هناك مداخل لاستيعاب الفكرة، وخطوات لازمة بعد تقديم قراءة واعية للمرجعية التي تخطط الأهداف لحماية المجتمع الإسلامي، وتستثمر المواهب والطاقات للبناء، وتحتضن المبادرات من بين الصفوة أو الجماهير الهاتفة بالحق والعلم للعدل.
مدخل للعقل:
كانت سنة الرسول الأكرم(ص) التي أُعلِنَتْ بمثابة مدخل جديد لدراسة عقل الحضارة الإسلامية، وهي حياة قائد الرسالة والامتداد له في الدور وهم أهل بيته(ع) لتنفتح أمام الناس -كل الناس- وأتباع أهل البيت في العالم آفاقا واسعة ممتدة تعتمد الوعي والتحصين التربوي والثقافي لمفاصل عمق الإخاء والانسجام والحوار بين الشعوب بدلا من تكريس ثقافات التصادم وردود الفعل والتراشق في الحروب الطائفية المدمرة لجهود الحضارات.
خطوات رائدة:
وعند سماحته تأتي الحاجة -كضرورة ملحة- لتقديم قراءة تحليلية تربوية واعية لمهارات الإسهامات الشاملة في تأهيل الأمة -كل الأمة- بما فيها الصفوة الطلابية؛ لنصرة العدل ومقارعة الباطل ومقاومة الطغيان في الحجم الموازي للتحدي الكبير.
لأن الارتباط الوثيق بين الرأس وجسد الأمة -كمثال- لا يمكن التفكيك بينهما وبين دور مصدر الوعي وتدفق جداوله وانبعاث قنوات إشعاعه في تشكيل ثقافة استنهاض ووحدة مواقف عملية لإعداد القوة المتكاملة للشعوب الرادعة للعدو المشترك الشيطان الأكبر.
قراءة قرآنية للواقع:
وها هو العقل والوعي الأصيل المتمثل في المنهج القرآني الذي تعتمده مرجعية الامتداد لمدرسة أهل البيت(ع) عندما تستعرض حركة التاريخ وسننها وتختار أهدافا واقعية لمجموعة من الأمور لتكون مفتاحا لكل الأبعاد الوحدوية والمحورية المتمثلة في رسالة خاتم الأنبياء والرسل محمد(ص) وما يخدم حركة الإنسان التصاعدية في مجالاتها التربوية والعلمية والعقائدية والفقهية والاجتماعية والسياسية وجميع النواحي التطبيقية على صعيد الأفراد والمجتمعات لمواجهة جميع أشكال التحديات بعد توظيف واستثمار خطاب الدعوة لله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة للتحرك نحو تجسيد وتحقيق أبعادها الأصيلة للوصول إلى تلك الأهداف المثلى.
استثمار استراتيجي:
ومن خلال عمق أصالة الخطاب الشرعي القيادي لولي أمر المسلمين، واستشراف المستقبل من عنوان، ودور مفردة ولاية الفقيه ذات الدلالات المعرفية العلمية والحركية الحضارية كمحور أساس للخلاص والإنقاذ الحقيقي، ولتقريب مفردة الوحدة الإسلامية للأبعاد المعاصرة، بل لتظهر المكونات الشاهدة للواقع الحي في حركة العالم والوجود المصيري للدين؛ لتقوم خير الأمم التي أخرجت للناس بمزاولة خبرات البناء الإنساني الحضاري؛ ولاستقبال العمليات التاريخية التأصيلية للنهوض التأسيسي الاجتماعي الإسلامي في مواجهة التحديات الحضارية الخطيرة المتنوعة؛ ولاحتواء إفرازاتها السلبية باستمرار قبل أن يسيطر على أجواء العالم اليأس والتشاؤم والهبوط الروحي، والسقوط في أحضان الاستكبار والكفر العالمي الذي يحاول جاهدا محو خط السماء وإطفاء نور الامتداد لرسالات الأنبياء والرسل، ولكن هيهات ما دام فينا –كمسلمين- روحية الرسول الأكرم(ص) وأهل بيته (ع).
تسجيل مبادرة طلابية جديدة:
وبالمناسبة، وإيمانا بضرورة تأصيل خبرات الفلسفة التي تقوم عليها الوحدة الإسلامية، وأهمية تفعيل مهاراتها العلمية والتطبيقية بين أعضائها، ومحاولة استيعاب جميع أفراد ومؤسسات المجتمع الإسلامي كلما أمكن لتوفير الأجواء لخدمة مدرسة النبي وأهل بيته لأن لهم المحورية في التقريب والوحدة لتتكامل الجهود وتتظافر بإخلاص.
وفقنا الله وإياكم لخدمة رسالته في دينه وخلفائه من الأنبياء والرسل والامتداد الحقيقي لهم.
0 التعليق
ارسال التعليق