بسم الله الرحمن الرحيم، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على محمّد أشرف الخلق والمرسلين وعلى آله سادات الخلق أجمعين، واللّعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
مقدّمة
ما أحلى الصدق، وما أجمل الأمانة، وكم هي الحاجة إليهما في ساحة العلم والمعرفة؟! وكم هو رائع كلّ ذلك في حمَلة الدين والناطقين باسمه؟
رجالٌ يحومون حول فَلَك الأئمةi، ويقبعون بين كلّ زاوية من ثنايا بيوتهم لا يراوحونها إلا عند إشفاء الغليل من لذيذ علومهم، وأنس مجاورتهم.
وأيُّ غليلٍ ذلك الذي يُروى من المعين النابض ويكتفي! فهم البحر النديّ الذي مَن شرب منه ازداد عطشاً ولهفة، وانتعاشاً وألفة؛ ليطلب المزيد من نمير علومهم، لِيَحُطَّ به من جهله ويسمو به نحو الكاملd.
إنّهم رجال الحديث، رجال العلم والمعرفة. اغترفوها من أصفى محالِّها، وأرقى درجاتها، وأعذب لُغتها بلاغةً وحكمةً وعلماً جمّاً.
فكانوا خير حَفَظَة لنقل التّراث الإسلاميّ -أعني السُّنة المطهَّرة- لأجيال الإسلام، مع ما فيه من الصِّعاب والمخاطر وتجشُّم العناء وقتئذٍ، فهي عِدْل القرآن ومصدر التشريع والرافد له، وهي الركنٌ الوثيق الذي لا ينفصل ولا ينفكّ عن آياته المحكمات، بل هي المبيِّنة والمخصِّصة للكثير من آياته الشريفة[1]، فطبيعة التنزيل تعتمد طريقة البيان الكلّي والتشريعات العامّة لأكثر الأحكام الشرعيّة ومبادئ العقيدة، فالقرآن بدوره يرسم الخطوط العامّة للأصول والفروع، ثمّ يأتي دور البيان التفصيلي والتوضيح الدقيق من خلال بيان النبيe وأوصيائه الشرعيِّين المُصْطَفينi.
ومن خلال هذه المقدّمة ننطلق في حديث حول دور الأصحاب ورواة الحديث في حفظ السُّنة المطهَّرة بتوجيهٍ وإرشاد من المعصومينi، وأهميَّة ذلك الدور، واختصاص الكثير منهم بفرعٍ أو أكثر من فروع المعرفة الإسلامية أو ببابٍ من أبوابه. ونستشهد بشخصيّة روائية اختصَّت بباب الحج وأخذت على عاتقها حمل هذا الفرع ولملمة مسائله، وجمع متفرقاته، مع ما فيه من تشعّب وغزارة، وموضع ابتلاء السائلين المكلَّفين، فكان أوحديّ هذا الباب لكثرة ما جاء عنه فيه، وهو: (مُعاوية بن عمّار الدُّهنيO)، فأطلق عليه (رَاوِية الحجّ).
* وبعد هذه المقدّمة نستعرض أهمّ النقاط التي سوف تتناولها هذه المقالة المقتضبة، وهي كالتالي:
1-عند دراسة باب الحج والوقوف على الروايات المستفيضة فيه، بحثاً ودراسة وتحليلاً في أبعاده المختلفة؛ (فقهيّاً وروحيّاً وعقديّاً) ...إلخ. فكذلك نحن بحاجة لدراستها وعرضها من حيث (السند) ورجال الحديث فيه، لنرى مدى القابلية في أخذها أم تضعيفها بناءً على ما يتمخّض من نتائج في هذا الباب.
2-بيان اختصاص بعض أصحاب الأئمةi في جوانب المعرفة الإسلامية، وذلك من خلال استعراض بعض الشواهد المُعاضدة في هذا الصدد.
3-التعريف بشخصيّة كبيرة اشتغلت بنطاق واسع في عبادة هي من أهمّ العبادات لاحتياجها للكثير من البيان والمسائل، فهو بدوره قد أثرى هذا الجانب بكثرة؛ ولهذا كان دأب الفقهاء في استدلالاتهم الفقهية في الكثير من الأبواب الاعتماد على صحاحه وأخباره المنقولة عنهO والاستناد إليها.
4-معالجة بعض النقاط المطروحة حول شخصيته من جهة التثبُّت والوثاقة، ومن جهة طول عمره وما يرد عليه من إشكالات!!
5-اعتماد الفقهاء(أعلى الله) رواياته في الكثير من مسائل باب الحج، والاستشهاد ببعض مواضع الاستدلال بروايته في كتب الفقه الاستدلالي.
المبحث الأول: وفيه فرعان
الفرع الأول: دور الأصحاب في حفظ الأحاديث
لقد لاقت (أحاديث الشريعة الإسلامية) منذ عصر النبيّe الكثير من الإرهاصات والظلامات من تهميش وتضليل وتحريف وإقصاء ومنع؛ نتيجة للأفكار المنحرفة والسياسات الظالمة والمذاهب الفاسدة؛ فأصبح من المُحتَّم واللاَّزم أن تُوضع له ضابطة وغربالاً يُنَقّي الأحاديث الصحيحة من الموضوعة، وهذا ما دعا النبيّ الكريمe وآله الطاهرينi إلى وضع القواعد العامّة لغربلتها والتحذير من تلفيق الأباطيل في دين الله والتقوّل على رسوله الكريم وآلهi.
فمن كَذب على الله ورسوله جزاؤه جهنّم وبئس المصير، عن أبي جعفر الثانيg أنّه قال: >قال رَسُولُ اللَّهِe فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ وَسَتَكْثُرُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ فَإِذَا أَتَاكُمُ الْحَدِيثُ فَاعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِي فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي فَخُذُوا بِهِ وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي فَلَا تَأْخُذُوا بِهِ<[2].
وفي رواية أخرى مرغباً في الصدق والأمانة قائلاً:
عن أبي عبد اللَّهِg: >أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ| خَطَبَ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ- فَقَالَ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً [رحم الله امرءً] سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَ حَفِظَهَا وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ...<[3].
ولما انحرف بعض رواة الحديث في عهد الإمام العسكريg وسُئلg: ما نصنع بكتبهم وبيوتنا ملأى منها؟ فقالg: >خُذوا ما رَوَوا و دَعُوا ما رَأَوا<[4]، وهناك الكثير من الأحاديث المعضِّدة لفكرة الحفاظ على التراث الروائي من التضييع أو التحريف، فقد قال الصادقg في حق أجلّ أصحابه (زرارة بن أعين): >لولا زُرارة ونظراؤه لانْدَرسَتْ أحاديثُ أبيg<[5]، ومقولتهg في حقِّ مجموعة من صفوة أصحابه: >إنّي لأحدِّث الرجل بالحديث، وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله –إلى أن قال- إنّ أصحاب أبي كانوا زيناً أحياء وأمواتا، أعني زرارة، ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي (هؤلاء القائلون بالقسط)، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون<[6].
فكلّ ذلك كان لبيان [من أين؟] يستقي المسلمون الحديث والرواية؟!
وقد اهتمَّ العلماء(أعلى الله) من بعدهم ليخصِّصوا كُتُباً ورسائل خاصّة ضمن منهجٍ علميّ يحوي الضوابط التي من خلالها يتمّ تنقيح روايات الحديث، فأصبح لها علماً مستقلاً يُعنى بها يُعرف: [بعلم رجال الحديث والدراية]. وإنّ بداية التأليف والتصنيف فيه ترجع إلى أواخر النّصف الأول من القرن الأول، حوالي سنة (38هـ)[7].
الفرع الثاني: اختصاص أصحاب الأئمةi بأفرع الحديث والمعرفة
من المزايا الكبرى في السّاحة العلميّة والمثمرة بحق، هي (الجنبة التخصُّصيّة)، لما لها من قدرة على التعمّق والغور في نطاق خاصٍّ من المعرفة بحيث تجعل المساحة سانحة للإبداع والإنتاجية، وهذا ما حدا بالأئمةi إلى تفعيل هذا الدور في تلامذتهم¿، سيّما رئيس الجامعة الإسلامية الكبرى (الإمام الصادق)g وقد ضمّت أربعة آلاف راوٍ من الثّقات المشهورين من مختلف المشارب والمذاهب ينهلون منها، وقد صدح الكثير منهم بالقول: حدَّثنا جعفر بن محمّدg[8]، حيث توزَّعت أدوار أصحابه في شتّى العلوم وفنونه، حتى قيل إنَّ أغلب العلوم اليوم إمّا كانت لها بركة الانطلاقة على يديهg، أو إنَّه قد أوصلها إلى أَوْجها إلى الحدّ الذي اكتسبت المكانة العلميّة في ربوع المعرفة.
ومن بين أولئك الأعلام الذين تميَّزوا واختصُّوا في فنون العلوم والمعارف: جابر بن حيان في (الكيمياء)، والخليل بن أحمد الفراهيدي في (علم العروض)[9]، وأبو الأسود الدّؤلي[10] في (النحو)[11] وأبان بن تغلب وزرارة بن أعين في (الفقه)[12]، وهشام بن الحكم في (العقيدة)[13]، وهكذا الكثير من الأصحاب ورواة الحديث.
المبحث الثاني: وفيه مطالب
المطلب الأول: "معاوية بن عمار" وإحاطته بمسائل الحج
يتوافد المسلمون على النبيe وآله المعصومينi لأخذ أحكامهم الشرعية منهم، ولمعرفة الكيفية التفصيليّة لها، ومن بين تلك العبادات فريضة الحج التي تتّسم بخصوصيّة زائدة عن غيرها من العبادات، وهي كثرة المسائل وتشعّبها؛ فيَرِد فيها التساؤل بكثرة لعظم خطرها وأهميتها وتطور واستحداث مجريات الأمور فيها مع الزمن، هذا من جهة ومن جهة أخرى يبتلي البعض بالوسوسة والتخوّف عند أداء تلك المناسك ممّا يستدعي تلك الكثرة في المسائل لتحوم حولها الإشكالات والاستفهامات بين الفينة والأخرى.
فقد سأل زرارة بن أعين الإمام الصادقg عن مسائل الحج أربعين عاماً ولم تنته هذه المسائل، فسأل الإمامg في تعجّب:
إنّي أسألك عن مسائل الحج مدّة أربعين عاماً وأنت تجيبني!!
فأجابه الإمامg: >بيتٌ حجَّ إليهِ قبلَ آدمَ بألفيّ عام، تريدُ أن تَفْنَى مسائلَهُ في أربعينَ عاماً؟!<[14].
ومن بين أولئك الرواة شخصيّة تعلَّق اسمها بالمنسك الكبير والعبادة العظمى وهي (حجّ بيت الله الحرام)؛ حتى قيل أنَّ أغلب المسائل منصبَّة فيه بحيث جعل فقهانا الأجلاء رسائل خاصّة لتلك العبادة وأسموها بـ (بمناسك الحج).
إنَّ (مُعاوية بن عمّار الدُّهنيO)؛ الشَّخصية الأبرز في الرواية في باب الحج، والتي كادت أن تتفرّد باختصاصها فيه -كما سيأتي في طيات البحث-، وهي شخصية صاحبَتْ الإمامَيْن الصادق والكاظمh، حتى تلمَّذت بين أفيائهم واكتسبت العلم الوافر والخلق الكريم.
المطلب الثاني: ترجمة الراوي: "معاوية بن عمار الدُّهني"؟
قال النجاشيO: "معاوية بن عمار بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني: مولاهم، كوفي، ودهن من بجيلة ... يكنّى أبا معاوية، وأبا القاسم وأبا حكيم، وكان له من الولد القاسم، وحكيم، ومحمد"[15].
ويذكر الميرداماد في تعليقته على رجال الكشّيS بـأنّه يكنّى بأبي القاسم الكوفي ويقصد معاوية بن عمار الدُّهنيّ، حيث قال: "وكثيراً ما يقول أبو عمرو الكشّي في هذا الكتاب أبو القاسم الكوفي، ويعني به معاوية بن عمار الدهني البجلى، وبه تستقيم هذه الطبقة فهو المتعين في هذا الإسناد. والشائع في الكافي والتهذيب والاستبصار في التعبير عنه بالتكنية أبو القاسم البجلى أو أبو القاسم مجردا عن التوصيف والتقييد"[16].
* (الدُّهنيّ)؛ بضم الدّال لا بكسرها:
جاء في رجال الكشيS: "معاوية بن عمار الدهني، و دهن بالضم حي من بحيلة، و يقال: دهَن بالتحريك، عن أبي الزبير وجعفر بن محمد، وعنه معبد بن راشد وقتيبة، ثقة"[17]. وفي موضع آخر قالO: "بضم الدّال نسبة إلى بني دهن. قال في القاموس: بنو دهن بالضم حي منهم معاوية بن عمار الدهني"[18].
قد روى عن الإمامَيْن الصادق والكاظمh، وممّن روى عنه: فضالة بن أيوب، وصفوان وابن أبي عمير، كامل الزيارات: الباب 3، في زيارة قبر رسول الله e، الحديث 1.
روى عن أبي عبد اللهg، و روى عنه محمد بن أبي عمير، تفسير القمي، سورة الكهف، في تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا}"[19].
المطلب الثالث: ما هي كُتُبه والطريق إليها؟
من أهمّ كتبه التي ذكرها علماء الرجال في الأصول الرجاليّة هي كالتالي[20]:
1) كتاب الحج.
2) كتاب الصلاة.
3) كتاب يوم وليلة.
4) كتاب الدعاء.
5) كتاب الطلاق.
6) كتاب مزار أمير المؤمنينg.
* ما الطريق إلى تلك الكتب؟
ذكر السيد الخوئيS في معجمه عدَّة طرق إلى كتب معاوية الدُّهني، منها: "رواه عنه جماعة كثيرة من أصحابنا، ونحن ذاكرون بعض طرقهم.
أخبرنا محمد بن جعفر المؤدب، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي، عن ابن أبي عمير، عن معاوية كتاب الصلاة، وكتاب يوم وليلة، وكتاب الدعاء، وكتاب الطلاق، وكتاب مزار أمير المؤمنينg.
وقال الشيخ (الطوسي): معاوية بن عمار الدهني: له كتب، منها كتاب الحج، وكتاب يوم وليلة، وكتاب الزكاة، وغير ذلك.
أخبرنا بذلك جماعة، عن أبي جعفر بن بابويه، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، عنه، قال: حدثنا معاوية بن عمار، عن جعفر بن محمد الصادقg، وذكر كتاب يوم وليلة"[21].
وقال الشيخ في الفهرست: "له كتاب ذكره ابن النديم"[22].
* ومن تلك الطرق المعتبرة التي صحّت في الرواية عنه، ما ذكره الشيخ الصدوقO وهو كالتالي:
"وما كان فيه عن معاوية بن عمّار فقد رويته عن أبي؛ و محمّد بن الحسن (K) عن سعد بن عبد اللّه؛ والحميريّ جميعاً عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى؛ ومحمّد بن أبي عمير جميعاً عن معاوية بن عمّار الدّهنيّ الغنويّ الكوفيّ مولى بجيلة ويكنّى أبا القاسم"[23].
* المبحث الثالث: وفيه ثلاث نقاط
النقطة الأولى: تكثُّر روايات مُعاوية الدُّهني في باب الحج، واختصاصه بها
إنّ المتتبِّع والمستقرئ في الكتب الحديثيّة سيَّما الكتب الأربعة منها، ليجد كمّاً هائلاً من تلك الروايات التي يرويها معاوية بن عمَّار، بطريق مباشر أو غير مباشر (أي بواسطة). فكم هو مقدار تلك الروايات؟! وتحت أيّ عنوان تُدرج في الأعمّ الأغلب.
أهي في الحج خاصَّة؟ أم تعمُّ غيره؟! أم أنَّها في غير ذلك؟
وفي مقام الإجابة نذكر التالي:
أولاً:- تتّبع مجموع رواياته:
إنَّ السيِّد الخوئي+ كما هو دأبه في المعجم يضع تعداداً لمجموع الروايات التي ترد تحت ترجمة عنوان راوية معين، وقد تكثر تلك العناوين لراوية واحد لتعدد الأسماء والألقاب والكنى لذات الراوية، فمثلاً (معاوية بن عمار) يرد ذكره كالتالي:[24]
1) معاوية بن عمار: "وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ تسعمائة وأربعة وستين (964) موردا".
2) معاوية بن عمار أبو القاسم: روى بهذا العنوان في رواية واحدة في التهذيب.
3) معاوية بن عمار بن أبي معاوية: روى في كامل الزيارات وتفسير القمي-لم يذكر العدد-.
4) معاوية بن عمار الدهني: روى بهذا العنوان روايتين في التهذيب والكافي.
ثانياً: لماذا استحقّ معاوية بن عمار لقب (رَاوِية الحج)؟
ومن هنا، ومن أجل الاستقصاء لمجموع روايات المُتَرجَم له، لا بدّ من جمع مجموع كلّ ما جاء عنه في العناوين الأربعة المتقدمة. فيكون المجموع التقريبي كالتالي: (967) رواية.
ومن خلال ما تقدّم يتّضح لنا معرفة المقدار الكليّ لمجموع ما رواه بالمباشرة والواسطة معاً. وللمطالع أن يرى بعد ذلك وبنظرته الشمولية الفاحصة لنوعيّة تلك الروايات وفي أيّ بابٍ يكثر تصنيفها.
وبعد المطالعة سيجد الباحث أنَّ لمعاوية بن عمّار الكثير من تلك الروايات التي وردت في الحج خاصّة -ككتابه المتقدم في الحج- إلاّ أنّه ولوجود الكثير من الرواة الذين يحملون تحت عناوين ترجمتهم كتباً باسم (كتاب الحج)، يعني أنَّ ذلك لا يعدُّ دليلاً على تفرّد معاوية بن عمار& بشؤون الحج ومسائله. نعم يمكن الاستدلال بذلك على أنّه مختصٌّ بهذا الحقل من الحديث.
ثالثاً: قد تسأل: إذاً ما هو المائز الذي تفرّد به دون غيره؟
وبعبارة أخرى؛ ما هو الدليل على كونه مستحقاً للقب (راوية الحج) مع وجود الكثير من الرواة الذين يروون أحاديث كثيرة في الحج، بل إنّ بعضهم قد ألَّف كتباً في ذلك؟!
نقول:
من المسلَّم به في المقام أنّ الراوية "معاوية بن عمار" هو أحد أولئك الذين اختصوا بشؤون الحج وحديثه، إلا أنّه قد اتسم بالوثاقة والجلالة من جهة؛ فليس كلّ من روى رواية وألف كتاباً أصبح من الثقات وعلى قدر من الجلالة والمكانة، ومن جهة أخرى فقد اختصَّ بهذا الباب على نحو لم يضاهه أحد من الرواة في عدد المرويات[25] التي وردت إلينا في كتب الحديث، فقد بلغت من الكثرة إلى درجة كبيرة، ويمكن أن يُدَّعى أنّه أوحدي هذا الباب ورائده، فقد نالت جميع أبواب الحج (تقريباً) حصّة من مروياته.
النقطة الثانية: هل يُعدُّ الدُّهني من الثّقات أم لا؟
وللجواب نورد التالي:
* الخصائص التي اتَّسمت بها شخصيته، مدحاً أو ذماً، ومعالجة ذلك:
لقد ذكر الرجاليُّون أنّ معاوية بن عمار كان قريناً مصاحباً للصادق× ومن خيرة أصحابه¿، وأنّه ذو منزلة ومكانة عظيمة يُعتدّ بها بين أقرانه المحدِّثين، وقد أدرك الكاظمg وروى عنه أيضاً.
قال ابن شهرآشوبO في المناقب: "وعدّه ابن شهرآشوب من خواص أصحاب الصادقg"[26].
وقال العلامة الحليS بعد ذكر ترجمة معاوية بن عمار: "وممّا يدلّل على ذلك كثرة روايته عنه وإشارة العلماء: روى معاوية عن أبي عبد الله (الصادق) وأبي الحسن موسى (الكاظم)’" [27].
وقال النجاشيS: "معاوية بن عمار بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني: مولاهم، كوفي، ودهن من بجيلة، كان وجها في أصحابنا ومقدما، كثير الشأن، عظيم المحل، ثقة، وكان أبوه عمار ثقة في العامة وجها، يكنّى أبا معاوية، وأبا القاسم وأبا حكيم، وكان له من الولد القاسم، وحكيم، ومحمد"[28].
إلاّ أنّ بعض الرجاليين قد أورد في حقِّه ذمّاً وتضعيفاً وعدم استقامة، وهو النقل الذي جاء به العلاّمة الحلّي وتبعه ابن داود(طاب ثراهها) في رجاليهما:
"وقال العلامة بعد ذكر ترجمة معاوية بن عمار (من القسم الأول): "وقال علي بن أحمد العقيقي: لم يكن معاوية بن عمّار عند أصحابنا بمستقيم، كان ضعيف العقل، مأمونا في حديثه ". وذكر ابن داود مثله من القسم الأول"[29].
* معالجة ما ورد:
من القواعد التي يبتني عليها علم الرجال أنّه إذا تعارضت الشهادات سقطت البيّنة وكان الرجل من المجاهيل، إلاّ إذا ترجّح أحد الطرفين على الآخر، وفي المقام: قد ناقش السيد الخوئيS في معجمه قول العقيقي قائلاً:
"إنّك قد عرفت عن النجاشي جلالة معاوية بن عمار، وعظم شأنه ومحله، وبعد ذلك فلا يصغى إلى ما عن علي بن أحمد العقيقي، من أن معاوية بن عمار لم يكن عند أصحابنا بمستقيم، كان ضعيف العقل، فإنّ علي بن أحمد لم تثبت وثاقته، على أنّ طريق العلامة. وابن داود إليه، مجهول"[30].
[النتيجة]:
أقول: إنّ معاوية بن عمار الدهني من الثقات الأجلة ولا عبرة بما قيل في حقّه من عدم الاستقامة وضعف العقل، ولربما كان ذلك راجعاً لبعض النقولات الضعيفة، وهو ما نقله (الكشي) عند ترجمته لمحمد بن أبي زينب: "رواية بسنده إلى معاوية بن حكيم، عن أبيه، عن جده (معاوية بن عمار) أنّه نقل شيئاً منكراً عن أبي الخطّاب، وقال الكشي بعد ما روى هذه الرواية: "هذا غلط ووهم في الحديث إن شاء الله، لقد أتى معاوية بشيء منكر ولا تقبله العقول"[31].
وقد عوَّل السيد الخوئي على تضعيف الرواية؛ فإن حكم [حكيم] بن معاوية بن عمار لم يوثَّق. ويمكن المناقشة في أصل ثبوت التضعيف، فإنّ المُضعِّف وهو العقيقي لم تثبت نسبة التضعيف إليه لجهالة الطريق.
وعلى إثر ذلك فلا تعارض من الأصل، كما أنّه يوجد في العبارة المُضعِّفة ما نصُّه: "مأموناً في حديثه"، فلا تعارض في المحل؛ لكون التّضعيف غير راجع إلى اللِّسان.
النقطة الثالثة: إشكالية طول عمره لـ 175 سنة [هل معاوية بن عمار من المعمرين أم لا]؟
لقد أورد العلامة الحليO في كتابه خلاصة الأقوال أنّ معاوية بن عمار قد عاش 175 سنة نقلاً عن الشيخ الكشيO حيث قال: وقال أبو عمر الكشي:
"(هو (معاوية بن عمار) مولى بني دهن، وهو حي من بجيلة، وكان يبيع السابري، وعاش مائة وخمسا وسبعين سنة (175)هـ"[32].
أما النجاشي فقد أورد في سنة وفاته: "ومات معاوية سنة خمسٍ وسبعينَ ومَائة (175)هـ"[33].
فهل أنّ معاوية بن عمار قد عاش فعلاً هذا العمر أم لا؟
* مناقشة:
لو افترضنا أنّ معاوية بن عمارO قد كان من المعمرين، فهذا يعني أنّ التاريخ قد تحدّث عنه بنوع من الإسهاب والحفاوة -ولو بعض الشيء- خصوصاً لأنّه كما اعتبره ابن شهرآشوب من خواصِّ الصادقg، ومن الرواة الأجلّة المقدّمين عند أهل البيتi، فأين هو باقي عمره في غير ما ورد عنه في حياة الصادقg؟! فلو كان كذلك لبانت سيرته منذ الصدر الأول للإسلام، ولنقل شيئاً ممّا عاصره في تلك الحقبة، كما هو شأن المعمِّرين الذين طال بهم أمد العمر لإدراك أكثر من واحد من المعصومينi، فإنّ النّاس لا تبرح حتى تنهال عليهم بأنواع الأسئلة واستخبار أحوال تلك الأزمنة المُتقدِّمة التي عاشها ذاك المُعمِّر؛ لأنّها خِصلة وطبيعة عند الإنسان حيث يميل لاكتشاف المجهول ومعرفة ما انبهم عليه من غوامض من الأمور، ولذكر اسمه ضمن المعمِّرين كما هو معهود في كتب التأريخ والسِيَر حيث يتمّ التعرض لشخصيات قد عَمَّرت سنين طويلة، إلا أنّ شيئاً من ذلك لم يكن. هذا بالإضافة إلى ما ذكره السيد الخوئيS في معجمه:
"وهذا من غلط النسخة جزماً، فإنّه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنh، فلو كان موته في زمن أبي الحسنg على ما ذكره النجاشي من أنّه مات سنة مائة وخمس وسبعين، فهو قد أدرك النبيe، ولو فرضنا أنّه لم يدرك النبيeأدرك الرضاg ومن بعده، وكيف كان فلا يقل إدراكه عن ثمانية من المعصومينi، على كل تقدير، وهو باطل جزماً، ومن المطمأنّ به أنّ المذكور في الكشي إنّما هو تاريخ وفاته. وعليه فيتّحد ما في الكشي مع ما في النجاشي"[34].
* المبحث الرابع: هل اعتمد الفقهاء على رواياته؟
وفيه جهتان:
الجهة الأولى: في أيِّ قسم من أقسام الحديث تُدرَج رواياته؟
إنّ المتفحِّص لكتب الفقه التي اعتمد الفقهاء¿ فيها على إبراز المستندات والمدارك لفتاواهم؛ ليجد أنّ هناك الكثير من الأحكام التي اقتصر فيها الحكم على الرواية دون الدليل القرآني المجمل، فتفاصيل العبادات وبيان كيفياتها قد تكفّلت بها السنة المطهرة، كالأخبار البيانية الحاكية لدقائق العبادات والكيفية التي ينبغي الإتيان بها في (الصلاة والزكاة والخمس والحج مثلا) ومن الملاحظ أنّ الكثير من تلك الروايات التي اعتمدها الفقهاء كحجة ودليل شرعي؛ هي روايات الراوية معاوية بن عمار الدُّهني سيما في(باب الحج) بعد تحقق تمام السند من حيث وثاقة مجموع رجال الحديث فيه، فإن كانت سلسلة الرواة كلهم من الشيعة الإمامية الإثني عشرية العدول وقد اتصل السند بالمعصومg أصبحت الرواية حينئذٍ في أعلى درجاتها والمعبّر عنها في علم الحديث بـ (الصحيحة)، أما إذا كان ضمن تلك السلسلة الرجالية أحد الرواة من غير الشيعة الإمامية الإثني عشرية، ولكن قد ثبتت وثاقته في علم الرجال، فحينئذٍ يعبّر عنها بـ (الموثقة)، وأما إذا كان أحد تلك السلسلة من الشيعة الإمامية الإثني عشريّة من دون توثيق أو تضعيف ولكن ورد في حقه مدح فيطلق عليها بـ (الحسنة)، وأما لو كان في ضمن السّند الروائي واحد من الضعفاء أو المجاهيل كانت (ضعيفة) غير معتبرة[35].
ومن هنا لا يكفي في الأخذ بالرواية كون معاوية بن عمار هو من يرويها لوثاقته، فلابدَّ من دراسة تمام السند والنظر في حال الرواة ثمّ الالتفات إلى مسألة ضرورية وهي اتّصاله بالمعصومg وعدم كونه من الخبر المرسل. فإنّه لا عبرة لمراسيل معاوية بن عمار لعدم قيام الحجّة عليها بخلاف بعض الرواة حيث اعتبر حجيَّة مراسيلهم عند بعض الرجاليين، كمراسيل ابن أبي عميرO.
الجهة الثانية: نماذج من روايات الدُّهني التي بوّبها الفقهاء، واعتمدوها في فقههم الاستدلالي[36]:
1-(في أقسام الحج) عن معاوية بن عمار: "سمعت أبا عبداللهg يقول: "الحج ثلاثة أصناف: حج مفرد، وقِران، وتمتع بالعمرة إلى الحج. وبها أمر رسول اللهe والفضل فيها ولا نأمر الناس إلا بها"[37].
2-(في المواقيت) عنه، عن أبي عبد اللهg قال: "من تمام الحج والعمرة أن تحرم من المواقيت التي وقتها رسول اللهe لا تجاوزها إلا وأنت محرم، فإنه وقت لأهل العراق ولم يكن يومئذ عراق، بطن العقيق من قبل أهل العراق، ووقت لأهل اليمن يلملم، ووقت لأهل الطائف قرن المنازل، ووقت لأهل المغرب الجحفة، وهي مهيعة، ووقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ومن كان منزله خلف هذه المواقيت مما يلي مكة، فوقته منزله"[38].
3-(في البدء والختم بالحجر الأسود) عنه، عن أبي عبداللهg: "من اختصر في الحِجْر الطواف فليُعد طوافه من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود"[39].
4-(في التلبيات الأربع) عنه، عن أبي عبد اللهg قال: "التلبية أن تقول: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك... واعلم أنه لابد من التلبيات الأربع التي كنَّ في أول الكلام وهي الفريضة وهي التوحيد، وبها لبَّي المرسلون..."[40].
5-(في وجوب التقصير) عنه، عن أبي عبد اللهg قال : "إذا فرغت من سعيك وأنت متمتع فقصر من شعرك من جوانبه ولحيتك وخذ من شاربك، وقلم من أظفارك، وأبق منها لحجك، فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كل شيء يحل منه المحرم، وأحرمت منه فطف بالبيت تطوعا ما شئت"[41].
6-(البدء والختم في السعي) عنه، عن أبي عبد اللهg قال: "ثم انحدر ماشياً وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المنارة، وهي طرف المسعى، فاسع ملء فروجك، وقل: "بسم الله والله أكبر، وصلى الله على محمد وآله" وقل: "اللهم اغفر وارحم واعف عما تعلم إنّك أنت الأعز الأكرم" حتى تبلغ المنارة الأخرى... ثم امش وعليك السكينة والوقار[42]، فاصعد عليها حتى يبدو لك البيت فاصنع عليها كما صنعت على الصفا، ثم طف بينهما سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتختم بالمروة..."[43].
7-(في وقت الوقوف بمزدلفة) عنه، عن أبي عبداللهg: "أصبح على طهر بعد ما تُصلي الفجر فقف إن شئت قريباً من الجبل، وإن شئت حيث شئت فإذا وقفت فاحمد الله عزّ وجلّ واثن عليه... ثم ليكن من قولك: اللهم ربَّ المشعر الحرام.."[44].
ولا يسع هذا البحث المقتضب ذكر أكثر من ذلك، فهناك الكثير من أمثال هذه الروايات التي قد احتوتها كتبهم فمن أراد المزيد فليراجعها.
الخـــاتمـة
نستخلص ممّا سبق أنّ الأئمةi مع الخُلِّص من أصحابهم¿ قد بذلوا قُصارى جهدهم للحفاظ على التراث الإسلامي لتكون (السُّنة المُطهرة) منزَّهة من أقوال الكذَّابين وأصحاب البِدَع والأباطيل، فكانواi القوّام بالقِسْط والعدل من بعدهe، والأمناء على رسالته، وسَعوا ليكون الدين محفوفاً برجال صُنِعُوا تحت منابرهم، وخُبِرُوا في تحمِّل رواياتهم، لِيَصْدَعوا بالحقّ حاملين راية الحديث بين أرجاء الأُمّة بكلّ أمانة وصدق.
وكان واحداً من أولئك الذين نهلوا وارتشفوا من عبق الحديث وعلومه، في أحلى وأعمق فروعه، وأشدّها مشقّة وعزيمة؛ رَاوِيَة الحجّ (مُعاوية بن عمّار الدُّهني)، وممّا تقدم -في طيّات البحث- نستفيد كونه شديد الاهتمام بمنسك الحج لكثرة روايته فيه.
ومن هنا كان هذا البحث المتواضع لبيان موقعيَّته من بين الرواة وبيان جهة اختصاصه فيه.
* ويمكن إبراز النتائج في مجموعة نقاط، كالتالي:
1- الدور المهم الذي لعبه الأصحاب في حفظ الحديث ونقله إلى الأجيال المتعاقبة تحت ناظر النبي الأكرمe والأئمةi من بعده.
2- أهميّة علم الحديث والدراية في تنقيح الأحاديث منذ الصدر الأول للإسلام وتطوّره حتى زماننا المعاصر هذا.
3-بيان اختصاص بعض أصحاب الأئمةi بفنون المعرفة، وأبواب الحديث؛ ممّا يكشف مدى أهمية التخصُّص في مجالات المعرفة الإسلاميّة.
4-استعراض أنموذجٍ للشخصيّة التّخصُّصيّة. وهو (معاوية بن عمار الدُّهنيO)، فقد اشتغل بنطاق واسع في عبادة من أهمّ العبادات، وهي (الحج)؛ لاحتياجها إلى الكثير من البيان والمسائل، فقد أثرى هذا الجانب بكثرة؛ ولهذا كان دأب الفقهاءU في استدلالاتهم الفقهيّة في الكثير من الأبواب الاعتماد على صِحاحه وأخباره المنقولة عنه S والاستناد إليها، فاستحقّ لقب (رَاوِيَة الحجّ).
5-معالجة بعض النقاط المطروحة حول شخصيته من جهة التثبُّت والوثاقة، ومن جهة طول عمره وما يرد عليه من إشكالات.
وفي الختام ...
أسأل الله العلي القدير، أن أكون قد وُفِّقت ولو بجزء يسير من الهدف المرجو في كتابة هذه المقالة، وأرجو من إخوتي الزملاء وأساتذتي الكرام أن يتفضَّلوا عليَّ بالملاحظة والتنبيه؛ لتقويم الخطأ وتصويبه، وسدّ النقص وتتميمه. وألا ينسوني من صالح دعائهم، إنّه سميع الدّعاء قريب مجيب[45].
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] وهذا خلاف مدرسة العامّة حيث اكتفت بمقولة الخليفة الثاني: "حسبنا كتاب الله"، وذلك في يوم الحيلولة بيوم الخميس عندما طلب رسول اللهe دواة وكَتِفاً وهو على فراش المرض الأخير؛ لكتابة الوصيَّة التي لن يضلّ المسلمون بعدها أبداً، فكانت تلك الكلمة بمثابة الطعنة في صدره المبارك، وبداية الانحراف الرسمي عن وحي السماء.
[2] بحار الأنوار، ج2، ص225.
[3] بحار الأنوار، ج2، ص225.
[4] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص542.
[5] الوسائل ج27، الباب10، ص144.
[6] الوسائل ج27، الباب10، ص145.
[7] كتب الحديث عند الشيعة الإماميّة، ص39.
[8] كتب الحديث عند الشيعة الإماميّة، ص34- 35.
[9] الشيعة وفنون الإسلام، ص132.
[10] ويقال: أبو الأسود الديلي منسوب إلى الدؤل، واسمه على الأشهر "ظالم بن عمرو الدؤلي المنسوب إلى الدوئل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة" من سادات التابعين، ومن أصفياء أصحاب أمير المؤمنينg. [المصدر السابق، ص149].
[11] المصدر نفسه، ص149.
[12] المصدر نفسه، ص62.
[13] المصدر نفسه، ص69.
[14] الحج والعمرة في الكتاب والسنة، ص246.
[15] معجم رجال الحديث ج19، ص235.
[16] رجال الكشي (مع تعليقات الميرداماد)، ج2، ص496.
[17] رجال الكشي (مع تعليقات الميرداماد)، ج1، ص209.
[18] المصدر السابق، ج1، ص362. القاموس، ج4، ص224.
[19] معجم رجال الحديث، ج18، ص216.
[20] معجم رجال الحديث ج19، ص236.
[21] كما توجد طرق أخرى تم ذكرها في المصدر نفسه (المعجم)، ص236- 237.
[22] فهرست الطوسي، ص336.
[23] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص454. "معاوية بن عمّار ثقة، كبير الشأن، عظيم المنزلة، وكان أبوه عمّار ثقة في العامة قال العسقلاني: عمار بن معاوية الدهني أبو معاوية البجلي الكوفي قال أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي ثقة وذكره ابن حبّان في الثقات، والطريق إلى معاوية صحيح وله كتب".
[24] المفيد من معجم رجال الحديث، ص610.
[25] ذكر الشيخ السَّند~: "أنّ معاوية بن عمّار الدُّهني هو من أوحديي الرواة في باب روايات الحجّ فإنّ غالبها مرويّ بروايته عنهg فالأضبطيّة له" [سند العروة الوثقى - كتاب الحج، ج1، ص218].
وفي مورد آخر قال: "إلا أنّه يُضِّعف هذا الاحتمال كون معاوية بن عمار هو راوية الحج فإنّه اختصَّ بهذا الباب ولم يضاهيه في عدد المرويات فيه أحدٌ مع كون الراوي عنه ابن أبي عمير المعروف بشدَّة التثبيت والضبط والاجتناب عن رواية غير المعصوم..." [المصدر نفسه، ج3، ص179].
[26] المصدر نفسه، ص237.
[27] المصدر نفسه، ص237.
[28] رجال النجاشي، ص411.
[29] معجم رجال الحديث، ج19، ص237.
[30] المصدر نفسه، ص237.
[31] المصدر نفسه، ص238.
[32] معجم رجال الحديث، ج19، ص237.
[33] المصدر نفسه، ص236.
[34] المصدر نفسه، ص238.
[35] تقسيم الحديث إلى الأقسام الأربعة المشهورة تقسيم جديد تمّ استحداثه زمن الرجالي السيد أحمد بن طاووس أستاذ العلاّمة وابن داود الحليين، بعد ما كان التقسيم بين القدماء ثنائياً غير خارج عن كون الحديث معتبراً أو غير معتبر [كليات في علم الرجال/ ص358].
[36] دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي، ص241.
[37] وسائل الشيعة، ج11، ص211، الباب1 من أبواب أقسام الحج، حديث1.
[38] المصدر نفسه، باب1 من أبواب المواقيت، حديث2.
[39] المصدر نفسه، باب31 من أبواب الطواف، حديث3.
[40] المصدر نفسه، باب40 من أبواب الإحرام، حديث2.
[41] المصدر نفسه، باب1 من أبواب التقصير، حديث4.
[42] ذكر في هامش الوسائل أن في الأصل زيادة: >حتى تأتي المروة<، وهو المناسب ليعود الضمير عليها.
[43] وسائل الشيعة، ج11، باب6 من أبواب السعي، حديث1.
[44] المصدر نفسه، ج14، باب11 من أبواب الوقوف بالمشعر، حديث1.
[45] من مـصـــادر البحث: 1-القرآن الكريم. 2-بحار الأنوار/ للعلامة المجلسي+ (ت1111)- مؤسسة الوفاء (بيروت)- دار إحياء التراث العربي. 3-معجم رجال الحديث/ لآية الله العظمى أبو القاسم الخوئي+- مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث- (بيروت) الطبعة الخامسة. 4-كليات في علم الرجال/ لآية الله الشيخ جعفر السبحاني~، (قم- إيران) مؤسسة النشر الإسلامي- ١٤٠٨ هـ. 5-الحج والعمرة في الكتاب والسنة/ لمحمّد الريشهري~- الناشر: دار الحديث، الطبعة الأولى. 6-الشيعة الإمامية وفنون الإسلام/ للسيد حسن الصدرO- تقديم د.سليمان نيا (أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين)- الناشر: مطبوعات النجاح (القاهرة) الطبعة الرابعة (سنة1976). 7-سند العروة الوثقى (كتاب الحج)/ تقرير بحث الشيخ محمد السندB- السيد الماجد والشيخ حسن العصفور- مؤسسة القرى للتحقيق والنشر (بيروت)، الطبعة الأولى. 8-المفيد من معجم رجال الحديث/ للشيخ محمد الجواهري (قم- إيران) مؤسسة آل البيت i لإحياء التراث- الطبعة الثانية. 9-تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة/ لمحمد بن الحسن الحر العاملي- مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث (قم – ايران)، الطبعة الثانية. 10-دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي/ للعلاّمة الشيخ محمد باقر الإيروانيB- (قم-إيران) منشورات جامعة المصطفى | العالمية- الطبعة السادسة. 11- كتب الحديث عند الشيعة الإماميّة/ للدكتور حسين علي محفوظO، تحقيق: جودت القزويني، (بيروت-لبنان) الخزائن لإحياء التّراث- الطبعة الثانية (سنة 2016م). 12- رجال الكشّي (مع تعليقات المير داماد)، للكشّي، أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز، يقع في مجلدين، (قم-إيران)، الطبعة الأولى. 13- من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، القمّي، محمّد بن على بن بابويه، جامعة المدرسين في حوزة قم العلمية، (إيران- قم)، 1413هـ.
0 التعليق
ارسال التعليق