بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
ورد في ذيل الآية المباركة التالية مجموعة من الروايات الشريفة المتعلقة بصلة الرحم، ولا سيما رحم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}(1)، ومن تلك الروايات ما نقله صاحب الميزان (رحمه الله) عن الكافي الشريف بإسناده عن عمر بن يزيد قال: «سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} قال: قرابتك».
وفيه أيضا بإسناد آخر عنه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}، قال: «نزلت في رحم آل محمد، وقد يكون في قرابتك». ثم قال: «ولا تكونن ممن يقول في الشيء أنه في شيء واحد». أقول -والكلام للعلامة الطباطبائي- يعني لا تقصر القرآن على معنى واحد إذا احتمل معنى آخر فإن للقرآن ظهرا وبطنا..
وفي تفسير العياشي عن عمر بن مريم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} قال: «من ذلك صلة الرحم وغاية تأويلها صلتك إيانا».
وفيه عن محمد بن الفضيل قال: سمعت العبد الصالح يقول: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} قال: «هي رحم آل محمد معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم»(2).
معنى الرحم وتعلقه بالعرش
بعد أن تعرض العلامة الطباطبائي (رحمه الله) إلى معنى الرحم في اللغة وأنه ذلك العضو من المرأة الذي يكون محلا للجنين، عرّف الرحم في الاصطلاح بعد أن ذكر هذه الرواية قائلا: "وفي تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وإنها متعلقة بالعرش تنقضه انتقاض الحديد فتنادي: اللهم صِلْ من وصلني واقطع من قطعني وذلك قول الله في كتابه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}(3) وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض من فوره فإنه يذهب رجز الشيطان".
ثم يقوم (رحمه الله) بتعريف الرحم قائلا: "أقول: والرحم كما عرفت هي جهة الوحدة الموجودة بين أشخاص الإنسان من حيث اتصال مادة وجودهم في الولادة من أب وأم أو أحدهما، وهي جهة حقيقية سائرة بين أولي الأرحام لها آثار حقيقية خُلقية وخَلقية، وروحية وجسمية غير قابلة الإنكار وإن كان ربما توجد معها عوامل مخالفة تضعف أثرها أو تبطله بعض الإبطال حتى يلحق بالعدم ولن يبطل من رأس"(4).
هذا فيما يرتبط بمعنى الرحم، وأما ما يرتبط بمعنى العرش فيشير العلامة (قدّس سرّه) إلى كون العرش هو مقام العلم الإجمالي، والعلم الإجمالي هو مقام الإحاطة بجميع المعلومات، ومقام التوفر على جميع الأسباب والعلل، فليس المقصود من العلم الإجمالي هو ذلك المصطلح الأصولي الذي يشير إلى الأفراد المتردد فيها؛ وأن العلم ينطبق على أي فرد منها، بل المقصود به هو ذلك العلم البسيط المتوفر على جميع المعلومات والأسباب والعلل، ولكن بنحو غير تفصيلي؛ وقد يقرب ذلك بمثل العلم المتوفر لدى الفقيه أو الأستاذ أو المحاضر؛ الذي يتوفر على علم بجميع ما سيلقيه أو سيجيب به على سؤال السائل قبل أن يشرع في الإلقاء أو الجواب، فهو في هذه المرحلة بَعدُ علمٌ إجمالي بسيط، وأما عندما يجيب هذا الفقيه على سؤال السائل، أو يلقي ذلك المحاضر محاضرته فإنه يشرع في البسط والاستدلال وقياس المقدمات بعضها إلى البعض الآخر.. نعم، المقدمات نفسها التي يعلم بها قبل الكلام، ولكنه حال الكلام يرتب بعضها على الآخر ويستنتج نتائج جديدة لم تكن خاطرة في باله قبل الإجابة، ولكن عدم خطورها لا ينافي كونها موجودة لديه، وإلا فإن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه!! نعم فهي موجودة لديه من أول الأمر ولكن بصورة بسيطة إجمالية، وأما بعد الإجابة فإن هذا العلم الإجمالي يتحول إلى علم تفصيلي.
والمراد أن مقام العلم الإجمالي لدى الباري هو مقام التوفر والاشتمال على جميع المعلومات وجميع الأسباب والعلل ولكن بنحو الاندماج إن صح التعبير.
يقول السيد العلامة (رحمه الله) في معنى العرش: "قوله (عليه السلام): وإنها متعلقة بالعرش تنقضه انتقاض الحديد(إلخ) أي تحدث فيه صوتا مثل ما يحدث في الحديد بالنقر، وفي الصحاح: الإنقاض صويت مثل النقر، وقد تقدم في الكلام على الكرسي إشارة إجمالية سيأتي تفصيلها في الكلام على العرش: أن المراد بالعرش مقام العلم الإجمالي الفعلي بالحوادث وهو من الوجود المرحلة التي تجتمع عندها شتات أزمة الحوادث ومتفرقات الأسباب والعلل الكونية فهي تحرك وحدها سلاسل العلل والأسباب المختلفة المتفرقة أي تتعلق بروحها الساري فيها المحرك لها كما أن أزمة المملكة على اختلاف جهاتها وشؤونها وأشكالها تجتمع في عرش الملك، والكلمة الواحدة الصادرة منه تحرك سلاسل القوى والمقامات الفعالة في المملكة وتظهر في كل مورد بما يناسبه من الشكل والأثر.
والرحم كما عرفت حقيقة هي كالروح السالب في قوالب الأشخاص الذي يجمعهم جامع القرابة فهي من متعلقات العرش، فإذا ظلمت واضطهدت لاذت بما تعلقت به واستنصرت، وهو قوله (عليه السلام): تنقضه انتقاض الحديد"(5).
الدعوة إلى رعاية حق السادة من ذرية الرسول (صلّى الله عليه وآله)
وردت الدعوة إلى رعاية حق أبناء الرسول وذريته وقرابته في جملة من النصوص الروائية المنسوبة إلى المعصومين (عليهم السلام)، ولا سيما تلك الروايات المنسوبة إلى النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، والتي قد يفهم من بعضها أنها دعوة لصلة الذرية الطاهرة المتمثلة في المعصومين (عليهم السلام)، غير أن جملة منها يشير إلى عموم المنتسبين له (صلّى الله عليه وآله) لا خصوص الأئمة (عليهم السلام). ومن جملة هذه الروايات:
- ما نسب إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من أنه قال: «أكرموا أولادي وحسنوا آدابي».
- ونقل عنه (صلّى الله عليه وآله) أيضا: «أحبوا أولادي، الصالحون لله، والطالحون لي».
- وعنه (صلّى الله عليه وآله): «من أكرم أولادي فقد أكرمني»(6).
ومن تلك الدعوات الآيات القرآنية الواردة في رعاية حق قربى النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، فقد يفهم منها الدعوة لصلة الذرية المباركة للرسول (صلّى الله عليه وآله) أعم من المعصومين من نسل فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وذلك ما يفهم من وصية العلامة الحلي (قدّس سرّه) لابنه، حيث قال (رحمه الله) في قواعد الأحكام ص346- 347 في وصيته لابنه: "وعليك بصلة الذرية العلوية، فإن الله تعالى قد أكد الوصية فيهم، وجعل مودتهم أجر الرسالة والإرشاد، فقال تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}"(7).
وفي الرواية المنسوبة للأمير يسأل (عليه السلام) بعضهم فيقول: أو تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمن ومن قطعها قطعه؟ فقيل: يا أمير المؤمنين حث بها كل قوم على أن يكرموا أقرباءهم ويصلوا أرحامهم، فقال لهم: أيحثهم على أن يصلوا أرحامهم الكافرين! قالوا: لا، ولكنه حثهم على صلة أرحامهم المؤمنين. قال: فقال: أوجب حقوق أرحامهم لاتصالهم بآبائهم وأمهاتهم، قلت: بلى يا أخا رسول الله، قال: فهم إذن إنما يقضون فيهم حقوق الآباء والأمهات، قلت: بلى يا أخا رسول الله، قال: فآباؤهم وأمهاتهم إنما غذوهم من الدنيا، ووقوهم مكارهها، وهي نعمة زائلة، ومكروه ينقضي، ورسول ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة، ووقاهم مكروها مؤبدا لا يبيد، فأي النعمتين أعظم؟ قلت: نعمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أعظم وأجل وأكبر، قال: فكيف يجوز أن يحث على قضاء حق من صغر حقه، ولا يحث على قضاء [حق] من كبر حقه! قلت: لا يجوز ذلك، قال: فإذا حق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أعظم من حق الوالدين، وحق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما، فرحم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أولى بالصلة، وأعظم في القطيعة، فالويل كل الويل لمن قطعها، والويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها، أوَ ما علمت أن حرمة رحم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)! وأنَّ حرمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمة الله تعالى! وأن الله تعالى أعظم حقا من كل منعم سواه! وأن كل منعم سواه إنما أنعم حيث قيضه لذلك ربه ووفقه له(8).
الجزاء المترتب على صلة أبناء الرسول (صلّى الله عليه وآله)
وردت الإشارة في جملة من النصوص الروائية إلى أن للمحسن إلى ذرية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أجرا وجزاء من قبل الله، وأن لهذا الجزاء أنواعا وصنوفا متعددة، ويمكننا أن نلحظه من زاوية محله فنقسمه إلى جزاء دنيوي وجزاء أخروي، فمن الجزاء الدنيوي ما يذكر من قضاء الحاجات الدنيوية كزيادة الرزق، إلا أن هذا الجزاء الدنيوي لا يبدو من الروايات الشريفة كونه منحصرا في أفراد معينة من الجزاء، بل الظاهر أنه يتسع لجميع أنواع الحوائج الدنيوية الداخلة في دائرة المباحات، فتكون الصلة لأبناء الرسول (صلّى الله عليه وآله) كالدعاء سببا في تيسير الأمور وقضاء الحوائج على اختلافها، ولا ينافي ذلك عدم قضاء بعض الحوائج المجعولة بين يدي الإحسان إلى الذرية المباركة للنبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، ذلك أن الله قد يدخر قضاء هذه الحوائج للآخرة لما يراه من مصلحة العبد، كما هو الحال في تأخير استجابة الدعاء. ونذكر هنا رواية يمكن أن تؤيد الجزاء الدنيوي، ثم نعقب عليها بعنوان آخر حول صنوف الجزاء الأخروي الواردة في الروايات الشريفة.
إيثار أبناء الرسول (صلّى الله عليه وآله)
ذكر صاحب البحار (رحمه الله) في هذا الشأن رواية منسوبة إلى الإمام المجتبى (عليه السلام): (وقال الحسن بن علي (عليه السلام): إن رجلا جاع عياله، فخرج يبغي لهم ما يأكلون، فكسب درهما فاشترى به خبزا وأدما، فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعلي (عليها السلام) فوجدهما جائعين، فقال: هؤلاء أحق من قراباتي، فأعطاهما إياهما ولم يدر بماذا يحتج في منزله، فجعل يمشي رويدا يتفكر فيما يتعذر به عندهم ويقول لهم ما فعل بالدرهم إذ لم يجئهم بشيء، فبينما هو متحير في طريقه إذا بفيج يطلبه، فدلّ عليه فأوصل إليه كتابا من مصر وخمسمائة دينار في صرة وقال: هذه بقية حملته إليك من مال ابن عمّك، مات بمصر وخلّف مائة ألف دينار على تجار مكة والمدينة، وعقارا كثيرا ومالا بمصر بأضعاف ذلك. فأخذ الخمسمائة دينار ووضع على عياله، ونام ليلته فرأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) فقالا له: كيف ترى إغناءنا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك؟ ثم لم يبق بالمدينة ولا بمكة ممن عليه شيء من المائة ألف دينار إلا أتاه محمد وعلي في منامه وقالا له: إما بكرت بالغداة على فلان بحقه من ميراث ابن عمّه وإلا بكّر عليك بهلاكك واصطلامك وإزالة نعمك وإبانتك من حشمك، فأصبحوا كلهم وحملوا إلى الرجل ما عليهم، حتى حصل عنده مائة ألف دينار، وما ترك أحد بمصر ممن له عنده مال إلا وأتاه محمد وعلي (عليها السلام) في منامه وأمراه أمر تهدّد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه، وأتى محمد وعلي هذا المؤثر لقرابة رسول الله في منامه فقالا له: كيف رأيت صنع الله لك؟ قد أمرنا من بمصر أن يعجل إليك مالك، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وأملاكك ويسفتج(9) إليك بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة؟ قال: بلى، فأتى محمد وعلي (عليها السلام) حاكم مصر في منامه فأمراه أن يبيع عقاره والسفتجة بثمنه إليه، فحمل إليه من تلك الأثمان ثلاثمائة ألف دينار، فصار أغنى من بالمدينة، ثم أتاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا عبد الله هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك، ولأعطينك في الآخرة بدل كل حبّة من هذا المال في الجنة ألف قصر، أصغرها أكبر من الدنيا، مغرز كل إبرة منها خير من الدنيا وما فيها)(10).
وتذكر في هذا المقام مجموعة من الحوادث والقصص الأخرى كمؤيدات، فلتطلب من مظانها، وقد يدّعى كون هذه القضية من المجرَّبات؛ من أن رعاية السادة الكرام من أبناء النبي (صلّى الله عليه وآله) وصلتهم توجبان البركة الدنيوية.
أنواع الجزاء الأخروي للمحسنين إلى ذرية محمد (صلّى الله عليه وآله)
الأول:- نيل شفاعة الرسول:
ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: «حقت شفاعتي لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله»(11).
وعن الرضا (عليه السلام) عن آبائه الكرام (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قال: «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه»(12).
وفي الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق، ورجل أحب ذريتي باللسان وبالقلب، ورجل يسعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا»(13).
الثاني:- شفاعة الواصلين الذرية المباركة لغيرهم:
في الرواية عن أبي جعفر (عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فينادي مناد: من كانت له عند رسول الله يد فليقم، فيقوم عنق من الناس، فيقول: ما كانت أيديكم عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟ فيقولون: كنا نصل أهل بيته من بعده، فيقال لهم: اذهبوا فطوفوا في الناس، فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده فأدخلوه الجنة»(14).
الثالث:- العطاء بمقدار فضل محمد وعلي (عليها السلام):
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذيل قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «من رعى حق قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف درجة، بُعد ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر مائة [ألف](15) سنة، إحدى الدرجات من فضة، والأخرى من ذهب، والأخرى من لؤلؤ، والأخرى من زمرد، (والأخرى من زبرجد)(16)، والأخرى من مسك، وأخرى من عنبر، وأخرى من كافور، وتلك الدرجات من هذه الأصناف، ومن رعى حق قربى محمد وعلي صلوات الله عليهما أوتي من فضل الدرجات وزيادة المثوبات، على قدر [زيادة](17) فضل محمد وعلي صلوات الله عليهما على أبوي نسبه»(18).
ومن الملاحظ في الروايات الشريفة أنها تفرق بين أبوي النسب وأبوي الدين، فأبوي الدين هما محمد وعلي عليهما وعلى آلهما الطاهرين آلاف التحية والصلوات، وذلك لقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «وأنا وعلي أبوا هذه الأمة»(19)
الرابع:- حط الذنوب ولو بلغت العرش:
عن الحسن بن علي (عليها السلام): «عليك بالإحسان إلى قرابات أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما، وإن أضعت قرابات أبوي نسبك، فإن شكر هؤلاء إلى أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما أثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك، إن قرابات أبوي دينك (إذا شكرك)(20) عندهما بأقل قليل يظهرهما لك، يحط عنك ذنوبك ولو كانت ملء ما بين الثرى إلى العرش، وإن قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما وقد ضيعت قرابات أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلا»(21).
الخامس:- السكن في دار القرار ومنادمة أولياء الله:
في الرواية عن محمد بن علي (عليها السلام): «من كان أبوا دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما وقراباتهما آثر لديه وأكرم [عليه] من أبوي نسبه وقراباتهما، قال الله: فضلت الأفضل، وآثرت الأولى بالإيثار، لأجعلنك بدار قراري ومنادمة أوليائي أولى»(22).
السادس:- التقديم إلى الجنان:
ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال: «من ضاق عن قضاء حق قرابة أبوي دينه وأبوي نسبه، وقدح كل واحد منهما في الآخر، فقدم قرابة أبوي دينه على قرابة أبوي نسبه، قال الله يوم القيامة: كما قدم قرابات أبوي دينه فقدموه إلى جناني، فيزداد فوق ما كان أعد له من الدرجات ألف ألف ضعفها»(23).
السابع:- الاختيار على رؤوس الأشهاد والإشهار بخلع الكرامات:
عن الإمام الجواد محمد بن علي الرضا (عليها السلام) أنه قال: «من اختار قرابات أبوي دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما على قرابات أبوي نسبه، اختاره الله تعالى على رؤوس الأشهاد يوم التناد، وشهره بخلع كراماته، وشرفه بها على العباد، إلا من ساواه في فضائله أو فضله»(24).
الثامن:- السكن في الوسيلة مع محمد وآله (عليهم السلام):
فيما ورد عن صادق آل محمد (عليهم السلام) قال: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمدا (صلّى الله عليه وآله) يكلمكم فتنصت الخلائق، فيقوم النبي (صلّى الله عليه وآله) فيقول: يا معشر الخلائق، من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى، من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم وكساهم من عري، أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي النداء من عند الله: يا محمد، يا حبيبي، قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت» قال: «فيسكنهم في الوسيلة، حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم»(25).
التاسع:- المكافأة من قبل الرسول (صلّى الله عليه وآله):
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة»(26).
وعن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: «أيما رجل اصطنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافه عليها فأنا المكافي له عليها»(27).
وعنه (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): «من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها في الدنيا فأنا أجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة»(28). ومعنى الرواية وارد عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) أيضا، فلعلها رواية واحدة، ولعل المُجازي والمكافي يوم القيامة هو كل من الأمير (عليه السلام) والرسول (صلّى الله عليه وآله)، ولا منافاة؛ فكل منهما يتفضل على المحسنين إلى نسلهما برعايته الخاصة يوم القيامة.
جزاء من ظلم ذرية الرسول (صلّى الله عليه وآله)
في الرواية المنسوبة إلى الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة»(29).
المعيار في الكرامة والشرف
ما تقدم من روايات يستخلص منه أن لبني الزهراء (عليها السلام) خصوصية خاصة، ووسام شرف يعلقونه على الصدور، ويتباهون به بين الخلائق، من غير فرق -من هذه الجهة- بين صالحهم وطالحهم، ولذلك دعت الرواية المنسوبة إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى محبتهم؛ الصالح لله، والطالح للرسول، ومن الواضح أن المحبة للطالح لا لعنوان كونه طالحا، بل لاتصاله بالرسول، وكل ما اتصل بالرسول (صلّى الله عليه وآله) نال مقدارا من الشرف والكرامة بحسب ذلك الاتصال قدرا وكيفية، كما يقول الشيخ الدمستاني في شأن قتلة الحسين (عليه السلام):
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود
كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
فهذا السعد لا ينافي ذلك الشقاء الأبدي، المكتوب لقاتل الحسين (عليه السلام) قبل أن يولد، وفاقا للرواية: (الشقي شقي في بطن أمه)(30). أو كما يقول الشاعر الآخر:
أمرُّ على الديار ديار ليلى
أقبِّل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حُب الديار شغفن قلبي
ولكن حُب من سكن الديارا
ومع أن لنسب الرسول (صلّى الله عليه وآله) خصوصية خاصة، إلا أن هذه الخصوصية لا تدعو إلى الأمن من مكر الله، فقد قال: {فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}(31)، بل إن هذا النسب الشريف يفرض على المنتسبين به إلى النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ضريبة كسائر الضرائب المفروضة على الشرفاء وأصحاب المكانات، فلذلك كانت أحكام الشريعة في كثير من الأحيان تابعة للشؤون والمقامات ودرجة الوجاهة والنسب: كالنفقة، وكأحكام زوجات الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وكلزوم رعاية الأمور المستحبة في نفسها حينما تتحول إلى الوجوب تبعا لحفظ بعض الحرمات الأخرى، وكأحكام الصدقات الواجبة، وما إلى ذلك.
فلذلك كان المطلوب من السادة الكرام هو النظر من خلال المحكومية للقوانين العامة في الشريعة كقوله تعالى: {أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(32).
ولقد دعت الروايات بعد هذا المستوى من الرعاية والمحافظة المنضوية تحت القوانين والتشريعات العامة، إلى رعاية خاصة مبتنية على الاتصال بمنبع الشرف هذا، ففي النحو الأول جاءت الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به». ثم تلا: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا}(33). ثم قال: «إن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته»(34).
وفي النحو الثاني قال الشقراني مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله): خرج العطاء أيام أبي جعفر وما لي شفيع فبقيت على الباب متحيرا، وإذا أنا بجعفر الصادق (عليه السلام) فقمت إليه فقلت له: جعلني الله فداك أنا مولاك الشقراني، فرحب بي وذكرت له حاجتي فنزل ودخل وخرج وأعطاني من كُمِّه فصبَّه في كُمِّي ثم قال: «يا شقراني إن الحسن من كل أحد حسن وإنه منك أحسن لمكانك منا، وإن القبيح من كل أحد قبيح وإنه منك أقبح» وعظه على وجه التعريض لأنه كان يشرب(35).
النسب الموصول يوم القيامة
ما تقدم في العنوان السابق كان يشير إلى القاعدة العامة والأصل، وهو تساوي الجميع في لزوم امتثال أحكام الشريعة وقوانينها من جهة، وتساويهم في الحساب والثواب والعقاب من جهة أخرى، ولكن هذا لا يعني عدم وجود الاستثناء في الجهة الثانية، فمن ذلك الاستثناء الشفاعة في يوم القيامة، ومنه الاتصال بالنسب الطاهر للرسول (صلّى الله عليه وآله) إذا شاء يوم القيامة أن يأخذ بيد ذريته المباركة إلى الجنة، ولكن هذا كما تقدم لا يدعو إلى الأمن من مكر الله، فإن أحدا لم يعطِ صك أمان للعصاة يوم القيامة، بل أقصى ما يقال أن هذا النسب المبارك فيه اقتضاء لمثل هذه الشفاعة، أما أنه يوجد مانع عن شفاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) للعصاة من ذريته -ولو من باب كون المانع هو عدم مشيئة الرسول لانتشال الغارقين في وحل الخطيئة- أو لا يوجد مثل هذا المانع، فهو أمر آخر.
وبصورة عامة فإن هذا النسب المبارك لا يخلو عن مثل هذه البركات الأخروية، فلا يشكل: إنه ما فائدة هذا النسب إذا فرض على السادة ضريبة دنيوية تقتضي الرعاية الإلزامية لبعض الأحكام الشرعية من دون ثمرة مترتبة على ذلك؟! فإنَّ هذا الإشكال شبيه بقول القائل المعاق: لماذا خلقني الله معاقا؟ وهل أن الله يتفضل علي بهذه الخلقة؟! فالجواب أن الله يتفضل بهذه الخلقة أيما تفضل، إذ يكفي منه أن يهب الوجود، وهو خير من العدم؛ وذلك أن الإنسان ينال الكمال بمقدار حياته وتحركه واتساع مداركه ومعارفه، وبمقدار عمله بما يعلم، ولذلك يقال له يوم القيامة: (اقرأ وارقأ)(36).
وأما الإشكال المرتبط بالثمرة المترتبة على هذا النسب هو أن نسب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) له بركته الدنيوية والأخروية، والتي يكفي فيها الاحتمال بأن الشفاعة تشمله يوم القيامة فتنتشله من النار وتدخله الجنة، أو لا أقل من أن يناله أجر رعايته لحرمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
وهذه الفكرة ليست كفكرة القائلين بجواز أن يدخل الله العصاة الجنة والمحسنين النار، فليس كذلك فإن المحسن لا يمكن أن يدخل النار من دون ذنب، وأما المسيء فقد يتفضل الله عليه في بعض الأحيان بالشفاعة، فجزاء صلة أبناء الرسول هو نحو من الشفاعة ومحو السيئة بالحسنة، وهو لا ينافي عدالة الله.
وهنا نقف مع رواية ترتبط بهذا المعنى وردت في بعض المصادر السنية، فعن عبد الله بن عباس أنه قال: (توفي ابن لصفية عمة رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فبكت عليه وصاحت فأتاها النبي -صلّى الله عليه وسلم- فقال: (يا عمة ما يبكيك؟) قالت: توفي ابني، قال: (يا عمة من توفي له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتا في الجنة) ثم خرجت من عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فاستقبلها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: يا صفية سمعت صراخك، إن قرابتك من رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- لن تغني عنكِ من الله شيئا، فبكت، فسمعها النبي -صلّى الله عليه وسلم- وكان يكرمها ويحبها، فقال: (يا عمة أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟) قالت: ليس ذلك أبكاني يا رسول الله، استقبلني عمر بن الخطاب فقال: إن قرابتك من رسول الله لن تغني عنك من الله شيئا، قال: فغضب النبي -صلّى الله عليه وسلم- وقال: (يا بلال هجّر بالصلاة) فهجّر(37) بالصلاة، فصعد النبي -صلّى الله عليه وسلم- المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة)(38).
أنحاء صلة السادة الكرام
إنه قد يتساءل متسائل عن كيفية صلة أبناء الرسول، وهل أنه لا بد من القيام بعمل خاص وارد في الروايات؟ والجواب أن مطلق ما يصدق عليه صلة وإحسان فهو مورد نظر الروايات، وإن قسمت الصلة إلى عدة أقسام، وإلى أكثر من تقسيم، فمرة تقول الروايات -ويستفاد هذا من الروايات المتقدمة في البحث- بأن الصلة على أنحاء ثلاثة: الصلة باليد، والصلة باللسان، والصلة بالمال. ومرة تأتي بتقسيم آخر تتداخل أقسامه مع أقسام الأول، فتقول أن الصلة تكون: بالإيواء، وببرهم وكسوة عاريهم، وبإشباع جائعهم. فهذه الصور تندرج تحت الصلة باليد وبالمال. وهناك نوع آخر ذكرته الروايات المتقدمة وهو الصلة بالقلب، فإن الجزاء إما أن يترتب على محبتهم، أو على الأثر اللازم والمترتب على هذه المحبة، ولعل الأقرب من الرواية هو أن نفس المحبة فهي صلة، فتكون سببا للجزاء والمكافأة، فإن أي شريف حينما يعلم بتعلق غيره به فإنه على أقل التقادير يبادله بمثل هذه المشاعر.
وفقنا الله لرعاية حق نبيه (صلّى الله عليه وآله) وآله الطاهرين (عليهم السلام)، وصلة ذريتهم المباركة. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
* الهوامش:
(1) الرعد: 21.
(2) الميزان في تفسير القرآن، العلامة الطباطبائي، ج11، ص349.
(3) النساء: 1.
(4) ن. م، ج4، ص148.
(5) ن. م، ج4، ص149.
(6) وردت هذه النصوص في مستدرك الوسائل، ج12، ص376.
(7) معجم المحاسن والمساوئ، أبو طالب التجليل التبريزي، ص379.
(8) مستدرك الوسائل، ج12، ص377.
(9) السفتجة كقرطعة: أن تعطي مالا لأحد وللآخذ مال في بلد المعطي فيوفيه إيّاه ثمّ، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح. فهو أشبه بالحوالة في هذا العصر.
(10) قصص الأبرار من بحار الأنوار، السيد مرتضى الميلاني، ص683- 684، نقلا عن بحار الأنوار ج23، ص263.
(11) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج12، ص376.
(12) معجم المحاسن والمساوئ، أبو طالب التجليل التبريزي، ص377.
(13) ن. م، ص378.
(14) المحاسن، البرقي، ج1، ص62، ح109.
(15) أثبتناه من المصدر. منه (النوري) (رحمه الله).
(16) ما بين القوسين ليس في المصدر. منه (رحمه الله)
(17) أثبتناه من المصدر. منه (رحمه الله)
(18) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج12، ص377- 378.
(19) كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص261.
(20) في المصدر: إن شكروك. منه (النوري) (رحمه الله).
(21) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج12، ص378.
(22) ن. م، ص379.
(23) ن. م، ص379.
(24) ن. م، ص380.
(25) معجم المحاسن والمساوئ، أبو طالب التجليل التبريزي، ص378.
(26) ن. م، ص379.
(27) ن. م، ص380.
(28) ن. م، ص380.
(29) ثمرات الأسفار إلى الأقطار، العلامة الأميني، ج3، ص35، ح1، يرويها الثعلبي.
(30) ميزان الحكمة، الريشهري، ج2، ص1478، ح2053.
(31) الأعراف: 99.
(32) الحجرات: 13.
(33) آل عمران: 68.
(34) نهج البلاغة، ج4، ص21- 22، رقم 96.
(35) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج47، ص349- 350، ح50.
(36) وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج6، ص179، ح7674.
(37) التهجير يعني التبكير والمبادرة، والظاهر أنه يستعمل في التعجيل بالنداء إلى الصلاة لكي يجتمع الناس.
(38) ثمرات الأسفار إلى الأقطار، العلامة الأميني، ج3، ص203- 204، ينقلها عن استجلاب ارتقاء الغرف، وذخائر العقبى.
0 التعليق
ارسال التعليق