لأِنْ غاب عن المؤمنين إمام عصرهم سلام الله عليه وعجل الله فرجه لظروف اضطرته؛ فإن غيابه كان بأمر الله تعالى لمصلحة الإسلام والمؤمنين، وقد وعد الله تعالى بقيامه وظهوره، وبه يظهر دين الله على الدين كله، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(1)، وقال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}(2)، وقال: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(3)، فيعلو دين الإسلام على جميع الأديان بالغلبة والحكم والقهر لهم(4).
وفي رواية محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي(ع) قال فيها في توضيحه للآية السابقة: قال: «يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم، قال: يقول الله: والله متم نوره "ولاية القائم" ولو كره الكافرون...الخ»(5).
وقال الشيخ الصدوق في كتابه الاعتقادات في وصف الإمام المهدي(ع): «وأنه هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما. وأنه هو الذي يظهر الله به دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وأنه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نودي فيه بالأذان، ويكون الدين كله لله تعالى»(6).
وفي غيبة الإمام(عج) امتحان من الله سبحانه لعباده ليمحص المؤمنين، لذا يرتاب الكثير في غيبته، وجاء هذا المعنى في كثير من الأخبار منها رواية زرارة جاء فيها: «غير أن الله تعالى يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون»(7).
ولا شك في أن لغيبته سلام الله عليه حكمةٌ، وإن لم يطلع عليها شخص فعليه أن يسلم بها، لأنها كانت بأمر الله تعالى وأمره لا يكون إلا عن حكمة، وجاء في رواية عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق(ع) قال: «إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل، فقلت: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم؟ قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره؛ كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر(ع) من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسى(ع) إلى وقت افتراقهما. يا ابن الفضل: إن هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى وسر من سر الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنه(عزّ وجلّ) حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهُها غيرَ منكشف»(8).
وقد جعل الله تعالى لظهوره علامات وأمارات حتمية للمؤمنين، كما روى الشيخ الصدوق بسند عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: «إن قدام القائم علامات تكون من الله(عزّ وجلّ) للمؤمنين....الخ»(9).
فهذه العلامات مستمسكُ ثباتٍ للمؤمنين في غيبة الحجة(ع)، وتكون قاطعة لعذر من يتخلف عنه، كما جعل الله تعالى لبني إسرائيل علامات وأمارات في صفة نبي آخر الزمان ومحل عاصمته، حتى بعد أن عرفوها أقبلوا نحو أطراف عاصمته مستوطنين ومنتظرين لقدومه، وأخذوا يتوعدون نصارى المدينة بفتحهم بعد ظهور النبي(ص)(10)، ويتوعدون أهل الأصنام بالنبي(ص) بتكسير أصنامهم(11)، ولكنهم كفروا به لما ظهر حسدا وبغيا، كما قال تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}(12)لما عرفوا أنه ليس من بني إسرائيل وأنه عربي(13).
وأما الثابتون على الإيمان والولاية فإنهم يؤمنون بعلامات الإمام المهدي(عج) وإذا ظهر سينصرونه، وذلك بعد أن يروا أن العلامات الحتمية قد تحققت.
وكما أن هذه العلامات قاطعة لعذر من يتخلف عن الحجة؛ كذلك هي قاطعة لعذر من يدعي الاتصال بالإمام المهدي(ع) لأخذ التعاليم منه إلى الشيعة ولو بالواسطة في زمن الغيبة الكبرى، ومن هنا تكمن أهمية معرفة علامات الظهور للحجة.
إن عدم وعي بعض المؤمنين لعلامات الظهور ولمعنى نفس ظهور الحجة ساعد الاستعمار في جرح كيان المؤمنين بزرع الفرق المنحرفة في أوساط مجتمعاتهم، وبذلك يعصف بالخلاف فيما بينهم حتى يسهل عليه -فيما يتوهم- من الوصول إلى مآربه، وقد استغل الاستعمار مع الوعي بالعلامات من بعض للعاطفة الجياشة التي تربط المؤمنين بإمامهم من جهة، ومن جهة ما تيسر لديه من أفعال يتوهم الناس أنها خارقة للعادة وأنها كرامة ومعجزة لا تصدر إلا من جهة الإمام حتى يبين لهم بأن المدعي صادق في دعوى النيابة أو الاتصال بالنائب للإمام(ع)، وذلك لمعرفة الاستعمار بأن التصديق بالنيابة يتوقف على ذلك من قبل السفراء(14)بعد دراسات وبحوث قامت به أنصاره من المستشرقين. لكن الاستعمار لم ينجح ولن ينجح في وصوله إلى أهدافه النهائية.
فما من شبهة في كون الوعي بالعلامات يقطع الطريق عن المغرضين، وقد أكدت الروايات على علامات ظهور الحجة(عج).
علامات حتمية
يمكن أن نعرف أهم علامات الظهور من خلال ما ركزت عليه الروايات من العلامات الحتمية، وهي قد ركزت على خمس علامات:
1. ظهور السفياني.
2. الصيحة.
3. الخسف بالبيداء.
4. اليماني.
5. قتل النفس الزكية.
ومن تلك الروايات الدالة على ذلك صحيحة عمر بن حنظلة: قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: «قبل قيام القائم خمس علامات محتومات اليماني، والسفياني، والصيحة، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء»(15). ومنها: معتبرة ميمون البان، عن أبي عبد الله الصادق(ع) قال: «خمس قبل قيام القائم(ع): اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية»(16).
ومنها: معتبرة أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله(ع): إن أبا جعفر(ع) كان يقول: «إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم(ع) من المحتوم»(17). ويرويها الشيخ الطوسي مع إضافة في متنها: عن أبي حمزة الثمالي: قال: قلت لأبي عبد الله(ع): «إن أبا جعفر(ع) كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم. فقال أبو عبد الله(ع): واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من المحتوم..الخ»(18).
ومنها ما جاء في رواية لأبي بصير: عن أبي عبد الله(ع): «إن قدام هذا الأمر خمس علامات: أولاهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء..الخ»(19). ومنها رواية عبد الله بن سنان: عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: «النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم، قال: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها»(20). ومنها مرسلة زياد القندي عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبد الله(ع)، قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: «نعم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكف تطلع من السماء من المحتوم، والنداء من السماء. فقلت: وأي شيء يكون النداء؟ فقال: منادٍ ينادي باسم القائم واسم أبيه(ع)»(21).
وهناك علامات لآخر الزمان وما يجري فيه من الفتن والفسق والظلم والجور، ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع كتاب الغيبة للشيخ وللنعماني، وكتاب الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس وكتاب الفتن لنعيم بن حماد وللداني.
دعوى إيصال تعاليم الإمام(ع) إلى الشيعة في الغيبة الكبرى
التشرف بمشاهدة الإمام(ع) في زمن الغيبة الكبرى في نفسها ليست مستحيلة عقلا في حالات خاصة، كما حصل لجماعة من كبار العلماء كما نَقَلَ العلامة المجلسي(22) والشيخ عباس القمي عن بعض من تشرف برؤية الإمام(ع)، ولكن الرؤية التي تقترن بدعوى نقل تعاليم من الإمام إلى الشيعة بحيث يكون الناقل باباً لوصول ما يحتاجه الشيعة من قبل الإمام(ع)، سواء كان النقل عن الإمام(عج) مباشرة أو كان بدعوى واسطة أيضا، فإن هذا ما ينفيه التوقيع المعروف الصادر عن صاحب العصر والزمان(عج) قبل تحقق الصيحة وخروج السفياني، روى هذا التوقيع الشيخ الصدوق، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري -قدس الله روحه-، فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته: «((بسم الله الرحمن الرحيم)) يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك؛ فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية؛ فلا ظهور إلا بعد إذن الله(عزّ وجلّ) وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفترٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»(23).
فالشيخ الصدوق قد أدرك وحدث عمن أدرك السفير الرابع، بل عمن أدرك السفير الثالث أيضا، كأبيه، والحسن بن أحمد المكتب، ويبدو أن الشيخ الصدوق ذكره باسم الحسين بن أحمد المكتب أيضا، ففي الحديث الذي قبل هذا الحديث مباشرة ذكره باسم الحسين بن أحمد المكتب، وقد ترضى عنه في مورد(24)، ولا يستبعد أن يكون هو الحسن بن أحمد بن إدريس الذي كرر الشيخ الصدوق الترضي عنه في موارد متعددة(25)، وفي بعض الموارد يترحم عليه(26)، مما يدل على جلالة الرجل ووثاقته، وروى هذا الخبر عن الشيخ الصدوق جماعةٌ من مشايخ الطوسي مما يدل على أهمية هذا الحديث، واعتمادهم طريق الشيخ الصدوق يُشعر بوثوقهم بالطريق، قال الشيخ الطوسي: «أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه، قال حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد...الخبر»(27).
وقد يُناقِش بعضٌ بأن دعوى المشاهدة الكاذبة في التوقيع قبل خروج السفياني والصيحة مطلقة، تشمل كلَّ مشاهدة، في أي ظرف من الظروف، وفي أي حال من الأحوال، وعليه فإنها تشمل مشاهدة العلماء المنقولة حكاياتهم، فينبغي أن يُكذَّبوا، لا أنهم يُصدَّقوا ويُكذَّب من يدعي الباب أو الطريق الموصل لتعاليم الإمام(ع). ولكن هذه المناقشة يتضح فسادها مع النظر في نفس التوقيع؛ إذ يستفاد منه أمور:
الأول: إن التوقيع الذي أخرجه أبو الحسن على بن محمد السمري السفير الرابع للحجة، أخرجه عند وفاته، والحاضرون عنده من الناس يترقبون منه أن يوصي بتعريف السفير الخامس، فبيَّن لهم أنْ لا خامس، وأنه وقعت الغيبة الكبرى، وأنه سوف يدعي بعضٌ المشاهدةَ، ومدعيها قبل الصيحة والسفياني كاذب مفترٍ، فهذه قرينة حالية تعين أن المراد من المشاهدة هي النيابة ولو بالواسطة. وفي بعض الروايات توضيح أكثر من ترقب الناس الوصيةَ للخامس من السفير الرابع، كما جاء في الاحتجاج قال: «فلما حان سفر أبي الحسن السمري من الدنيا وقرب أجله قيل له إلى من توصي؟ فأخرج إليهم توقيعا نسخته:....الخ»(28).
الثاني: إن الإمام(ع) بيَّن إلى أبي الحسن السمري في التوقيع قبل ستة أيام من وفاته، أنه سوف يموت بعد ستة أيام، وأمره فيه بأن لا يوصي إلى أحد يقوم مقامه من بعده، فلا تصح دعوى لأحد بأنه باب للإمام، فهذه تُعدُّ قرينة لما ساقه الإمام من قوله: وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، على أن المراد من المشاهدة هي النيابة ولو بواسطة.
الثالث: إن الإمام(ع) فرَّع على عدم الوصية لآخر بعد السمري بوقوع الغيبة الثانية، وفرَّع على وقوع الغيبة الثانية عدم الظهور إلا بعد أن يأذن الله(عزّ وجلّ)، فهذا يعني أن عدم الظهور مترتب على عدم وصية السمري لآخر، وهذا يعني أن الغيبة الأولى فيها شيء من الظهور للإمام(ع)، وذلك بتوسط النائب بينه وبين شيعته، فنفي الظهور المترتب على الغيبة الثانية نفي للظهور ولو بوساطة بين الإمام والشيعة، وعلى هذا فمن يدعي تحقق الوساطة في الغيبة الثانية قبل السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، فناسَبَ ذلك أن المراد من المشاهدة هي دعوى تحقق الوساطة بين الشيعة وبين الإمام(عج).
ومضافا إلى كون المشاهدات التي تحققت لبعض المؤمنين ليس فيها دعوى الوساطة لنقل تعاليم الحجة للشيعة؛ فإن ذاك المؤمن -على الغالب- لا ينتبه إلى حقيقة الشخص الذي شاهده أنه هو الإمام المهدي(ع) إلا بعد فراقه، ومضى شيء من الزمان. هذا وقد أجمع علماء الإمامية على عدم النيابة والوساطة بين الإمام الحجة(عج) في الغيبة الكبرى وبين الشيعة، وقد فصَّل الشيخ محمد سند(حفظه الله) في ما نقله من إجماع علمائنا في ذلك(29).
ولذا من المهم التطرق إلى شيء من التفاصيل الواردة في علامة النداء، وعلامة السفياني.
علامة السفياني
جاء في روايات متواترة من الخاصة والعامة في خروجه قبل خروج المهدي(عج) وفي الخسف بجيشه في البيداء، وتقدم بأنه من أحد العلامات الخمسة الحتمية.
ومفاد مجموع من الروايات أن السفياني من سلالة سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ولذا يقال له السفياني، وأن اسمه عثمان بن عنبسة(30)، ويخرج في ظرف تسوده الفتن والحروب في المشرق والمغرب، ووقوع اختلاف على الحكم في بلاد إسلامية بعد موت حاكمها فيطمع في ثرواتها الطامعون، يخرج السفياني من منطقة من الشام يقال لها الوادي اليابس، بعد أن تخرج رايتان في الشام يقع بينهما اختلاف ويحاربهما السفياني ويقضي على زعيميهما، ويملك الشام وفلسطين والأردن، وتناصره قبله كلب، ثم يبعث بسرية وجيش إلى العراق، ويحتدم فيها القتال ويغير على الكوفة ويسفك فيها الدماء، ويسلب وينهب، وفي طريق رجوعه تستدركه رايات سود من خراسان أو من البصرة، فتسترجع ما أخذ، وأن الرايات السود تنصر الإمام المهدي(عج).
ويبعث السفياني سريةً وجيشاً آخرَ إلى المدينة المنورة، والإمام المهدي في بعض المرويات في المدينة، فيخرج إلى مكة قبل وصول جيش السفياني إلى المدينة، فإذا وصل المدينة سلب ونهب، فيسمع عن الإمام المهدي بمكة فيقصد التوجه إليه لمحاربته، غير أن هذا الجيش في طريقه إلى مكة يُخسفُ به في البيداء، والذي يقتل السفياني هو الإمام المهدي(عج) في بعض المرويات، وتدوم حكومة السفياني في الشام مدة ثمانية أشهر. وإليك مجموعة من الروايات تدل على ما ذكرته:
خروجه من المحتوم
في صحيحة المعلى بن خنيس: عن أبي عبد الله(ع) قال: «إن أمر السفياني من الأمر المحتوم..الخ»(31). وفي معتبرة أبي حمزة الثمالي قال: «قلت لأبي عبد الله(ع): إن أبا جعفر(ع) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال ( لي ): نعم....الخ»(32). وتقدم ضمن العلامات الخمس الحتمية.
في اسمه ونسبه وصفته
معتبرة عمر بن أذينة قال: قال أبو عبد الله(ع): «قال أبي(ع): قال أمير المؤمنين(ع):... وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرضاً ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها»(33). ومعتبرة عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله الصادق(ع): «إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس، أشقر أحمر أزرق، يقول: يا رب ثاري ثاري ثم النار، وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه»(34). وروى حذلم بن بشير قال: عن علي بن الحسين(ع): «.... ثم يخرج السفياني الملعون... وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان...ألخ»(35).
المكان الذي يأتي منه قبل خروجه
في رواية بشر بن غالب قال: «يقبل السفياني من بلاد الروم متنصرا في عنقه صليب وهو صاحب القوم»(36). فتدل هذه الرواية أنه متنصّر غير مسلم، ولربما تحمل على أنه يحمل الأخلاق الانحلالية الغربية وأفكارها.
الشهر الذي يخرج فيه
في صحيحة المعلى بن خنيس جاء فيها: عن أبي عبد الله(ع) قال: «.. وخروجه في رجب»(37).
المكان الذي يخرج منه
معتبرة عمر بن أذينة قال: قال أبو عبد الله(ع): «قال: أبي(ع): قال: أمير المؤمنين(ع): يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس...الخ»(38). وفي رواية حذلم بن بشير، عن علي بن الحسين(ع): «... ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس..الخ»(39).
مكان حكمه ومدته
رواية عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: «سألت أبا عبد الله(ع) عن اسم السفياني فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق، وحمص، وفلسطين، و الأردن، وقنسرين(40)، فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما»(41). وفي رواية محمد بن سلم قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: «إن السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة، ثم قال(ع): أستغفر الله حمل جمل، وهو من الأمر المحتوم الذي لابد منه»(42). ورواية عمار الدهني قال: قال أبو جعفر(ع): «كم تعدون بقاء السفياني فيكم؟ قال: قلت: حمل امرأة تسعة أشهر. قال: ما أعلمكم يا أهل الكوفة»(43).
أحداث ما قبل خروجه
في رواية حذلم بن بشر عن علي بن الحسين(ع): «... يكون قبل خروجه(44)خروج رجل يقال له: عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند. ثم يخرج السفياني الملعون.. الخ»(45). وفي رواية معاوية بن سعيد(46)، عن أبي جعفر محمد بن علي(ع) قال: قال علي بن أبي طالب(ع): «إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى. قيل: ثم مه؟ قال: ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين. فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب(47)، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل الشام. فإذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام يقال لها "حرستا"(48)،فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس»(49).
وجاء في ضمن رواية عمار بن ياسر: «ويتخالف الترك والروم، وتكثر الحروب في الأرض، وينادي مناد من سور دمشق: ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها، ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك، رجل أبقع، ورجل أصهب، ورجل من أهل بيت أبي سفيان يخرج في كلب، ويحضر الناس بدمشق، ويخرج أهل الغرب إلى مصر فإذا دخلوا(50) فتلك إمارة السفياني...الخ»(51). وفي وراية جابر الجعفي عن الإمام الباقر(ع) جاء فيها: «وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية(52)، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة، فتلك السنة -يا جابر- فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض تخرب أرض الشام ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني...الخ»(53).
وعن أرطاة قال: «إذا خسف بقرية من قرى دمشق، وسقطت طائفة من غربي مسجدها، فعند ذلك تجتمع الترك والروم يقاتلون جميعا، وترفع ثلاث رايات بالشام، ثم يقاتلهم السفياني حتى يبلغ بهم قرقيسيا»(54). وفي صحيحة إسحاق بن عمار: عن أبي عبد الله(ع) قال: «لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني»(55).
وقائعه عند خروجه
جاء في رواية جابر الجعفي عن الإمام الباقر(ع): «.. فأول أرض تخرب أرض الشام، ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه، ثم يقتل الأصهب..الخ»(56). وروى نعيم بن حماد: أن محمد بن الحنفية قال: «إذا اختلفوا بينهم رفع بالشام ثلاث رايات راية الأبقع وراية الأصهب وراية السفياني»(57). وعن حذيفة بن اليمان، أن رسول الله(ص) قال: -وقد ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب-، فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك حتى ينزل دمشق..الخ»(58).
وعن أرطاة قال: «إذا اجتمع الترك والروم، وخسف بقرية بدمشق، وسقط طائفة من غربي مسجدها، رفع بالشام ثلاث رايات الأبقع والأصهب والسفياني، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه، ويخرج رجلان من بني سفيان فيكون الظفر للثاني، فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم»(59).
وفي المستدرك عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): «يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة..الخ». وعقب الحاكم على الحديث بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه»(60).
السفياني يغير على العراق والكوفة
في رواية جابر عن الباقر(ع) بعد أن يقتل السفيانيُّ الأبقعَ، والأصهبَ قال: «ثم لا يكون له همة إلا الإقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسياء(61)، فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا..الخ»(62). وفي بعض ما جاء من رواية عمار بن ياسر: «... ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد(ص) ويقتل رجلا من مسميهم..الخ»(63).
وبعد أن يغير على الكوفة، يثور ثائر من موالي أهل الكوفة بجماعة، لكنها ضعيفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة(64). وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك عن الإمام علي بن أبي طالب (رض) قال: «يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسا، حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم، ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم، فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان، وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان، ويقتلون شيعة آل محمد(ص) بالكوفة، ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي»(65). وجاء في رواية حذيفة: «فيبعث السفياني جيشين؛ جيشا إلى المشرق وجيشا إلى المدينة، حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة، والبقعة الخبيثة، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويبقرون بها أكثر من مئة امرأة، ويقتلون بها ثلاث مئة كبش من بني العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام، فتخرج راية هذا من الكوفة، فتلحق ذلك الجيش منها على الفئتين، فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويخلي جيشه التالي بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام ولياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبريل فيقول: يا جبرائيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم»(66).
السفياني يغري بالمال لقتل الشيعة بالكوفة
ففي رواية عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله(ع) قال: «كأني بالسفياني أو لصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه: من جاء برأس رجل من شيعة علي فله ألف درهم، فيَثِبُ الجارُ على جاره يقول: هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم»(67).
خروج الرايات التي من خراسان
تخرج عند غارة السفياني بالكوفة، ففي رواية جابر عن الباقر(ع): «فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان، وتطوي المنازل طيا حثيثا، ومعهم نفر من أصحاب القائم»(68). وعن جابر، عن أبي جعفر(ع) قال: «تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي(ع) بعث إليه بالبيعة»(69).
السفياني يبعث سرية أو جيشا إلى المدينة ثم يخسف به في البيداء
في وراية جابر الجعفي عن الباقر(ع): «ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران(ع). وقال: فينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء: يا بيداء، بيدي القوم، فيخسف بهم، فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر، يحوِّلُ الله وجوههم إلى أقفيتهم، وهم من كلب....الخ»(70). وفي رواية الحاكم عن أبي هريرة جاء فيها: «ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده، فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم». وعقب الحاكم على الحديث بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه(71).
وعن أم سلمة(رض) قالت: قال رسول الله(ص): «يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام، كعدة أهل بدر، فيأتيه عصب العراق وأبدال الشام، فيأتيهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب، فيهزمهم الله، قال: وكان يقال إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب»(72). ورواية قتادة يرفعها إلى النبي(ص)، قال: «يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من المدينة فيأتي مكة، فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، فيبعث إليه جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه، فيستخرج الكنوز، ويقسم المال، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض..الخ»(73).
الأمر بالتوجه إلى الحجة عند خروج السفياني
صحيحة سدير قال: قال أبو عبد الله(ع): «يا سدير، ألزم بيتك، وكن حلسا من أحلاسه،(74) واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك»(75).
ورواية الفضل الكاتب جاء فيها عن أبي عبد الله (ع) قال: «لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا وهو من المحتوم»(76). وفي ضمن رواية عمار بن ياسر: «وإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة، فعند ذلك تقتل النفس الزكية، وأخوه بمكة ضيعة، فينادي مناد من السماء أيها الناس إن أميركم فلان، وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا»(77).
وقتل النفس الزكية ليس من قبل السفياني كما جاء في صحيحة زرارة عن أبي عبد الله(ع): «يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش آل بني فلان يجيء حتى يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لا يمهلون، فعند ذلك تَوَقَّعْ الفرج إن شاء الله»(78).
ولا توجد فاصلة كبيرة بين قتل النفس الزكية وبين ظهور الحجة كما في خبر صالح مولى بني العذراء قال: سمعت أبا عبد الله الصادق(ع) يقول: «ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمسة عشر ليلة»(79).
علامة النداء
تضافرت الروايات من الفريقين في علامة النداء، وأنه سوف يكون في شهر رمضان(80). وسوف يكون النداء في ليلة القدر ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، وتكون ليلة جمعة، ينادي جبرئيل في السماء باسم الإمام المهدي وباسم أبيه، وأنه هو إمام الناس ولي يجب عليهم إتباعه، ينادي جبرئيل بصوت يسمعه جميع البشر من كان في المشرق ومن كان في المغرب، ولا يبقى أحد من الناس لا يسمعه، وكل يسمعه بلغته، ومن كان نائما يستيقظ ويسمعه، بل ويخرج إلى سطح داره، وتسمعه كل فتاة ولو كانت في خدرها.
فما أعظم هذه العلامة وهذا النداء، فلا يبقى عذر لمن يدعي النيابة أو الاتصال بالنائب في عدم صحة دعواه قبل هذه العلامة، وقد يخادع بعضٌ بأن النداء قد تحقق، ولكن الناس لم يسمعوه أو سمعوه ولم يعتنوا به فهم غافلون عنه، ولكن أكذوبة هذا المخادع تتضح بملاحظة كيفية النداء على ما جاء من الروايات على ما سيوافيك، وملاحظة مضمون النداء، وجاء في بعض الروايات التعبير عن صوت النداء بالفزعة، والحمد لله الذي لم يجعل للمبطلين سبيلا على الاحتيال. وسوف يكون بعد هذا النداء نداء من إبليس ينادي في الأرض لا في السماء في آخر النهار أن الحق مع عثمان وشيعته فيقع الارتياب. وسوف يظهر الإمام المهدي(عج) بعد هذا النداء في شهر محرم الحرام في العاشر منه، ويوافق يوم السبت من أيام الأسبوع، فما بين الصيحة وخروج القائم(عج) ما يقارب مائة وستة أيام.
ويفهم من بعض الروايات أن هناك نداء آخر لجبرئيل في أول النهار، ينادي أن الإمام علي(ع) وشيعته هم الفائزون، ويكون هذا النداء بعد ندائه الأول، وقبل نداء إبليس في آخر النهار، قبل خروج الحجة، وفي بعض الروايات ينادي جبرئيل عند خروج الإمام المهدي(عج) في محرم. غير أن القدر المتيقن من نداء جبرئيل هو نداؤه في ليلة الجمعة ليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان، ثم في شهر محرم يظهر الإمام المهدي في العاشر منه يوافق يومَ سبت في مكة المكرمة.
وإليك بعض الروايات الدالة على ما تقدم:
منها ما رواه الشيخ الصدوق بسند عن الإمام الباقر(ع) في حديث جاء في آخره: «وإن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني من اليمن، وصحية من السماء في شهر رمضان، ومناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه»(81). ومنها رواية محمد بن مسلم عن أبي جعفر(ع) جاء في آخرها: «وإن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني (من اليمن)، وصحية من السماء في شهر رمضان، ومناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه»(82).
عطف النداء على الصيحة في هاتين الروايتين يبدو أنه عطف تفسيري بقرينة ما يأتي من الأخبار. ومنها معتبرة الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله(ع) قال: «الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان»(83).
ومنها: رواية وهيب بن حفص عن أبي بصير: قال: قال أبو عبد الله(ع): «إن القائم صلوات الله عليه ينادي اسمه ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسين بن علي(ع)»(84). ومنها رواية المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله(ع) قال: «صوت جبرئيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتبعوا الصوت الأول، وإياكم والأخير أن تفتتنوا به»(85).
ومنها رواية أخرى لأبي بصير بسند آخر جاء فيها: «ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة جمعة. قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه، ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة، فتوقِظُ النائم ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرئيل(ع)»(86). ومنها ما جاء في رواية لأبي بصير عن أبي جعفر(ع) قال: «الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان، لأن شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم(ع) فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين(ع). ثم قال(ع): يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس اللعين ينادي: «ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه أنه صوت جبرئيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه(ع) حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج، وقال: لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم(ع)..الخ»(87).
ومنها ما جاء في رواية عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله(ع) وهو يعدد العلامات، قال: «وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها»(88). ومنها ما في رواية عباية بن ربعي الأسدي عن أمير المؤمنين(ع) وهو يخبر بالعلامات جاء في آخرها: قال: «قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش، والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة. قلنا: هل قبل هذا أو بعده من شيء؟ فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها»(89).
ومنها رواية ميمون البان قال: كنت عند أبي جعفر(ع) في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط فقال: «إن أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس، ثم قال: ينادي مناد من السماء فلان بن فلان هو الإمام باسمه، وينادي إبليس(لع) من الأرض كما نادى برسول الله(ص) ليلة العقبة»(90).
ومنها صحيحة زرارة عن أبي عبد الله(ع) قال: «ينادي مناد باسم القائم(ع)، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم(ع) وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي(91) ويشكك الناس»(92). ومنها رواية الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(ع) يقول: «إن القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب»(93). ومنها: عن أبي بصير قال: قال: أبو جعفر(ع): يخرج القائم(ع) يوم السبت يوم عاشورا يوم الذي قتل فيه الحسين(ع)(94). ومنها: عن علي بن مهزيار قال: قال أبو جعفر(ع): «كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن والمقام، بين يديه جبرئيل(ع) ينادي: البيعة لله، فيملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا».
وروايات من طرق العامة:
منها رواية فيروز الديلمي، قال: قال رسول الله(ص): «يكون في رمضان صوت قالوا: يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره؟ قال: لا بل في النصف من رمضان، إذا كان ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا، ويخرس سبعون ألفا، ويعمى سبعون ألفا، ويصم سبعون ألفا، قالوا: يا رسول الله فمن السالم من أمتك؟ قال: من لزم بيته، وتعوذ بالسجود، وجهر بالتكبير لله، ثم يتبعه صوت آخر، والصوت الأول صوت جبريل، والثاني صوت الشيطان، فالصوت في رمضان، والمعمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحجاج في ذي الحجة، وفي المحرم وما المحرم أوله بلاء على أمتي وآخره فرح لأمتي، الراحلة في ذلك الزمان بقتبها ينجو عليها المؤمن خير له من دسكرة تغل مائة ألف»(95).
عن مسلمة بن أبي سلمة عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله(ص): «في المحرم ينادي مناد من السماء؛ ألا إن صفوة الله من خلقه فلانا فاسمعوا له وأطيعوا، في سنة الصوت والمعمعة»(96). وعن الحارث عن عبد الله عن النبى(ص) قال: «إذا كان صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة، والمحرم وما المحرم (يقولها ثلاثا) هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا هرجا، قال: قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال هذه تكون في نصف من رمضان، يوم جمعة ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة تكون هدَّة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العوائق من خدورهن في ليلة جمعة سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق رمضان في تلك السنة ليلة جمعة فإذا صليتم الفجر يوم جمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم، وسددوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا سبحان القدوس سبحان القدوس ربنا القدوس فإنه من فعل ذلك نجا ومن ترك هلك»(97). ونفس هذه الحديث يرويه نعيم بن حماد بسنده عن ابن مسعود عن رسول الله(ص)(98).
وعن أبي هريرة قال: «في رمضان هدة توقظ النائم وتخرج العواتق من خدورها، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تمشي القبائل بعضها إلى بعض، وفي ذي الحجة تهراق الدماء، وفي المحرم وما المحرم يقولها ثلاثا، قال وهو عند انقطاع ملك هؤلاء»(99).
وفي بعض رواياتهم تشير إلى أن النداء يكون باسم الحجة، مثل رواية طلحة بن عبيد الله عن النبي(ص)، قال: «ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب، حتى ينادي مناد من السماء إن أميركم فلان»(100). وروى نعيم بسنده عن الإمام علي(ع) قال: «إذا نادى مناد من السماء إن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حبه ولا يكون لهم ذكر غيره»(101). وروى عن الإمام علي(ع) أيضا أنه قال: «بعد الخسف ينادي مناد من السماء إن الحق في آل محمد في أول النهار، ثم ينادي مناد في آخر النهار إن الحق في ولد عيسى، وذلك نحوه من الشيطان»(102).
وروى نعيم بسنده عن عمار بن ياسر(رض) أنه قال: «إذا قتل النفس الزكية، وأخوه يقتل بمكة ضيعة، نادى مناد من السماء إن أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقا وعدلا»(103). ونقلوا عن سعيد بن المسيب أنه قال: «تكون فتنة بالشام كان أولها لعب الصبيان، تطفو من جانب وتسكن من جانب، فلا تتناهى حتى ينادي مناد إن الأمير فلان. ويُقبل ابن المسيب بيداه منتفضتين ثم يقول: ذلكم الأمير حقا ذلكم الأمير حقا»(104). وروى نعيم بن حماد عن سعيد بن المسيب أيضا أنه قال: «تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب طمت من جانب، فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء إن أميركم فلان»(405).
وجاء في بعض روايات الخاصة أن النداء يكون حين الظهور كما في رواية الحسين بن خالد عن الإمام الرضا(ع)، جاء فيها وصف للحجة في آخر الزمان، قال: «وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق معه وفيه، وهو قول الله(عزّ وجلّ): {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}»(106).
و عن طارق بن شهاب قال: سمعت حذيفة يقول: سمعت رسول الله(ص) يقول: «إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين، وولي الأمر خير أمة محمد فالحقوا بمكة، فيخرج النجباء من مصر، والأبدال من الشام، وعصائب العراق، رهبان بالليل ليوث بالنهار، كأن قلوبهم زبر الحديد، فيبايعونه بين الركن و المقام»(107). وفي بعضها أن النداء يكون بفوز أمير المؤمنين علي(ع) وشيعته نظير: رواية الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: «اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون»(108).
وجاء في معتبرة أبي حمزة الثمالي: «فقلت له: كيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس(لع) في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون»(109). وفي سند آخر للشيخ عن أبي حمزة البطائني عن أبي عبد الله(ع) قال: «خروج القائم من المحتوم. قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته. ثم ينادي إبليس(لع) في آخر النهار: ألا إن الحق في عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون»(110).
وفي رواية داود بن فرقد المضمرة: قال: سمع رجل من العجلية هذا الحديث قوله: «ينادي مناد ألا إن فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون أول النهار وينادي آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي أول النهار منادي آخر النهار فقال الرجل: فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب؟ فقال: يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي، إن الله(عزّ وجلّ) يقول: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى -الآية-}(111).
ويمكن أن يجمع بين هذه الأخبار وأخبار كون النداء باسم الإمام المهدي(عج) بتعدد النداء أو بجمع آخر، ومما يشهد على تعدد النداء رواية لزرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: «ينادي مناد من السماء: إن فلانا هو الأمير، وينادي مناد: إن عليا وشيعته هم الفائزون، قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟ فقال: إن الشيطان ينادي: إن فلانا وشيعته هم الفائزون لرجل من بني أمية، قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا، ويقولون: إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون»(112). بناء على أن قوله إن فلانا أميركم المراد به المهدي، ثم ينادي مرة أخرى إن عليا وشيعته هم الفائزون.
اللهم لا تحرمنا نصرة وليك الحجة بن الحسن سلام الله عليه، والحمد لله رب العالمين.
* الهوامش:
(1) التوبة/33.
(2) الفتح/28.
(3) الصف/9.
(4) أنظر تفسير التبيان، ج5، ص201.
(5) اصول الكافي، ج1، ص432.
(6) الاعتقادات، ص95.
(7) كمال الدين وتمام النعمة باب ما أخبر به الصادق(ع) من وقوع الغيبة ص342، وفي حديث آخر عنه أيضا ص346.
(8) كمال الدين وتمام النعمة، ص482.
(9) كمال الدين وتمام النعمة، ص649، ح3.
(10) انظر الكافي ج8، ص308- 309، حديث رقم 481.
(11) الكافي، ج8، ص301 حديث رقم 482.
(12) البقرة/89.
(13) تفسير التبيان ج1، ص344، الكشاف ج1، ص296.
(14) قال الطبرسي في الاحتجاج عن كرامات النواب للحجة: ولم تقبل الشيعة قولهم إلا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كل واحد منهم من قبل صاحب الأمر(ع) تدل على صدق مقالتهم، وصحة بابيتهم. كتاب الاحتجاج، ج2 ص297.
(15) كمال الدين وتمام النعمة ص650، ح7، وروى الحديث الشيخ الكليني بسند صحيح عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز عن عمر بن حنظلة، ورواها أيضا الشيخ الطوسي في الغيبة ص436، حديث رقم 427، والنعماني في كتابه الغيبة، ص261.
(16) كمال الدين وتمام النعمة، ص649ح1.
(17) كمال الدين وتمام النعمة، ص652، حديث رقم 14، الباب السابع والخمسون.
(18) كتاب الغيبة، ص435، ح425.
(19) غيبة النعماني، ص301، ح6، باب ما جاء في المنع والتوقيت.
(20) غيبة النعماني، ص262، ح11 باب ما جاء في العلامات التي تكون قبل قيام القائم(ع).
(21) غيبة النعماني، ص266، ح15.
(22) بحار الأنوار، ج53، ص202 إلى 312.
(23) كمال الدين وتمام النعمة، ص516، باب الخامس والأربعون ذكر التوقيعات.
(24) أمالي الصدوق، ص520، تحت عنوان الحسن البصري يذكر مناقب علي (ع)، الحديث الثاني.
(25) كتاب التوحيد للشيخ الصدوق، ص136، تحت عنوان بيانه في كونه تعالى، وكتاب الخصال ص110، حدث 82، وفي ص650 في عنوان علم رسول الله (ص) حديث 47، وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة ص70، تحت عنوان اعتراض آخر للزيدية ودفعه، وفي ص 86 تحت عنوان شبهات للمخالفين للغيبة ودفعها، وفي كتاب معاني الأخبار ص119، باب معنى الفتوة والمروءة. الحديث الأول، وفي ص402 باب معنى نوادر المعاني، حديث 67. ولكن على الظاهر لا قائل باتحاد الرجلين.
(26) كتاب صفات الشيعة للشيخ الصدوق، ص46.
(27) كتاب الغيبة ص395 تحت عنوان ذكر أمر أبي الحسن علي بن محمد السمري.
(28) الاحتجاج للطبرسي، ج2، ص297.
(29) انظر كتاب فقه علائم الظهور.
(30) وفي بعض روايات العامة اسم آخر.
(31) كمال الدين وتمام النعمة، ص650، في الحديث الخامس وبطريق آخر في الحديث الخامس عشر.
(32) كمال الدين وتمام النعمة، ص652، الغيبة، ص435، ح425.
(33) كمال الدين وتمام النعمة، ص651، ح9.
(34) كمال الدين وتمام النعمة، ص651، ح10.
(35) الغيبة للشيخ الطوسي، ص443-444 ح 437.
(36) الغيبة ص464، ح478.
(37) كمال الدين وتمام النعمة، ص650، في الحديث الخامس وبطريق آخر في الحديث الخامس عشر.
(38) كمال الدين وتمام النعمة، ص651، ح9.
(39) الغيبة للشيخ الطوسي، ص443-444 ح 437.
(40) في لسان العرب لسان العرب، ج5، ص118: الجوهري في ترجمة قسر و قنسرون بلد بالشام، وفي معجم البلدان: قال أبو المنذر: سميت قنسرين لأن مسيرة بن مسروق العبسي مر عليها فلما نظر إليها قال: ما هذه فسميت له بالرومية، فقال: والله لكأنها قِن نَسر. فسميت قنسيرين. معجم البلدان، ج4، ص403.
(41) كمال الدين وتمام النعمة، ص652، ح11.
(42) الغيبة للشيخ ص449- 450، ح452.
(43) الغيبة للشيخ، ص462، ح477.
(44) عود الضمير على الإمام المهدي بمقتضى سياق الحديث المحذوف.
(45) الغيبة للشيخ الطوسي، ص443-444 ح 437.
(46) في غيبة النعماني: المغيرة بن سعيد وهو من أصحاب الإمام الباقر(ع).
(47) هو من الخيل الذي أبواه أعجميان والأنثى برذونة، والجمع براذين.
(48) في نسخ الأصل لكتاب المغيبة: خرشنا، وهو بلد قرب ملطية من بلاد الروم، وما في المتن كما في كتابي الإشاعة: 91 ولوامع الأنوار البهية: 2 / 77، وحرستا بالتحريك وسكون السين: قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق على طريق حمص، بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ ( مراصد الاطلاع ) من محقق كتاب الغيبة.
(49) الغيبة للشيخ الطوسي، ص461، ح476.
(50) قال محقق الكتاب في ثلاث نسخ بدل إذا دخلوا كتب (إذا رحلوا).
(51) الغيبة، ص463- 464، ح479، وروى هذا الحديث أبو عمرو المقرئ الداني متوفى سنة 444هـ. في كتابه السنن الواردة في الفتن، ج4، ص936- 937، ح497 مع اختلاف يسير في أواخره.
(52) الجابية: قرية من أعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية جولان قرب مرج الصفر.
(53) غيبة النعماني، ص288- 290، ح67.
(54) الفتن لنعيم بن حماد ص220، ح611.
(55) الكافي للكليني، ج8، ص209، ح254.
(56) غيبة النعماني، ص288- 290، ح67.
(57) الفتن لنعيم بن حماد، نشر مكتبة التوحيد القاهرة، ص286.
(58) تفسير الطبري، ج22، ص107.
(59) الفتن لنعيم ص285، ح833.
(60) نفس المصدر السابق ج4، ص565، ح8586.
(61) قرقيسياء: بلد على الخابور، وهي على الفرات.
(62) غيبة النعماني، ص288- 290، ح67.
(63) الغيبة، ص463- 464، ح479، وروى هذا الحديث أبو عمرو المقرئ الداني متوفى سنة 444هـ. في كتابه السنن الواردة في الفتن، ج4، ص936- 937، ح497 مع اختلاف يسير في أواخره.
(64) انظر مقطع من رواية جابر الجعفي في غيبة النعماني، ص288- 290، ح67.
(65) المستدرك على الصحيحين نشر دار الكتب العلمية، ج4، كتاب الفتن والملاحم، ص547، ح8530.
(66) تفسير الطبري، ج22، ص107.
(67) غيبة الشيخ، ص450، ح453.
(68) غيبة النعماني، ص288- 290، ح67.
(69) الغيبة للشيخ، ص452، ح457.
(70) غيبة النعماني، ص288- 290، ح67.
(71) نفس المصدر السابق ج4، ص565، ح8586.
(72) المستدرك على الصحيحين ج4 كتاب الفتن والملاحم، ص478، ح8328، وأخرج الحديث الطبراني في المعجم الكبير، ج23، ص295، ح656، وفي نفس الجزء ص389، ح930، وفيه أيضا ص390، ح931، وفي المعجم الأوسط، ج9، ص176، ح9459، ومسند أبي يعلى ج12، ص369، ح6940، ومسند إسحاق بن راهويه، ج4، ص122، ح1888.
(73) مصنف عبد الرزاق، ج11، ص371ح 20769.
(74) أي لا تبرح قال الجوهري: أحلاس البيوت: ما يبسط تحت حر الثياب.
(75) الكافي، ج8، ص264- 265، ح 383.
(76) الكافي، ج8، ص274، ح412.
(77) الغيبة، ص463- 464، ح479، وروى هذا الحديث أبو عمرو المقرئ الداني متوفى سنة 444هـ. في كتابه السنن الواردة في الفتن، ج4، ص936- 937، ح497 مع اختلاف يسير في أواخره.
(78) أصول الكافي، ج1، ص337، باب الغيبة حديث رقم 5، وهذه الصحيحة على خلاف جملة من روايات العامة على أن الذي يقتل النفس الزكية هو السفياني انظر كتاب الفتن لنعيم، ج1، ص329- 330.
(79) كمال الدين وتمام النعمة، ص649، وفي كتاب الإرشاد للشيخ المفيد، ج2، ص374، وفي كتاب الغيبة للشيخ بسند آخر إلى ثعلبة ثم بقية السند هنا. ص445، ح440.
(80) إلى هنا تتفق روايات السنة والعامة وأما في التفصيلات الأخرى فيوجد في بعضها اختلاف بين روايات العامة في الغالب وبين روايات الخاصة، راجع كتاب عقد الدرر في أخبار المهدي المنظر ليوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي، الفصل الثالث في الصوت والهدة والمعمعة والحوادث، ص139.
(81) كمال الدين وتمام النعمة، ص327، ح7، الباب الثاني والثلاثون ما أخبر به الباقر(ع) من وقوع الغيبة.
(82) كمال الدين وتمام النعمة، ص328.
(83) كمال الدين وتمام النعمة، ص650، ح 6 الباب السابع والخمسون علامات خروج القائم(ع)، وفي الحديث رقم 16 نفس الحديث مع اختلاف في الإسناد.
(84) الغيبة للشيخ الطوسي ص452، ح458، نشر مؤسسة المعارف الإسلامية.
(85) كمال الدين وتمام النعمة ص652، ح13.
(86) غيبة النعماني: ص301، حديث رقم 6، باب ما جاء في المنع والتوقيت والتسمية لصاحب الأمر(عج).
(87) كتاب الغيبة للنعماني، ص262، ح13، باب ما جاء في العلامات التي تكون قبل قيام القائم.
(88) كتاب الغيبة للنعماني، ص262 ح11.
(89) الغيبة للنعماني، ص267، ح17.
(90) كمال الدين وتمام النعمة، ص650 ح4.
(91) في المصدر (حتى ينادي المنادي في آخر الليل) لكن العلامة المجلسي قال: الظاهر أنه في آخر النهار كما سيأتي تحت رقم 14، ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ في آخر الليل أصلا فالزيادة من النساخ.
(92) كمال الدين وتمام النعمة، ص650، ح8.
(93) الغيبة، ص177.
(94) كمال الدين وتمام النعمة ص654 ح19.
(95) المعجم الكبير للطبراني، ج18، ص332، حديث رقم: 853؛ السنن الواردة في الفتن للداني: ج5، ص971.
(96) كتاب الفتن لنعيم بن حماد المتوفى سنة 288هـ. تحت عنوان علامات أخرى عند خروج المهدي، ج1، ص338، حديث رقم 980.
(97) مسند الشاشي، ج2، باب روايات الحارث بن سويد ص262-263، ح رقم 837.
(98) كتاب الفتن لنعم بن حماد، ج1، ص288، تحت عنوان ما يذكره من علامات من السماء فيها انقطاع ملك بني العباس، حديث رقم 638.
(99) الفتن لنعيم بن حماد، ج1ص230،ح 645.
(100) المعجم الأوسط، ج5، ص60، باب من اسمه عبد الرحمن.
(101) كتاب الفتن لنعيم بن حماد، ج1، ص334، ح965.
(102) الفتن لنعيم، ج1، ص339، ح983.
(103) الفتن لنعيم، ج1، ص339، ح981.
(104) مصنف عبد الرزاق، باب الفتن، ج11، ص361، ح20746.
(105) الفتن لنعم بن حماد ج1، ص237، ح673.
(106) كفاية الأثر، الخزاز القمي ص275 باب ما جاء عن علي بن موسى الرضا (ع) الحديث الأول، وانظر كتاب أعلام الورى ص434؛ كمال الدين وتمام النعمة، الباب الخامس والثلاثون، ما أخبر به الرضا(ع) من وقوع الغيبة ص372، ح5.
(107) الاختصاص للشيخ المفيد، ص83.
(108) الكافي، ج8، ص310،ح 484.
(109) كمال الدين وتمام النعمة، ص652. ح14؛ الغيبة للشيخ الطوسي، ص435، ح425.
(110) كتاب الغيبة للشيخ ص454،ح461، وكتاب الإرشاد للشيخ المفيد، ج2، ص371.
(111) الكافي ج8 كتاب الروضة، تحت عنوان حديث رقم 253.
(112) كتاب الغيبة للنعماني، ص273، ح28.
0 التعليق
ارسال التعليق