بسم الله الرحمن الرحيم، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}. وفي الحديث الشريف: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
بداية نشأة الدار ومراحل تطورها
دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم هي دار أنشأت لتعليم القرآن وعلومه من تجويد وترتيل وحفظ، مع معرفة القراءات القرآنية السبعة المشهورة.
وكذلك نشر الثقافة القرآنية على صعيد الفرد والأسرة وكذلك تخريج أساتذة لهم المكانة المرموقة في تعليم وتدريس وحفظ القرآن.
وقد تسمّت الدار باسم صغيرة الحسين السيدة رقية (عليها السلام)؛ لأنّ بدايات الدار كانت لصغار الجالية حيث كانوا يخرجون في مواكب العزاء، ثم بعد ذلك ضمت طلبة العلم من الجالية المقيمين في الجمهورية الإسلامية، ثم امتدت الفكرة لتأسيس دار تحتضن هؤلاء النشء من أبناء الجالية وغيرهم لتربيتهم وتعليمهم مفاهيم القرآن وعلومه فكانت النتيجة المرجوة والثمرة الكريمة لهذه الفكرة هي نشوء دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم حيث كانت الجهود المنشودة تتوالى لتأسيس الدار في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة لسنة 1427 هـ الموافق ليوم عيد الغدير الأغر.
السياسة العامّة
تنتهج الدار في نشاطاتها السياسة التالية:
أولاّ: الالتزام بمبادئ القرآن الكريم وأحكامه وتعاليمه وآدابه.
ثانياً: اعتماد منهج أهل البيت (عليهم السلام) في طرح علوم القرآن ومفاهيمه.
ثالثاً: التعاون والاستفادة من الخبرات والتجارب في انتقاء المعلومة.
أهداف الدار
تبنت دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم من بدء نشوئها على أهداف وهي الاهتمام بإعداد جيل قرآني لكل المستويات سواءً طلاب علم أم غيرهم خصوصاً بالأطفال والنشء الصغار وتربيتهم تربية إسلامية قرآنية تقوم على حب محمد وآله (عليهم السلام) لأنّهم جيل المستقبل وبهم يسير الركب لكل الأمم.
وهذا الشرط الأساس الذي حث أبناء الجالية لربط أبنائهم بهذه الدار الكريمة مما أعطاهم حافزاً كبيراً لاستمداد الخبرات من الأساتذة والحفاظ الكبار على الصعيد العالمي.
وبذلك ساهمت الدار في تعريف طلابها كيفية القراءة الصحيحة للقرآن الكريم.
وبهذه المساهمة الفاعلة من الدار قد أعطت لأبناء الجالية أنّ لأبنائهم مستقبلاً زاهراً في متابعة التعليم والحفظ وأن يكونوا أساتذة يُحتذى بهم على الصعيد الديني والدنيوي بحيث يكونوا قرّاء ومجودين وحفّاظاً.
إنجازات الدار
إنّ أهم الإنجازات التي حققتها دار السيدة رقية (عليها السلام) على قصر الفترة التي تأسست فيها فهي على عدة نقاط:
أ- تخريج الأساتذة: قد ساهمت دار السيدة رقية (عليها السلام) في تخريج ثلّة من الطلاّب القرّاء حيث كانوا النواة الأولى للدار وهم الآن أساتذة كبار في تعليم القرآن وقد شاركوا مشاركة فاعلة في فتح دورات قرآنية في البلاد بالخصوص وكذلك لهم مشاركات في العراق والكويت.
ب- المشاركة في المسابقات القرآنية: حيث كان للدار النصيب الأوفر من المشاركات القرآنية ونيل الجوائز المتقدمة في هذه المسابقات وكان آخرها في المسابقة التي نظمتها جامعة المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) العالمية وبمشاركة أكثر من أربعين دولة، ففي شؤون الناشئين في التلاوة والحفظ قد نال أشبال الدار الجوائز الأولى في هذه المسابقة.
كذلك حازت الدار على المركز الثالث في نفس المسابقة بإصدارها حلقات تعليمية في أساليب حفظ القرآن الكريم تحت إشراف الأستاذ الشيخ مصطفى الطائي على شكل قرص فلزي علماً أن بعض القنوات الفضائية عرضت هذه الحلقات ونالت إعجاب المشاهدين.
وإذ لا بد لكل فضل من شكر فإنّ دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم -بعد شكر الله (عزّ وجلّ)- تهدي بالغ الشكر والامتنان إلى سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مهدوي مهر نائب رئيس جامعة المصطفى العالمية على ما قدمه ويقدمه من تذليل الصعاب لطلاب الدار وإدارييها.
وكذلك جزيل الشكر والعرفان إلى سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الشاكري رئيس قسم العوائل والطلاب في جامعة المصطفى العالمية والعضو الاستشاري في دار السيدة رقية (عليها السلام) والذي ببركته وجهوده ورعايته الخاصة وصلت الدار إلى ما هي عليه ومن تلك الرعاية ما تم الاتفاق عليه بتصديق الوثائق والشهادات التي تصدر عن الدار من قبل جامعة المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) العالمية قسم العوائل والطلاب، وغيرها من الأمور التي تم الاتفاق عليها، كما لا ننسى العضو الآخر في الهيئة الاستشارية صاحب الأيادي البيضاء القارئ والحكم الدولي الحاج فلاح كسمائي.
وكذلك نشكر الأساتذة والحفاظ على ما بذلوه من وقت وجهد لارتقاء الطلاب بالمستوى المتميز على الصعيد القرآني.
ج- كتاب حلية القرآن الكريم: إنّ أهم إنجازات الدار من حيث النشر فقد قامت الدار بطباعة كتاب حلية القرآن الكريم الذي يعدّ من الكتب الدرسية والتعليمية وقد نال إعجاب كثير من الأساتذة والقرّاء.
وقد انتخب الكتاب للتدريس لبعض المناهج الدراسية، لأنّه قد كتب بأسلوب سهل وسلس مع تطبيق لكثير من مواده، وخاصة عند عرض الكتاب للمقامات القرآنية.
د- جلب ثلة مؤمنة مهتمة بالقرآن الكريم: حيث قامت الدار بالتنسيق مع الإخوة العاملين في البلاد بجلب ثلة مهتمة بالقرآن الكريم وعلومه وخاصة من منطقة الأحساء وكان هذا الحدث الكبير الذي تنظمه الدار حيث قدمت لهم الدار أحسن الأساتذة في التجويد والترتيل مع إجراء الدروس المكثفة والمتميزة مع النشاطات الترفيهية والخدمية التي قدمتها لهم.
نشاطات الدار
دار السيدة رقية (عليها السلام) لها عدة نشاطات وعلى أكثر من صعيد، فمنها:
1- دروس في الحفظ والتجويد والتلاوة والقراءات؛ وذلك اعتماداً على أمهر الأساتذة الدوليين.
2- إعداد مناهج دراسية في أساليب الحفظ والتجويد والمقامات (الصوت واللحن) بإشراف لجنة مختصة من قبل أساتذة دوليين.
3- إقامة دورات تأهيلية لإعداد المعلمين للقرآن الكريم؛ وذلك بتدريسهم على فن التدريس وكيفية التعامل مع الطلاب على اختلاف أعمارهم ومستوى استيعابهم، وذلك في عدة مجالات:
أ- التجويد (المبسط ـ المتوسط ـ الاستدلالي).
ب- المقامات (الصوت ـ اللحن).
ج- تاريخ القراءات.
د- القراءات السبع.
هـ- أساليب الحفظ.
4- إقامة الأمسيات والجلسات القرآنية والمناسبات المهمة كحفل الغدير الذي تتشرف الدار بإقامته سنوياً؛ والذي يحضره ثلة من العلماء والمهتمين بالجانب القرآني.
5- دورات مكثفة في قم والبلاد والتي زادت على 15 دورة.
6- تأسيس فرقة للتواشيح الدينية.
7- إنشاء موقع الكتروني متخصص في القرآن الكريم بالإضافة إلى عرض نشاطات الدار.
الخطط المستقبلية
1- إنّ دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن تأخذ بكل ما هو مثمر لتطوير حركتها التعليمية في علوم القرآن وفنون قراءته، فهي تطور عملها من خلال أحدث العلوم التقنية للحفظ وغيره وتطمح لما يسهل للطالب الراحة في ممارسته للقراءة والتجويد.
2- دراسة القرآن الكريم بقراءاته المشهورة بإشراف أساتذة لهم الباع الطويل في هذه الدراسة وأخذ الثمرة المرجوة لدراسة تلك القراءات.
3- تمكين بلادنا بجعلها ذات اكتفاء ذاتي لأساتذة القرآن الكريم على جميع المستويات.
4- إيجاد دروس مكثفة في علم التفسير بجميع نواحيه.
5- إعداد دروس خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم).
وختاما نشكر الله على هذه النعمة التي أنعم علينا بأن نكون ممن تشرف بخدمة القرآن الكريم.
دار السيدة رقية (عليها السلام)
0 التعليق
ارسال التعليق