اليهودية.. تطوّر تاريخي، عقائدي، تشريعي، وحركات فكرية

اليهودية.. تطوّر تاريخي، عقائدي، تشريعي، وحركات فكرية

الملخّص:

تحدّث الكاتب في هذه المقالة عن عدّة جوانب مهمّة في الديانة اليهودية، منها تاريخهم، وأين كانوا، وأين انتقلوا، ومنها ما يعتقدون به في كتبهم، مع تحليل لبعض تشريعاتهم وأفكارهم، ونظرة الإسلام والقرآن لهم.

 

المقدمة:

تشكّل اليهودية واحدةً من أقدم الديانات التوحيدية في العالم، وواحدةً من أكثرها تأثيراً في التاريخ الإنساني، فهي لا تتميّز فقط بنظام عقائدي ومجموعة طقوس وعبادات، بل تتضمّن أيضاً قوانين تنظيمية ومعايير اجتماعية معقّدة.

 استمرّت الجماعات اليهودية -عبر آلاف السنين- بالعيش في بيئات ومجتمعات خاصة بهم، ما جعلها تحتفظ بكيانها وهويّتها، بل استطاعت أن تؤثّر في سياسات العالم واقتصاده وثقافاته.

تسعى هذه المقالة إلى تسليط الضوء حول الدّيانة اليهودية، وذلك بتقديم دراسة متواضعة حول أهمية الاطّلاع والتعرّف على تاريخ اليهودية، وعقيدتها، وشريعتها، وكيف عرّفهم الإسلام من خلال آيات القرآن الكريم، بالإضافة إلى التعرّف على التيارات والأحزاب في الديانة اليهودية، خصوصاً الحركات الفكرية مثل الصهيونية التي لعبت دوراً كبيراً في صياغة هوية اليهود الحديثة.

أهمية البحث:

تتجه أهمية البحث انطلاقاً من عدّة نقاط:

 النقطة الأولى: أهمية دراسة التاريخ

دراسة التاريخ لها أهمية بالغة، فهي ليست مجرّد سرد للأحداث الماضية، بل هي وسيلة لفهم الحاضر والتخطيط للمستقبل، فالتاريخ ليس مجرّد ترفٍ فكري، بل هو أداة حيوية تساعدنا على فهم عالمنا والتفاعل معه بوعي وبصيرة، ومن خلال دراسة التاريخ نصبح أكثر معرفةً وإدراكاً للتعامل مع أنماط البشر والجماعات.

 النقطة الثانية: الخصوصية في اليهودية 

وهو موضوع مهم ومؤثّر بالنسبة لنا -كمسلمين-؛ وذلك لعدّة أسباب، أذكر هنا بعضها باختصار:

قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ويُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى}(البقرة: 256).

وهنا نسأل: أيّ طاغوت تريد الكفر به وأنت لا تعرفه أو أن تكون جاهلاً به؟ ولكي نكفر بالطاغوت يوجد شرط وهو معرفته معرفة جامعة وكاملة. 

تعرّض القرآن الكريم ليهود بني إسرائيل في الكثير من آياته، وذكر قضايا تاريخية مرتبطة بالإيمان والكفر والنفاق بين هذه الجماعة، ولأنّ المسلم يعتبر القرآن كتاب هداية، فيلحظ كلّ ما جاء به القرآن الكريم على أنه ذكر أخبار الأولين، وهو أيضاً كتاب إرشاد وتنبيه وتحذير من هذه الجماعة التي مردت على التزوير والتحريف وقتل الأنبياء.

والأمر المهم أيضاً أنّ أكثر من ثلثي الكتاب المقدّس عند المسيحية هو نتاجٌ لمعتقدات يهودية، ومؤسَّسٌ على طبق المباني اليهودية؛ لذا قسّموا الكتاب المقدّس إلى العهد القديم (التوراة)، والعهد الجديد([1])، وقد يُعرّف النبي عيسىg في الكثير من المواضع على أنه يهودي، وعلى سبيل المثال فإنّ "البروتستانت" طائفة مسيحية لديها الكثير من الشرائع التي أشبه ما تكون بشرائع وأحكام اليهود.

والتعرّف على اليهود والمطالعة في أحكامهم سيكشف لنا دخول بعض العبادات أو الأحكام التي لا أصل قرآنيّ ولا روائيّ لها، لكننا سنكتشف أنها أحكام يهودية بسبب احتكاك اليهود بالمسلمين في بغداد والشام، وتسرّبت هذه الأحكام للمجتمعات الإسلامية، وأصبحت مع مرور الزمن تُعامَل على أنها من أحكام الإسلام.

وهذا الادّعاء ليس بلا دليل، بل له أمثلة:

المثال الأول: في باب العقيقة من ضمن المستحبات المذكورة في مفاتيح الجنان، أورد الشيخ عباس القميN أنّ أهل بغداد يأخذون الذبيحة دون كسر عظامها، ثم يأخذون العظام ويدفنونها، ولم أجد روايةً ولا أثراً على استحباب هذا الفعل، ولكن أهل النجف وبغداد كانوا يفعلونه.

وعندما تراجع النصوص اليهودية ستجد هذا الحكم موجوداً في سفر "لاوي"، وهو مطبّق عند اليهود. 

المثال الثاني: والذي قد يحاكم المسلمون عليه، ويُنسَب لهم زوراً، وتقام الحملات ضدّهم، خصوصاً من الجماعات النسوية والعلمانية التي تبحث دائماً على ما يمكن أن يشوّه الإسلام وأحكامه، ونحاكم به، وقد أقيمت في البحرين حملةٌ لتغيير هذا القانون، وبعد نجاحهم في منعه كان التعامل والأدبيات التي استعملها أصحاب تلك الحملة أنهم انتصروا على الإسلاميين، وعطّلوا حكماً شرعياً لصالح الإنسانية وظلامة المرأة.

وهذا الحكم هو: لو تعرّض رجلٌ لامرأةٍ وزنى بها (اغتصبها)، ففي شريعة اليهود يجبر الفاعل على دفع خمسين قطعة ذهب إلى والد البنت، ويجبر على الزواج من البنت، وليس له الحقّ بتطليقها.

وقد ذُكِر ذلك مفصّلاً في التثنية 22: 28-29: "إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلّ أَيَّامِهِ"([2]).

وهذه القضية غير موجودة في شريعتنا، ولا يوجد حكم فقهي واحد يجبر الفتاة على هذا النوع من الزواج. نعم، لعله صارت أعرافٌ عند بعض المجتمعات دخيلة من المجتمعات اليهودية، ومع ذلك فهي ليست حكماً فقهياً عندنا.

واليهود هم الذين يملكون الإعلام والسياسة العالمية اليوم، وبالتعرّف على عقائدهم وأفكارهم سيكون ذلك خير معين لمعرفة خططهم وطريقة تفكيرهم.

إذا اتضحت هذه المقدّمة، يقع الكلام في عدّة مطالب:

المطلب الأول: تأريخ اليهودية

النقطة الأولى: أصول اليهودية وعهد النبي إبراهيمg:

ترجع أصول اليهودية إلى العهد الذي أوحى الله به إلى النبي إبراهيمg.

 يُعتبر النبي إبراهيمg في المصادر اليهودية "أب الأمم"، حيث يظهر في النصوص التوراتية كشخصية محوريّة بدأت العلاقة بين الله والبشرية([3])، ويُعتبر العهد الذي أُبرم بين الله تعالى وإبراهيمg الأساس التاريخي للعلاقة بين الله تعالى والشعب اليهودي.

 وفي هذه المرحلة، تصطبغ الهوية اليهودية بصبغة دينية وقومية في آنٍ واحد، حيث يتبلور مفهوم "الشعب المختار" ليشكّل أساس العقيدة والهوية اليهودية.

النقطة الثانية: الفترة المصرية والخروج

يمثل الخروج من مصر بقيادة النبي موسىg حدثاً مفصلياً في تاريخ اليهودية([4])، حيث يتحرّر الشعب اليهودي من العبودية، ويتلقى النبي موسىg الوصايا العشر على جبل سيناء. وتعتبر هذه الوصايا المرجع الشرعي والقضائي الذي تشكّل حوله التشريع اليهودي المعروف بالشريعة (الهالاخاه).

 وتشكّل العهد الثاني بعد عهد النبي إبراهيمg، ليعزّز ما ذهبوا إليه واعتقدوا به من فكرة الاختيار الإلهي للشعب اليهودي، ممّا يضيف بُعداً دينياً جديداً يتعلّق بمسؤولية الشعب اليهودي في تنفيذ وتطبيق شريعة الله.

النقطة الثالثة: بناء الهيكل الأول وأثره

يُعدّ بناء الهيكل الأول في القدس على يد الملك سليمانg مرحلة محورية في تأسيس مركزية دينية وسياسية للشعب اليهودي، ويلعب الهيكل الأول دوراً أساسياً في العبادة وتقديم الأضاحي والقرابين، كما كان يُعتقَد أنّ الله يقيم في هذا المكان المقدّس، ومع تدمير الهيكل الأول على يد البابليين في عام 586 ق.م، شعر اليهود بالضّياع، وبدأوا في خَلْق رؤى دينية أكثر تعقيداً حول مسألة الخلاص والعودة إلى الأرض المقدّسة.

النقطة الرابعة: فترة السبي البابلي وأثرها على الفكر اليهودي

يشكّل السبي البابلي انعطافة كبرى في العقيدة والفكر اليهودي، فبعد تدمير الهيكل الأول ونفي اليهود إلى بابل، وما جرى من انتكاسات على الشعب اليهودي، بدأت تظهر أسئلة حول معنى الوجود اليهودي ودورهم في التاريخ، كما أنّ اختلاطهم بالبابليين الذين كانوا يمتلكون المعابد والطقوس المختلفة لعبادة الأوثان، حرّك ذلك حاخاماتهم لكتابة الشريعة بعد أن كانت تتناقل شفاهياً لأكثر من (500 عام).

 وخلال هذه الفترة، ظهر كتاب جديد هو "سفر دانيال" الذي يتحدّث حول فكرة المخلّص، وذلك بمجيء الماشيح [المسيح] وتحرير الشعب اليهودي. 

وقد كانت تلك من أهمّ ما استفاده الشعب اليهودي من السبي، حيث تركّز اهتمام حاخاماتهم حول الاهتمام والتركيز على حفظ النصوص والشرائع والطقوس التي تعزّز حفظ الهوية الدينية لليهود.

النقطة الخامسة: عودة اليهود وبناء الهيكل الثاني

بعد عودة اليهود من السبي البابلي، أعادوا بناء الهيكل الثاني في القدس([5])، ليكون مجدّداً مركزاً للعبادة والحياة الدينية، إلا أنّ الهيكل الثاني لم يكن فقط مكاناً دينياً، بل رمزاً للهوية اليهودية والاستقلال السياسي، خاصة في مواجهة الهيمنة الهيلينية ثم الرومانية.

وخلال هذه الفترة ظهرت حركات فكرية مختلفة مثل الفريسيين والصدوقيين، حيث ركّز الفريسيون على دراسة الشريعة وتطويرها، بينما كان الصدوقيون يتمسّكون بطقوس الهيكل.

وبما يناسب المقام نشير هنا باختصار إلى الفرقتين:

الفرقة الأولى: فرقة الفريسيين 

وهم (بيروشيم) في العبرية وتعني المنعزلين، ومن ألقابهم (حبيريم) وتعني الرّفاق، وهم أيضاً الكتبة، وهم فرقة دينية وحزب سياسي ظهر نتيجة الهبوط التدريجي لمكانة الكهنوت اليهودي بتأثير الحضارة الهيلينية التي تُعلي من شأن الحكيم على حساب الكاهن، ويرجع التراث اليهودي جذورهم إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد([6]).

الفرقة الثانية: فرقة الصدوقيين 

بالعودة الى ما ذكره الباحث عبد الوهاب المسيري في موسوعته "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، قال: "إنهم إحدى الطوائف اليهودية التي ظهرت في فترة الهيكل الثاني، ويُعرَف الصدوقيون بأنهم كانوا الطبقة الكهنوتية والنخبة الغنية، وكان لهم نفوذ كبير في الحياة الدينية والسياسية في القدس، وتميّزوا بتفسيرهم الحرفي للشريعة اليهودية واعتمادهم على النصوص المكتوبة، مثل التوراة، دون الاعتراف بالتفسيرات الشفوية (التي اعتمد عليها الفريسيون)، وعُرِفوا بإنكارهم للبعث واليوم الآخر"([7]).

النقطة السادسة: تدمير الهيكل الثاني وبداية الشتات

في عام 70 م دمّر الرومانُ الهيكلَ الثاني، ممّا أدّى إلى تشتّت اليهود في جميع أنحاء الامبراطورية الرومانية وما وراءها، ويُعرَف هذا الشّتات في الأدبيات اليهودية بالـ"دياسبورا"، وقد أثّر بشكل عميق في الوعي اليهودي، حيث أصبح الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية تحدّياً حقيقياً. وخلال هذه الفترة ازدادت أهمية دراسة التوراة وتدوين التّلمود، الذي أصبح بمثابة الدليل الرئيس لحياة اليهود في الشّتات.

النقطة السابعة: التفاعل مع الثقافات الأخرى خلال فترة الشّتات

عاش اليهود على مرّ العصور في مناطق مختلفة تحت حكم الثقافات الإسلامية والمسيحية، ما أدّى إلى تطوّر الفكر اليهودي وتفاعله مع الفلسفات السائدة، وإذا لاحظنا العصور الوسطى سنجد تطوّر الفكر اليهودي في الأندلس، حيث تأثّر اليهود بالفلسفة الإسلامية والفكر الأرسطي، وكان موسى بن ميمون من أبرز الفلاسفة اليهود الذين سعوا للتوفيق بين العقل والإيمان، وتقديم تفسير عقلاني للشريعة اليهودية.

المطلب الثاني: العقيدة اليهودية

وهنا نذكر مجموعة من النقاط تلخّص لنا العقيدة اليهودية:

النقطة الأولى: مفهوم التوحيد والعلاقة مع الله

التوحيد أو الإيمان بإله واحد، هو حجر الأساس في العقيدة اليهودية، ويرى اليهود أنّ الله (يهوه) هو الإله الواحد والخالق الوحيد للكون، المتفرّد في قدرته وسيادته، وهو ليس فقط خالق العالم، بل مدبّر شؤونه وحافظ النظام فيه، وهذا الإله لا يشاركه أحد في الألوهية، ولا يوجد كيان آخر يمكن مقارنته به أو يعادله في السلطة أو القدرة.

وتذكر العبارة الشهيرة التي تجسّد عقيدة التوحيد في اليهودية هي "شماع يسرائيل" (שְׁמַע יִשְׂרָאֵל)، وهي صلاة يتلوها اليهود يومياً، وتقول: "اسمع يا إسرائيل، الربّ إلهنا، الربّ واحد"([8]).

هذه العبارة تؤكّد على وحدانية الله وتفرّده، وتُعدّ الشهادة الأساسية في الإيمان اليهودي، وتمثّل هذه الصلاة رمزاً للتوحيد، وهي تُستخدَم كتذكير دائم بالوحدة المطلقة لله.

النقطة الثانية:خصائص الله في اليهودية

يوصف الله بصفات متعدّدة في الديانة اليهودية، تركّز على قدرته المطلقة، وحكمته اللامحدودة، وعدله، ورحمته، ويعتبر الله كائناً متسامياً وخالياً من الشّكل المادّي؛ فهو ليس له جسد، ولا يمكن رؤيته أو تصوّره بشكل مادي، وهذا الفهم لله يعكس تصوّراً أنّ الله أعلى من أن يُجسَّد أو يُشبَّه بأيّ شيء مخلوق، وقد جاء ذلك بشكل صريح في الوصايا العشر، حيث يحرم على اليهود صنع أيّ صورة أو تمثال يجسّد الله: "لا تصنع لك تمثالًا منحوتاً ولا صورة مما في السّماء من فوق، وما في الأرض من أسفل، وما في الماء من تحت الأرض"([9]). 

النقطة الثالثة: العلاقة بين الله والشعب اليهودي

وفقاً للعقيدة اليهودية، تربط الله بالشعب اليهودي علاقة خاصة، تقوم على "العهد" أو الاتفاق المقدّس. فيُعتقَد أنّ الله اختار بني إسرائيل ليكونوا شعبه المختار، وعقد معهم عهداً ملزماً بأن يلتزموا بشريعته ووصاياه، وفي المقابل يَعِدُ الله بحمايتهم ومباركتهم. وهذه الفكرة تُظهر العلاقة المتبادلة بين الله والشعب اليهودي، والتي تتطلّب من اليهود الالتزام بالتعاليم الإلهية كدليل على إيمانهم بالله وتفانيهم له.

وهذا العهد كان على مرحلتين:

المرحلة الأولى: عهد إبراهيمg

يبدأ تاريخ العهد بين الله والشعب اليهودي مع النبي إبراهيمg، ووفقاً للنصوص التوراتية وعد الله إبراهيم بأن يجعله أباً لأمة عظيمة، وأن يمنح ذرّيته الأرض المقدّسة (أرض كنعان)، بشرط أن يحافظوا على العهد ويظهروا الولاء لله. 

المرحلة الثانية: عهد موسىg

 يتجلّى العهد الثاني في العلاقة بين الله وموسى، عندما أعطى الله الشعب اليهودي الوصايا العشر على جبل سيناء، وهذه الوصايا تشكّل جوهر الشريعة اليهودية، وتؤكّد على التوحيد كالتزام أساس.

النقطة الرابعة:الله كإله عادل ورحيم

في النصوص الدينية اليهودية، يُظهر الله خصائص العدالة والرحمة معاً، فهو إله عادل يعاقب الأشرار ويرعى المظلومين، لكنه أيضاً إله رحيم يغفر للمخطئين إذا تابوا وعادوا إلى طريق الصواب، وقد تجسّدت رحمة الله في العديد من القصص التوراتية، مثل قصة النبي يونان وأهل نينوى، حيث يغفر الله لأهل المدينة عندما يتوبون عن خطاياهم، وهذه الصفات المزدوجة للعدالة والرحمة تجعل العلاقة مع الله متوازنة؛ فهو ليس فقط إلهاً صارماً يحكم بالقوانين، بل هو أيضاً إله محبّ يتطلّع إلى التوبة والإصلاح.

النقطة الخامسة:الإيمان بإرادة الله وسيادته المطلقة

الإيمان بأنّ الله يسيطر على كلّ شيء في العالم جزء أساسي من عقيدة التوحيد في اليهودية، وأنّ كلّ ما يحدث هو نتيجة لإرادته، وهذه النظرة تؤدّي إلى اعتقاد أنّ الأحداث -سواء كانت جيدة أو سيئة- هي جزء من خطة إلهية أعظم، وهذا الإيمان يُظهر قناعة اليهود بأنّ الله متورّط بعمق في تاريخ البشرية، وأنه يهتم بشؤون خلقه، ومع ذلك تمنح اليهودية أيضاً مساحة للإرادة الحرّة، ممّا يعني أنّ البشر يتحمّلون مسؤولية أفعالهم ويحاسَبون عليها.

النقطة السادسة:التوحيد والرّفض الكامل لعبادة الأوثان

في تاريخ اليهودية كان الرفض لعبادة الأوثان أو تعدّد الآلهة موقفاً أساسياً؛ إذ تذكر النصوص التوراتية صراعات الأنبياء مع الشعوب المحيطة الذين كانوا يعبدون آلهة متعدّدة، وتؤكّد أهمية الحفاظ على الإيمان بالله الواحد، حتى عندما كان بنو إسرائيل يعانون من تأثير الحضارات المجاورة، كانت رسالات الأنبياء تشدّد دائماً على العودة إلى عبادة الله الواحد، ونبذ أيّ انحراف نحو تعدّد الآلهة أو عبادة الأصنام.

الخلاصة في النظرة اليهودية إلى الله:

العقيدة التوحيدية في اليهودية تعكس إيماناً عميقاً بإله واحد يتميّز بالسيادة الكاملة والقدرة المطلقة. (الله) في اليهودية ليس كائناً بعيداً وغير متصل بالبشرية، بل هو قريب ويشارك في حياة الناس من خلال العهود والتوجيهات الإلهية، كما يُنظَر إلى الله على أنه كائن عادل، ولكنه رحيم، يتوقّع من البشر أن يلتزموا بشريعته ويعيشوا حياة أخلاقية ومتفانية.

النقطة السابعة: مفهوم الشعب المختار ومسؤولية الشعب اليهودي

من المفاهيم الأساسية في العقيدة اليهودية مفهوم "الشعب المختار"، حيث يعتقد اليهود أنّ الله اختارهم لتحقيق رسالته، وهو ما يضع على عاتقهم مسؤولية الالتزام بالشريعة والعمل وفقاً لأوامر الله، ويعتبرون أنّ هذا الاختيار مسؤولية وتكليف سماوي تجاه البشرية، ويُعتبر جزءاً أساسياً من الهوية الدينية للشعب اليهودي.

النقطة الثامنة: الإيمان بالخلاص الماسياني

يلعب الماشيح (المسيح اليهودي) دوراً مهماً في العقيدة اليهودية، حيث يُعتقَد أنه سيأتي في المستقبل ليعيد تأسيس مملكة إسرائيل ويحكم بالعدل والسلام، وهذه الفكرة الخلاصية تنعكس في نصوص مثل "سفر إشعياء" و"سفر دانيال"، حيث يُصوّر الماشيح كشخصية قوية تحقّق العدالة الإلهية، وتختلف الرّؤى حول طبيعة الماشيح بين التيارات المختلفة في اليهودية؛ فبينما ترى التيارات التقليدية أنّ الماشيح سيجلب خلاصاً مادياً وسياسياً، تركّز الرّؤى الحديثة على البُعد الروحي للخلاص.

النقطة التاسعة: التصوّرات حول العالم الآخر والقيامة

تشمل العقيدة اليهودية تصوّرات عن الآخرة والحياة بعد الموت، وفي النصوص التقليدية مثل التوراة هناك إشارات إلى القيامة والدينونة النهائية، ومع تطوّر الفكر اليهودي، أضاف الفلاسفة مثل موسى بن ميمون أبعاداً فلسفية لهذه التصوّرات، حيث ربطوا القيامة بالعدالة الإلهية وتجديد العهد مع الله.

المطلب الثالث:الشريعة اليهودية (الهالاخاه)

ويقع الكلام في هذا المطلب ضمن نقاط:

النقطة الأولى: مصادر الشريعة وتطوّرها

تتألّف الشريعة اليهودية أو (الهالاخاه) من مجموعة من القوانين التي تنظّم حياة اليهود في جميع جوانبها، وتستند (الهالاخاه) إلى عدّة مصادر رئيسية، تشمل التوراة (الأسفار الخمسة الأولى)، والمشناه، والتلمود، ويُعتبر التلمود النصّ المركزي في الشريعة، حيث يحتوي على شروحات موسّعة للمشناه، وتفاصيل عن كيفية تطبيق القوانين في الحياة اليومية.

ويمكن تقسيم الأسفار الأربعة وما تحتويه إلى:

1. سفر التكوين (בראשית - بيريشيت)

المحتوى: يتناول سفر التكوين بداية الخليقة، بدءاً من خلق العالم في ستة أيام وراحة الله في اليوم السابع، وقصة آدم وحواء وسقوط الإنسان، والطوفان الذي أنقذ فيه نوح أسرته والحيوانات من الفناء، ثم يسرد قصص الآباء البطاركة، مثل إبراهيم وعلاقته بالله، وتضحيته بإسحاق، وقصص إسحاق، ويعقوب، ويوسف، وفي النهاية يصف السفر انتقال بني يعقوب إلى مصر.

مصادر يهودية: التلمود يشرح التفاصيل العقائدية والرمزية لقصص التكوين، كما أنّ التفاسير اليهودية مثل (رشِي) تقدّم توضيحات حول الرموز والآيات.

المراجع العلمية: كتاب "Commentary on the Torah" للمفسّر اليهودي راشي، وموسوعة(Judaica) ، التي توفّر شرحاً شاملاً للنصوص اليهودية القديمة.

2. سفر الخروج (שמות - شيموت)

المحتوى: يسرد سفر الخروج قصة اضطهاد بني إسرائيل في مصر، وولادة موسىg، ودعوته لتحرير شعبه، ويتحدّث عن الضربات العشر، وعبور البحر الأحمر، واستلام الشريعة على جبل سيناء، ويصف أيضاً بناء خيمة الاجتماع (المقدّس المتنقّل) التي أصبحت محور العبادة.

مصادر يهودية: يُعتبر كتاب"Midrash Rabbah" مصدراً هاماً لفهم الأحداث والرموز المذكورة في السفر، بالإضافة إلى تعاليم موسى بن ميمون (رامبام) في "ميشنيه توراة".

المراجع العلمية: The Jewish Study Bible التي تتضمّن تعليقات من علماء معاصرين، وكتاب "Exodus: An Archaeological and Historical Perspective"  الذي يدرس الأحداث من منظور تاريخي.

3. سفر اللاويين (ויקרא - فايقرا)

المحتوى: يحتوي على مجموعة من الشرائع والفرائض المتعلّقة بالطقوس والتطهير، مع التركيز على واجبات الكهنة اللاويّين، ويتضمّن أوامر الذبائح، والطهارة والنجاسة، ويحدّد قوانين الأعياد الكبرى.

مصادر يهودية: سفر التلمود، وخاصة "سدر كدوشيم"، الذي يشرح تفاصيل القوانين الطقسية، و"شولحان عروخ" كمرجع تشريعي يهودي يوضح تطبيق هذه الشرائع.

المراجع العلمية: Leviticus as Literature للمؤلف ماري دوغلاس، الذي يشرح الأبعاد الأدبية والقانونية للسفر، وThe Anchor Yale Bible، الذي يتناول سياق السفر من زوايا مختلفة.

4. سفر العدد (במדבר - بمدبار)

المحتوى: يصف تنظيم بني إسرائيل وتعدادهم، ورحلتهم الطويلة في البرية، وتفاصيل الانتكاسات والتمرّدات، وكما يسرد قصص قورح والبلعام، والأوامر المتعلّقة بتنظيم الجيش والتحضير لدخول الأرض الموعودة.

مصادر يهودية: كتاب "Bamidbar Rabbah" هو تفسير يوضح مغزى الأحداث، وأعمال موسى بن نحمان (رامبان) تقدّم نظرة تاريخية وروحية على هذا السفر.

المراجع العلمية: The Wilderness Narrative الذي يعرض تحليلات عن تفاصيل الأحداث في البرية، وكتاب "Bamidbar" للمؤلف يوسف هرتس الذي يشرح الأحداث من منظور توراتي.

5. سفر التثنية (דברים - دڤاريم)

المحتوى: يتضمّن خطب موسى الوداعية، حيث يعيد تلخيص الشريعة، ويشدّد على أهمية الالتزام بالوصايا، ويقدّم وعداً بالبركة للطاعة، وتحذيرات من العقاب للعصيان، وينتهي بوفاة موسى على جبل نبو.

مصادر يهودية: شرح راشي وكتاب "سفر هزوهريم" الذي يقدّم تعاليم وأحكام الشريعة، وتفسيرات "ميشناه توراة" لموسى بن ميمون.

المراجع العلمية: Deuteronomy and the Deuteronomic Code الذي يتناول التحليل القانوني للسفر، وكتاب "The JPS Torah Commentary: Deuteronomy".

النقطة الثانية: التلمود ودوره في صياغة الشريعة

يُعدّ التلمود نصّاً حيوياً في الشريعة اليهودية؛ حيث يتضمّن مناقشات وتعليقات من علماء الشريعة حول المشناه، وينقسم التلمود إلى جزءين: التلمود البابلي، والتلمود الأورشليمي، إلا أنّ التلمود البابلي هو الأكثر انتشاراً وتأثيراً في حياة اليهود، ويتميّز التلمود بتفصيله للقوانين الشرعية وتفسيرها، ممّا يساهم في صياغة إطار قانوني شامل ومتكامل.

النقطة الثالثة: الشريعة في العصور الوسطى 

الإصلاحات القانونية لموسى بن ميمون:

شهدت الشريعة -في العصور الوسطى- تطوّراً كبيراً على يد موسى بن ميمون، الذي يعدّ من أبرز المشرّعين والفلاسفة اليهود، وعمل موسى بن ميمون على توحيد الشريعة في كتابه "مشناه توراة"، الذي قدّم فيه شريعة موحّدة ومبسّطة تستند إلى المصادر التقليدية، وكان ذلك بعد احتكاكه الكبير بالمسلمين والاطّلاع على أحكامهم وفقههم، ويُعدّ هذا العمل محاولةً لتقديم نظام قانوني شامل يتّسم بالوضوح والتنظيم.

النقطة الرابعة: الهالاخاه في العصر الحديث.. التحدّيات والتكيّفات

واجهت الهالاخاه في العصر الحديث تحدّيات كبيرة بسبب التغيّرات الاجتماعية والسياسية، وأدّت هذه التغيّرات إلى ظهور تيارات إصلاحية ومحافظة في المجتمع اليهودي، حيث حاولت الحركات الإصلاحية تحديث القوانين والشعائر لتتناسب مع القيم الحديثة، وفي المقابل ركّزت التيارات الأرثوذكسية على الحفاظ على الشريعة التقليدية وتطبيقها بشكل صارم.

المطلب الرابع: اليهود في القرآن الكريم

تناول القرآن الكريم اليهودَ في العديد من الآيات، مسلّطاً الضوء على جوانب مختلفة من تاريخهم، وعقائدهم، وأفعالهم، إليك بعض الآيات التي تتحدّث عنهم:

1.وصفهم بنقض العهود:

{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}(البقرة: 100).

2.تحريفهم للكلام عن مواضعه:

{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}(المائدة: 13).

3. قسوة القلوب:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}(البقرة: 74).

4.تهمتهم لمريم بالباطل:

{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيماً}(النساء: 156). 

5.اتخاذهم العجل إلهاً:

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ}(الأعراف: 148).

6.حبّهم الشديد للحياة:

{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ}(البقرة: 96).

7.وصفهم بالجدال والتمسّك بالباطل:

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}(البقرة: 55).

8.عدم إيمانهم بالأنبياء وقتلهم لبعضهم:

{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}(المائدة: 13).

9.تحذير المسلمين من سلوكهم:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ}(المائدة: 51).

هذه الآيات وغيرها تسلّط الضوء على مواقف وسلوكيات بني إسرائيل في سياقات مختلفة.

المطلب الخامس: الحركات الفكرية والصهيونية

والكلام فيه في ضمن نقاط:

النقطة الأولى: نشأة الصهيونية كحركة قومية

ظهرت الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر كحركةٍ قوميةٍ تسعى لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ونشأت الصهيونية في سياق الاضطهاد الذي تعرّض له اليهود في أوروبا الشرقية، وخاصةً في روسيا القيصرية، حيث رأى مؤسّسوها مثل "ثيودور هرتزل" ضرورة إقامة دولة يهودية لحماية اليهود من معاداة السامية والاضطهاد([10]).

النقطة الثانية: الصهيونية الدينية والعلمانية

تعدّدت التيارات داخل الحركة الصهيونية بين دينية وعلمانية، ودَعَتِ الصهيونية العلمانية إلى إقامة دولة قومية بناءً على أُسُس علمانية وسياسية، بينما ركّزت الصهيونية الدينية على إعادة إحياء الروح اليهودية وإقامة دولة إسرائيل كتحقيق لنبوءة دينية، وهذا الانقسام أدّى إلى نقاشات حول طبيعة الدولة اليهودية وعلاقتها بالشريعة والتقاليد.

النقطة الثالثة: تأسيس دولة إسرائيل والتحدّيات المعاصرة

مع إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948م، أصبحت الصهيونية موضوعاً محورياً في المجتمع اليهودي، حيث واجهت الدولة الجديدة تحدّيات سياسية ودينية واجتماعية، وتناولت النقاشات مسألة العلاقة بين الدين والدولة، وكيفية تحقيق التوازن بين التقاليد اليهودية ومتطلّبات الحداثة، كما واجهت الدولة تحدّيات تتعلّق بتنظيم قوانين الهجرة، ومسألة تعريف الهوية اليهودية.

الخاتمة:

قدّمت هذه الدّراسة تحليلاً شاملاً لتاريخ اليهودية وعقائدها وشريعتها، بالإضافة إلى الحركات الفكرية التي نشأت داخلها، وأظهرت الدراسة كيف تطوّرت اليهودية عبر العصور، وكيف أثّرت الحركات الفكرية مثل الصهيونية في تشكيل التوجيه الديني والسياسي للشعب اليهودي، ويمكن القول إنّ اليهودية ليست مجرّد ديانة، بل هي مجموعة معقّدة من التقاليد والقوانين والثقافة التي تطوّرت عبر العصور، واستجابت لمختلف التحدّيات التي واجهتها.

المصادر:

- أونترمان، آلان. "اليهود: معتقداتهم الدينية وممارساتهم". النسخة الثانية المعدلة بالكامل. مطبعة ساسكس أكاديمي، 1996.

- استندت هذه المقالة في أكثر عناوينها ومصادرها إلى كتاب اليهودية الاعتقادات والتقاليد والذي لم يترجم الى اللغة العربية إلى الآن، وإنما حصلت الاستفادة منه استناداً إلى الترجمة الفارسية وترجمة نصوصه بشكل مجتزئ الى اللغة العربية.

وهنا أذكر تعريفاً لهذا الكتاب القيم: كتاب

"Jews, Their Religious Beliefs and Practices"  

للمؤلّف Alan Unterman هو مرجع شامل يتناول المعتقدات الدينية والتقاليد والممارسات اليهودية. يقدّم الكتاب لمحة تاريخية واسعة عن تطوّر اليهودية، من أصولها وحتى يومنا هذا، ويستكشف بشكل عميق العقائد، والشريعة، والتقاليد، والشعائر اليهودية.

الموضوعات التي يغطيها هذا الكتاب:

تاريخ اليهودية: تطور اليهودية منذ بداياتها، بما في ذلك بناء الهيكل الأول والثاني، وتأثير الشتات.

العقيدة اليهودية: المفاهيم الأساسية مثل التوحيد، العهد بين الله والشعب اليهودي، والإيمان بالماشيح (المسيح اليهودي).

الشريعة (الهالاخاه): القوانين الدينية التي تنظم الحياة اليومية لليهود، مع توضيح مصادرها مثل التوراة والتلمود.

الصهيونية والحركات اليهودية: مناقشة التوجّهات المختلفة داخل اليهودية الحديثة، مثل الأرثوذكسية والإصلاحية، ودور الصهيونية.


([1]) باورها وآيين هاى يهودي، كتاب مقدس ووحى، ص71.

([2]) التثنية، 22، 28-29.

([3]) سفر التكوين، الفصول 12-25.

([4]) كتاب باورها وآيين هاى يهودي، عيد فطير، ص288.

([5]) الكتاب المقدّس، ترجمة جمعية الكتاب المقدّس، الفصول 1-6.

([6]) موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، الدكتور عبد الوهاب المسيري، ص71.

([7]) المصدر السابق، ج14، الفرق الدينية واليهودية، ص371.

([8]) سفر التثنية: 4: 6.

([9]) سفر الخروج: 4: 20.

([10]) موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد السادس، ج2، تاريخ الصهيونية ص211.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا