إن كان من خيرٍ يبقى فهو ما اتّصل بعنوان البقاء، ورمز الخلود، فكلّ ما كان فهو إلى فَناءٍ، وكلّ موجودٍ فهو هالكٌ، ويبقى وجه الله، فلا وجهة لنا نحطُّ عندها رحالنا، إلاّ وجه الله الّذي إليه يتوجّه الأولياء، والسبب المتَّصل بين الأرض والسماء... فعظّم الله لكم الأجر آل الله بتجدّد الأحزان، وعظَّم الله لكِ الأجر يا سيّدة النساء.
وهذه بعض الأبيات، نُظمتْ بلسان حالكِ..
إن كان عزَّ على الرسول عزائي
فعلى الحسينِ السبطِ كلُّ بكاءِ
أو كنتُ في فقدِ النبيِّ محمّدٍ
أبكيه مدراراً بفيضِ دمـــاءِ
فعلى الحسينِ بكربلاءَ معفَّراً
أشجى السماءَ تزفُّري وندائي
آهٌ.. وهل بعد الحسينِ ملامةٌ
فالعرشُ مالَ وضجَّ كلُّ فِناءِ
ما مثلَ يوم الغاضريةِ مأتمٌ
إن كان في طه عظيمُ بلائي
فلقد وقفتُ وعند رأس المصطفى
هاجتْ عُيوني أدمُعَ الكُرَماءِ
ها قد نظرتِ له مسجّىً حاسراً
يا عينُ جودي جهرةً بدماءِ
ولقد وقفتُ على حسينٍ ليتني
ما كنتُ، وهو موزّعُ الأعضاءِ
أبصرتُ منه الجسمَ ملقىً في العرا
والشمرُ فوقَ الصدرِ أيّ جفاءِ؟!
في كفِّه اليمنى المهنّدُ قاطعاً
وبكفِّه اليسرى عظيمُ رجائي
رأسَ الحسينِ أفيكَ يُغرسُ ذابلٌ؟!
هل بعد حلمٍ فيكَ حلمُ سماءِ؟!
مِن أجل طه قد بكى محرابُه
وأنا أضجُّ بأرضِ كربِ بلاءِ
هذا له قبرٌ ألوذُ بظِلِّه
ولَذاكَ ذاكَ موزّعُ الأعضاءِ
فالرأسُ يُهدى في البلادِ وقلبُه
بالهمِّ منفطرٌ، وسهمِ عَداءِ
يا كربلاء وهل تعيدي خنصراً
قد كنتُ ألثمه، وكان شفائي؟!
قد كان يرجو الناسُ منِّي سلوةً
هيهاتَ.. لا أسلو وأنتَ عزائي
يا ابن الهدى علِمَتْ ملائكةُ السَّما
بعدَ الطفوفِ الدمعُ صار قضائي
ظَلّي أيا ذكرى الحسينِ بخاطري
وتجلببي ما شئت من أرزائي
وتنشَّقي يا روحُ عطرَ ثواكلٍ
فقميصُهُ لازالِ غَضَّ دماءِ
وترقرقي يا أدمعي في نَينَوى
دهرَ الدهورِ بقُبَّةٍ غَرَّاء
0 التعليق
ارسال التعليق