لا يوم كيومك يا أبا عبد الله

لا يوم كيومك يا أبا عبد الله

ركيزتان مهمتان نأخذهما من عاشوراء، وعنوانان مهمان كانا قد تجسدا في ظهر العاشر من المحرم حينما برز سيد الشهداء وأبو الأحرار لقتال العتاة المردة وعبدة الطاغوت:

 

الركيزة الأولى: هي البراءة، والنفور، والغضب.

والركيزة الثانية: هي الموالاة، والحب، والرحمة. فإمامنا الشهيد(ع) كان يجسد هذه المفاهيم في ذلك اليوم العظيم، كان قد أعلن البراءة؛ وهي من العناوين القرآنية حينما تكون براءة من الكفر والرذيلة، وحينما تكون غضباً على العصاة لتوقفهم عن التمادي في ظلم العباد والاستخفاف بكتاب رب الأرباب.

 

وكان -سلام الله عليه- يجسد محور الولاء، فهو السائر على خط جده المصطفى(ص)، وهو الرابط بين الخلق وبين الخالق، وهو رحمة الله الواسعة، ولكأني به يوصي بعض المتخلفين عن نصرته بالانصراف لكي لا يسمعوا صراخه واستغاثته: (فامض حيث لا ترى لنا مقتلاً ولا تسمع لنا صوتاً، فو الذي نفس الحسين بيده، لا يسمع اليوم واعيتنا أحدٌ فلا يعيننا إلا أكبه الله لوجهه في جهنم)، ولكأني به ـ بأبي وأمي ـ يذرف دموعه رحمةً وألماً وحسرةً على هؤلاء القوم أن يدخلوا النار بسبب قتله.

 

فبراءةٌ من الله ورسوله إلى الذين باؤوا بقتل الحسين(ع) وسبي ذراريه، وقتل أطفاله، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، فما عذر من رضي بقتل الحسين(ع) وقد قال رسول الله(ص): (حسينٌ مني وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحب حسيناً)؟!

 

وسلامٌ من الله وملائكته وأنبيائه ورسله على قتيل العبرة الساكبة، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام على الشفاه الذابلات، السلام على النفوس المصطلمات، السلام على الأرواح المختلسات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الجسوم الشاحبات، السلام على الدماء السائلات، السلام على الأعضاء المقطعات، السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات... السلام عليك سيدي ومولاي ورحمة الله وبركاته.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا