فاطمة المعصومةj أخت الإمام الرضاg، ولا يخفى ما لهذه السيدة الجليلة من مقام رفيع عند الله تعالى، كما دلّ على ذلك غير خبر ثابت عن المعصومينi، فهي العارفة الزاهدة العالمة التقيّة، وهي صاحبة المقام الرفيع في أرض قم المقدّسة.
يعنى لها الزوّار من كلّ بقاع الأرض، ويقف كلّ واحد على بابها متصاغراً طالباً القرب من الله تعالى، والشفاعة منها عند الله تعالى فلها شأنٌ من الشأن كما ورد في زيارتها، فلا يُعلم شأنها لعظمته، ويكفي للزائر فخراً أنّه إن زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة كما ورد بأكثر من سند وصيغة.
تحديث المرأة
فاطمة المعصومة واحدة من المحدِّثات للرواية عن أهل بيت العصمةi من بين العديد من النساء اللاتي يحدِّثن ويتقبّلن الرواية، وهي نموذج على أنّ الرواية عن المرأة لم تكن تقصر في مستوى الاعتبار عن اعتبار رواية الرجال، فما دام الراوي ضبطاً قُبلت روايته رجلاً كان أو امرأة بلا فرقٍ في ذلك، بل قد وجد من النساء من أجازت لغيرها رواية الحديث وأُجيزت كذلك.
وقد وقعت السيدة الجليلة فاطمةj في عدد من الأسانيد عندنا وعند غيرنا منها ما رواه الصدوق في عيونه وغيره.
وليس غريباً أن تروي هذه السيّدة الجليلة أحاديث أهل البيتi فهي العالمة منذ صغرها ويكفينا في إثبات ذلك ما نقل متكثّراً في كتب الحديث والسير تلك الحادثة المعروفة التي قال فيها الإمام الكاظمg:"فداها أبوها" وهذا يعني أنّ تحديثها لم يكن متلوّناً بلون واحد من الروايات فهي تروي الروايات الفقهية والعقدية وغير ذلك، ولعلّ هذا ما ميّزها بوسام التحديث، فعُرفت بأنّها محدِّثة مع وجود غيرها من المحدِّثات العظيمات كحبّابة الوابلية.
تخليد المرأة
تخليد هذه السيدة الجليلةj بهذا المزار العظيم والثواب الجزيل يدلّل -مما يدلّل عليه- على عظمة التشريع الإلهيّ الذي لا يمكن أن يصدر منه ظلم للمرأة ولو بقدر أنملة وفي كلّ التشريعات الإلهيّة، فيعطيها المكانة اللائقة بها بلا استنقاص منها -وإنّ صوّر خلاف ذلك بعض من لا اطّلاع له على الدين واجترّ ذلك من هو أجهل منه- ولا يقف ذلك على حياتهنّ بل يمتدّ إلى ما بعد مماتهنّ.
فأنت عندما تعلم أنّ لهذه المرأة الشابّة التي جاءت متغرّبة عن ديارها مرقد يناطح السحاب ويتردّد عليه الرجال والنساء، ويلوذون به ويقف متواضعاً كلّ عالم من العلماء من أمثال الشيخ محمد علي الأراكي -عمّن عاينه- مع كبر سنّه يقف بكلّ تواضع أمام ضريحها الطاهر تالياً زيارتها يفعل ذلك في كلّ يوم، وفي كلّ مرّة يزورها ينقطع عمّن حوله لما يراه من عظمة تجاه هذه السيدة الجليلة، وأمثاله كثير من العلماء الأعلام.
فيا فاطمة اشفعي لي في الجنّة فإنّ لكِ شأناً من الشأن.
0 التعليق
ارسال التعليق