بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
البكاءُ والحزن عند حلول المصائب أمرٌ فُطِرَ عليه الإنسان وجُبِلتْ عليه نفسُه، وكلما زادت عاطفة الإنسان كان أكثرُ تأثراً بما يصيبه من محن ومصائب، ويمكن السيطرة على هذه العاطفة الجياشة بتحكيم العقل، وبالتصبر والتوكل على الباري سبحانه، كما أن صاحب القلب القاسي ربما تموت فيه العاطفة فلا تؤثر فيه أعظم الأمور التي تؤثر في الإنسان السوي.
والإسلام كما أنه أمر بالصبر والتصبر والتوكل عند نزول الشدائد، كذلك أمر بإبراز العاطفة في الموارد التي تحتاج إلى العاطفة، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها بكاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عند وفاة ابنه إبراهيم (عليه السلام)، فعن أنس بن مالك قال: "دخلنا عليه -أي النبي (صلّى الله عليه وآله)- بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله، فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة»، ثم أتبعها بأخرى فقال (صلّى الله عليه وسلم): «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون»"(1). ومنها بكاء نبي الله يعقوب (عليه السلام) على فراق ابنه يوسف (عليه السلام)، وغير ذلك.
كلُّ الجزع مكروه إلا على الحسين (عليه السلام)
ورد عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: «إنَّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء على الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنه فيه مأجور»(2). والظاهر أنه ليس المقصود من كراهة البكاء مطلقا حتى لو لم يكن مع الجزع؛ إذ البكاء على فقد الحبيب مثلاً أمر غريزي قد لا يكون للإنسان اختيار فيه، ويؤيد ذلك قول الإمام (عليه السلام) «في كل ما جزع». وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) أكبر دليل على ذلك؛ إذ أنهم (عليهم السلام) يبكون على فقد الأحبة، ولم يقتصر بكائهم على الإمام الحسين (عليه السلام).
وذكر الحر العاملي أنه: "روي: استثناء البكاء من خشية الله. والبكاء لموت المؤمن. والبكاء عند غلبة الحزن."(3).
والجزع نقيض الصبر، قال تعالى على لسان أهل النار: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ}(4). وقال الراغب في مفرداته: "الجزع أبلغ من الحزن؛ فإن الحزن عام والجزع هو حزن يصرف الإنسان عمَّا هو بصدده ويقطعه عنه".
ومقتضى الحديث المتقدم هو استحباب الجزع على مصاب الحسين (عليه السلام)، وأن الصبر ليس مطلوباً في ذلك، ولكن بشرط عدم اقترانه بمعصية. وما سوى مصاب الحسين (عليه السلام) فإنه يكره فيه الجزع حتى مصابنا بالرسول (صلّى الله عليه وآله)، نعم البكاء عليه (صلّى الله عليه وآله) مطلوب وهو غير الجزع كما عرفت، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) عند غسله لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتجهيزه: «... ولولا أنَّك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشؤون»(5)، وقد يكون بكاء الزهراء (عليها السلام) المتواصل على أبيها، حتى تأذى منها أهل المدينة ومنعوها من البكاء، فبنى لها أمير المؤمنين (عليه السلام) بيت الأحزان استثناءً لكراهة الجزع خاصاً بها (عليها السلام)، والله العالم.
نعم في رواية أخرى تشير إلى حصول الجزع من الإمام الصادق (عليه السلام) على ابنه إسماعيل ولكن عند احتضار إسماعيل فقط، فقد روي أنه: "لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله الوفاة جزع أبو عبد الله (عليه السلام) جزعا شديدا، فلما غمضه دعا بقميص غسيل أو جديد فلبسه ثم تسرح وخرج يأمر وينهى، فقال له بعض أصحابه: جعلت فداك لقد ظننا أن لا ينتفع بك زمانا لما رأينا من جزعك، قال: «إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة، فإذا نزلت صبرنا»"(6).
ولعل في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) موارد أخرى للجزع غير هذا المورد تحتاج إلى تقصي واستقراء.
وأما السر الحقيقي لاستثناء مصيبة الحسين (عليه السلام) من كراهة الجزع بالنسبة لعامة الناس فلا يعرفها إلا الله والراسخون في العلم، وقد تظهر لنا بعض العلل والحكم من ذلك من خلال كلام أهل البيت (عليهم السلام)، ولسنا بصدد بيان ذلك.
دور المرأة في إحياء الشعائر
وللمرأة دور كبير في إحياء الشعائر الحسينية المقدسة لما تمتلك من عاطفة تفوق فيها الرجل، وقضية الحسين (عليه السلام) قضية يمتزج فيها الدين بالعاطفة، فكما أن لثورته (عليه السلام) جانب ديني عقائدي-وهو الأساس-، فإن للعاطفة دور كبير في تقوية هذا الجانب وترسيخه في النفوس، واستغلال هذا الجانب العاطفي في مسألة دينية اجتمعت فيها كل أسباب العاطفة لا يعدُّ نقصاً أو أمراً مستهجناً ما دامت القضية حقَّة، والأمر المرفوض إنما هو استغلال العاطفة لإثبات الباطل وتقويته.
وفي موارد متعددة من سيرة أهل البيت (عليهم السلام) نرى الدعوة لمشاركة النساء في إحياء مثل هذه الشعائر، فعند استشهاد سيد الشهداء حمزة (عليه السلام) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما لم يسمع أحد يبكي على عمه الحمزة: "«لكن حمزة لا بواكي له» فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، إلى دار بني عبد الأشهل، أمرا نساءهم أن يذهبن فيبكين على عم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فلما سمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، بكاءهن على حمزة، خرج إليهن وهن على باب مسجده يبكين، قال لهن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ارجعن يرحمكن الله، فقد واسيتن بأنفسكن»"(7).
وكذلك هناك أكثرُ من مجلس للإمام الصادق (عليه السلام) يطلب فيه من بعض أصحابه إنشاد الشعر في الحسين (عليه السلام)، كما طلب من هارون المكفوف، يقول هارون: "فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر»، وكذلك مع أبي عمارة يقول: "فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار"(8).
ويقول دعبل (رحمه الله): "ثم إنه (عليه السلام)(أي الإمام الرضا (عليه السلام)) نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه، واجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين (عليه السلام)"(9).
وكل هذا يدل على مطلوبية مشاركة المرأة في هذه المجالس الحسينية، ولكن مع مراعاة الستر والعفاف، ونحن هنا نورد مجموعة من النساء اللواتي بكين على الحسين (عليه السلام). ونبدأ بسيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام):
بكاء الزهراء (عليها السلام)
للزهراء (عليها السلام) خصوصية بالنسبة للبكاء والتفجع على مصاب الحسين (عليه السلام)، لأنها أمه، ولكن هذا لا يعني أن بكائها كان لمجرد العاطفة ولكون المقتول ابنها، وإلا فإن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) أيضا ابنها، ولم ينقل أنها بكته كما بكت الحسين (عليه السلام)، وهذا يدلنا على أن لمصيبة الحسين (عليه السلام) خصوصية؛ لأنَّ فعل الزهراء (عليها السلام) حجة لكونها معصومة.
فقد روي "أنه لما أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله) ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاء شديدا، وقالت: «يا أبت متى يكون ذلك»؟ قال: «في زمان خال مني ومنك ومن علي»، فاشتد بكاؤها وقالت: «يا أبت فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له»؟. فقال النبي: «يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل، في كل سنة فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة. يا فاطمة! كل عين باكية يوم القيامة، إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة»"(10).
فالزهراء (عليه السلام) أولا بكت بكاء شديداً، وعندما علمت أن الحسين (عليه السلام) يقتل وليس معه جده ولا أمه وأبوه، اشتد بكاءها، فوحدة الحسين (عليه السلام) جزء من المصيبة، كل هذا والواقعة لم تقع بعد، فلا أدري كيف كان حالها (عليها السلام) عند وقوع المصيبة؟
ثم إننا نرى اهتماما بالغاً منها (عليها السلام) بمن يبكي على ابنها، ويقيم عليه العزاء، وهذا يعني أن مشاركة المؤمنين والمؤمنات في المجالس الحسينية وذرف الدموع على الحسين (عليه السلام) يعتبر مواساة للزهراء (عليه السلام)، وإدخالا للسرور على قلبها.
وهناك روايات كثيرة أخرى في بكاء الزهراء (عليه السلام) خصوصا عند ولادة الحسين (عليه السلام) وإخبار جبرائيل (عليه السلام) بمقتله.
بكاء الحواراء زينب (عليها السلام)
الحوراء زينب (عليها السلام) شريكة الحسين (عليه السلام) في ثورته وفي مصيبته، فلا يكاد يُذكَر الحسين إلا وتُذكَر معه زينب، وكما أن القلب يخشع لذكر الحسين، فكذلك يخشع لذكر زينب، فهي (عليها السلام) تحملت مسؤولية ثقيلة لا يستطيع تحملها الرجال الأشداء، واختيارها لذلك يدل على عظيم منزلتها، وقد قامت بتلك المسؤولية أحسن قيام، وعلى أكمل وجه.
وكان من الطبيعي -في حادثة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في عظم المصيبة والفجيعة- أن تجزع زينب (عليها السلام) على ما شاهدته بأم عينيها من مصائب جمة، بل وأن تموت لذلك؛ فأي قلب يتحمل تلك المصيبة التي بكت لها السموات والأرض، ولكن لمّا كانت الظروفُ تقتضي الصبر والتجلد، حتى لا يشمت العدو ولا ينال من أهداف الثورة، صبرت زينب صبرا عجبت منه الجبال الرواسي، حينما جاءت إلى الجسد الشريف، وهي تقول: «إلهي تقبل منا هذا القربان».
هذا كله أمام العدو وحيث الظروف المقتضية لإظهار العزة والكرامة، ولا يعني أنها لم تبكِ الحسين (عليه السلام) حينما تكون الظروف مناسبة لذلك حتى أمام الأعداء، فقد روي عن حميد بن مسلم عند مرور القافلة بأجساد القتلى: "قال: فوالله لا أنسى زينب بنت علي (عليه السلام) وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب: «وا محمداه صلى عليك مليك السماء، هذا حسين مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا، إلى الله المشتكى، وإلى محمد المصطفى، وإلى علي المرتضى وإلى حمزة سيد الشهداء، وا محمداه هذا حسين بالعراء، يسفي عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا، يا حزناه يا كرباه، اليوم مات جدي رسول الله، يا أصحاب محمداه، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا»"(11).
والمواضع التي بكت فيها زينب (عليها السلام) على أخيها الحسين (عليه السلام) تحتاج إلى تأمل ودراسة؛ حيث إنها (عليها السلام) عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة كما يقول السجاد (عليه السلام)(12)، ونحن نرى بأنها (عليها السلام) لا تبكي لمجرد العاطفة، وأنه بإمكانها أن تتجلد في أقسى المواقف كما فعلت عند جسد الحسين (عليه السلام)، فبكائها لا يكون إلا في موضعه المناسب، ومن هذه المواضع بكاءها في مجلس ابن زياد (لعنه الله)، فلنتأمل هذا الموقف والحوار والأخذ والرد بين الحوراء (عليها السلام) وبين الفاجر ابن زياد (لعنه الله)، وفي أي مورد بكت زينب (عليها السلام).
يقول الشيخ المفيد في الإرشاد: "وأدخل عيال الحسين (عليه السلام) على ابن زياد، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها، فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفت بها إماؤها، فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟ فلم تجبه زينب، فأعاد ثانية وثالثة يسأل عنها، فقال له بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله، فأقبل عليها ابن زياد وقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم، فقالت زينب: «الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلّى الله عليه وآله) وطهرنا من الرجس تطهيرا، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمد لله»، فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟ قالت: «كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده»، فغضب ابن زياد واستشاط، فقال عمرو بن حريث: أيها الأمير، إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها، ولا تذم على خطابها. فقال لها ابن زياد: لقد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك. فزقت(أي صاحت) زينب (عليها السلام) وبكت وقالت له: «لعمري لقد قتلت كهلي، وأبدت أهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت»، فقال ابن زياد: هذه سجاعة، ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا. فقالت: «ما للمرأة والسجاعة؟ إن لي عن السجاعة لشغلا، ولكن صدري نفث بما قلت»"(13).
فهي (عليها السلام) واجهت ابن زياد أشد المواجهة، ووصفته بالفاسق والفاجر، ثم صاحت وبكت عندما تجرأ اللعين ابن زياد بوصف الحسين (عليه السلام) بالطاغية، فالتجرؤ على مقام الإمام (عليه السلام) ووصفه بهذه الصفة أعظم مصيبة مما فعل به في كربلاء، ولعل بكاء زينب (عليها السلام) في هذا الموضع وقولها: «لعمري لقد قتلت كهلي،....» لكي توثق وتثبت جريمة بني أمية في قتلهم سبط الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وهذا هو أحد أهداف ثورة الحسين (عليه السلام) وهو فضيحة بني أمية، وكشف حقيقتهم للناس.
وفي موقف آخر لما وصلوا إلى المدينة، "قال الراوي: وأما زينب فأخذت بعضادتي باب المسجد، ونادت يا جداه إني ناعية إليك أخي الحسين، وهي مع ذلك لا تجف لها عبرة، ولا تفتر من البكاء والنحيب، وكلما نظرت إلى علي بن الحسين، تجدد حزنها، وزاد وجدها"(14).
وهناك مواقف أخرى كثيرة للحوراء (عليها السلام) لا يسع هذا البحث المختصر إحصائها.
بكاء أم البنين (عليها السلام)
أم البنين (عليها السلام) اختارها الله لأمير المؤمنين (عليه السلام) لتنجب له العباس، ليكون ناصرا للحسين (عليه السلام)، فعرفت قدر الحسين ومقامه ومكانته عند الله (عزّ وجلّ)، وفضلته على أبنائها، ولا شك أنَّها (عليها السلام) حزنت حزناً شديدا على خروج الحسين (عليه السلام) من المدينة وهي العالمة بما سيجري عليه، وعلى أبنائها الأربعة، ولم أجد رواية تحكي لنا موقفها من خروج الحسين (عليه السلام)، ولا شك أنها كانت تعلم بذلك؛ لأنَّ أولادها الأربعة خرجوا مع أخيهم الحسين (عليه السلام).
واشتهر أنها (عليها السلام) لمَّا سمعت بشر بن حذلم ينعى الحسين (عليه السلام)، خرجت مذعورة بطفلها ولم تسأل عن أبنائها الأربعة، بل كان همُّها خبر الحسين (عليه السلام)، ولما أخبرها بقتل الحسين (عليه السلام) سقط الطفل منها من شدة المصيبة.
وقال أبو الفرج الأصفهاني: "وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الأخوة القتلى، تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة واحرقها، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها، فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي. ذكر ذلك علي بن محمد بن حمزة عن النوفلي عن حماد بن عيسى الجهني عن معاوية بن عمار عن جعفر بن محمد"(15).
بكاء الرباب زوجة الحسين (عليه السلام)
للحسين (عليه السلام) عدة زوجات، شهربانو أو شاه زنان أم السجاد (عليه السلام)، وقد توفيت في نفاسها، وليلى الثقفية أم الأكبر (عليه السلام) وفي حضورها في كربلاء كلام، وله زوجة أخرى لم يعلم اسمها حضرت واقعة الطف وكانت حاملاً، فأسقطت حملها في طريقها إلى الشام مع السبايا، وأم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وهي أم فاطمة بنت الحسين، والرباب بنت امرئ القيس وهي أم عبد الله الرضيع وأم سكينة(16).
وللحسين (عليه السلام) علاقة خاصة بالرباب (عليها السلام) حيث نقل عنه قوله:
لعمرك إنني لأحب دارا
تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي
وليس لعاتب عندي عتاب
ويقول الصفدي: "كانت الرباب من أفضل النساء وأجملهن وخيارهن خُطبت بعد قتل الحسين، فقالت ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وقالت ترثي الحسين:
إن الذي كان نورا يستضاء به
بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالحة
عنا وجنبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به
وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن
يغني ويأوي إليه كل مسكين(17)
والله لا أبتغي صهرا بصهركم
حتى أغيب بين الرمل والطين(18)
ويقول ابن الأثير: "وكان مع الحسين امرأته الرباب بنت امرئ القيس وهي أم ابنته سكينة، وحملت إلى الشام فيمن حمل من أهله، ثم عادت إلى المدينة فخطبها الأشراف من قريش، فقالت: ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وبقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا، وقيل: إنها أقامت على قبره سنة وعادت إلى المدينة فماتت أسفا عليه"(19). وهذا مما يدل على عظيم منزلتها، وعلى معرفتها لمقام الحسين (عليه السلام).
وروى الكليني في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «لما قتل الحسين (عليه السلام) أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما، وبكت وبكين النساء والخدم حتى جفت دموعهن وذهبت، فبينا هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها تسيل فدعتها، فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال: فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين (عليه السلام)». قال: واهدي إلى الكلبية جؤنا(20) لتستعين بها على مأتم الحسين (عليه السلام) فلما رأت الجؤن قالت: ما هذه؟ قالوا: هدية أهداها فلان لتستعيني على مأتم الحسين فقالت: لسنا في عرس، فما نصنع بها؟ ثم أمرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجن من الدار لم يحس لها حس كأنما طرن بين السماء و الأرض ولم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر»(21).
وهذه المآتم كانت بمرأى من زين العابدين (عليه السلام)، بل نقل أنه (عليه السلام) كان يطبخ الطعام للمأتم، فقد روي أنه: "لما قتل الحسين بن علي (عليه السلام) لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) يعمل لهن الطعام للمأتم"(22).
بكاء أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها)
أم سلمة هي أفضل زوجات النبي (صلّى الله عليه وآله) بعد السيدة خديجة (عليها السلام)، ولها منزلة عظيمة عند النبي (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، وفي حجرتها تم زفاف الزهراء وأمير المؤمنين (عليهما السلام) كما في بعض الروايات(23)، وروت (رضي الله عنها) روايات كثيرة في أهل البيت (عليهم السلام)، ولديها بعض الأخبار المستقبلية، منها قتل الحسين (عليه السلام)، فقد روي عنها (رضي الله عنها) أنها قالت: "جاء جبريل إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فدخل عليه الحسين فقال: «إن أمتك تقتله بعدك» ثم قال: «ألا أريك تربة مقتله؟» فجاء بحصيات فجعلهن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في قارورة فلما كان في ليلة قتل الحسين سمعت قائلاً يقول.
أيها القاتل جهلا حسينا
أبشروا بالعذاب والتنكيل
قد لعنتم على لسان ابن داود
وموسى وحامل الإنجيل
قالت: فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دما»(24).
وقال القندوزي: "وأخرج البغوي في معجمه، وأبو حاتم في صحيحه، وأحمد وابن أحمد، وعبد ابن حميد وابنه أحمد: عن أنس: إن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: «استأذن ملكُ (القطر) ربَّه أن يزورني فأذن له»، وكان يوم أم سلمة، فقال(رسول الله (صلّى الله عليه وآله)): «يا أم سلمة احفظي (علينا) الباب لا يدخل أحد، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين (فاقتحم) فوثب على حجر جده (صلّى الله عليه وآله) (ف) جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يلثمه ويقبله. فقال الملك: «أتحبه»؟ قال: «نعم». قال: «إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريك المكان الذي يقتل به»، فأراه فجاءه بسهلة وتراب أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلا. وزاد أبو حاتم: إنه (صلّى الله عليه وآله) شمها وقال: ريح كربلا. والسهلة: رمل خشن، وفي رواية الملا وابن أحمد: قال (صلّى الله عليه وآله): «يا أم سلمة، فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل». قالت أم سلمة: فوضعته في قارورة فرأيته يوم قتل الحسين قد صار دما. وقالت: لما كانت ليلة قتله سمعت قائلا يقول:
أيها القاتلون جهلا حسينا
فابشروا بالعذاب والتذليل
قد لعنتم على لسان ابن داود
وموسى وحامل الإنجيل
فبكيت وفتحت القارورة فإذا صار دما"(25).
ونقل عن أكثر من واحد أنه سمع هذه الأبيات يوم مقتل الحسين (عليه السلام)(26). وحديث التربة الحمراء، نقلها كثير من المؤرخين(27).
ولأم سلمة علاقة خاصة بالحسين (عليه السلام)، ولذلك ذكر في البحار: "أنه (عليه السلام) لما عزم على الخروج من المدينة أتته أم سلمة (رضي الله عنها) فقالت: يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق، فاني سمعت جدك يقول: «يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلا»، فقال لها: «يا أماه، وأنا والله أعلم ذلك، وإني مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بد، وإني والله لأعرف اليوم الذي اقتل فيه، واعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي أدفن فيها، وإني أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت يا أماه أريك حفرتي ومضجعي». ثم أشار (عليه السلام) إلى جهة كربلا فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره، وموقفه ومشهده، فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديدا، وسلمت أمرها إلى الله، فقال لها: «يا أماه قد شاء الله (عزّ وجلّ) أن يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين، وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا». وفي رواية أخرى: قالت أم سلمة: وعندي تربة دفعها إلي جدك في قارورة، فقال: «والله إني مقتول كذلك، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضا»، ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة، وأعطاها إياها، وقال: «اجعليها مع قارورة جدي، فإذا فاضتا دما فاعلمي أني قد قتلت»"(28).
فكانت (رضي الله عنه) محتفظة بتلك التربة، ولما رأتها أصبحت دماً علمت بمقتل الحسين (عليه السلام) كما تقدم في الرواية، وفي رواية أخرى عنها (رضي الله عنه) أنها: "أخرجت يوم قتل الحسين بكربلاء، وهي بالمدينة قارورةً فيها دم، فقالت: قُتِل والله الحسين. فقيل لها: من أين علمت؟ قالت: دفع إلي رسول الله من تربته، وقال لي: «إذا صار هذا دما فاعلمي أن ابني قد قتل»، فكان كما قالت"(29).
وفي بعض الروايات أنها رأت النبي (صلّى الله عليه وآله) في المنام، وقد أخبرها بمقتل الحسين (عليه السلام)، روى الترمذي والطبراني والحاكم عن سلمى قالت: "دخلتُ على أمِّ سلمة وهي تبكي، فقلت ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلم)، تعني في المنام، وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: «شهدت قتل الحسين آنفا»"(30).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «أصبحتْ يوماً أم سلمة (رضي الله عنها) تبكي، فقيل لها: مم بكاؤك؟ فقالت: لقد قتل ابني الحسين الليلة، وذلك أنني ما رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منذ مضى إلا الليلة، فرأيته شاحبا كئيبا، فقالت: قلت: مالي أراك يا رسول شاحبا كئيبا؟ قال: ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه(عليه وعليهم السلام)».(31).
وعن شهر بن حوشب قال: "بينما أنا عند أم سلمة إذ دخلت صارخة تصرخ، وقالت: قتل الحسين، قالت أم سلمة: فعلوها ملأ الله قبورهم نارا، ووقعت مغشيا عليها"(32).
وكل هذا يدل على عظيم منزلتها، ومقامها الكبير عند الله ورسوله، لمّا كانت عارفة بحق النبي (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).
بكاء نساء بني هاشم ونساء أهل المدينة
في روضة الواعظين: "حتى دخلوا(السبايا) المدينة فلم يسمع واعية مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن علي (عليهما السلام)، وخرجت أم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب حين سمعت بنعي الحسين (عليه السلام) حاسرة ومعها أخواتها أم هاني وأسماء ورملة وزينب بنت عقيل بن أبي طالب، تبكي قتلاها بالطف وهي تقول:
ماذا تقولون إذا قال النبي لكم
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي
منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزاي إذ نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم(33)
وقال عبد الملك بن أبي الحارث السلمي(رسول ابن زياد إلى والي المدينة): "فدخلت على عمرو بن سعيد، فقال: ما وراءك فقلت: ما سر الأمير، قتل الحسين بن علي، فقال: نادي بقتله فناديت بقتله، فلم أسمع والله واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين"(34).
ويقول بشر بن جذلم: "فلما بلغت مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفعت صوتي بالبكاء وأنشأت أقول:
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها
قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج
والرأس منع على القناة يدار
قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين (عليهما السلام) مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم أعرفكم مكانه، قال: فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن مكشوفة شعورهن مخمشة وجوههن ضاربات خدودهن يدعون بالويل والثبور فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم ولا يوما أمر على المسلمين منه""(35).
بكاء نساء يزيد (لعنه الله)
"ثم أدخل نساء الحسين على يزيد فصاح نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله وولولن ثم إنهن أدخلن على يزيد، فقالت فاطمة بنت الحسين وكانت أكبر من سكينة: أبنات رسول الله سبايا يا يزيد، فقال يزيد: يا ابنة أخي، أنا لهذا كنت أكره، قالت: والله ما ترك لنا خرص، قال: يا ابنة أخي ما آتي إليك أعظم مما أخذ منك، ثم أخرجن فأدخلن دار يزيد بن معاوية، فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهن وأقمن المأتم"(36).
الخاتمة
لم نحص هنا كل النساء اللواتي بكين على الحسين (عليه السلام)، وإلا فهناك الكثير وهن من خيرة النساء، كسكينة بنت الحسين وأم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكن ذكرنا بعضهن لبيان دور المرأة في إظهار الشعائر الحسينية، ونصرة أهدافها، وأن المطلوب من النساء أن تشاركن في إحياء شعائر الحسين (عليه السلام)، مع مراعاة العفة والستر، والاقتداء في ذلك بأم المصائب زينب (عليها السلام).
ووجدنا حين البحث عن بعض النساء قلة ما كتب عنهن، كما هو الحال في أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) مثلاً، مع أنها تستحق أن يكتب عنها وعن سيرتها وعلاقتها بأهل البيت (عليه السلام)، وهذا ما يحتاج إلى تصدي أهل الخبرة في ذلك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* الهوامش:
(1) البخاري، ج2، ص85، وراجع الكافي، ج3، ص263.
(2) الوسائل، ج14، ص507، الباب 66 من أبواب المزار وما يناسبه،
(3) الفصول المهمة أصول الأئمة، ج3، ص414.
(4) سورة إبراهيم (عليه السلام): 21.
(5) نهج البلاغة، ج2، ص228، خطبة 235، وقوله (عليه السلام): «لأنفدنا عليك ماء الشؤون» أي لأفنينا على فراقك ماء عيوننا الجاري من شؤونه وهي منابع الدمع من الرأس.
(6) كمال الدين للصدوق (رحمه الله)، ص73.
(7) مستدرك الوسائل، ج2، ص385.
(8) ثواب الأعمال للصدوق (رحمه الله)، ص82، كامل الزيارات، ص208-209.
(9) مستدرك الوسائل، ج10، ص386، والبحار، ج45، ص257.
(10) البحار، جج44، ص292.
(11) البحار، ج45، ص58-59.
(12) الاحتجاج، ج2، ص31.
(13) الإرشاد للمفيد، ج2، ص116.
(14) البحار، ج45، ص198، ونفس المهموم، ص454.
(15) مقاتل الطالبيين، ص56، والبحار، ج45، ص40.
(16) منتهى الآمال، ج1، ص817-820، وراجع الإرشاد للمفيد، ص368.
(17) هذا البيت من شرح إحقاق الحق للمرعشي، ج27، ص492، ومنتهى الآمال للشيخ عباس القمي، ج1، ص795.
(18) هذا البيت من شرح إحقاق الحق للمرعشي، ج27، ص492، ومنتهى الآمال للشيخ عباس القمي، ج1، ص795.
(19) الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج4، ص88.
(20) وفي بعض المصادر (جونا)، وجونا والجون كصرد جمع الجوني وهو ضرب من القطا، نوع من أنواع الطيور.
(21) الكافي، ج1، ص466.
(22) المحاسن للبرقي، ج2، ص420، والوسائل، ج3، ص238.
(23) أمالي الشيخ الطوسي، ص41.
(24) نظم درر السمطين، للزرندي، ص217.
(25) ينابيع المودة للقندوزي، ج3، ص10-12.
(26) انظر، مقتل الحسين، لأبي مخنف الأزدي، ص230. وكشف الغمة للأربي، ج2، ص281. وتاريخ الطبري، ج4، ص358، والكامل في التاريخ لابن الأثير، ج4، ص90، البداية والنهاية، ج8، ص219، وفيها وسط البيتين هذا البيت: كل أهل السماء يدعو عليكم * ونبي ومرسل وقبيل.
(27) روى الحاكم في المستدرك، ج3، ص176، عن أم الفضل في حديث: "قال (صلّى الله عليه وآله): «أتاني جبرئيل ( عليه الصلاة والسلام ) فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا»، فقلت: هذا؟ فقال: «نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء»". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وورد هذا الحديث من طرقنا أيضا، راجع الإرشاد للمفيد، ج2، ص120، ودلائل الإمامة، ص179.
(28) البحار، ج44، ص331-332.
(29) دلائل الإمامة،ص180.
(30) سنن الترمذي، ج5، ص323، المعجم الكبير للطبراني، ج23، ص373.
(31) أمالي الشيخ الطوسي، ص90.
(32) مثير الأحزان لابن نما الحلي،ص75، والبحار، ج45، ص124.
(33) روضة الواعظين، للفتال النيسابوري، ص193، وراجع تاريخ الطبري، ج4، ص357، والكامل في التاريخ لابن الأثير، ج4، ص88.
(34) تاريخ الطبري، ج4، ص356-357.
(35) اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس، ص115.
(36) تاريخ الطبري، ج4، ص355.
0 التعليق
ارسال التعليق