الدعاء والزيارة في حياة المؤمن

الدعاء والزيارة في حياة المؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد.

مقدمة

من المفاهيم المهمة في الفكر الإسلامي منذ بعثة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) هو مفهوم الدعاء، ثم يأتي مفهوم الزيارة للمراقد المقدسة في فكر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) خصوصا وعند المسلمين

عموماً، وهناك تأكيد عليهما من الكتاب والسنة معاً، ولذلك  أصبح الدعاء والزيارة جزءٌ لا يتجزأ من حياة الفرد المسلم، بل ربما يقاس مقام المؤمن ومدى تعلقه بالله تعالى بمدى ارتباطه بهما.

وفي هذه المقالة -ومن باب التذكير للمؤمنين- نريد أن نذكر بعض الأمور التي تتعلق بالدعاء والزيارة ونبدأ بالدعاء ثم بالزيارة:

أهمية الدعاء في الكتاب والسنة

أمّا في القرآن الكريم فهناك آياتٌ صريحةٌ تأمر فيها المؤمنَ بالدعاء، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(1)، وهنا نرى الخطاب منه (سبحانه وتعالى) بضمير المتكلم المفرد {ادْعُونِي} الذي يدلُّ على مزيد من الرحمة والرأفة من الرحمن الرحيم، وكذلك تصف الآيةُ الدعاءَ بأنّه عبادة: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}، وأنّ من يترك هذه العبادة المقدسة فهو مستكبر، وأنّ مصيره نار جهنم، وكلُّ هذا يدلّ على تشديد الآية على مسألة الدعاء عن الصادق (عليه السلام): «ادع ولا تقل: قد فُرِغ من الأمر؛ فإنَّ الدعاء هو العبادة، إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}»(2).

وقال (سبحانه وتعالى): {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(3). وقال (عزَّ وجلَّ) في آية أخرى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}(4).

وفي آية رابعة تأمر بالدعاء خوفا من الله تعالى وطمعاً في رحمته، يقول تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}(5).

وأما في السنة الشريفة: فالروايات كثيرة جداً، منها: عن سدير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أي العبادة أفضل؟ فقال: «ما من شيء أفضل عند الله (عزَّ وجلَّ) من أن يسئل ويطلب مما عنده، وما أحد أبغض إلى الله (عزَّ وجلَّ) ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده»(6).

وعن النبي (صلّى الله عليه وآله): «سلوا لله (عزَّ وجلَّ) ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل، فإنّه إن لم ييسره لم يتيسر»، وقال: «ليسأل أحدكم ربّه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع»(7).

وعن الصادق (عليه السلام): «عليكم بالدعاء فإنّكم لا تقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إنَّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار»(8).

وعنه (عليه السلام): «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أحبُّ الأعمال إلى الله (عزَّ وجلَّ) في الأرض الدعاء، وأفضل العبادة العفاف، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا دعّاء»(9).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الدعاء مفاتيح النجاح، ومقاليد الفلاح، وخيرُ الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي، وفي المناجاة سبب النجاة، وبالإخلاص يكون الخلاص، فإذا اشتدَّ الفزعُ فإلى الله المفزع»(10).

وفي رواية لطيفة عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: «يا ميسر ادع ولا تقل: إن الامر قد فرغ منه، إن عند الله (عزَّ وجلَّ) منزلة لا تنال إلا بمسألة، ولو أنَّ عبداً سدَّ فاه ولم يسأل لم يعطَ شيئاً فسلْ تعط، يا ميسر إنّه ليس من باب يقرع إلا يوشك أن يفتح لصاحبه»(11).

ويكفنا في الدلالة على أهمية الدعاء هو السيرة العملية للمعصومين، فإنَّ لكلِّ معصوم تقريبا مجموعة من الأدعية، ولو أردنا أن نجمع كلَّ أدعية المعصومين (عليهم السلام) لتكوَّنَ لدينا مجلداً كبيراً ضخما.

بالإضافة إلى ذلك عدم خلو فعل من الأفعال إلا وورد فيه دعاء لمن يلاحظ ذلك، فورد دعاء في النوم والاستيقاظ، وفي الخروج من المنزل ودخوله، وفي الأكل والشرب، وفي الوضوء والغسل، وفي كلِّ شيء يأتي به المؤمن، ويكفي مراجعة عنواين الصحيفة السجادية الشريفة.

الدعاء ضرورة

ما تقدم من أحاديث وآيات يدلُّ بوضوح على ضرورة اقتران حياة المؤمن بالدعاء، ووجه الضرورة إليه واضح؛ لكونه من أهم الوسائل في الارتباط بالله تعالى والتوجه إليه، فإنَّ علاقة الإنسان بربه إمّا عن طريق قراءة القرآن أو الصلاة أو الدعاء، والصلاة هي نوع من أنواع الدعاء أيضاً؛ فإنّ معنى الصلاة لغة الدعاء.

ويكفي ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث يقول: «الدعاء يردّ القضاء بعد ما أبرم إبراما، فأكثر من الدعاء فإنّه مفتاح كلِّ رحمة، ونجاح كلِّ حاجة، ولا ينال ما عند الله (عزَّ وجلَّ) إلا بالدعاء، وإنّه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه»(12).

الدعاء وقراءة الدعاء

معنى الدعاء واضح وبديهي، ولكن نريد هنا أن نفرق بين أمرين مهمين يحصل اللبس بينهما، وربما بعض من يعترض على عدم استجابة الدعاء يكون جوابه بالفرق بينهما، وهما الدعاء وقراءة الدعاء، فإنّ الدعاء لا يتحقق أصلاً إلا بين طرفين يكون أحدهما داعياً ومتوجها إلى الطرف الآخر، والثاني مدعوٌ ومتوجه إليه، وما لم يتحقق التوجه لا يتحقق الدعاء من الأساس، بل يكون هناك قراءة لمكتوب معين.

وأغلبنا إنَّما يقرأ الدعاء، ولكنّه لا يدعو وإن كان في حالة تشبه الخشوع للعادة التي اعتاد عليها في طريقة الدعاء، فهنا لا يجوز الاعتراض بأنّ دعائنا لم يستجب، لأنّنا لم ندعُ أصلاً. ولا يعني هذا أنّ قراءة الدعاء غير مطلوبة، ولكن المطلوب معها التوجه كلمّا حصلت الغفلة في أثناء الدعاء تماما كالصلاة.

الدعاء الفردي والدعاء الجماعي

بعض العبادات يرجّح فيها الإتيان بها جماعة تارة ومفردة تارة أخرى، فالصلاة الفريضة يستحب فيها الجماعة بينما تحرم النوافل جماعة ويستحب الاتيان بها خفاء أو في المنزل، وكذلك الدعاء فربما يستحب إحياء بعض الليالي كليلة القدر بصورة جماعية، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: «ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله (عزَّ وجلَّ) في أمر إلا استجاب الله لهم، فإنْ لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله (عزَّ وجلَّ) عشر مرات إلا استجاب الله لهم، فإنْ لم يكونوا أربعة فواحد يدعو اللهَ أربعين مرة فيستجيب الله العزيز الجبار له»(13).

 ولكن مطلوب أيضا أن يتفرغ العبدُ ويخلو بربه، وربما يكون التفاعل في العبادة الفردية علامة على إخلاص العبد؛ حيث لا رياء ولا سمعة، ولهذا قد يتفاعل الشخصُ جداً في الدعاء الجماعي بسبب الأجواء الروحانية والصوت الجميل لقارئ الدعاء فيبكي ويجهش بالبكاء ولكنه لا يمتلك أدنى تفاعل عندما يكون لوحده، وهذا يدعو المؤمنَ للتأمل كثيراً.

وربما تكون مناسبة دعائية فترى شخصاً ما يحثُّ على قراءة الدعاء بصورة جماعية، فإذا لم تقم تلك الأمسية الدعائية لا يخطر ببالِه أصلاً أنْ يقرأ الدعاء لوحده، وكأنَّ الإيمان كلَّ الإيمان في المشاركة الجماعية بينما لا يستحب الدعاء مفرداً، وهذا خلل إيماني كبير وهو مغفول عنه من أكثرنا.

لماذا لا يستجاب لكثير من دعائنا؟

من أهمِّ ما يتعلق بأمر الدعاء هو استجابة الدعاء وعدمه، فإنّه يطرح هذا التسائل أو الاعتراض وهو لماذا ندعوا فلا يستجاب لنا؟ وهذا التسائل ورد في الروايات الشريفة والجواب عنه. وينشأ هذا التسائل ربما بعد العلم بتعهد الله تعالى لنا باستجابة الدعاء: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، والله جل شأنه لا يخلف الوعد والعهد قطعاً، بينما نحن نرى بالوجدان أنّ كثير أو أكثر أدعيتنا لا تستجاب، فما هو السرّ في ذلك؟

في البداية يجب أن يكون الكلام في الدعاء وليس قراءة الدعاء كما تقدم؛ لأنَّ الله تعالى إنما وعدنا باستجابة الدعاء وأما من يقرأ الدعاء فقط فلم يُوعدْ باستجابة دعائه، فيجب إذاً أن نحقق مفهوم الدعاء وبعد ذلك نسأل عن الموانع من استجابة الدعاء.

عدم معرفة الله تعالى:

ومن الأمور التي تدخل أيضاً في مفهوم الدعاء، أي تحققُ الدعاءَ هي معرفة الله تعالى، لأنَّنا قلنا أنَّ الدعاء إنما هو بين طرفين؛ بين العبد وهو الداعي، وبين الخالق وهو المدعو، فإذا افترضنا أننا لم نعرف الله تعالى فهذا يعني أننا لم ندعُه وإنما دعونا غيره، وطبيعي حينئذ أن لا يستجاب لنا، وهذا ما يستفاد من قول الإمام الصادق (عليه السلام) حيث سأله قوم فقالوا: "ندعو فلا يستجاب لنا، قال (عليه السلام): «لأنَّكم تدعون من لا تعرفونه»"(14).

موانع استجابة الدعاء:

يفهمُ من بعضِ الروايات التي تذكر سببَ عدم استجابة الدعاء، أنَّ وعدَ الله تعالى باستجابة الدعاء مشروط بشروط، فليس الوعد مطلقاً، وإلا لكان الكافر والفاسق مستجاب الدعوة أيضاً، ولا يعقل أنَّ كلَّ شخص يريد شيئاً فيدعو فيستجاب له حتى لو مؤمناً؛ وإلا لما بقي مريضاً ولا فقيراً ولا محتاجاً ولا مريد حاجة إلا وتحققت وهذا خلاف السنة الإلهية في الحياة وما تحوي من امتحان وبلاء. نعم قد يستجيب الله تعالى لمن لم يحقق الشروط تفضلاً منه سبحانه.

وأما موانع استجابة الدعاء فيمكن ذكر بعضها مما ورد في روايات بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام):

1- عدم الوفاء بعهد الله تعالى:

الوفاء بعهد الله تعالى شرط لاستجابة الدعاء كما يفهم مما روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه "قال له رجل: جعلت فداك إنَّ اللهَ يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، فإنّا ندعو فلا يستجاب لنا «قال: لأنكم لا تفون لله بعهده، وإنَّ الله يقول: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}، والله لو وفيتم لله لوفى الله لكم»"(15).

وقد ورد في تفسير معنى العهد أنّه ولاية علي (عليه السلام) كما عن الصادق (عليه السلام) أيضاً: «{وَأَوْفُوا بِعَهْدِي} قال: بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}، أوف لكم بالجنة»(16).

2- الذنوب التي ترد الدعاء

ورد عن زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال: «والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة، والنفاق مع الإخوان، وترك التصديق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله (عزَّ وجلَّ) بالبر والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول»(17).

ونشير من بين هذه الموانع السبعة إلى المانع الرابع «ترك التصديق بالإجابة»، والذي ربما يدخل في معرفة الله تعالى حيث أن العارف بالله تعالى لا يمكن أن لا يصدق بوعد الله تعالى بالإجابة، فعدم التصديق بأنَّ الله تعالى سيستجيب الدعاء فيه سوء ظنٍّ به سبحانه، ولو عرف العبدُ ربَّه تعالى حقَّ المعرفة لجزم بالإجابة قطعاً، يقول الصادق (عليه السلام): «إذا دعوت فظنّ أنّ حاجتَك بالباب»(18).

3- أسباب أخرى لعدم استجابة الدعاء

أ- منع وقوع المؤمن في المعصية: روي في زبور داود، يقول الله تعالى: «ابن آدم تسألني فأمنعك لعلمي بما ينفعك، ثم تلحّ عليّ بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي»(19).

ب- العجب: عن أحد الصادقَين (عليهما السلام) قال: «إن الله تبارك وتعالى يقول: إنّ من عبادي من يسألني الشيء من طاعتي لأحبّه فأصرف ذلك عنه لكي لا يعجبه عملُه»(20).

ج- حبُّ الله تعالى لسماع صوت عبده المؤمن: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهلَ البيت سيّدُهم بطرف الطعام، قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي إنّي لأحمي وليي أن أعطيه في دار الدنيا شيئاً يشغله عن ذكري حتى يدعوني فأسمع صوته، وإني لأعطي الكافر منيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضاً له»(21).

نكتفي بهذا المقدار مما يتعلق بأمر الدعاء، ولمن أحب المزيد عليه بكتب الحديث المختصة بالدعاء ففي الروايات عناوين كثيرة لم نذكرها اختصاراً، ويكفي مراجعة كتاب الدعاء من الكافي الشريف للشيخ الكليني (رحمه الله).

زيارة المراقد المقدسة

هل الزيارة مشروعة وضرورية؟

أول ما يتبادر من تسائل للمؤمن فيما يتعلق بزيارة المعصومين (عليهم السلام) أنَّه ألا يكفي الارتباط بالله تعالى عن طريق الدعاء والعبادة؟ أليس الاتصال المباشر بالله تعالى أولى من الاتصال به بواسطة عبد من عباده؟ بل أليس الاتصال بواسطة هو تبعيد للمسافة ما بين العبد وربه؟

هذه تساؤلات ربما استغلها بعض أعداء الأمة لإبعاد الناس عن سادتهم وعظمائهم من الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).

ولكن عند التأمل في الروايات الشريفة سنجد أنَّ الزيارة ضرورة ملحة لكلِّ مؤمن بالله ورسوله، وأنَّ الدعاء لا يقوم بالدور الذي تقوم به الزيارة، بل لا بدَّ من اقتران حياة المؤمن بهما معا مع بقية العبادات الإلهية.

ويكفي مبدئياً أن نقول بأنّ العبادة التي تمثل العلاقة مع الله تعالى تحتاج إلى معرفة، يقول الأمير (عليه السلام) لكميل: «يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة»(22)، فكيف بعلاقة مخلوق مع خالقه؟ ولذلك كان الإنسان محتاجاً إلى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لمعرفة كيفية العبادة من صلاة وصيام وحج وما شاكل، بل حتى الدعاء فإنّه يحتاج فيه المؤمنُ لمن يعلمه آداب الدعاء، وكيف يخاطب ربه، وكيف يسأله، ومن هنا كانت الحاجة إلى الارتباط بالمعصومين (عليهم السلام) أحياء وأمواتاً.

الزيارة عند أهل البيت (عليهم السلام)

في روايات أهل البيت (عليهم السلام) وسيرتهم الكفاية في معرفة أهمية الزيارة وبذل المال للسفر لمراقدهم الطاهرة، فللنبي (صلّى الله عليه وآله) زيارات خاصة، وكذلك لكلِّ معصوم وفي مناسبات شتى، ونكتفي هنا بذكر هذه الرواية عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (في حديث): «أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكى بكاءً شديدا فقال له الحسين (عليه السلام): لم بكيت؟ قال: أخبرني جبرئيل أنّكم قتلى ومصارعكم شتى، فقال له: يا أبه فما لمن يزور قبورنا على تشتتها؟ فقال: يا بني أولئك طوائف من أمتي يزورونكم يلتمسون بذلك البركة، وحقيق عليَّ أن آتيهم يوم القيامة فأخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم، ويسكنهم الله الجنَّة»(23). وستأتي روايات أخرى تدلُّ على ذلك أيضا إن شاء الله تعالى.

فضل زيارة النبي (صلّى الله عليه وآله) من طرق العامة

والمعروف عند العامة أيضاً استحباب زيارة النبي (صلّى الله عليه وآله)، وقد ذكر الأميني (قدّس سرّه) في غديره اثنين وعشرين حديثا من طرقهم في الحثِّ على زيارة قبر النبي (صلّى الله عليه وآله)، منها عنه (صلّى الله عليه وآله) من طريق ابن عمر: «من زار قبري وجبت له شفاعتي»، و«من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي»، «من حجّ البيت ولم يزرني فقد جفاني». وعن أنس بن مالك عنه (صلّى الله عليه وآله): «من زارني ميتا فكأنما زارني حيا، فمن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما من أحد من أمّتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر»، وعن ابن عباس عنه (صلّى الله عليه وآله): «من حجّ إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان»(24). ثم ذكر الأميني أيضاً كثيراً من كلمات علماء العامة في استحباب زيارة النبي (صلّى الله عليه وآله).

ويكفينا قول الحصيني الدمشقي في ردِّه على ابن تيمية: "فزيارته (النبي -صلّى الله عليه وآله-) من أفضل المساعي وأنجح القرب إلى رب العالمين، وهي سنة من سنن المرسلين، ومجمع عليها عند الموحدين، ولا يطعن فيها إلا من في قلبه مرض المنافقين، ومن هو من أفراخ اليهود وأعداء الدين، من المشركين الذين أسفروا في ذمِّ سيّد الأولين والآخرين.

ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شدِّ الرحال إليه على ممر الأزمان، من جميع الأقطار والبلدان، سار في ذلك الزرافات والوحدان، والعلماء والمشايخ والكهول والشبان، حتى ظهر في آخر الزمان مبتدع من زنادقة حران، لبّس على أشباه الرجال ومن شابههم من سيئي الأذهان، وزخرف لهم من القول غرورا، كما صنع إمامه الشيطان، فصدّهم بتمويهه عن سبيل أهل الإيمان، وأغواهم عن الصراط المستقيم إلى ثنيات الطريق ومدرجة النيران، فهم برزيته في ظلمة الخطأ يعمهون، وعلى منوال بدعته يهرعون"(25).

ترك زيارته (صلّى الله عليه وآله) جفاء

ولا يمكن لمسلم أن يدعي استغناءه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد رحيله، بل كلُّ مسلمٍ هو بحاجة إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) في شؤونه العبادية، وزيارته (صلّى الله عليه وآله) وقصده وشدّ الرحال إلى قبره المبارك إنما هو لبيان ثبات المؤمن على نهجه وتجديد العهد به، والتقرب إلى الله تعالى بزيارته (صلّى الله عليه وآله).

ولذلك كان ترك زيارته (صلّى الله عليه وآله) مع التمكن يعتبر جفاءً كما تقدم في قوله (صلّى الله عليه وآله): «من حجَّ البيت ولم يزرني فقد جفاني». ومن طرقنا عن علي (عليه السلام) أنه قال: «أموا برسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا خرجتم إلى بيت الله الحرام، فإن تركه جفاء وبذلك أمرتم، وألموا بالقبور التي ألزمكم اللهُ حقها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها»(26)، وتأتي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام).

وقد نقل السبكي عن الحنفية أنهم قالوا: "إن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل المندوبات والمستحبات، بل تقرب من درجة الواجبات"(27).

ترك الزيارة يوجب سخط الله

عن الصادق (عليه السلام): «من ترك زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) لم ينظر الله إليه، ألا تزورون من تزوره الملائكة والنبيون (عليهم السلام)، إن أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل من كلِّ الأئمة، وله مثل ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا»(28).

أهداف الزيارة

لزيارة المراقد المقدسة أهداف كثيرة تستفاد من الروايات نذكر ثلاثة منها:

1- عرض الولاية عليهم (عليهم السلام):

والروايات في ذلك مطلقة تشمل حال حياتهم وبعد رحيلهم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «إنّما أُمر الناس أنْ يأتوا هذه الأحجار فيتطوفوا بها، ثمّ يأتوننا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرتهم»(29).  وعنه (عليه السلام) أنَّه نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: «هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها، ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم»، ثم قرأ هذه الآية: و{اجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}»(30). وعن الصادق (عليه السلام) أيضا: «ابدؤوا بمكة واختموا بنا»(31).

وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (في حديث) قال: "قلت له: إن ذريحا حدثني عنك أنَّك قلت: ليقضوا تفثهم لقاء الامام، وليوفوا نذورهم تلك المناسك، قال: «صدق ذريح وصدقت، إنَّ للقرآن ظاهراً وباطناً، ومن يحتمل ما يحتمله ذريح؟!»"(32).

2- الوفاء بالعهد:

وعن الإمام الرضا (عليه السلام): «إنَّ لكلّ إمام عهدا في أعناق شيعته وأوليائه، وإنَّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم، وتصديقا بما رغبوا فيه كانوا شفعاءه يوم القيامة»(33).

3- الزيارة من تمام الحج:

روى الصدوق عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «إذا حجَّ أحدكم فليختم بزيارتنا، لأنّ ذلك من تمام الحج». وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «تمام الحجِّ لقاء الإمام»(34). وقد تقدم عن النبي (صلّى الله عليه وآله): «من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة».

وهذا يعني أن فريضة الحجِّ لوحدها غير كافية في التقرب إلى الله تعالى، فإنَّ الله تعالى كما أمرنا أن نعبده عن طريق الطواف بالكعبة وتعظيمها والتبرك بها وهي حجارة لا تضر ولا تنفع، فإنَّه أمرنا بأنْ نعبده عن طريق زيارة قبر نبيه (صلّى الله عليه وآله) واحترام مرقده الطاهر.

بعض الآثار الأخروية للزيارة:

1- دخول الجنة:

وهذا الأمر ورد في أكثر من إمام معصوم، وهو يشمل زيارة أيّ واحد منهم، ولكن بشرط أن يعرف حق الإمام (عليه السلام)، ومعنى معرفة حقّه هو أنْ يعتقد بأنّه إمام مفترض الطاعة كما يأتي في الرواية.

ورد في زيارة الأمير (عليه السلام) عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أنه قال: «من زار عليا بعد وفاته فله الجنة»(35).

وعن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) جاء عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: «زوروا الحسين (عليه السلام) ولو كل سنة، فإنّ كلَّ من أتاه عارفا بحقه غير جاحد لم يكن له عوض غير الجنة، ورزق رزقا واسعا»(36).

وفي زيارة الرضا (عليه السلام) عن حمزة بن حمران عن الإمام الصادق (عليه السلام): «يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس، من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة، وإن كان من أهل الكبائر. قلت: جعلت فداك، وما عرفان حقه؟ قال: يعلم أنه إمام مفترض الطاعة، غريب شهيد، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله (عزَّ وجلَّ) أجر سبعين شهيدا ممن استشهد بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على حقيقة»(37). وغيرها من الروايات.

ولا يتعجب أحد من هذا الثواب العظيم، فقد ورد ثواب كبير لزيارة المؤمن لأخيه المؤمن، فكيف بزيارة المعصوم (عليه السلام)، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: «أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحيت عنه سيئة، ورفعت له درجة، وإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة، فيقول: انظروا إلى عبدَيّ تزاورا وتحابا فيَّ، حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف، فإذا انصرف شيعه الملائكة عدد نفسه وخطاه  وكلامه، يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل  فإن مات فيما بينهما أعفي من الحساب وإن كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره»(38).

2- استجابة الدعاء:

عن الصادق (عليه السلام): «إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فلا تكن عن الخير نواما».

عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في حق الحسين (عليه السلام): «شفاء أمتي في تربتك والأئمة من ذريتك». ويروى: «الشفاء في تربته، والإجابة تحت قبته، والأئمة من ذريته»(39).

وفي عدة الداعي أنه «رُوي أنَّ الله (سبحانه وتعالى) عوّض الحسين (عليه السلام) من قتله بأربع خصال: «جعل الشفاء في تربته، وإجابة الدعا تحت قبته، والأئمة من ذريته، وأنْ لا يعد أيام زائريه من أعمارهم»(40).

3- الزائر يزوره النبي (صلّى الله عليه وآله) يوم القيامة، ويُغفَر له ذنوبه:

في الرواية أن الإمام الحسين (عليه السلام) قال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): «يا أبتاه ما لمن زارنا؟ قال: يا بني من زارني حيا وميتا ومن زار أباك حيا وميتا ومن زارك حيا وميتا ومن زار أخاك حيا وميتا كان حقيقٌ عليّ أن أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه وأدخله الجنة»(41).

ومن طرق العامة ذكر ابن قدامة "عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي -صلّى الله عليه وسلم- فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}(42)، وقد جئتك مستغفرا لذنبي، مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه   

                        فطاب من طيبهن القاع والاكم          

 

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه         

                        فيه العفاف وفيه الجود والكرم         

 

ثم انصرف الأعرابي فحملتني عيني فنمت فرأيت النبي (صلّى الله عليه وآله) في النوم فقال: «يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أنَّ الله قد غفر له»"(43).

4- الخلاص من الأهوال:

عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي أو زارك في حياتك أو بعد موتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن أخلصه من أهوالها وشدائدها حتى أصيره معي في درجتي»(44).

5- الشفاعة:

تقدمت أكثر من رواية من طرق العامة بهذا المضمون، ومن طرقنا عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من أتي مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبتْ له شفاعتي وجبتْ له الجنَّة، ومن مات في أحدِ الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب، ومن مات مهاجرا إلى الله (عزَّ وجلَّ) حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر»(45).

نكتفي بهذا المقدار من الآثار الأخروية، وإلا فهي كثيرة جداً يمكن إفراد مقالة كبيرة لها، وإنما ذكرنا هذه الآثار ليرغب المؤمن أكثر في زيارة المعصومين (عليهم السلام).

الزيارة عن بُعد

تقدم أن ترك الزيارة من الجفاء للنبي (صلّى الله عليه وآله) ولأهل بيته (عليهم السلام)، وكون الزيارة من المستحبات من ناحية فقهية لا يعني أن التساهل في الزيارة من قبل المؤمنين غير ممقوت ومذموم، وما تقدم يدلُّ على ذلك.

نعم قد يكون المؤمن معذوراً لمرض أو فقر أو أي عذر آخر، ولكن مع ذلك لا يسقط اسحباب الزيارة؛ فيمكنه أن يزور من بعيد، ويمكن استغلال المناسبات من وفيات ومواليد للمواظبة على زيارة المعصومين (عليهم السلام).

ورد عن النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله): «من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلي في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إلي السلام فإنه يبلغني»(46).

وعن أبي بكر الحضرمي قال: أمرني أبو عبد الله (عليه السلام) أنّ أُكثر الصلاة في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما استطعت، وقال: «إنك لا تقدر عليه كلما شئت»، وقال لي «تأتي قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟» قلت: نعم، قال: «أما إنّه يسمعك من قريب ويبلغه عنك إذا كنت نائيا»(47).

المنع من زيارتهم (عليهم السلام) محاربة للدين

ما تقدم من روايات وما لم نذكره من كتب الخاصة والعامة يصل إلى حدِّ التواتر المعنوي والذي يدل على أهمية الزيارة وضرورتها لكلِّ مسلم، ولأنّ للزيارة أثرٌ كبيرٌ في ربط المسلم بنبيه (صلّى الله عليه وآله) وأئمته (عليهم السلام) وَقَفَ الحكّامُ من أعداء الدين ضدَّ هذه الشعيرة العظيمة، لأنّ القرب من المعصوم (عليه السلام) يبعد الإنسان عن الظالم، وهذا ما لا يريده أولئك، فسخّروا كلَّ إمكانياتهم للوقوف دون استمرار هذه الشعيرة المقدسة، والغريب أنَّهم اتخذوا التوحيد ومنع الشرك حجة لمحاربة الدين وأهل التوحيد.

ولم ينقل لنا التاريخ أنَّه كان في عصر النبي (صلّى الله عليه وآله) أو أحد الخلفاء من وَكّل أناساً يحرسون القبور لمنع الناس من زيارتها، ولكن العقلية المتحجرة التي لا تعرف إلا لغة العنف والجدال، و{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(48)، و{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(49).

ورزقنا الله في الدنيا زيارة المعصومين (عليهم السلام) وفي الآخرة شفاعتهم، والحمد لله ربّ العالمين.

 

* الهوامش:

(1) غافر: 60.

(2) الكافي، ج2، ص467.

(3) البقرة: 186.

(4) الأعراف: 29.

(5) الأعراف: 55 - 56.

(6) الكافي، ج2، ص466.

(7) مكارم الأخلاق، ص270.

(8) الكافي، ج2، ص467.

(9) الكافي، ج2، ص467.

(10) الكافي، ج2، ص468.

(11) الكافي، ج2، ص466-467.

(12) الكافي، ج2، ص470.

(13) الكافي، ج2، ص487.

(14) التوحيد للصدوق (رحمه الله)، ص288.

(15) البحار، ج90، ص368.

(16) الكافي، ج1، ص431.

(17) معاني الأخبار للشيخ الصدوق (رحمه الله)، ص271.

(18) الكافي، ج2، ص473.

(19) البحار، ج74، ص43، ميزان الحكمة، ج2، ص885.

(20) البحار، ج6، ص114، وميزان الحكمة، ج2، ص885.

(21) البحار، ج90، ص371.

(22) تحف العقول، ص171.

(23) الوسائل، ج14، ص331.

(24) راجع الغدير، ج5، ص93- 109.

(25) دفع الشُبه عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) والرسالة، ص168.

(26) الوسائل، ج14، ص324- 325.

(27) شفاء السقام، ص156.

(28) المقنعة للشيخ المفيد، ص461-462.

(29) عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج1، ص293.

(30) الكافي، ج1، ص392.

(31) الكافي، ج4، ص550.

(32) الوسائل، ج14، ص321.

(33) المقنعة للشيخ المفيد، ص474.

(34) علل الشرائع، ج2، ص459.

(35) المقنعة للشيخ المفيد، ص462.

(36) كامل الزيارات، ص175.

(37) أمالي الشيخ الصدوق، ص183.

(38) الكافي، ج2، ص184.

(39) مناقب آل أبي طالب، ج3، ص235.

(40) عدة الداعي لابن فهد الحلي،ص48.

(41) ثواب الأعمال، ص83.

(42) النساء: 64.

(43) المغني لابن قدامة، ج3، ص588-589.

(44) كامل الزيارات، ص40.

(45) الكافي، 4، ص548.

(46) كامل الزيارات، ص47.

(47) كامل الزيارات، ص43.

(48) الصف: 8.

(49) التوبة: 32.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا