوء الأعمال والأقوال، وجاء الإسلام شاهداً لهذا الشهر بالتعظيم، ودلَّ فيه على العبادات الدالة على ما يليق به من التكريم)(7).
وهناك جملةٌ من المستحبات والأعمال الواردة في يوم عاشوراء، منها زيارة الحسين(ع) والصلاة وتلاوة القرآن وإظهار الحزن وترك السعي إلى العمل وإقامة العزاء والدعاء على الأعداء، فقد ورد في (كامل الزيارات) عن أبي جعفر الباقر(ص) أنه قال: (من زار الحسين(ع) يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكياً لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله(ص)، ومع الأئمة الراشدين(ع). قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره، وأومأ إليه بالسلام واجتهد على قاتله بالدعاء، وصلى بعده ركعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين(ع) ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضاً بمصاب الحسين(ع)، فأنا ضامنٌ لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع هذا الثواب. فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك، قال: قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضاً؟ قال: يقولون: عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين(ع)، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد(ص). فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشداً، ولا تدخرن لمنزلك شيئاً، فإنه من ادخر لمنزله شيئاً في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة وألف ألف عمرة وألف ألف غزوة كلها مع رسول الله(ص)، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة)(8).
وقد اختلف الأعلام في حكم صيام يوم عاشوراء تبعاً لاختلاف الأخبار، فبين قائل بالاستحباب، وقائل بالكراهة، وقائل بالحرمة، وقائل بالإمساك عن المفطرات إلى ما بعد العصر.
الروايات الدالة على الجواز:
1ـ محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همام، عن أبي الحسن(ع) قال: (صام رسول الله(ص) يوم عاشوراء)(9).
2ـ وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله(ع) عن أبيه(ع)، أن علياً(ع) قال: (صوموا العاشوراء التاسع والعاشر، فإنه يكفر ذنوب سنة)(10).
3ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن ميمون القداح، عن أبي جعفر، عن أبيه(ص) قال: (صيام يوم عاشوراء كفارة سنة)(11).
4ـ وبإسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن يونس بن هشام، عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد(ص) قال: (كان رسول الله(ص) وسلم كثيراً ما يتفل يوم عاشوراء في أفواه الأطفال المراضع من ولد فاطمة(ع) من ريقه، ويقول: ما نطعمهم شيئاً إلى الليل، وكانوا يروون من ريق رسول الله(ص)، قال: وكانت الوحش تصوم يوم عاشوراء على عهد داوود-ع-)(12).
5ـ وبإسناده عن علي بن الحسن، عن محمد بن عبد لله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن كثير النوا، عن أبي جعفر(ص) قال: (لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي، فأمر نوح(ع) من معه من الجن والإنس أن يصوموا ذلك اليوم، قال أبو جعفر(ص): أتدرون ما هذا اليوم؟ هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه على آدم(ع) وحواء، وهذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه، وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى(ع) فرعون، وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم(ع)، وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس(ع)، وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم(ع)، وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم-ع-)(13).
6ـ علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن سليمان بن داوود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين(ع) قال:(... وأما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار...، وصوم يوم عاشوراء،... إن شاء صام وإن شاء أفطر)(14).
الروايات الدالة على المنع:
1ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم جميعاً، أنهما سألا أبا جعفر الباقر(ع) عن صوم يوم عاشوراء، فقال: (كان صومه قبل شهر رمضان، فلما نزل شهر رمضان ترك)(15).
2ـ محمد بن يعقوب، عن الحسين بن علي الهاشمي، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان، عن أبان، عن عبد الملك، قال: سألت أبا عبد الله(ع) عن صوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرم؟ فقال: (تاسوعاء يومٌ حوصر فيه الحسين(ع) وأصحابه(رض) بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام، وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين(ع) وأصحابه كرم الله وجوههم، وأيقنوا أن لا يأتي الحسين(ع) ناصرٌ، ولا يمده أهل العراق، بأبي المستضعف الغريب، ثم قال: وأما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين(ع) صريعاً بين أصحابه، وأصحابه صرعى حوله، أفصومٌ يكون في ذلك اليوم؟! كلا ورب البيت الحرام، ما هو يوم صوم، وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام، غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم، وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام، فمن صام أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوط عليه، ومن ادخر إلى منزله فيه ذخيرة أعقبه الله تعالى نفاقاً في قلبه إلى يوم يلقاه، وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده، وشاركه الشيطان في جميع ذلك)(16).
3ـ وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن جعفر بن عيسى أخيه قال: سألت الرضا(ع) عن صوم يوم عاشوراء وما يقول الناس فيه؟ فقال: (عن صوم ابن مرجانة تسألني؟ ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين(ع)، وهو يومٌ يتشاءم به آل محمد(ص)وسَلَّم، ويتشاءم به أهل الإسلام، واليوم الذي يتشاءم به أهل الإسلام لا يصام ولا يتبرك به، ويوم الاثنين يوم نحس قبض الله فيه نبيه(ص) وسَلَّم، وما أصيب آل محمد إلا في يوم الاثنين فتشاءمنا به، وتبرك به عدونا ويوم عاشوراء قتل الحسين(ع) وتبرك به ابن مرجانة، وتشاءم به آل محمد(ص) وسَلَّم، فمن صامهما أو تبرك بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب، وكان حشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما)(17).
4ـ وعنه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي قال: سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبد الله(ع) عن صوم يوم عاشوراء. فقال: (من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وآل زياد، قال: قلت: وما كان حظهم من ذلك اليوم؟ قال: النار، أعاذنا الله من النار ومن عمل يقرب من النار)(18).
5ـ وعنه، عن محمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: حدثني نجبة بن الحارث العطار قال: سألت أبا جعفر(ع) عن صوم يوم عاشوراء. فقال: (صوم متروك بنزول شهر رمضان، والمتروك بدعة. قال: نجبة: فسألت أبا عبدالله(ع) من بعد أبيه(ع) عن ذلك فأجابني بمثل جواب أبيه ثم قال: أما إنه صوم يوم ما نزل به كتاب ولا جرت به سنة إلا سنة آل زياد بقتل الحسين بن علي-ع-)(19).
6ـ وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن يس الضرير، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله(ع) قالا: (لا تصم في يوم عاشوراء ولا عرفة بمكة ولا في المدينة ولا في وطنك ولا في مصر من الأمصار)(20).
7ـ محمد بن الحسن في (المجالس والأخبار) عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن علي بن حبشي، عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبيه، عن أبي عبدالله(ع) قال: سألته عن صوم يوم عرفة فقال: (عيد من أعياد المسلمين ويوم دعاء ومسألة، قلت: فصوم يوم عاشوراء؟ قال: ذاك يوم قتل فيه الحسين(ع)، فإن كنت شامتاً فصم، ثم قال: إن آل أمية نذروا نذراً إن قتل الحسين(ع) أن يتخذوا ذلك اليوم عيداً لهم يصومون فيه شكراً، ويفرحون أولادهم، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم، فلذلك يصومونه ويدخلون على أهاليهم وعيالاتهم الفرح ذلك اليوم، ثم قال: إن الصوم لا يكون للمصيبة، ولا يكون إلا شكراً للسلامة، وإن الحسين(ع) أصيب يوم عاشوراء، إن كنت فيمن أصيب به فلا تصم، وإن كنت شامتاً ممن سره سلامة بني أمية فصم شكراً لله تعالى)(21).
8 ـ وفي مصباح المتهجد للشيخ الطوسي، روى عبد الله بن سنان قال:(دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) في يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط. فقلت: يا ابن رسول الله! مِمَّ بكاؤك؟ لا أبكى الله عينيك، فقال لي: أَوَ في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت: يا سيدي! فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملاً، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم يعز على رسول الله(ص) مصرعهم ولو كان في الدنيا يومئذ حياً لكان صلوات الله عليه هو المعزى بهم، قال: وبكى أبو عبد الله(ع) حتى اخضلت لحيته بدموعه.) الحديث(22)...
مناقشة الأعلام للروايات:
ذهب المحقق في الشرايع إلى استحباب صوم يوم عاشوراء(23)، وأقره على ذلك صاحب الجواهر حيث قال: (بلا خلاف أجده فيه، بل في ظاهر الغنية الإجماع عليه...، لكن قيده المصنف وجماعة بأن يكون على وجه الحزن لمصاب سيد شباب أهل الجنة(ع) وما جرى عليه في ذلك اليوم مما ينبغي لوليه أن يمنع نفسه عن الطعام والشراب طول عمره فضلاً عن ذلك اليوم، لا أن يكون على جهة التبرك والشكر كما يصنعه بنو أمية وأتباعهم، وبذلك جمع الشيخان وغيرهما بين ما سمعت [أي النصوص الدالة على الجواز] وبين النصوص المتضمنة للنهي عن صومه، كصحيح زرارة ومحمد بن مسلم)(24)، وقد علق صاحب الجواهر على الروايات الدالة على المنع فقال: (إن أقصى ما يستفاد من هذه النصوص الكراهة خصوصاً بعد جمعه مع الاثنين ومع يوم عرفة، كمعلومية أن المذموم والمنهي عنه اتخاذه كما يتخذه المخالفون والتبرك به وإظهار الفرح والسرور فيه، لا أن المنهي عنه مطلق صومه وأنه كالعيد وأيام التشريق، وإلا لم يكن ليخفى مثل ذلك على زرارة ومحمد بن مسلم حتى يسألا عنه، ضرورة حينئذ كونه كصوم العيدين، نعم قد يقال بنفي التأكد عنه لمشاركته في الصورة لأعداء الله وإن اختلفت النية، بل لعل ذلك إنما يكون إذا لم يتمكن من إفطاره ولو للتقية، فينوي فيه الوجه المزبور لا مطلقاً، خصوصاً مع ملاحظة خبر عبد الله بن سنان)(25)، وخلاصة الرأي عند صاحب الجواهر هو نفي الريب في جواز صومه سيما على الوجه الذي ذكره الأصحاب(26).
وذهب السيد الخوئي(ره) إلى استحباب صومه مطلقاً، بعد أن حكم على جميع الروايات الدالة على الحرمة بالضعف، حيث قال:(وكيفما كان؛ فالروايات الناهية غير نقية السند برمتها، بل هي ضعيفة بأجمعها، فليست لدينا رواية معتبرة يعتمد عليها ليحمل المعارض على التقية كما صنعه صاحب الحدائق)(27)، وبعد أن صحح السيد الخوئي بعض النصوص الدالة على الجواز، ووثق بعضها الآخر، مع كون النصوص الدالة على الجواز عارية عن قيد الحزن، قال: (فالأقوى استحباب الصوم في هذا اليوم من حيث هو كما ذكره في الجواهر، أخذاً بهذه النصوص السليمة عن المعارض كما عرفت)(28)، وقال أيضاً: (وأما نفس الصوم في هذا اليوم إما قضاءً أو ندباً ولا سيما حزناً فلا ينبغي التأمل في جوازه من غير كراهة فضلاً عن الحرمة)(29)، أما بالنسبة لصحيحة زرارة ومحمد بن مسلم، فقد قال بأنها (لا تتضمن نهياً، بل غايته أن صومه صار متروكاً ومنسوخاً بعد نزول شهر رمضان، ولعله كان واجباً سابقاً، ثم أبدل بشهر رمضان كما قد تقتضيه طبيعة التبديل، فلا تدل على نفي الاستحباب عنه بوجه فضلاً عن الجواز)(30)، أما رواية عبد الله بن سنان، فقد قال عنها: (وهي من حيث التصريح بعدم تبييت النية، وعدم تكميل الصوم، ولزوم الإفطار بعد العصر واضحة الدلالة على المنع عن الصوم الشرعي وأنه مجرد إمساك صوري في معظم النهار تأسياً بما جرى على الحسين وأهله الأطهار عليهم صلوات الملك المنتقم القهار. إلا أن الشأن في سندها، والظاهر أنها ضعيفة السند لجهالة طريق الشيخ إلى عبد الله بن سنان فيما يرويه في المصباح، فتكون في حكم المرسل)(31).
واختار المحدث البحراني في حدائقه القول بالحرمة مطلقاً، حيث قال: (لا يخفى عليك ما في دلالة هذه الأخبار[أي الأخبار الدالة على الحرمة] من الظهور والصراحة في تحريم صوم هذا اليوم مطلقاً، وأن صومه إنما كان في صدر الإسلام ثم نسخ بنزول صوم شهر رمضان، وعلى هذا يحمل خبر صوم رسول الله-ص-)(32)، وقد حمل الأخبار المجوزة على التقية، فقال: (وأما خبر القداح وخبر مسعدة بن صدقة الدال كل منهما على أن صومه كفارة سنة والأمر بصومه كما في ثانيهما، فسبيلها الحمل على التقية، لا على ما ذكروه من استحباب صومه على سبيل الحزن والجزع، كيف وخبر الحسين بن أبي غندر عن أبيه ظاهرٌ في أن الصوم لا يكون للمصيبة وإنما يكون شكراً للسلامة، مع دلالة الأخبار الباقية على النهي الصريح عن صومه مطلقاً سيما خبر نجية وقولهما(ع) فيه أنه متروك بصيام شهر رمضان والمتروك بدعة. وبالجملة فتحريم صيامه مطلقاً من هذه الأخبار أظهر ظاهر. وأما خبر كثير النوا ـ مع كون راوية المذكور بترياً عامياً قد وردت فيه الذموم الكثيرة مثل قول الصادق(ع): (اللهم إني إليك من كثير النوا بريء في الدنيا والآخرة)(33). وقوله أيضاً (إن الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير النوا وأبا المقدام والتمار - يعني سالماً - أضلوا كثيراً ممن ضلَّ من هؤلاء وإنهم ممن قال الله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَّقُوْلُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِيْنَ} (34) - معارض بخبر ميثم المذكور)(35). ومال إلى هذا الرأي المحقق النراقي، ولكن لا على نحو الإطلاق، حيث أفاد في مستند الشيعة، بعد رده جمع الشيخين وغيرهما: (ولا شاهد على ذلك الجمع من وجه، بل في الرواية الأخيرة: إن الصوم لا يكون للحزن والمصيبة، فجعله وجهاً للجمع خروج عن الطريقة، بل لا وجه له، بل مقتضى الطريقة طرح الأخبار الأولى[أي الأخبار المانعة] بالكلية، لمرجوحيتها بموافقة أخبث طوائف العامة موافقة قطعية، والأخبار بها مصرحة، ولذلك جعل في الوافي الأولى تركه. وقال بعض مشايخنا فيه بالحرمة، وهو في غاية الجودة، بمعنى حرمته لأجل الخصوصية، وإن لم يحرم من جهة مطلق الصوم. ولا يضر ضعف إسناد بعض تلك الأخبار بعد وجودها في الكتب المعتبرة، مع أن فيها الصحيحة...، فالحق: حرمة صومه من هذه الجهة، فإنه بدعة عند آل محمد متروكة، ولو صامه من حيث رجحان مطلق الصوم لم يكن بدعة، وإن ثبتت له المرجوحية الإضافية)(36).
والبعض قال بالكراهة، إما جمعاً بين الأخبار، أو بقرينة وحدة السياق بينها وبين روايات النهي عن صوم يوم عرفة لمن يضعفه عن الدعاء، أو أن صوم يوم عاشوراء سنة للأعداء، واتصاف بصفاتهم، وإشعار بزيهم، وهذا نظير ما ورد في كراهة الاتصاف بأوصاف اليهود والنصارى)(37).
وقد ذهب الشهيد الثاني إلى استحباب ترك المفطرات إلى العصر، اشتغالاً عنها بالحزن والمصيبة، لأن صومه متروك، استناداً إلى رواية عبد الله بن سنان المتقدمة عن الإمام الصادق(ع) (صمه من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملاً، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء)(38)، قال المحقق الخوانساري في مشارق الشموس: (وحسن العمل بهذا الخبر لأجل اعتبار سنده وموافقته لآداب إظهار الجزع والمصيبة اللازم مراعاتها في هذا اليوم)(39)، وقال الشيخ يوسف البحراني:(وهذه الرواية هي التي ينبغي العمل عليها وهي دالة على مجرد الإمساك إلى الوقت المذكور)(40).
مناقشة رواية المصباح:
أورد الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد رواية مفادها استحباب ترك المفطرات إلى العصر، حيث قال: (روى عبد الله بن سنان قال: (دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) في يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط. فقلت: يا ابن رسول الله! مِمَّ بكاؤك؟ لا أبكى الله عينيك، فقال لي: أَوَ في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت: يا سيدي! فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملاً، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم يعز على رسول الله(ص) مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حياً لكان صلوات الله عليه هو المعزى بهم، قال: وبكى أبو عبد الله(ع) حتى اخضلت لحيته بدموعه) الحديث...(41).
وقد قال السيد الخوئي (ره) في معرض حديثه عن هذه الرواية:(وهي من حيث التصريح بعدم تبييت النية، وعدم تكميل الصوم، ولزوم الإفطار بعد العصر، واضحة الدلالة على المنع عن الصوم الشرعي، وأنه مجرد إمساك صوري في معظم النهار تأسياً بما جرى على الحسين وأهله الأطهار عليهم صلوات الملك المنتقم القهار)(42)، ولكنه أشكل وقال: (إلا أن الشأن في سندها، والظاهر أنها ضعيفة السند، لجهالة طريق الشيخ إلى عبد الله بن سنان فيما يرويه في المصباح، فتكون في حكم المرسل)(43). إلا أنه يوجد طريقٌ آخر ـ وهو صحيحٌ ـ لرواية عبد الله بن سنان غير ما رواه الشيخ الطوسي في المصباح، وهو ما رواه المشهدي في مزاره، حيث قال:(أخبرنا الشيخ الفقيه العالم عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري قراءة عليه وأنا أسمع، في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، عن الشيخ المفيد أبي على الحسن بن محمد، عن والده الشيخ أبي جعفر(رض)، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، عن ابن قولويه وأبي جعفر بن بابويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، قال: (دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف اللون، ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا ابن رسول الله مِمَّ بكاؤك؟ لا أبكى الله عينيك، فقال لي: أَوَ في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي(ع) قتل في مثل هذا اليوم. فقلت: يا سيدي فما قولك في صومه، فقال لي: صمه من غير تبييت، وأفطر من غير تشميت، ولا تجعله صوم يوم كملاً، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله(ص)، وانكشفت الملحمة عنهم، ومنهم في الأرض ثلاثون صريعاً في مواليهم، يعز على رسول الله(ص) مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حياً لكان(ص) هو المعزى بهم. قال: وبكى أبو عبد الله(ع) حتى اخضلت لحيته بدموعه)(44). والمشهدي هو الشيخ الجليل السعيد المتبحر أبو عبد الله محمد بن جعفر المشهدي الحائري المعروف بمحمد بن المشهدي، وابن المشهدي مؤلف (المزار) المشهور، توفي بعد رجوعه من زيارة الغدير في ذي الحجة (645 هـ) وهو يناهز الثمانين من عمره، وحمل من يومه إلى مشهد الحسين(ع)، وقد جاء في كتاب (خاتمة المستدرك) للميرزا النوري: (كتاب المزار: قال في البحار: كتاب كبير في الزيارات، تأليف محمد بن المشهدي، كما يظهر من تأليفات السيد ابن طاووس، واعتمد عليه ومدحه، وسميناه بالمزار الكبير، وقال في الفصل الآخر: والمزار الكبير يعلم من كيفية إسناده أنه كتاب معتبر، وقد أخذ منه السيدان ابنا طاووس كثيراً من الأخبار والزيارات.... ومراده من ابني طاووس: السيد رضي الدين علي في مزاره، والسيد عبد الكريم في فرحة الغري)(45).
كلمات القائلين بالإمساك إلى العصر:
قال الشهيد الثاني في شرح قول المحقق: (أشار بقوله: (على وجه الحزن) إلى أن صومه ليس صوماً معتبراً شرعاً بل هو إمساك بدون نية الصوم، لأن صومه متروك كما وردت به الرواية. وينبه على ذلك قول الصادق(ع): (صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت وليكن فطرك بعد العصر) فهو عبارة عن ترك المفطرات اشتغالاً عنها بالحزن والمصيبة. وينبغي أن يكون الإمساك المذكور بالنية لأنه عبادة)(46).
قال المحقق الكركي في جامع المقاصد: (قوله:(وعاشوراء حزناً) أي: صومه ليس صوماً معتبراً شرعاً، بل هو إمساك بدون نية الصوم، لأن صومه متروك كما وردت به الرواية، فيستحب الإمساك فيه إلى بعد العصر حزناً، وصومه شعار بني أمية لعنهم الله سروراً بقتل الحسين عليه الصلاة والسلام)(47).
قال العلامة الحلي في تحرير الأحكام: (ويستحب صوم العشر بأسره، فإذا كان اليوم العاشر أمسك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر ثم يتناول شيئاً من التربة)(48).
قال الشهيد الأول في الدروس: (وفي صوم عاشوراء حزناً كله أو إلى العصر أو تركه روايات، وروي (صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت) ويفهم منه استحباب ترك المفطرات لا على أنه صوم حقيقي، وهو حسن)(49).
قال الأردبيلي في مجمع الفائدة: (ولا يبعد استحباب محض الامتناع عن الأكل والشرب، كسائر المتشهيات، لا صومه، سواءً أفطر بعد العصر ليخرج عن الصوم ظاهراً كما هو المشهور المعمول أم لا)(50).
قال الفيض الكاشاني في الوافي: (ولو حمل ترغيب صيام هذا اليوم على الإمساك عن المفطرات عامة النهار، من دون إتمامه إلى الليل على وجه الحزن، كما ورد في بعض الأخبار لكان حسناً)(51).
قال المجلسي في مرآة العقول: (والأظهر عندي أن الأخبار الواردة بفضل صومه محمولة على التقية، وإنما المستحب الإمساك على وجه الحزن إلى العصر لا الصوم كما رواه الشيخ في المصباح)(52).
قال كاشف الغطاء في كشف الغطاء: (والأولى أن لا يصوم العاشر إلا إلى ما بعد صلاة العصر بساعة، وينبغي له الإفطار حينئذ على شربة من ماء)(53).
خاتمة من كتاب إقبال الأعمال:
قال السيد بن طاووس في إقبال الأعمال: (فمن مهمات يوم عاشوراء عند الأولياء، المشاركة للملائكة والأنبياء والأوصياء في العزاء، لأجل ما ذهب من الحرمات الإلهية ودرس من المقامات النبوية، وما دخل ويدخل على الإسلام بذلك العدوان من الذل والهوان، وظهور دولة إبليس وجنوده على دولة الله جل جلاله وخواص عبيده. فيجلس الإنسان في العزاء لقراءة ما جرى على ذرية سيد الأنبياء صلوات الله جل جلاله عليه وعليهم، وذكر المصائب التي تجددت بسفك دمائهم والإساءة إليهم)(54)، وقال أيضاً: (إن أقل مراتب يوم عاشوراء أن تجعل قتل مولانا الحسين صلوات الله عليه، وقتل من قتل معه من الأهل والأبناء مجرى ولدك، أو بعض من يعز عليك، فكن في يوم عاشوراء كما كنت تكون عند فقدان أخص أهلك به وأقربهم إليك، فأنت تعلم أن موت أحد من أعزتك ما فيه ظلم لك ولا لهم، ولا كسر حرمة الإسلام ولا كفر الأعداء لحرمتك. وأما الحسين(ع) فإن الذي جرى عليه وعلى جماعته ومن يعز عليه، جرى فيه ما قد شرحنا بعضه من هتك حرمات الإسلام وذل مقامات أهل العقول والأفهام، ودروس معالم الدين وشماتة أعداء المسلمين. فاجتهد أن يراك الله جل جلاله أن كلما يعز عليه يعز عليك، وأن يراك رسوله(ص) أن كلما هو إساءة إليه فهو إساءة إليك، فكذا يكون من يريد شرف الوفاء لله جل جلاله ولرسول الله صلوات الله عليه ولخاصته، وكذا يكون من يريد أن يكون الله جل جلاله ورسوله وأولياؤه عليه وعليهم السلام معه عند نكبته أو حاجته أو ضرورته، فإنه إذا كان معهم في الغضب والرضا واللذة والسرور كانوا معه عند مثل تلك الأمور. أقول: وأما إن كنت صاحب معرفة بالله جل جلاله وخواص عباده وتتقي الله جل جلاله في اتباع مراده، فإنك لا تقنع أن يكون حالك يوم عاشوراء مثل حالك عند فقد الآباء والأبناء، بل على قدر منزلة الحسين صلوات الله عليه وآله وذريته وعترته عند الله جل جلاله وعند جدهم صلوات الله عليه في المواساة عند تلف ما يقوم مقام مهجته، وعلى قدر المصيبة في الإسلام وذهاب حرمته. أقول: وروينا بإسنادنا إلى مولانا علي بن موسى الرضا(ص) أنه قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنة عينه، ومن سمي يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله فيه شيئاً لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله في أسفل درك من النار! فهذا ما أردنا ذكره من أحوال المواساة في أهوال قتل أئمة النجاة، ولم نستوف كل ما توجه من حقوقهم المعظمة في الحياة وبعد الوفاة)(55).
والحمد لله رب العالمين.
* الهوامش:
(1) لسان العرب9: 218
(2) مجمع البحرين3: 405
(3) تاج العروس 3: 400
(4) عمدة القاري 11: 117
(5) منتهى المطلب 2:611
(6) مصباح المتهجد- الشيخ الطوسي ص 771
(7) إقبال الأعمال - للسيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 25
(8) كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 325
(9) التهذيب 299:4/ح906
(10) التهذيب 299:4/ح905
(11) التهذيب 300:4/ح907
(12) التهذيب 333:4/ح1045
(13) التهذيب 300:4/ح908
(14) الكافي 86:4/ح1
(15) من لا يحضره الفقيه 51:2/ح224
(16) الكافي 147:4/ح7
(17) الكافي 146:4/ح5
(18) الكافي 146:4/ح6
(19) الكافي 146:4/ح4
(20) الكافي 146:4/ح3
(21) أمالي الطوسي 667
(22) مصباح المتهجد- الشيخ الطوسي 782
(23) شرايع الإسلام - المحقق الحلي ج1 ص154
(24) جواهر الكلام - الشيخ الجواهري ج 17 ص 105
(25) جواهر الكلام – الشيخ الجواهري ج17 ص108
(26) جواهر الكلام – الشيخ الجواهري ج17 ص109
(27) كتاب الصوم - السيد الخوئي ج 2 ص 302
(28) كتاب الصوم - السيد الخوئي ج 2 ص 305
(29) كتاب الصوم - السيد الخوئي ج 2 ص 306
(30) كتاب الصوم - السيد الخوئي ج 2 ص 304
(31) كتاب الصوم - السيد الخوئي ج 2 ص 307
(32) الحدائق الناضرة - المحدث البحراني ج 13 ص 375
(33) رجال الكشي ص 208
(34) رجال الكشي ص 208
(35) الحدائق الناضرة - المحدث البحراني ج 13 ص 375
(36) مستند الشيعة - المحقق النراقي ج 10 ص 492
(37) مجمع الفائدة - المحقق الأردبيلي 189
(38) مسالك الأفهام - الشهيد الثاني ج2ص78
(39) مشارق الشموس - المحقق الخوانساري ج 2 ص 457
(40) الحدائق الناضرة - المحقق البحراني ج 13 ص 376
(41) مصباح المتهجد- الشيخ الطوسي 782
(42) كتاب الصوم - السيد الخوئي ج 2ص 306
(43) كتاب الصوم - السيد الخوئي ج 2ص 306
(44) المزار- محمد بن المشهدي ص 473
(45) خاتمة المستدرك - الميرزا النوري ج 1 ص 358
(46) مسالك الأفهام - الشهيد الثاني ج2ص78
(47) جامع المقاصد - المحقق الكركي ج 3 ص 86
(48) تحرير الأحكام (ط.ق) - العلامة الحلي ج 1 ص 84
(49) الدروس - الشهيد الأول ج 1 ص 281
(50) مجمع الفائدة - المحقق الأردبيلي ج 5 ص 190
(51) الوافي- الفيض الكاشاني ج11 ص76
(52) مرآة العقول – المجلسي ج16ص361
(53) كشف الغطاء- كاشف الغطاء 323
(54) إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 56
(55) إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 81
0 التعليق
ارسال التعليق