المقدمة
بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم..
المتأمِّل في الكتب الحديثية لن يجهد نفسه في البحث عن الرِّوايات التي تتناول المغيَّبات، وبالخصوص تلك التي تتعرَّض للإخبار عن الأحوال الاجتماعية في آخر الزَّمان، فالأخبار عن السَّادة الأطهارi كثيرة في هذا الجانب، سواء كان لسانها >سيأتي على أمتي زمان<، أو >سيأتي على النَّاس زمان<، أو >سيأتي من بعدي أقوام<، أو >سيكون في آخر أمتي أقوام<([1]) ([2]).
ومن المهم هنا التَّوقف على الدَّواعي لإنشاء هذه البيانات والتَّنبيهات حول آخر الزَّمان؛ إذ إن منطقهم(صلوات الله عليهم) هو منطق الوحي والحكمة، فما هي الأغراض المرجوَّة من هذه الأخبار؟
بعد التَّأمل في الرِّوايات الشَّريفة يمكن أن نقتنص بعض الأغراض والأهداف المبتغاة منها:
أولاً: تقديم بصائر للمؤمنين تنير لهم الطَّريق، خصوصاً فيما يتعلَّق بزمان الإمام الموعودl المسؤول الأوَّل عن قيام دولة العدل الإلهي، والذي هو محطُّ أنظار جميع المعصومين، ومجمع شوقهم الأكبر؛ حيث هو من يحقِّق ما يصبون إليه؛ فقد سئل أبو عبد الله(عليه السلام): هل ولد القائم. فقال: >لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي<([3]). وتقديم البصائر الهادية كما هي المهمَّة الأم للقرآن الكريم كذلك هي للثَّقل الآخر. خصوصاً ما يتعلَّق بالفتن والوقائع التي تطبق على الأمَّة.
ثانياً: اليوم تتسابق الدُّول والمؤسسات العالمية في استشراف المستقبل على كلِّ المستويات السِّياسية والاقتصادية والاجتماعية لتفادي أيَّ انزلاقات ومطبات مستقبلية، بل ظهر علم الدِّراسات المستقبلية الذي يختصُّ بالمحتمل والممكن من المستقبل، لتقديم تصوُّر الوضع المستقبلي، لعقدين أو ثلاثة عقود، وذلك لتحديد الأهداف والمصالح، وذلك باستخدام النَّماذج الرَّياضية الحديثة.
ولا ريب إنَّ حفظ الهدف الأوَّل للإنسان في السَّير على خطِّ العبودية لله، والطَّاعة الموصلة لنعيم الجنان أولى باستشراف طريقه وتقديم رؤية واضحة حوله. بل هذا يعتبر الهدف الأخطر والأكبر من أيِّ هدف آخر، وإلا صار المؤمن ألعوبة في تحقيق غايات أهل الدُّنيا، والطَّواغيت، والمتسلقين، بل صار رهينةً وأسيراً للقيود والأوهام التي تحيكها نفسه الأمارة بالسُّوء.
وما لدينا من روايات مكتنزة في كتب الحديث يمكن أن تقدِّم لنا قفزة واعدة في تقديم رؤية عن الواقع المستقبلي. فيمكن استنطاق هذه الأحاديث لمعرفة مستويات التَّعاطي مع عامة النَّاس في آخر الزَّمان، ومصادر المعرفة المؤثِّرة في النَّاس، كما يمكن إنشاء مؤسسات تصبُّ في تحصين الأمَّة من الآفات الرَّئيسية التي أشارت إليها الأخبار الشَّريفة.
ثالثاً: لا نغفل عن أهميَّة هذه الأخبار في تقديم دراسات تحليلية دقيقة حول القضايا المختلفة والشَّخصيات الفاعلة، وهذا نابع من أهميَّة معرفة الزَّمان للمؤمن حتى لا تهجم الفتن واللوابس عليه، فلا نكتفي في استشراف المستقبل، بل يمكن لهذه الأخبار أن تعيِّن جبهة الحقِّ في معرفة الأفكار والأشخاص وتمييزها لتشغل المكان المناسب في حركة الأمَّة الإسلامية بشتَّى جوانبها.
والتَّأكيد على أهمية اكتساب القدرة على التَّحليل السِّياسي، بهدف عدم الوقوع في أخطاء التَّقدير، لا سيَّما على صعيد تمييز العدو من الصَّديق. وفي هذا السِّياق يقول سماحة السِّيد القائدF: "بالطَّبع، هناك أعداء مقنَّعون، منافقون وذو وجهين، ليس لديهم الجرأة على أن يُظهروا أنفسهم كأعداء؛ يخفون أنفسهم خلف أشخاص صادقين وجيدين وأحيانًا بسطاء! يجب أن يتمَّ التَّعرُّف على هؤلاء وتحذيرهم، وإنّ ما تحتاجه البلاد والشَّعب اليوم هو أن يكون النَّاس حادِّي النَّظر ويقظين، أن يصحوا ويعرفوا العدو ويفهموا ماذا يفعل"([4]).
أقسام هذهالأخبار
يمكن تقسيم الرِّوايات الشَّريفة التي تتناول آخر الزَّمان إلى قسمين:
قسم من الرِّوايات تصف لنا أوضاعاً لا يمكن أن نتدخل في تغيرها، كعلامات الظُّهور العظيم لصاحب الأمرl والفتن المحتومة والعلائم الكونية البارزة، ومن قبيل ما ورد مثلا عن النَّبيe:
>لا تقوم السَّاعة حتى يتقارب الزَّمان، فتكون السَّنة كالشَّهر، ويكون الشَّهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالسَّاعة، وتكون السَّاعة كاحتراق السَّعفة الخوصة..< ([5]).
وعنهe: >..عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدَّجال، ودابة الأرض وثلاثة خسوف تكون في الأرض: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخروج عيسى بن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وتكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها أحدا تسوق الناس إلى المحشر كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر<([6]).
وقسم ثانٍ تتعرَّض لأمور يمكن أن نغيَّرها ونتفاداها، بل ونقدِّم رؤية من خلالها بهدف تقويم المجتمع المؤمن وتوجيه الجماعة الصَّالحة في مواجهتها، وهذا القسم له السَّهم الأكبر في الرِّوايات، فعلى سبيل المثال: عن أمير المؤمنينg:
>يظهر في آخر الزَّمان واقتراب السَّاعة -وهو شرُّ الأزمنة- نسوةٌ كاشفات، كاسيات عاريات، متبِّرجات من الدِّين داخلات في الفتن..<([7]).
وعن النبيe: >يأتي في آخر الزَّمان أناس من أمتي، يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا، ذكرهم الدُّنيا وحبُّ الدُّنيا، لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة<([8]).
ونأمل في هذه القراءة السَّريعة لهذه الأخبار أن نحدِّد أهمَّ المظاهر والفتن التي سجَّلتها النُّصوص لآخر الزَّمان، والوظيفة الملقاة على عاتق أهل الإيمان في آخر الزَّمان، وبالخصوص تلك التي وردت في وصايا المعصومينi، واختصاراً وتركيزاً لغاية البحث اقتطعنا محلَّ الشَّاهد من نص الرِّواية.
أولاً: أهمُّالمظاهر التيأشارت إليهاالأخبار:
1) انقلاب مظاهرالدِّين وشعائره:
لعلَّ من أشكل ما طرح من فتن هي مسألة الفتنة في الدِّين، حيث تتشكَّل ضبابية على فهم النَّاس للدِّين، وتضعف البصيرة فيه، ويصبح الإنسان عرضة لشتَّى أصناف الانحراف والإضلال، والأخطر أن تتحوَّل الشَّعائر الدِّينية إلى حالة جوفاء تفقد رونقها وغايتها التي وجدت من أجلها، فيتحوَّل القرآن، والمحراب، والأذان إلى طقوس شكلية لا روح فيها، وهذا المعنى تجلَّى بأبرز صوره في عالمنا المعاصر، بل هناك شبكات تضخُّ الأرصدة لتغذية هذا الاتجاه، وتؤسِّس له الفضائيات والمؤسَّسات المختلفة، فقد تعقد الدَّولة مسابقات لحفظ القرآن الكريم، وفي نفس المكان تجتمع الرَّاقصات وأهل الباطل في ليلة أخرى، وتصلِّي المرأة بأبهى حجابها وبعدها تجتمع مع الأجنبي على طاولة الخمر والمعصية!
والأحاديث الشَّريفة صريحة بمسألة حالة الانقلاب في المفاهيم الدِّينية وحالة اللامبالاة بالنِّسبة للدِّين والعبادة، فالالتزام بالدِّين ما دام لا يضرُّ بالدُّنيا ومصالحها فهو مقبول، وإلا فتقدَّم الدُّنيا وتعلَّب التَّبريرات، ولا يمكن أن نتعدَّى هنا الوصف الدَّقيق الذي أطلقه سيِّد الشُّهداء(سلام الله عليه) في قوله: >وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون<([9]).
أمَّا الشَّواهد على الانقلاب والرًّؤية المقلوبة فتختلف باختلاف نطاقها:
نطاق التَّدين والإيمان
وقد طرحت الرِّوايات في هذا النَّطاق سمات المجتمع الذي ابتعد عن حقيقة المفاهيم الإسلامية، وبقي الدِّين فقط يزيِّن ظاهره، فعلاوة على ترويج الإسلام بنسخة مزوَّرة بعيدة عن الهدي المحمدي الأصيل، كما يشبِّه حقيقتَها عليg بأنْ >لبس الإسلام لبس الفرو مقلوباً<([10])، كذلك تبيَّن أنَّ الدِّين صار طقوساً ليس إلا، فعنهم(صلوات الله عليهم) هذه الكلمات: >وبقي الدين لفظا بألسنتكم..<([11]) كما عن النَّبيe.
وعنهe أيضاً: >يأتي على الناس زمان لا يبالي الرجل ماتلف من دينه اذا سلمت له دنياه<([12]).
وعنهe: >سيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدُّنيا، لا يريدون به ما عند الله ربَّهم، يكون دينهم رياء، لا يخالطهم خوف..<([13]). وقولهe: >يأتي على النَّاس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ولا من الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة من البناء، وقلوبهم خراب عن الهدى..<([14]).
نطاق العلاقة مع القرآن
هذا الكتاب الهادي للخلق من شأنه أن يرفع أي إنسان ومجتمع، من شأنه أن يغيِّر كلَّ أحوالهم، ويخرجهم من الحالة الظَّلامية على جميع المستويات إلى نور القرب الإلهي، ولكن يبقى المقتضي تحت رحمة المانع، فإمَّا أن تكون الأقفال قد أغلقت تلك القلوب، أو أنَّها صرفتها عن الحقِّ فلا تراه: {..صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}(التوبة:127). فحالة الاستخفاف بالكتاب والهجران يمنعان عن الانتهال من رحيق القرآن الكريم.
وأمَّا آثار هذا الهجران فوخيمة على المجتمع المسلم! حيث يرتفع العلم وتعمُّ الذّلة. حينها تعيش الطَّبقة المؤمنة حالة من الغربة في وسط دار الإسلام. تأمَّل معي هذه الأخبار الشَّريفة:
عن النبي الأكرمe: >وأصبح المؤمن ذليلا، والمنافق عزيزا، مساجدهم معمورة بالأذان، وقلوبهم خالية من الإيمان، واستخفوا بالقرآن، وبلغ المؤمن عنهم كلَّ هوان<([15]).
وعنهe: >ويتغنَّون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا<([16])، وفي حديث آخر يقولe: >.. ولا يعرفون القرآن إلا بصوت حسن، ولا يعبدون الله إلا في شهر رمضان، فإذا كان كذلك سلَّط الله عليهم سلطاناً لا علم له، ولا حلم له، ولا رحم له<([17]).
وعن الأميرg: >وَلَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَلَا أَنْفَقَ مِنْهُ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلَا فِي الْبِلَادِ شَيْءٌ أَنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَلَا أَعْرَفَ مِنَ الْمُنْكَرِ، فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ، وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ، فَالْكِتَابُ يَوْمَئِذٍ وَأَهْلُهُ طَرِيدَانِ مَنْفِيَّانِ<([18]).
نطاق شعيرة الصَّلاة والحج
ما تقدَّم رسم لنا صورة إجمالية عن نظرة أهل آخر الزَّمان للدِّين، ومن خلال ذلك تتَّضح منزلة عمود الدِّين ومناسكه، فالعبادات التي يرجى أن تكون خالصة لله تعالى ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ}(البينة:5)، تفقد ركيزتها الكبرى وهي الإخلاص، فتبقى بلا روح، وتفقد أثرها في المجتمع مهما أعتلت منارات مساجدهم، وكثرت صفوفهم، واعتلى ضجيجهم، ولك هذه الأنباء عنهم:
عن النَّبيe: >.. يا سلمان، إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس، وتحلَّى المصاحف، وتطول المنارات، وتكثر الصُّفوف..<([19]).
وعن الأميرg: >.. يأتي على النَّاس زمان يطرحون الاذان على ضعفائهم فتلك لحوم حرمها الله على النار.<([20]).
وعنهg أيضاً: >ويستخف بحدود الصلاة ويحج فيه لغير الله<([21]).
وعن الإمام الباقرg: >.. يقبلون على الصَّلاة والصِّيام، وما لا يكلّمهم في نفس ولا مال، ولو أضرَّت الصَّلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها..<([22]).
>وعندها تحجُّ أغنياء أمتي للنُّزهة، وتحجُّ أوساطها للتَّجارة، وتحجُّ فقرائهم للرِّياء والسُّمعة..<([23]).
نطاق غياب فريضة الأمر بالمعروف
وهي من أبرز العلامات التي منيت الأمَّة بآثارها وعوائدها السَّلبية، وأعظمها أنْ يتحوَّل المعروف منكراً والمنكر معروفاً! وكلُّ ذلك خوفاً على مصالحهم، وطلباً لراحتهم، وبضياع هذه الفريضة تضيع تمام الفرائض حيث بها تقام الفرائض، تأمَّل معي في الأخبار التَّالية:
1ـ عن الإمام الباقرg: >يتنسكون حدثاء سفهاء، لا يوجبون أمراً بمعروف، ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضَّرر، يطلبون لأنفسهم الرُّخص والمعاذير..<([24]).
2ـ عن النَّبيe قال: >.. كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟! قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟! قال: >نعم، وشرُّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً..<([25]).
2) غربة العلم والعلماء:
لعلَّ من العناوين البارزة التي نالت التَّركيز عليها في روايات >سيأتي على أمتي زمان< هو عنوان العلم والعلماء؛ لما له من خطورة في الحالة الإيمانية للمجتمع الإسلامي، فالعلماء والفقهاء حصون الأمَّة المنيعة، ولا نحتاج لبيان تضحيات دمائهم قبل مدادهم في سبيل الإسلام العظيم، فالعلماء الوصلة الواقعية بين مفاهيم ومبادئ القرآن والعترة وبين جماهير الأمَّة.
لذلك لا زال موضوع العلم والعلماء إلى اليوم محلاً لسهام أعداء الإسلام، وأكبر عدو حقيقة عندما يكون نفس العالم طالباً للدُّنيا، وراغباً لمالها، وطامعاً فيها، حينها يطلق عليه المعصوم أنَّه شر خلق الله! ولماذا؟ ببساطة لأنَّه قاطعٌ لطريقِ الهدى والتَّوحيد.
وصحيح إنَّ الأخبار الشَّريفة ركزَّت على هذه الفئة من العلماء، ولكن أيضاً هناك نصوص كثيرة في مدح العلماء الصَّالحين لهذه الأمَّة، وأنَّهم أفضل من أنبياء بني إسرائيل، بل وتذمُّ الأخبار أقواماً في آخر الزَّمان بسبب أنَّهم يبتعدون عن العلماء ولا يهتدون بهداهم، وكلُّ ذلك زهداً في العلم والمعرفة، وإنشغالاً بالهرج والمرج، وهذه الحالة ليست بعيدة عن بعض المجتمعات الإسلامية التي تنشغل في الفضول من القضايا الهامشيَّة وتهمل ما هي مسؤولة عنه، فيعيش العالم والعلم حالة من الغربة والظَّليمة.
وحالة الهرج والمرج تعبير صريح على وصول المجتمع إلى حالة من الضَّياع الفكري والفوضى، فحيث لا يتَّبع العالم، فمعنى ذلك أنَّ للجُّهال منابر يصاغ لها، ولأهل السَّفاهة قصص يأنس النَّاس بها!! حتى لا يبقى حينها للعلم أيُّ قيمة! وهنا وأن كنتُ لا أحبِّذ التَّطبيق لكيلا أحصر الدَّائرة، إلا أن وسائل التَّواصل اليوم خلقت نوعاً ممتازاً من الهرج والمرج؛ حيث خلقت من السَّافل عالٍ، ومن الأحمق فطناً، ومن الأبله قدوةً، وحينها عمَّ القيل والقال، وغاب صوت العلم.
وأعظمُ من ذلك حينما يصدر الرُّويضة فتاواه، ويعطي رأيه في قضية عامَّة كما سيأتي في النُّصوص.
وشواهد هذه الغربة العميقة للعلم عند أهل آخر الزَّمان في غاية الوضوح في الأحاديث الشَّريفة أهمُّها:
فرار النَّاس من العلماء:
وهي من أغرب المظاهر حيث تعبِّر كلمات العصمة أنَّهم يفرِّون من العلماء! هل هذه الفرار لاستبدالهم بغيرهم من السُّفهاء، أم بسبب الصُّورة العتمة التي يروِّجها أهل الباطل عن العلماء! أم لحالة الرُّكون لديهم إلى الدُّنيا هي التي أثرت في جعل العلم تحت الأقدام؟! فمن هذه النُّصوص:
عن رسول اللهe: >سيأتي على أمتي زمان يفرِّون من العلماء كما يفرُّ الغنم عن الذِّئب..<([26]).
وفي رواية أخرى عنهe: >وجعلتم الدُّنيا فوق رؤوسكم، والعلم تحت أقدامكم..<([27]).
وعنهe: >يأتي زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن<([28]).
وعن الإمام الباقرg: >يتَّبعون زلَّات العلماء، وفساد عملهم..<([29]).
وعن النبيe: >لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العلم<([30]).
علماء السُّلطان:
وهذا يعتبر من الأمراض الدَّاخلية التي يصاب بها الجسم العلمي للأمَّة، حيث تنحرف هذه العصابة عن خطِّ الاستقامة، وتكون في خدمة الطَّواغيت فتصير مصداقاً للآية الكريمة، ومحلاً للغضب الإلهي: { كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}(الصف:3)، وبذلك شهدت الأخبار عليهم حيث ورد:
وروي عنهe: (سيأتي في آخر الزمان علماء يزهدون في الدنيا ولا يزهدون، ويرغبون في الآخرة ولا يرغبون، وينهون عن الدخول على الولاة ولا ينتهون، ويباعدون الفقراء، ويقربون الأغنياء، أولئك هم الجبارون أعداء الله<([31]).
وفي رواية أخرى عنهe: (سيأتي زمان على أمَّتي أمراؤهم يكونون على الجور، وعلمائهم على الطَّمع..)([32]). وعنهe أيضاً: >عالم مراغب في المال<([33])
وفي رواية رابعة عنهe: >علمائهم أشرُّ خلق الله على وجه الأرض<([34]).
زيادة الهرج والمرج:
فقد ورد عن رسول اللهe: >والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها يتكلَّم الرويبضة<، فقال: وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي وأمي؟ قالe: يتكلَّم في أمر العامَّة من لم يكن يتكلَّم، فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى تخور الأرض خورة..<([35]).
وعنهe: >يا سلمان، فعندها إمارة النِّساء، ومشاورة الإماء، وقعود الصِّبيان على المنابر، ويكون الكذب طرفا، والزَّكاة مغرما، والفيئ مغنما<([36]).
والنتيجة تأتي في رواية أخرى عنهe: >وكثر الطمع والهرج والمرج..<([37]).
وهذه إشارة إلى تصدُّر التَّافه، والفاسق لإدارة بعض الأمور المتعلِّقة بأمور العامَّة للنَّاس سواء من النَّاحية السِّياسية أو الاجتماعية، ويقدَّم على منصة الإفتاء الدِّيني، ومعنى ذلك سيطرة الهرج والمرج. ولله در الشَّاعر السُّوداني؛ حيث يقول:
وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ حـﻜﻢَ ﺍﻟﺮﻭﻳﺒﻀﺔِ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭِ فى ﺍﻟﺴﻨَﺪِ
ﻓﻜـﻢ ﺷـﺠﺎﻉٍ ﺃﺿــﺎﻉَ ﺍﻟﻨـَّﺎﺱُ ﻫﻴـﺒـﺘـَﻪُ ﻭﻛـﻢْ ﺟﺒــﺎﻥٍ ﻣُﻬـﺎﺏٍ ﻫـﻴـﺒــﺔَ ﺍﻷﺳـَﺪِ
ﻭﻛـﻢ ﻓﺼـﻴــﺢٍ ﺃﻣــﺎﺕ ﺍﻟﺠـﻬـﻞُ ﺣُﺠّـَﺘـَﻪُ ﻭﻛـﻢ ﺻـﻔـﻴـﻖٍ ﻟﻪُ ﺍﻷﺳﻤﺎﻉُ فى ﺭَﻏَﺪِ
ﻭﻛـﻢ ﻛـﺮﻳـﻢٍ ﻏـﺪﺍ فى ﻏﻴـﺮِ ﻣﻮﺿﻌــﻪِ ﻭﻛـﻢ ﻭﺿـﻴــﻊٍ ﻏـﺪﺍ فـى ﺃﺭﻓـﻊِ ﺍﻟﺠُﺪَﺩِ
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺰﻣـﺎﻥُ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥِ ﻭاﻧﻘﻠﺒَـﺖْ ﻛــﻞُّ ﺍﻟﻤـﻮﺍﺯﻳـﻦ ﻭاﺧـﺘـﻠَّــﺖْ ﺑﻤُﺴـﺘـﻨﺪِ
قلَّة الفقهاء:
نتيجةً للوضع المربك من زيادة الفتن والهرج والمرج، وتشوُّه صورة العلماء بفعل علماء البلاط، فتكون الصَّفوة الباقية من الفقهاء العاملين لله هي قلَّة مميَّزة بإخلاصها وعملها، وهذا ما جاء في صريح الرِّوايات: >يا سلمان، إذا قلَّت علماؤكم<([38])، ويقولK: >ويكون أقوام يتفقَّهون لغير الله<([39])، وفي موضع آخر يقولe: >سيأتي على أمَّتي زمان يكثر فيه القرَّاء، ويقلُّ فيه الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج..<([40]).
3) شياع الفواحشوالفجور وسفكالدِّماء:
وهذا الأمر ممَّا لا يحتاج إلى بيان؛ حيث تضجُّ الرِّوايات من ذكره، كما تضجُّ الأرض من فعله، وكلُّها تصبُّ في محورٍ واحدٍ وهو بيان للفتن على المستوى السُّلوكي والأخلاقي، وبيان حالة الانحدار الحيواني الذي ينتشر في آخر الزَّمان.
وبلا شكٍّ، هناك حالة من التَّرابط الوثيق بين أتباع الشَّهوات والسُّقوط والانحراف السُّلوكي وبين السُّقوط الفكري والتَّردي في وحل الضَّلال، لذلك ستجد عزيزي القارئ أنَّ بعض الرِّوايات تربط الأمرين، ففي الوقت الذي تتعرَّض لجذور بعض المعاصي والذُّنوب ستجد أنَّها تركِّز على مفردات الحياء، والكبر، والطَّمع، والتَّقوى.
من هذه الرِّوايات ما ورد في حديث النَّبيe المتكرر: >عند تأخير الصَّلوات واتباع الشَّهوات.. وشاع الزِّنا، وتزيَّن الرُّجل بثياب النِّساء، وسلب عنهنَّ قناع الحياء، ودبَّ الكِبْر.. وقلَّ الورع، وكثر الطَّمع<([41]). ويقولe في الرِّواية: >يا سلمان، وعندها يظهر الرِّبا، ويتعاملون بالغيبة والرِّشاء، ويوضع الدِّين، وترفع الدُّنيا..<([42]).
وعن إمامنا الصادقg: >يأتي على النَّاس زمان ليس فيه شيء أعزُّ من أخٍ أنيس، وكسب درهم حلال<([43]).
4) الفرقة والتَّشتت:
والوحدة والانشداد للجماعة إنَّما هي من مظاهر التَّوحيد والإخلاص لله تعالى، أمَّا ما تقدَّم من مظاهر لا مصير منه إلا إلى التَّشتت، لذلك من أهمِّ مظاهر آخر الزَّمان التَّشرذم والتَّنازع، والتَّعبير بالاجتماع على الفرقة دقيق في وصف الوضع المؤسف، فقد ورد عن الأميرg: >لأنَّ الضَّلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا، فاجتمع القومُ على الفرقة، وافترقوا عن الجماعة..<([44]). وهذا ما يؤكِّد ضرورة كلّ تحرُّك وكلِّ مؤسَّسة تسعى لتوحيد الكلمة ورصِّ الصَّف الإيماني مع سلامة كلِّ الأهداف والغايات.
ثانياً: وظائفأهل الإيمانفي آخرالزَّمان
هناك عدة وظائف يمكن أن تذكر مما يستفاد من الروايات الشريفة، نجملها في التالي:
1ـ الاتِّصاف بسماتأهل الحقِّفي آخرالزَّمان:
وفي هذه الأخبار الواردة بشارة لأهل الحقِّ، وبيان لفضيلتهم بين النَّاس فمن هذه السِّمات:
أـ الإيمان القوي الرَّاسخ:
فعن النَّبي الأعظمe: >يَا عَلِيُّ، أَعْجَبُ النَّاسِ إِيمَاناً، وأَعْظَمُهُمْ ثَوَاباً، قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَمْ يَلْحَقُوا النَّبِيَّ وحُجِبَ عَنْهُمُ الْحُجَّةُ فَآمَنُوا بِسَوَادٍ عَلَى بَيَاض<([45]).
ب ـ الشِّدة في حفظ الدِّين ومواجهة الفتن:
ورد عنهe قوله: >يأتي على النَّاس زمان الصَّابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم<، قالوا يا رسول اللهe أجر خمسين منَّا؟! قال: >نعم، أجر خمسين منكم< قالها ثلاثا"([46]).
ج ـ فهم الدِّين بعمق وتسليم:
روى الصَّدوق أنَّه سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِg عَنِ التَّوْحِيدِ فَقَالَ: >إِنَّ اللَّهَ! عَلِمَ أَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ مُتَعَمِّقُونَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَي {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الْحَدِيدِ إِلَى قَوْلِهِ {وهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ}، فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَك<([47]).
د- التَّمسك بالحقِّ ورفض الباطل:
عنهe: >سيكون بعدي فتنة مظلمة، النَّاجي فيها من تمسَّك بعروة الله الوثقى<، فقيل: يا رسول الله، وما العروة الوثقى؟ قال: >ولاية سيِّد الوصيين<، قيل: يا رسول الله، ومن سيد الوصيين؟ قال: >أمير المؤمنين..<([48]).
2.الصَّبرعلى الشِّدةخوفاً علىالدِّين:
عن النَّبيe >سيأتي على النَّاس زمانٌ لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتَّجبر، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل، ولا المحبَّة إلا باستخراج الدِّين واتِّباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزَّمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبَّة، وصبر على الذُّل وهو يقدر على العزِّ، آتاه الله ثواب خمسين صدِّيقا ممَّن صدَّق بي<([49]).
وحريٌّ بالمؤمن أن يديم النَّظر في هذه البشارات التي تبثُّ له الإرادة لتثبِّت بها قلبه، وتقوِّي عزيمتَه على خطِّ الاستقامة، خصوصاً مع تزايد الفتن.
3. ظاهرهمالضَّعف والجهل، وباطنهم الحكمةوالفطنة:
روى الكليني عن الإمام الصَّادقg أنَّه قال: >سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدِّين إلا من ظنَّوا أنَّه أبله! وصبر نفسه على أن يقال [له]: إنِّه أبله لاعقل له<([50]). والصَّبر على ذلك من الأمور العسيرة إلا على المؤمن.
وفي حديث آخر من طرق العامَّة عنهe: >يأتي عليكم زمان يخيَّر فيه الرَّجل بين العجز والفجور، فمن أدرك ذلك الزَّمان فليختر العجز على الفجور<([51])، و>فليختر العجز على الفجور<؛ فكأنَّه يقال له: إنِّه لا يقدر ولا يتمكَّن على فعل المنكرات لضعفه وقلة يده، وهذا التَّعبير فيه وصف عميق لتردِّي الوضع الإيماني في المجتمع الذي خيَّمت المادَّة على أهلِه، فصار لسان حالهم ما جاء في خطاب قوم لوط لأهل العفاف: ﴿أخرجُوهُم من قَرْيَتِكُم إنّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهّرُون﴾(الأعراف:82).
4. معونةالمستضعفين والجهاد:
روى الكليني عن إسحاق بن عمار عن إمامنا الصَّادقg: >يأتي على النَّاس زمان من سأل النَّاس عاش ومن سكت مات<، قلت: فما أصنع إن أدركت ذلك الزَّمان؟ قال: >تعينهم بما عندك، فإن لم تجد فتجاهد<([52]).
5.الاستعدادللفوت فيكلِّ لحظاتهم:
عن الأميرg: >فإذا كان ذلك الزَّمان وجب التَّقدم في الوصية قبل نزول البليَّة، ووجب تقديم الصَّلاة في أوَّل وقتها، خشية فوتها في آخر وقتها، فمن بلغ منكم ذلك الزَّمان فلا يبيتنَّ ليلة إلا على طهر..<([53]).
والالتزام بالصَّلاة، والكون على وضوء وإن كان مستحباً على كلِّ حال، ولكنَّ الرِّواية تدلُّ على تأكُّد ذلك في ذلك الزَّمان.
6. عدممجالسة أهلالدُّنيا:
تقدمت الرِّواية عن النَّبيe: >يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا، ذكرهم الدُّنيا وحبُّ الدُّنيا، لا تجالسوهم، فليس لله بهم حاجة)([54]).
ويمكن تعميم التَّعليل في كلامهe، فكلُّ من لم يكن لله به حاجة فلا يجالس، ومنهم أهل الفجور واللهو واللعب.
7. عدممداهنة أهلالباطل
من وظائف المؤمن المهمَّة عدم مجاملة ومداهنة أهل الباطل، يقول إمامنا الباقرg: >فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكُّوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإنْ اتَّعظوا، وإلى الحقِّ رجعوا فلا سبيل عليهم.. فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عزوجل داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي).([55])
والصَّف المؤمن الذي يحمل البصيرة في آخر الزَّمان -وهو يعيش في الوسط المادِّي الذي مال إلى الدُّنيا وصار الدِّين عنده حالة هامشية وشكلية- يتعرَّض لأقسى امتحان، وهو إمَّا أن يميل لأفكارهم وسلوكهم بحجَّة المرونة ونحوها؛ فتميع المفاهيم النَّاصعة لديه، أو تضعف إرادته بعد رؤيته هيبة كثرة الباطل الخادعة فيتراجع متقهقرا عن غاياته وأفكاره، وإمَّا أن يثبت على الحقِّ، ويصبر على الأذى وكلام أهل الباطل فيه.
8. يعملونبما يعرفون:
روي عن النَّبيe: >تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصَّتكم، وتدعون أمر عامَّتكم<([56]).
9. الانتظار والدُّعاء:
وروي عن أحد المعصومينi أنه سئل في شأن غيبة المهديx: "كيف تصنع شيعتك؟ قال: >عليكم بالدُّعاء، وانتظار الفرج، وإنَّه سيبدو لكم علم، فإذا بدا لكم فاحمدوا الله، وتمسَّكوا بما بدا لكم<([57]).
ختاماً:
يجدر أن أذكر في خاتمة هذه المقالة أنَّي لم أقم بأمر يُذكر سوى الفهرسة الموجزة لهذه الأخبار المرويَّة عن السَّادة الأطهارq، وإلا فإنَّ البحث يحتاج إلى مزيد تحليل واستفادة، ولكن ما ذكرناه ربَّما يكون بوَّابة للفضلاء في التَّوسعة في هذه الرِّوايات الشَّريفة.
سائلاً المولى أن يرزقنا بصيرة في ديننا، وإخلاصاً في عملنا، ونوفَّق في تقديم أبحاثٍ تحليلةٍ، ودراسات استشرافية تخدم أهلَ الإيمان، وتقدَّم خدمةً لمؤسسات التَّبليغ الإسلامي، لنوفَّق أن نكون من الممهدِّين لدولة الإمام الموعود ابن الحسنh. والحمد لله ربِّ العالمين.
([1]) لا أخفي استفادتي الكثيرة من كتاب معجم الملاحم والفتن لسماحة السَّيد محمود الدهسرخي الأصفهاني(رحمه الله وقدس نفسه الزكية)، (معجم الملاحم والفتن، ج2، ص322) والسَّيد كاد أن يكون بارزاً للطَّائفة الحقَّة بكتاباته المعجمية، إذ أقدم على تأليف معجماً لجميع الرِّوايات، ولكن ما أن أنهاه حتى راج جهاز الكمبيوتر والإنترنت، وسهل هذه العملية بأصبع واحدة، فصار معروفاً عند أهل السَّماء وإن جهله الكثير.
([2])يمكن التَّفريق بين خطاب >سيأتي على أمتي زمان< وبين >سيأتي في آخر أمتي..<، والثَّاني يشير إلى آخر الزَّمان، بينما مثل الخطاب الأوَّل قد يشير إلى زمان معيَّن بعد زمان المعصومg، وليس بالضرورة هو آخر الزَّمان، والله العالم.
([3]) بحار الأنوار، ج51، ص148.
([4])التَّحليل السياسي في فكر الإمام الخامنائي. دار الوفاء للثقافة والإعلام ط1.
([5])كنز العمال، المتقي الهندي، ج14، ص227.
([6])الخصال، الصَّدوق، ص449.
([7])الفقيه، الصَّدوق، ج3، ص247.
([8])جامع الأخبار، ص356.
([9])بحار الأنوار، المجلسي، ج44، ص382.
([10]) نهج البلاغة، ج1، ص209.
([11]) بحار الأنوار، ج52، ص263.
([12])تحف العقول، ص37.
([13])الكافي، الكليني، ج8، ص306و476.
([14]) بحار الأنوار، ج٢٢، ص٤٥٣.
([15])بحار الأنوار، ج٢٢، ص٤٥٤.
([16]) تفسير القمي، ج2، ص306.
([17])بحار الأنوار، ج٢٢، ص٤٥٤.
([18]) نهج البلاغة، (خطبة في الغاية من البعثة)، ج2، ص31.
([19]) تفسير القمي، ج2، ص305.
([20])من لا يحضره الفقيه، الصَّدوق، ج1، ص283.
([21]) فضائل الأشهر الثَّلاثة، الصَّدوق، ص91.
([22])الكافي، ج٥، ص٥٥.
([23])البحار، ج6، ص306.
([24])الكافي، ج٥، ص٥٥.
([25])بحار الأنوار، ج٥٢، ص١٨١.
([26])جامع الأخبار، ص151.
([27]) بحار الأنوار، ج52، ص263.
([28])جامع الأخبار، ص153.
([29])الكافي، ج5، ص55.
([30])المستدرك، النيسابوري، ج4 ص510.
([31])تنبيه الخواطر(مجموعة ورام): ج١، ص١٥٥.
([32])جامع الأخبار، ص152.
([33]) البحار، ج52، ص262.
([34]) جامع الأخبار، ص151.
([35])جامع أحاديث الشيعة، البروجردي، ج١٣، ص٣٧١.
([36]) تفسير القمي، ج2، ص304.
([37]) البحار، ج52، ص262.
([38])البحار، ج52، ص262.
([39])البحار، ج6، ص306.
([40])المستدرك، ج4، ص457.
([41]) البحار، ج52، ص262.
([42]) البحار، ج6، ص306.
([43]) تحف العقول، ص٢٤٧ و54 و368.
([44]) نهج البلاغة، ج٢، ص٣١.
([45])من لا يحضره الفقيه، ج4، ص366.
([46])أمالي الطُّوسي، ج2، ص99.
([47])توحيد الصَّدوق، ص283.
([48])بحار الأنوار، ج٣٧، ص٣٠٨.
([49])البحار، ج١٨، ص١٤٧.
([50]) الكافي، ج2، ص117.
([51]) مسند أحمد، ج2، ص278.
([52])الكافي، ج٤، ص٤٦.
([53]) مستدرك سفينة البحار، النَّمازي الشاهرودي، ج١٠، ص٥٥١.
([54]) جامع الأخبار، ج356.
([55]) الكافي، ج٥، ص٥٦.
([56])المستدرك، ج4، ص465.
([57]) مهج الدَّعوات، ابن طاووس، ص٤١٤.
0 التعليق
ارسال التعليق