العالم الرباني الشيخ ميثم البحراني (610هـ - 689هـ ) (1213م – 1290م) (القسم الأول)

العالم الرباني الشيخ ميثم البحراني (610هـ - 689هـ ) (1213م – 1290م) (القسم الأول)

مقدمة(1):

لقد كانت البحرين ومنذ عصور ما قبل الإسلام مركزاً حضارياً، وما إن شعّ نور الإسلام على جزيرة العرب حتى سارعت قبائلها من (عبد القيس) وغيرها للدخول في الإسلام طوعاً، وذلك حينما بعثَ الرسول الأعظم(ص) كتابه إليهم يدعوهم فيه إلى الإسلام.

وكانت للعبديين ـ وهم المنتسبون لقبائل عبد القيس البحرانية ـ مواقفهم الجريئة في نصرة أمير المؤمنين(ع) في معركة الجمل حيث استشهد فيها زعيمُهم المعروف زيد بن صوحان العبدي، وكذا في صفين والنهروان، ومن بعدها كان لهم حضورهم الفاعل مع الإمام الحسين(ع) في كربلاء.

وفي العصور اللاحقة برزت البحرين كمنارة للعلم، ومركز يشع نوره على البلدان المجاورة، فنشأت فيها المراكز والحوزات العلمية، وبرز من أهلها علماء وأدباء ممن لها كل الحق في أن تفخر بهم وبعلومهم، فقد سطعوا كنجوم في سماء العلم والثقافة، وأناروا بكتبهم ومصنفاتهم الدرب لمن تأخر عنهم، كل ذلك برغم المحن الكثيرة التي تتابعت على هذا البلد الصغير طوال القرون المتتالية، حيث كانت البحرين مطمعاً لكل طامع في ثرواتها.

ويعد الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني(القرن السابع الهجري) واحداً من أولئك العلماء الذين تفخر بهم البحرين، بل والحوزات العلمية في مختلف البلدان، فقد ألَّف العديد من الكتب القيمة، وتخرّج على يديه العديد من التلامذة، وكانت له الريادة في جملة من العلوم على ما سيأتي التعرض له لاحقاً، فهو بحق مفخرة للتشيع والإسلام.

ونحن نحاول في الصفحات الآتية أن نسلط الضوء على حياة هذا العالم الجليل وتراثه العلمي، وننقب في الكتب للحصول على ما قد يسهم في رفع الغموض المحيط بأسماء بعض أساتذته وتلامذته ومصنفاته، وغير ذلك كأشعاره والشخصيات التي التقى بها، وسنة ولادته ووفاته، ونأمل في أن نوفق بذلك لرد بعض حقوق هذا العالم الجليل وغيره من علمائنا الأبرار.

اسمه ولقبه:

هو الشيخ ميثم بن علي بن ميثم بن المعلى(2) البحراني.

قال الشيخ سليمان الماحوزي: (هو مَيْثَم بفتح الميم والياء المثناة من تحت الساكنة والثاء المثلثة المفتوحة وبالميم أخيراً كما ذكره بعض المحققين في حواشي خلاصة الأقوال في ترجمة أحمد بن الحسن الميثمي ما نصه: هو منسوب إلى ميثم التمار، ومِيْثَم بكسر الميم، ولم يأت مفتوحاً إلا اسم ميثم البحراني من المتأخرين).(3)

ويكنى بأبي الفضل كما صرح بذلك ابن الفوطي(4)، وتعبر عنه الكثير من المصادر بـ(ابن ميثم البحراني)، ويلقب بـ (كمال الدين) كما في أغلب المصادر، واشتهر على لسان العلماء بـ(العالم الربّاني) أو (الإمام الرباني) حتى لا تكاد ترى اسمه إلاّ مقروناً بهذا الوصف.

و(البحراني) نسبة إلى موطنه البحرين، وهي نسبة سماعية على خلاف القاعدة القياسية المقتضية لإضافة ياء النسبة، وهذه النسبة السماعية أثبتها اللغويون والعلماء في معاجمهم ومصنفاتهم(5)، واستعملها العرب في محاوراتهم فهي هنا أصح من النسبة القياسية، إذ من المعلوم في قواعد اللغة تقدم السماع على القياس.

أسرته:

ينحدر الشيخ ميثم البحراني من أسرة علمائية، فجده (ميثم بن المعلى) كان من العلماء، حيث وصفه بعض علماء البحرين بـلفظ (الشيخ)(6) والمتعارف إطلاق هذا اللفظ على العلماء، و له قبر معروف يُزار في البحرين على ما سيأتي التعرض له لاحقاً، وكان والده (علي بن ميثم بن المعلى) من العلماء أيضاً، فقد وصفه الشيخ علي البلادي بـ (الشيخ)(7)، كما أن هناك في ذيل إحدى النسخ فائدة عن أختام أمير المؤمنين(ع) وفوائد أخرى بخطه وقد كتبها سنة 643 هـ(8)، وهناك قبر ينسب إليه بجنب قبر والده الشيخ ميثم بن المعلى في مقبرة الدونج في الماحوز.

وأما ذرية الشيخ ميثم البحراني فرغم أننا لا نعرف شيئاً كثيراً عنهم، إلا أنه يمكن أن نستفيد من بعض عبائره أنه كان معقباً، حيث ورد في ديباجة كتابه (النجاة في القيامة) حين تكلم عن أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري وصفه بقوله (فهو للعلماء والد عطوف... حتى أنساني الأهل والبلد، وأصدفني عن المال والولد)(9)، وهذه العبارة تدل على وجود أولاد للشيخ ميثم، وإن كنا نجهل عددهم وأسماءهم.

بقي أن نشير إلى أن الشيخ إبراهيم المبارك ذكر بأن الشيخ علي بن ميثم والد الشيخ ميثم هو المدفون في مقبرة الدونج، وقال بأنه هو الذي تذكر أقواله في كتب الفقه(10)، ونحن ورغم بحثنا لم نجد له أي أقوال تذكر في كتب الفقه، نعم تُذكر بعض الأقوال لابنه الشيخ ميثم، وسيأتي التعرض لها لاحقاً، ولعل الشيخ إبراهيم المبارك اطلع على ما لم نطلع عليه.

ولادته:

ذكر الشيخ سليمان الماحوزي في كتاب (الفهرست) بأن الشيخ ميثم ولد سنة 636هـ (11) (أي حوالي سنة 1239م)، ولم يذكر مصدره في ذلك، كما أنه لم يذكر هذا التاريخ في كتابه المعروف بـ (السلافة البهية)، وقد أخذ هذا التاريخ من أتى بعده من غير تدقيق فيه، ويمكن القبول بهذا التاريخ لولا معارضته لجملة من المعلومات التي من ضمنها تتلمذه على جملة من الأساتذة، إذ سيأتي التعرض إلى أساتذته ومن روى عنهم وسنذكر من ضمنهم الشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني والسيد فخار بن معد بن فخار الموسوي والشيخ محمد بن جعفر بن نما الحلي، فلو صح تتلمذه عليهم فلا محيص لنا من تخطئة الشيخ الماحوزي في ما ذكره من تاريخ الولادة، وذلك لأن هؤلاء قد توفوا ما بين سنة 630 هـ إلى سنة 645هـ على ما سيأتي إن شاء الله، كما أنهم ذكروا أنه كانت له مباحثة مع المحقق الحلي المولود في سنة 602هـ، وهذا الأمر عادة ما يقتضي تقارب أعمارهما.

وعندئذ لابد من القول بأن ولادته متقدمة على سنة 636هـ  بنحو 25 سنة على الأقل، أي أنها حصلت في حدود سنة 610 هـ (حوالي سنة 1213م) أو قبل ذلك، فيكون في العشرين من عمره حين تتلمذه على هؤلاء الأساطين، ويكون مؤهلاً لأخذ الإجازة منهم.

موطنه:

لا شك في كون الشيخ ميثم بحرانياً كما هو واضح من وصف المصادر له بـ(البحراني)، وإنما الكلام في تعيين منطقته، فإلى أي مناطق البحرين ينتمي؟

لا شك أن لفظة البحرين في الزمن القديم كانت تطلق ويراد منها ما يشمل المناطق الثلاث أي الإحساء، والقطيف، وجزيرة أوال بل يراد منها عموم الساحل الغربي للخليج على ما ذكر الرحالة والمؤرخون(12)، وعليه فلفظة (البحراني) في تلك الأعصار ليست نسبةً مختصة بجزيرة أوال التي هي البحرين الحالية، بل هي نسبة إلى عموم الإقليم، والظاهر أن اختصاص جزيرة أوال باسم البحرين إنما حصل تدريجاً في القرون اللاحقة، وقد برزت هذه النسبة مع بداية الاحتلال البرتغالي للبحرين سنة 927هـ (سنة1521م)، إذ يظهر من المصادر أن اسم البحرين كان يطلق حينها على جزيرة أوال تحديداً دون بقية المناطق. ورغم عموم التسمية في ذلك الوقت إلا أن موطن الشيخ ميثم هو جزيرة أوال دون غيرها، وقد وصفه أحد تلامذته بـ (البحراني الأوالي)(13).

ولا نعرف على وجه الدقة مكان ولادته وسكناه بجزيرة أوال، إلا أن المرجح بحسب الظاهر أن يكون ذلك في قرية الماحوز التي فيها قبره، فقد صرح الشيخ علي البلادي بأن الشيخ ميثم منها(14)، ولعل مستنده في ذلك كون الشيخ ميثم مدفون فيها، إذ أن الأغلب هو أن يُدفن الإنسان في منطقته، وإن كان دفنه في غير منطقته ليس بقليل أيضاً، إلا أن وجود قبر أبيه وجده الشيخ ميثم بن المعلى في نفس المنطقة يعزز كونه من أهلها وأنه ولد فيها، وسيأتي منا مزيد كلام حول قرية الماحوز حينما نتكلم عن مكان قبره.

دراسته العلمية:

يبدو أن دراسته انحصرت في مكانين:

1- البحرين: حيث درس فيها على أستاذه الشيخ علي بن سليمان البحراني، وربما كانت دراسته في البحرين بجزيرة سترة حيث مقر أستاذه المذكور.

2- العراق: حيث درس فيها بالحلة وبغداد على يد جملة من العلماء على ما سيأتي التعرض له عند ذكر أساتذته.

ولم نطلع.على تتلمذه على أحد خارج البحرين والعراق وإن لم يكن ذلك مستبعداً أيضاً؛ إذ لعل عدم اطّلاعنا ناتج عن قلة المصادر التي بأيدينا.

أساتذته ومن روى عنهم:

تتلمذ الشيخ ميثم على جملة من الأساتذة وأجيز في الرواية عن بعضهم أيضاً، ورغم قلة المصادر التي تعرضت لأسماء أساتذته إلا أن التنقيب في بطون الكتب والإجازات أعطانا بعض الضوء في هذه الجهة، وسنستعرض هنا الأسماء التي تعرفنا عليها من بين أساتذته ومشايخه في الرواية ونذكر نبذة يسيرة للتعريف بشخصياتهم؛ لما لهذا التعريف من أثر في التعرف على شخصية التلميذ:

1 ـ الشيخ جمال الدين علي بن سليمان بن يحيى بن محمد بن قائد بن صباح الستري البحراني: كان من أعلام القرن السابع الهجري، وهو من جزيرة سترة في البحرين، كان عالماً فقيهاً ذا مشرب فلسفي، تتلمذ على يد الشيخ أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني، وله عدة مصنفات في الفلسفة منها: (إشارات الواصلين)(15) و(مفتاح الخير في شرح رسالة الطير)(16) و(معراج السلامة ومنهاج الكرامة)(17)، وقد تتلمذ عليه ابنه الشيخ حسين بن علي بن سليمان البحراني والشيخ ميثم البحراني، قال عنه العلامة الحلي في إجازته لبني زهرة: (كان عالماً بالعلوم العقلية عارفاً بقواعد الحكماء له مصنفات حسنة)(18)، ربما كانت وفاته في حدود سنة 660هـ، ودفن في البحرين في منطقة سكناه (سترة) إلى جوار أستاذه الشيخ أحمد بن سعادة، وقبراهما موجودان يزاران إلى الآن.

ولم يقتصر الأمر على تتلمذ الشيخ ميثم عليه بل له الرواية عنه عن شيخه كمال الدين أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني، وقد ذُكرت هذه الإجازة في الكثير من المصادر(19).

2 ـ المحقق الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي: الشاعر والعالم والفيلسوف المعروف، أصله من قم وقد ولد في 11 جمادى الأولى سنة 597 هـ، تتلمذ وروى عن جماعة من العلماء منهم والده ومنهم برهان الدين محمد بن محمد الحمداني القزويني ومنهم معين الدين سالم بن بدران المصري وغيرهم، كان علماً بارعاً سيما في الفلسفة والرياضيات والعلوم العقلية، له مصنفات كثيرة جداً(20)، منها: (تجريد الكلام)، و(تحرير المجسطي)، و(التذكرة النصيرية)، و(شرح رسالة العلم) وغيرها، وكان سجيناً في قلاع الإسماعيلية إلى أن حرره المغول منها أثناء اجتياحهم لإيران، فاصطحبه هولاكو معه في أسفاره، قام بإنشاء مرصد مراغة، كما سعى لإنشاء مكتبة ضخمة ضمت مختلف الكتب، توفي ببغداد يوم عيد الغدير سنة 672هـ ودفن بالكاظمية بجوار الإمامين الكاظميين(ع).

وقد اشتهر في المصادر بأن الشيخ ميثم تتلمذ على الخواجة نصير الدين الطوسي في العلوم العقلية والخواجة تتلمذ عليه في الفقه والعلوم النقلية، وقد كتبتُ قبل بضع سنوات مشككاً في صحة هذه المعلومة خصوصاً ما يتعلق منها بتتلمذ نصير الدين الطوسي على الشيخ ميثم في الفقه وكتبت حينها:

(مع أنّ الحقّ أنّ هذا ممّا لا يمكن القبول به، وذلك لأنّ المحقق الطوسي ولد سنة 597هـ، بينما ولد الشيخ ميثم سنة 636هـ، أي أنّ الطوسي يكبر الشيخ ميثم بحوالي تسعاً وثلاثين عاماً، كما أنّ الذي يظهر من حياة نصير الدين الطوسي هو أنّه لم يدخل العراق إلاّ سنة 656هـ، حيث إنّه كان قبل ذلك سجيناً أو شبه سجين في قلاع (آلموت) الإسماعيلية، ثمّ صارـ بعد احتلالها من قِبل التتر ـ ملزماً بمصاحبة هولاكو حتّى دخوله بغداد في تلك السنة، وحينها كان الشيخ ميثم في العشرين من عمره، بينما كان الطوسي في التاسعة والخمسين، ومن المستبعد أن يتتلمذ الطوسي عليه ويترك شيوخ الحلّة من أمثال المحقق الحلّي، ووالد العلامة وأضرابهما، على أنّ الطوسي مع ما عرف عنه من النبوغ المبكّر لا نحتمل في حقّه أن يكون تلميذاً في ذلك السنّ، خصوصاً وأنّ صيته كان قد بلغ الآفاق حتّى أنّ الشيخ علي بن سليمان البحراني أرسل إليه كتاب أستاذه ابن سعادة ليشرحه له)(21).

هذا ما كتبتُه آنذاك، ولكن الاستبعاد المذكور قد يلغو في إحدى حالتين:

الحالة الأولى: ما لو صح تشكيكنا في سنة ولادة الشيخ ميثم البحراني، إذ أن أهم ما في الاستدلال السابق هو فارق السن بين الخواجة وبين الشيخ ميثم، فإذا صح ما استنتجناه سابقاً من أن الشيخ ميثم ولد في حدود سنة 610هـ أو قبل ذلك فمن الممكن أن يكون قد التقى بالمحقق الطوسي في بدايات شبابهما وتتلمذ كل منهما على الآخر، وهذا ليس بغريب فإذا صح هذا الاحتمال يرتفع الإشكال عن ما أورده الشيخ يحيى البحراني(22) وفخر الدين الطريحي(23) والشيخ سليمان الماحوزي(24).

الحالة الثانية: أن نقول بأن شيخوخة كل منهما للآخر ليست سوى شيخوخة في الرواية وليست من باب التتلمذ، وهذا لا مانع منه حتى لو كانت ولادة الشيخ ميثم البحراني في سنة 636هـ، إذ أن الشيخوخة في الرواية قد تحصل حتى مع فارق السن المذكور.

وهذا المعنى الأخير قد أشارت له بعض المصادر، حيث يظهر منها بأن الإجازة بينهما مدبجة أي أن كل واحد منهما قد أجاز الآخر(25).

على أن ما أشرنا له سابقاً من قرائن ـ لو تمت ـ إنما تصح لاستبعاد تتلمذ المحقق الطوسي على الشيخ ميثم، وليس العكس؛ إذ لا استبعاد لتتلمذ الشيخ ميثم على الخواجة نصير الدين الطوسي.

3 ـ الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد بن محمد بن هبة الله بن حمزة الأصفهاني: الشيخ العالم الفاضل المحقق، كان من أعلام القرن السابع الهجري، ويظهر من نسبته إلى أصفهان أنه منها، يروي عن الشيخ عماد الدين أبي الفرج علي ابن الإمام قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي، وله عدة مصنفات منها كتاب (رشح الولاء في شرح الدعاء) و(توجيه السؤالات في حل الإشكالات) و(جامع الدلائل ومجمع الفضائل) كان في بغداد في شهر صفر سنة 635هـ  حيث قرأ عليه السيد ابن طاووس(26)، وذكرت بعض المصادر أن وفاته كانت في سنة 640هـ(27).

وقد ذكرت عدة مصادر أن الشيخ ميثم تتلمذ عليه، ومن المعلوم أن صحة هذه المعلومة تتوقف على ما بيناه في تحقيق سنة ولادة الشيخ ميثم من أنها كانت سنة 610هـ أو قبل ذلك.

وقد نص مجموعة من العلماء على كون الشيخ أبي السعادات الأصفهاني شيخاً لصاحب الترجمة، فممن نصص على ذلك الشيخ يحيى البحراني(28)، والشيخ الطريحي(29)، والحر العاملي(30)، وغيرهم(31).

وهذه المصادر مختلفة هنا، فبعضها صريح في حصول التتلمذ، وبعضها يتكلم عن الإجازة في الرواية، في حين أن بعض العبائر مبهمة وتحتمل الوجهين، ومن غير المستبعد أن يجتمع الأمران، أي أنه أستاذ وشيخ رواية في نفس الوقت كما هو شائع في مثل هذا المورد.

4- السيد فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسوي الحائري: كان عالماً فاضلاً أديباً محدثاً، صنف عدة كتب من أهمها (حجة الذاهب إلى إيمان أبي طالب)(32)، وقد تتلمذ على عدة مشايخ منهم والده السيد معد بن فخار بن أحمد الموسوي، وعربي بن مسافر العبادي، ومحمد بن إدريس الحلي، وتتلمذ عليه واستجاز منه جمع غفير من الأساطين منهم السيد أحمد والسيد علي ابني موسى بن طاووس والمحقق الحلي وسديد الدين يوسف والد العلامة ومنهم الشيخ ميثم البحراني وغيرهم، توفي سنة 630 هـ.

وقد نص على شيخوخته له في الرواية المجلسي الأول عند ذكر طريقه إلى الصحيفة السجادية، فقال: (وعن السيد عميد الدين عن والده السعيد مجد الدين أبي الفوارس، وخاله الشيخ رضي الدين ابن المطهر عن والده الشيخ سديد الدين يوسف، والشيخ نجم الدين ابن سعيد، والشيخ كمال الدين حماد، والشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، والشيخ نجم الدين جعفر بن نما، والشيخ العلامة كمال الدين ميثم بن علي البحراني شارح نهج البلاغة، والشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح، والشيخ شمس الدين محمد بن صالح القسيني جميعاً عن السيد فخار وابن نما وغيرهم)(33).

5- الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي: من علماء الحلة في القرن السابع الهجري، قال عنه المحدث البحراني: (وكان هذا الشيخ رئيس الطائفة في زمانه محققاً مدققاً)(34)، روى عن جملة من العلماء مثل والده الشيخ جعفر بن هبة الله بن نما الحلي، والشيخ محمد بن إدريس الحلي، وبرهان الدين محمد بن محمد الحمداني القزويني، وقد تلمذ على يديه واستجاز منه جمع من العلماء مثل المحقق الحلي، وسديد الدين يوسف والد العلامة الحلي، والشيخ ميثم البحراني، والسيد علي والسيد أحمد ابني موسى بن طاووس، والشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي وغيرهم، له ديوان شعر رآه الشيخ محمد السماوي مخطوطاً في إحدى مكتبات بغداد وعليه تقريض بخط العلامة الحلي، وفي عناوين قصائده فوائد تاريخية جمة(35)، وكان معاصراً لياقوت الحموي، وكانت بينهما علاقة، وقد استشهد ببيتين من شعره واصفاً إياه بـ(صديقنا)(36) وذكر المحدث البحراني بأن وفاته كانت سنة 645هـ (37).

وقد نص المجلسي الأول على شيخوخة الشيخ نجيب الدين بن نما للشيخ ميثم في الرواية وذلك عند ذكر طريقه إلى الصحيفة السجادية، فقال: (وعن السيد عميد الدين عن والده السعيد مجد الدين أبي الفوارس، وخاله الشيخ رضي الدين ابن المطهر عن والده الشيخ سديد الدين يوسف، والشيخ نجم الدين ابن سعيد، والشيخ كمال الدين حماد، والشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، والشيخ نجم الدين جعفر بن نما، والشيخ العلامة كمال الدين ميثم بن علي البحراني شارح نهج البلاغة، والشيخ شمس الدين محمد بن صالح القسيني جميعاً عن السيد فخار وابن نما وغيرهم)(38).

6- الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود بن مودود بن محمود بن بلدحي الموصلي: الفقيه الحنفي، يكنى بأبي الفضل، ولد سنة 599هـ، قال الزركلي: (ولد بالموصل ورحل إلى دمشق وولي قضاء الكوفة مدةً ثم استقر ببغداد مدرساً وتوفي فيها)(39)، يروي عن السيد حيدر بن محمد بن زيد بن محمد الحسيني، له عدة مصنفات منها: (المختار في الفروع) و(شرح الجامع الكبير للشيباني) وغيرها، توفي سنة 683هـ.

ورغم أن هذا الشخص كان حنفي المذهب إلا أن الشيخ ميثم البحراني استجاز منه في الرواية على حسب عادة علمائنا في عدم اقتصارهم في أخذ الإجازات على مشايخ الإمامية بل يأخذونها من أصحاب المذاهب الأخرى أيضاً، وقد أشار إلى هذه الإجازة أحد تلامذة الشيخ ميثم البحراني وهو السيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا العلوي(40)، والظاهر أن الشيخ ميثم استجاز من الشيخ مجد الدين عبد الله الموصلي في الرواية فقط، ولم يظهر لنا أنه تتلمذ عليه، وإن لم يكن ذلك ببعيد.

تلامذته:

كان للمستوى العلمي الذي وصل إليه الشيخ ميثم البحراني أثر كبير في شد الأنظار إليه في الحواضر العلمية، فتهافت الطلاب على الاستفادة من علومه، ورغم قلة المصادر التي تكلمت عن أسماء تلامذته ورواده، إلا أننا حاولنا ومن خلال التنقيب في بطون الكتب والإجازات أن نرفع الغموض عن هذه الأسماء، ونلقي عليها بعض الضوء بذكر نبذة يسيرة عنهم للتعريف بشخصياتهم، إذ أن التعرف على شخصية التلميذ تكشف لنا جوانب مهمة من شخصية الأستاذ، فممن تعرفنا عليهم من تلامذته أو الراوين عنه:

1 ـ العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلي: المعروف بالعلامة الحلي، ولد في مدينة الحلة ليلة الجمعة 27 رمضان سنة 648هـ، كان فقيه الشيعة في وقته بلا منازع، برع في مختلف العلوم كالفقه والرجال والفلسفة والكلام، وتتلمذ على عدد كبير من العلماء منهم والده سديد الدين يوسف الحلي، وخاله نجم الدين المعروف بالمحقق الحلي، والخواجة نصير الدين الطوسي، والشيخ ميثم البحراني، والسيدين الجليلين علي وأحمد ابني موسى بن طاووس، ويحيى بن أحمد بن سعيد الحلي وغيرهم، وتخرج على يديه جم غفير من العلماء من أبرزهم ابنه فخر المحققين وابن أخته السيد عميد الدين عبد المطلب، والسادة بني زهرة الذين كتب لهم إجازته الكبيرة وغيرهم، وله تصانيف كثيرة جداً قيل إنها تعد بالمئات، وقد ذكر الشيخ الطهراني عدداً كبيراً منها في ثنايا كتاب الذريعة(41)، فمن كتبه (مختلف الشيعة)، و(قواعد الأحكام)، و(تبصرة المتعلمين)، و(خلاصة الأقول في علم الرجال)، و(منهاج الكرامة)، و(كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد) وغيرها، توفي سنة 726هـ.

وقد ذكر ابن أبي جمهور الإحسائي في بداية كتاب عوالي اللآلي طرقه في الرواية وعدد في ضمنها أسماء مشايخ العلامة الحلي فقال: (ومنها أنه يروي عن الشيخ العالم الكامل، محقق علوم المتقدمين والمتأخرين، ومكمل علوم الحكماء والمتكلمين، الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني)(42) وذكره المحقق الكركي في إحدى إجازاته بعد ذكر طريقه إلى العلامة الحلي، قال: (وبالإسناد إليه أيضاً جميع ما صنفه الإمام الأجل الأوحد كمال الملة والحق والدين ميثم البحراني شارح نهج البلاغة)(43).

2 ـ السيّد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس: كان عالماً فقيهاً نسابةً نحوياً أديباً شاعراً، قال عنه معاصره الحسن بن داود الحلي: (انتهت رئاسة السادات وذوي النواميس إليه، وكان أوحد زمانه، حائري المولد، حلي المنشأ، بغدادي التحصيل، كاظمي الخاتمة، ولد في شعبان سنة 648 هـ، وتوفي في شوال سنة 693هـ، وكان عمره خمساً وأربعين سنةً وشهرين وأياماً، كنت قرينه طفلين إلى أن توفي، ما رأيت قبله ولا بعده بخلقه وجميل قاعدته وحلو معاشرته ثانياً، ولا لذكائه وقوة حافظته مماثلاً، ما دخل ذهنه شيء فكاد ينساه، حفظ القرآن في مدة يسيرة وله إحدى عشرة سنة، استقل بالكتابة واستغنى عن المعلم في أربعين يوماً وعمره إذ ذاك أربع سنين، ولا تحصى مناقبه)(44)، وقال عنه ابن الفوطي: (...ولم أر في مشايخي أحفظ منه للسير والآثار والأحاديث والأخبار والحكايات والأشعار، جمع وصنف وشجر وألف، وكان يشارك الناس في علومهم، وكانت داره مجمع الأئمة والأشراف،...)(45) له مصنفات كثيرة(46) منها: (فرحة الغري بصرحة الغري) و(الشمل المنظوم في مصنفي العلوم) وغيرها، درس على جملة من العلماء منهم والده السيد أحمد بن موسى بن طاووس ومنهم عمه السيد علي بن موسى بن طاووس، ومنهم المحقق نصير الدين الطوسي، ومنهم الشيخ ميثم البحراني، ورغم قصر عمره فقد تخرج عليه جمع من العلماء منهم الشيخ علي بن الحسين بن حماد الواسطي، والشيخ عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش الحنبلي.

وقد نص السيد عبد الكريم بن طاووس على كون الشيخ ميثم البحراني شيخه، حيث قال في إجازة كتبها للشيخ علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي: (ومن مشايخي الوزير السعيد نصير الدين الطوسي وكمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني)(47).

3 ـ الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حمّاد بن أبي الخير الليثي الواسطي: كان من أعلام القرنين السابع والثامن الهجري، وصفه الحر العاملي بقوله: (فاضل فقيه زاهد)(48)، يروي عن جماعة من العلماء منهم الشيخ جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي، والشيخ ميثم البحراني، والسيد عبد الكريم بن طاووس، والشيخ يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي، والشيخ محمد بن صالح القسيني وغيرهم، كما تتلمذ على يديه جمع من العلماء منهم ابنه الحسين بن علي بن الحسين بن حماد، والسيد تاج الدين محمد بن القاسم بن الحسين بن معية الحسيني، والسيد شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي وغيرهم، وقيل إنه توفي في حدود سنة 727هـ.

وقد نص على تتلمذه عليه الشيخ حسن صاحب المعالم في إجازته الكبيرة التي كتبها للسيد نجم الدين بن محمد الحسيني حيث قال: (...وعن الشيخ كمال الدين بن حماد الواسطي عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، والشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما، والشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، والشيخ...)(49)، وكانت إجازة الشيخ ميثم لهذا التلميذ في سنة 687هـ كما صرح بذلك الميرزا عبد الله الأفندي صاحب الرياض(50).

4 ـ المحقق الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي: وقد أشرنا إلى ملخص ترجمته عند تعرضنا لمشايخ الشيخ ميثم البحراني، وأشرنا هناك إلى تشكيكنا السابق في تتلمذ المحقق الطوسي على الشيخ ميثم البحراني، وقد أجبنا عنه ورفعنا اللبس عنه، ورجحنا شيخوخة كل منهما للآخر.

ثم إنا رأينا تعليقاً من المحدث الشيخ يوسف البحراني على هذا الأمر فرأينا أن نذكره كاملاً ثم نعلق عليه.

قال المحدث البحراني: (وقال شيخنا أبو الحسن الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني(قده) في رسالته المسماة بالسلافة البهية في الترجمة الميثمية: وجدت بخط بعض الأفاضل المعتمدين أن الخواجة تلمّذ على الشيخ كمال الدين ميثم في الفقه والشيخ كمال الدين ميثم تلمّذ على الخواجة في الحكمة[انتهى]. وأنت خبير بأن وصف العلامة (ره) له ـ كما قدمنا نقله عنه ـ بأنه أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية مما يدافع القول بتلمذه على الشيخ ميثم كما نقله هنا)(51).

فالمحدث البحراني يشكك في صحة هذه المعلومة استناداً إلى وصف العلامة الحلي للخواجة نصير الدين الطوسي بأنه (أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية)(52)، فإذا كان الطوسي أفضل أهل عصره كيف يمكن أن يتتلمذ على من هو أقل منه.

ولكن الجواب عن تشكيكه واضح؛ إذ يمكن الجواب عنه بوجهين:

الأول: أن يكون تتلمذ نصير الدين الطوسي على الشيخ ميثم في أوائل حياته، وإنما صار (الأفضل) في أواخر حياته كما هو الغالب؛ إذ لا يبرز العالم ويتميز عن أقرانه إلا في أواخر حياته، فربما تفوق المحقق الطوسي على الشيخ ميثم في أواخر حياته.

الثاني: ويمكن حمل عبارة العلامة إما على المبالغة، أو على أنه يريد الأفضلية من حيث المجموع، ومما يؤيد هذا المعنى أن العلامة الحلي قال بعد ذلك بعدة أسطر واصفاً أستاذه المحقق الحلي بأنه: (كان أفضل أهل عصره في الفقه)(53) مع أن الخواجة نصير الدين الطوسي والمحقق الحلي كانا متعاصرين وبين وفاتيهما أربع سنوات فقط.

على أن هذا التشكيك إنما يتصور لو كان الكلام عن التتلمذ ـ كما نقله هنا عن الشيخ سليمان الماحوزي ـ، وأما لو كان الكلام عن شيخوخة الإجازة ـ كما أشرنا له فيما سبق ـ فلا يبقى أي مجال لمثل هذا التشكيك.

5 ـ السيد صفي الدين(54) محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا العلوي البغدادي: كان من علماء القرن الثامن الهجري، قال عنه الحر العاملي: (كان من الفضلاء الفقهاء الأدباء الصلحاء الشعراء)، يروي عن جملة من العلماء منهم والده الحسن بن محمد بن أبي الرضا، والشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي، والشيخ ميثم بن علي البحراني، وتتلمذ عليه ابن أخته السيد شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي، له من المصنفات (التنبيهات في شرح القصائد السبع العلويات)(55)، كان حياً سنة 730هـ.

وقد نص السيد صفي الدين محمد بن الحسن العلوي في إحدى إجازاته التي كتبها سنة 730هـ على كون الشيخ ميثم البحراني شيخه، حيث قال في ضمنها: (وأجزت له الرواية أيضاً عني عن الشيخ العالم السعيد كمال الدين ميثم بن علي البحراني الأوالي عن الشيخ...).(56)

تنبيهان:

1- هل تتلمذ الشيخ محمد بن جهيم الأسدي الحلي على الشيخ ميثم البحراني كما يذكر البعض؟

في الواقع ورغم كثرة بحثنا في المصادر لم نعثر على ما يؤيد هذه الدعوى، والظاهر أن مصدر هذه الدعوى هو السيد محمد باقر الخونساري في كتاب (الروضات) حيث كان ينقل كلام المحدث البحراني الذي أورده حول الشيخ ميثم، فقال ما نصه: (... ويروي عنه جملة من الأصحاب منهم السيد الأجل السيد عبد الكريم بن السيد أحمد بن طاووس، إلى أن قال: ومنهم الشيخ سعيد الدين محمد بن جهم الأسدي الحلي. انتهى كلام صاحب لؤلؤة البحرين في حق هذا الرجل).(57)

ولكن أدنى مراجعة لعبارة المحدث البحراني في لؤلؤة البحرين ترفع هذا اللبس، فإن المحدث البحراني وابتداءً من الصفحة (227) كان بصدد ذكر مشايخ العلامة الحلي، فذكر من ضمنهم سبعة أشخاص وهم المحقق الحلي، والسيد علي والسيد أحمد ابني موسى بن طاووس، والخواجة نصير الدين الطوسي، والشيخ ميثم البحراني، والشيخ حسين بن الشيخ علي بن سليمان، والشيخ محمد بن جهيم الأسدي الحلي، وفي أثناء ذكره لهؤلاء كان يستطرد بذكر أفراد آخرين، كما فعل حينما ذكر الشيخ ميثم البحراني فإنه استطرد بذكر السيد عبد الكريم بن طاووس؛ لأنه كان من ضمن تلامذة الشيخ ميثم، وكما فعل حينما ذكر الخواجة نصير الدين الطوسي فإنه استطرد بذكر شيخه معين الدين المصري، ومن الواضح أن المحدث البحراني إنما ذكر الشيخ محمد بن جهيم في ضمن أساتذة العلامة لا في ضمن تلامذة الشيخ ميثم(58)، وهذا الأمر يمكن الالتفات إليه بأدنى تأمل، ولا أدري كيف غاب ذلك عن مثل السيد الخونساري(ره)، كما أن الموجود في لؤلؤة البحرين (الشيخ مفيد الدين محمد بن جهم الأسدي الحلي) في حين أن صاحب الروضات نقل عنه (الشيخ سعيد الدين محمد بن جهم الأسدي الحلي)، ولم نعهد أنه يلقب بـ(سعيد الدين) ولعلها من الأخطاء المطبعية.

2- هل تتلمذ والد العلامة الحلي ـ أعني الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي ـ على الشيخ ميثم البحراني؟

قد يبدو هذا السؤال غريباً لدى البعض، ولكن الدكتور محمد هادي الأميني(ره) ذكر تتلمذ سديد الدين يوسف على الشيخ ميثم(59)، وربما تبعه البعض على ذلك، وهذا الكلام بتقديرنا يفتقد إلى الدقة، فنحن وبقدر ما بحثنا في المصادر لم نعثر على ما يدل على هذا الأمر، ولعل سبب هذا الاشتباه هو ما جاء في إحدى إجازات الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي، وهي إجازة طويلة وقد ذكر القطيفي في ضمن هذه الإجازة إجازةً أخرى كتبها فخر المحققين ابن العلامة الحلي، ومن ضمن ما جاء في إجازة فخر المحققين: (وأجزت له رواية جميع ما صنفه الإمام المعظم أفضل العلماء مولانا كمال الدين ميثم بن سليمان البحراني عني عن والدي، عن جدي سديد الدين يوسف عنه. وأجزت له رواية جميع ما صنفه الإمام العلامة أفضل عصره كمال الدين بن سعادة البحراني عني عن والدي، عن جدي، عن كمال الدين بن سليمان البحراني عنه... وأجزت له رواية جميع ما صنفه كمال الدين ميثم البحراني شارح نهج البلاغة عني عن والدي عنه...).(60)

وواضح أنه قد وقع خطأ أو تصحيف من (المجيز) أو من (الناسخ للإجازة)، وأن الصحيح (جمال الدين علي بن سليمان البحراني) وليس (كمال الدين ميثم بن سليمان البحراني) كما ورد في هذه الإجازة، ويدل على ذلك أمور:

- أننا لم نعهد مثل هذا الاسم (كمال الدين ميثم بن سليمان) في ضمن علماء البحرين.

- كما أن المجيز ذكر بعد ذلك طريقه إلى (كمال الدين ميثم البحراني) واصفاً إياه بشارح نهج البلاغة.

- إن من المعروف في المصادر أن الراوي عن الشيخ كمال الدين أحمد بن سعادة البحراني هو الشيخ جمال الدين علي بن سليمان البحراني، الذي هو من مشايخ الشيخ ميثم البحراني، وأما الشيخ ميثم فإنه لا يروي عن أحمد بن سعادة إلا بواسطة هذا الأستاذ.

- وحتى لو سلمنا ـ جدلاً ـ بعدم وقوع التصحيف في هذه الإجازة فإن المقصود هنا هو شخص آخر غير الشيخ ميثم البحراني المعروف، وذلك لتغاير اسم الأبوين، ولأن المجيز ذكرهما مرتين مما يدل على تعددهما.

وبهذا يظهر أن من كان شيخاً لسديد الدين يوسف بن علي الحلي هو الشيخ علي بن سليمان البحراني، وليس الشيخ ميثم البحراني، والظاهر أن الدكتور الأميني لم يلتفت إلى هذا الاشتباه الواقع في الإجازة فظن بأن المقصود هنا هو الشيخ ميثم البحراني.

مؤلفاته:

لقد صنف الشيخ ميثم البحراني العديد من الكتب، ولكن مع الأسف يبدو أن قسماً من هذه الكتب لم يصلنا منها سوى أسمائها، في حين أن ما وصلنا من كتبه لم يلق العناية اللائقة، فلم يأخذ نصيبه من التحقيق الوافي، بل إن بعضاً منها لم تطبع لحد الآن، وسنسعى هنا للتعرف على مصنفاته بشكل موجز وذلك لتسليط مزيد من الضوء على شخصيته العلمية:

1- الشرح الكبير لنهج البلاغة: اسمه (مصباح السالكين)(61) وهو شرح قيّم يمكن تصنيفه ضمن فئة أشهر الشروح الموجودة لهذا الكتاب، اعتمد فيه المصنف على بيان النكات الأدبية والبلاغية، كما طعمه بمشربه الفلسفي في كثير من مباحثه، وقد ألفه باسم علاء الدين عطا ملك بن بهاء الدين محمد بن محمد الجويني، وأخيه شمس الدين محمد بن بهاء الدين محمد بن محمد الجويني الذي كان المتولي على بغداد ما بين سنة 665، وقد طبع الكتاب عدّة مرّات في إيران ولبنان، وهو في خمسة مجلّدات، أوّله: (سبحانك اللّهمّ وبحمدك، توحّدت في ذاتك فحسر عن إدراكك إنسان كلّ عارف وتفردت في صفاتك فقصر عن مدحتك لسان كل واصف...)، وفي آخر الكتاب (وكتب عبد الله الملتجي إلى رحمته المستعيذ من ذنوبه بعفوه وكرمه ميثم بن علي بن ميثم البحراني في منتصف ليلة السبت سادس شهر الله رمضان ـ عمت بركته ـ من سنة سبع وسبعين وستمائة. والحمد لله كما هو...).

2- الشرح الوسيط لنهج البلاغة: اسمه (اختيار مصباح السالكين)(62) وهو منتخب ومستخرج من الشرح السابق، كما هو مصرّح به فيه، وقد ابتدأه بقوله: (سبحان من حسرت أبصار البصائر عن كنه معرفته، وقصرت ألسن البلغاء عن أداء مدحته وكيفية صفته...). وقال في آخره (... وفرغ من اختصاره أفقر عباد الله تعالى ميثم بن علي بن ميثم البحراني ـ عفا الله عنه ـ في آخر شوّال سنة إحدى وثمانين وستمائة بعون الله وتوفيقه...)، وقد اختصره بناءً على طلب عطا ملك الجويني كما صرح بذلك في مقدمته، هذا وقد طبع هذا الكتاب في مدينة مشهد بتحقيق الدكتور محمد هادي الأميني في سنة 1408هـ.

3- الشرح الصغير لنهج البلاغة: ذكره الشيخ الحر العاملي بقوله: (له كتب منها: كتاب شرح نهج البلاغة كبير ومتوسط وصغير)(63)، كما ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في السلافة البهية حيث قال: (وسمعت من بعض الثقاة أن له شرحاً ثالثاً على كتاب نهج البلاغة الكبير)(64)، وقد نقله عنه من تأخر عنه، ولم أجد من ذكر اسماً لهذا الشرح، كما لم أعثر على من أشار إلى وجود نسخة خطية منه في المكتبات، وقد شكّك البعض(65) في أصل وجود هذا الشرح الثالث، محتملاً أنّ المقصود بالشرح الثالث إنّما هو شرح المائة كلمة المعروف بـ(منهاج العارفين)، ولكن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود خصوصاً بالنسبة للنسخ الخطية لعلمائنا الأبرار، فما أكثر النسخ التي اندثرت نتيجة الإهمال وعدم الاستنساخ، ولا زلنا بين الفينة والأخرى نسمع عن بعض المخطوطات الجديدة التي عُثر عليها في زوايا بعض القرى والأرياف، ولعل مما يؤكد وجود هذا الشرح وعدم اتحاده مع (شرح المائة كلمة) هو أن الحر العاملي المتوفى سنة 1104هـ قد ذكر الشروح الثلاثة وشرح المائة كلمة أيضاً، مما يعني أنه يعتقد بتغاير الشرحين(66).

4- منهاج العارفين: وهو المعروف بـ (شرح المائة كلمة)(67) وهو ليس شرحاً لنهج البلاغة، بل هو شرح للمائة كلمة من الكلمات القصار التي انتخبها الجاحظ من كلام أمير المؤمنين(ع)، أوله (اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قدوس يا سلام، يا مبدأ الجود ومنبعه وغاية كل موجود ومرجعه، يا نور الأنوار...) وفي آخر الكتاب (والله تعالى يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه بمنه وجوده وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت...)، وقد ألفه باسم (شهاب الدين مسعود بن كرشاسف)، والكتاب خال من تاريخ تصنيفه، وقد طبع هذا الشرح في إيران سنة 1390هـ بتحقيق مير جلال الدين الحسيني المعروف بالمحدث الأرموي، وقد تكرر طبعه بالأوفست بعد ذلك عدة مرات في إيران وخارجها.

5- تجريد البلاغة: وقد يسمى (أصول البلاغة) أو (مقدمة البلاغة)، وهو كتاب قيم ألفه الشيخ ميثم باسم نظام الدين أبي المظفر منصور بن علاء الدين عطا ملك بن بهاء الدين محمد الجويني، وقال الشيخ آقا بزرگ توجد منه نسخة في مكتبة سبهسالار الجديدة في طهران(68)، كان مطبوعاً طبعةً حجريةً، وقد أعيد طبعه في المطبعة العلمية في قم والناشر هو مكتبة العزيزي، وذلك سنة 1410هـ، وهذه الطبعة مصفوفة بالحروف في ثمانين صفحة من الحجم الوزيري، ولكن تمت تسميته (أصول البلاغة) وليس عليه تاريخ انتهاء المصنف، أوله (الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة على محمد المبعوث بأشرف الأديان الناطق بأفصح لسان، وعلى آله الهادين لسبيل الإيمان)(69) إلى أن قال(وخدمت بها مجلس من خص بكمال الفضل النفساني، وزكاء الأصل الإنساني، حتى لقد بذ الأقران في حلبة العلم ولم يبلغ سنه أوان الحلم، وهو الأمير المعظم والصدر المكرم، العالم العادل، الفاضل الكامل، نظام الدنيا والدين أبو المظفر منصور ابن الصاحب الأعظم دستور ممالك العالم آصف الزمان قطب نوع الإنسان علاء الحق والدين عطا ملك بن الصاحب المعظم السعيد الشهيد سلطان البلغاء بهاء الحق والدين محمد الجويني)(70)، وفي آخر الكتاب: (وهذا بحسب المتبادر إلى الفهم من ذوق العربية، وبالله التوفيق)(71)، وهذا الكتاب شرحه الشيخ المقداد السيوري المتوفى سنة826هـ، وسمى شرحه (تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة)(72)، ولكن هذا الشرح لم يطبع.

6- النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة: وهو كتاب قيّم يتكلم عن موضوع الإمامة وشرائطها، وتعيين الإمام، ورد شبهات الخصوم حولها، ويقع الكتاب في مقدمة وثلاثة أبواب، ألفه باسم (أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري) الذي كان والي البصرة(73)، أوله: (الحمد لله مفيض الجود، وواهب وجود كل موجود، الذي أحاط بكل شيء علماً..)، وآخره: (وحينئذ يكون الاستنكار والاستبعاد قبيحاً، والله ولي التوفيق والعصمة...)، والكتاب خالٍ من تاريخ تصنيفه، وقد قام مجمع الفكر الإسلامي في قم بطبع الكتاب طباعةً أنيقةً ومحققةً في سنة 1417هـ، وقد حققه وقدم له العلامة الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي.

7- قواعد المرام في علم الكلام: ويعبر عنه في المصادر بـ (رسالة في الكلام)(74) أو بـ(مقاصد الكلام)(75)، وهو كسابقه أيضاً فقد ألفه الشيخ ميثم إلى (أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري) الذي كان والي البصرة وما جاورها، أوله: (الحمد لله الولي الحميد، ذي العرش المجيد، الفعال لما يريد، عالم الغيب والشهادة..)، وآخره: (وإذا جاز ذلك في الطرفين فلم لا يجوز مثله في الواسطة، أعني طبقة الأولياء. وبالله التوفيق والعصمة...)، وهذا الكتاب طبعته مكتبة آية الله المرعشي في قم المقدسة سنة 1398هـ، بتحقيق السيد أحمد الحسيني. وحينما جئنا إلى حوزة قم كان هذا الكتاب متناً دراسياً في بعض مدارسها العلمية، كما يظهر من بعض المصادر أنه كان متناً دراسياً في العصور الغابرة أيضاً، فقد درسه الشهيد الثاني حينما كان في (كرك نوح)(76).

وقد جاء في ذيل النسخة الخطية (اتفق فراغ مصنفه ومؤلفه ملك العلماء علامة الدهر مفتي الطوائف، كاشف الحقائق واللطائف، كمال الملة والدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ـ تغمده الله برحمته، وأسكنه بحبوحة جنته ـ بمدينة السلام في العشرين من ربيع الأول سنة ست وسبعين وستمائة، ووقع الفراغ من كتابته ظهر يوم العشرين من رجب المرجب لسنة سبع عشر وسبعمائة، في سلطانية ـ رحم الله محدثها ـ على يدي صاحبه أبي الفتوح أحمد بن أبي عبد الله بلكو بن أبي طالب الآوي)(77)، ولكن هذا التاريخ (أي سنة 676هـ ) ربما لا يخلو من تصحيف، فإن عبد العزيز بن جعفر النيسابوري، الذي ألّف الكتاب من أجله توفي في منتصف ذي القعدة سنة 672هـ، ويظهر من مقدمة هذا الكتاب أنه كان حياً حينما شرع الشيخ ميثم بتأليفه، ومن البعيد جداً أن يطول تأليف هذا الكتاب المختصر بحيث ينتهي منه مؤلفه سنة 676هـ، ولهذا فالأرجح هو وقوع تصحيف في هذا التاريخ، أو أن يكون هذا التاريخ هو تاريخ تبييض هذه النسخة على يد مؤلفها بعد أن كتبها كمسودة في وقت سابق.

8- آداب البحث: نسبه إليه الشيخ فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين(78)، وذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(79)، وقال بأن الشيخ سليمان الماحوزي قد ذكره في كتاب السلافة البهية وفي كتاب تراجم علماء البحرين، ولكنه اشتباه منه، حيث إن الذي ذكره هو الشيخ الطريحي، وأما الماحوزي فلم يذكره في أي من كتبه، وعلى أي حال فلم أجد هذا الكتاب في فهارس المكتبات الخطية، ولعله اندثر نتيجة الإهمال كما هو الحال بالنسبة للكثير من الكتب.

9- الدر المنثور: ولم يذكره أكثر من ترجم للشيخ ميثم، ولعل أول من أشار إليه هو الشيخ علي بن محمد بن الشيخ حسن صاحب المعالم على ما نسب إليه(80)، ثم ذكرته المصادر بعد ذلك مثل هدية العارفين(81)، وقد رأينا نسخةً مصورةً من هذا الكتاب في مكتبة مركز إحياء التراث الإسلامي في مدينة قم المقدسة، ولكن هذه النسخة خالية من اسم المؤلف والناسخ، ومن أي تاريخ للتأليف أو النسخ، ولكن في فهارس المكتبة أشاروا إلى أنها من مؤلفات الشيخ ميثم،.وأول النسخة: (الحمد لله الذي هدانا بتوفيقه إلى جادة طريقه، وفضّلنا بتوحيده على كافة عبيده...) إلى أن يقول: (وبعد فهذه كلمات محذوفة الأسانيد مرتبة على حروف المعجم مروية عن مولانا وسيدنا أمير المؤمنين وإمام المتقين أبي الحسن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه) ثم يبدأ بسرد كلمات أمير المؤمنين، وأولها: (الدين يعصم، الدنيا تسلم) وفي آخر النسخة: (ينبغي لمن رضي بقضاء الله أن يتوكل عليه، تم بعون الله). وقد تكرر في وسط النسخة أيضاً الإشارة إلى أمير المؤمنين(ع) بـ (كرم الله وجهه)، وعلى أي حال فمثل هذا التعبير ليس من ديدن الشيخ ميثم ولا غيره من الشيعة، ولعله من تصرفات الناسخ كما قد يتفق ذلك أحياناً.

10- استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر: لعل أول من ذكر هذا الكتاب هو الشيخ يحيى بن الحسين بن عشيرة البحراني(82)، وتبعه الشيخ الطريحي(83)، وذكره بعدهما المحدث البحراني في اللؤلؤة وقال عنه(ذكره بعض مشايخنا المحققين من متأخري المتأخرين)(84) ويظهر من كلامه أنه لم ير الكتاب، كما ذكره إسماعيل باشا البغدادي(85) والشيخ الطهراني في الذريعة(86)، ولعل هذا الكتاب متحد مع كتاب(غاية النظر) (87)، وكتاب (الإمامة)(88) الذين ذكرهما الشيخ الطهراني أيضاً، ورغم البحث إلا أننا لم نجد هذا الكتاب في فهارس المكتبات الخطية، ولعله اندثر أيضاً.

11- البحر الخضم: في الإلهيات، ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته التي كتبها في تراجم علماء البحرين(89)، وذكره إسماعيل باشا البغدادي في إيضاح المكنون(90)، والشيخ الطهراني في الذريعة(91)، ولكني لم أجد هذا الكتاب في فهارس المكتبات الخطية، والظاهر أنه قد اندثر كغيره.

12- المعراج السماوي: وهذا الكتاب غير موجود في فهارس المكتبات الخطية، ولكن الشيخ سليمان الماحوزي ذكره في السلافة البهية، وقال: بأن السيد صدر الدين محمد الشيرازي (توفي سنة 1050هـ) قد (أكثر النقل عنه في حاشية شرح التجريد، سيما في مبحث الجواهر والأعراض، والتقط فرائد التحقيقات التي أبدعها)(92)، وذكره في الذريعة قائلاً: (والسيد علي خان المدني ينقل عنه كثيراً)(93)، وما ذكره صاحب الذريعة هنا صحيح فإن السيد علي خان المدني (توفي سنة 1120هـ)قد نقل عنه كثيراً في شرحه للصحيفة السجادية.

13- رسالة في الوحي والإلهام: لم نعثر على هذا الكتاب في فهارس المكتبات الخطية، ولعل أول من ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في السلافة البهية(94)، ثم ذكره السيد إعجاز حسين في كشف الحجب(95)، كما ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(96).

14- شرح حديث المنزلة: هذا الكتاب رآه الشيخ علي البلادي، فقد ذكره في ضمن مصنفات الشيخ ميثم قائلاً: (ومنها رسالة عجيبة في شرح حديث المنزلة، وأنه وحده كاف في خلافة أمير المؤمنين(ع) لم نحتج إلى غيره، وهو قوله(ص) في الصحيح المتفق عليه: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وما هو بمعناه، فأثبت النبي (ص) له جميع المنازل التي لهارون من موسى(ع) ولم يستثن منها إلا النبوة، ومن جملة منازل هارون الخلافة يقيناً بنص القرآن في قوله تعالى {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي})(97)، وقد ذكره السيد الأمين نقلاً عنه(98).

15- شرح رسالة العلم: و(رسالة العلم) من مؤلفات الشيخ أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني، والمعروف أن تلميذه الشيخ علي بن سليمان البحراني أرسلها إلى نصير الدين الطوسي ليشرحها، ولكن في بعض المصادر نُسب أصل الكتاب إلى الشيخ ميثم(99)، وقد يستفاد من مصادر أخرى أن الشيخ ميثم البحراني هو الذي طلب من نصير الدين الطوسي شرحها(100)، وقال الشيخ علي البلادي: (وأما شرح رسالة العلم التي ذكرها شيخنا الشيخ سليمان وغيره ونسبوه للمحقق الخواجة نصير الدين فهو عندنا ساقط من أول خطبته قليل إلا أن أسلوب الخطبة والديباجة معين أن الشرح المزبور للشيخ الجليل الرباني الشيخ ميثم البحراني(ره) التمس منه الخواجة نصير الدين أن يشرحه لا أنه للخواجة ويحتمل أن يكون هذا شرحاً ثانياً للشيخ كمال الدين الشيخ ميثم إلا أني لم أقف لأحد النسبة إليه وإنما ينسبونه في جملة من الكتب والإجازات للخواجة نصير الملة والدين)(101)، وأما المحدث البحراني فقد ذكر أن الكتاب كان عنده ثم فقده في بعض الوقائع، ونَسب متن الكتاب إلى الشيخ علي بن سليمان البحراني وأشار إلى أن شرح المحقق الطوسي كان بالتماس الشيخ ميثم البحراني(102)، وقد يجد الباحث بعض الاختلافات الأخرى في المصادر، علماً بأن هذا الكتاب رآه جملة من الأعلام ونقلوا عنه عدة مقاطع من ديباجته(103).

وقد سعينا لحل هذه المسألة فبحثنا عن هذا الكتاب وعثرنا على صورة من إحدى نسخه الخطية(104)، وقارنّاها بما نقلته المصادر عن ديباجة هذا الكتاب فوجدناه متطابقاً، وفيه تصريح بأن المتن للشيخ أحمد بن سعادة البحراني وأن الشرح للخواجة نصير الدين الطوسي، ولكننا لم نجد تصريحاً باسم الشيخ علي بن سليمان البحراني، بل وجدنا تصريحاً باسم الشيخ ميثم البحراني، حيث جاء في الصفحة الثانية: (قال الإمام كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني بسم الله الرحمن الرحيم...) إلى أن قال: (أما بعد فإن الله سبحانه لما وفقني فيما مضى من الأيام، وألقى زمامي بيد الإمام الهمام سيف الإسلام علامة الأنام لسان الحكماء والمتكلمين جمال (المحقين و) المحققين كمال الملة والدين أبي جعفر أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة، تلقاه بأكمل الوفادة...)، ومع الأسف أنّا لم نظفر في هذه العجالة بنسخة خطية أخرى لنقارنها بهذه النسخة، والغريب أن المصادر التي نقلت عن هذه الديباجة لم تشر إلى وجود اسم الشيخ ميثم فيها، والظاهر أنه من زيادات هذه النسخة، وعلى أي حال فالذي نكاد نطمئن له هو أن الشيخ علي بن سليمان هو الذي أرسل الكتاب إلى نصير الدين الطوسي وطلب منه شرحه، وربما كان هذا الإرسال بواسطة الشيخ ميثم.

16- رسالة في إبطال الترجيح بلا مرجّح والدور والتسلسل: بحسب تتبعنا للمصادر لم نجد من يذكر هذا الكتاب في ضمن مؤلفات الشيخ ميثم، ولكن ذكره المكباس في كتاب (فوائد الأسفار) ونسبه إلى الشيخ ميثم البحراني، وقال أنه يقع في ثلاث صفحات، أوله: (أمرتني ـ متع الله الإسلام وأهله بمقامك ـ أن أشير إلى تقرير القواعد الثلاثة المشهورة، وهي بطلان الترجيح من غير مرجح وبطلان الدور والتسلسل، وإيفاء القول فيها بضرورة أو برهان..)، وآخره: (وإنما ينقطع بانقطاع الاعتبار الذهني وبالله التوفيق)، وقال أيضاً أنه متواجد في مكتبة السيد الگلبايگاني في قم(105)، ولكن ورغم البحث لم نعثر عليه في ضمن مجلدات فهرست المكتبة المذكورة.

17- مصادرات إقليدس: لم نجد من ذكره في ضمن مؤلفات الشيخ ميثم البحراني سوى الشيخ المكباس حيث ذكره في فوائد الأسفار ونسبه إلى الشيخ ميثم، وقال أنه يقع في ثمان ورقات، أوله: (قوله: الحدود هذه الأقاويل يسميها بعض الناس حدوداً وبعضهم يسميها رسوماً...)، وآخره: (كما أشرنا إليه في صدر المقالة الخامسة)، ولم يذكر مصدر هذه النسخة التي رآها(106)، ولعل تصحيفاً حصل في النسخة التي رآها؛ إذ أن (مصادرات إقليدس) عنوان لكتب عديدة لمؤلفين مختلفين، ومن ضمن هؤلاء العالم المعروف بابن الهيثم(107)، وهو أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم البصري، المتوفى سنة 430هـ، وقد رأينا كتابه مطبوعاً بإحدى المطابع المصرية قبل مدة، ولا يحضرنا الآن لنقارن بين بدايات الكتاب وخواتيمه، فمن المحتمل وقوع التصحيف في اسم المؤلف، فصحف (ابن الهيثم) إلى (ابن ميثم)، كما يحتمل أن يكون هذا كتاباً آخر للشيخ ميثم البحراني ولم تشر إليه المصادر، حيث إن هذا العنوان كتب فيه كثيرون كما أشرنا، ومن ضمن من كتب فيه المحقق الشيخ نصير الدين الطوسي.

18- شرح إشارات الواصلين: وهو شرح لكتاب أستاذه الشيخ علي بن سليمان البحراني الذي اسمه (إشارات الواصلين إلى علوم العميان وتنبيهات أهل العيان من أرباب البيان)(108)، ذكره الشيخ سليمان الماحوزي بقوله: (وكتاب شرح إشارات أستاذه العالم الكامل قدوة الحكماء وإمام الفضلاء الشيخ السعيد الشيخ علي بن سليمان البحراني وهو في غاية المتانة والدقة على قواعد الحكماء المتألهين)(109)، كما ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(110).

19- العزّيّة في شرح المقالة النصيرية: وهذا الكتاب لم تذكره المصادر في ضمن مؤلفات الشيخ ميثم البحراني، ومتن الكتاب للشيخ نصير الدين الطوسي، وتوجد نسخة من هذا الشرح في المكتبة الرضوية، وليس عليها اسم الشارح لكنه معاصر للخواجة نصير الدين، وذكره الشيخ الطهراني في ذريعته، ونقل عن فهرس المكتبة الرضوية احتمال كونه للشيخ ميثم وأنه ألفه لعبد العزيز بن جعفر النيسابوري(111)، ولعل وجه هذا الاحتمال هو معاصرة الشيخ ميثم لنصير الدين الطوسي، مضافاً إلى أن الشيخ ميثم ألَّف بعض كتبه باسم عبد العزيز بن جعفر النيسابوري، إلا أن ذلك لا يفيد الجزم بنسبة الكتاب إليه.

20- المراسلة: وهي رسالة كتبها الشيخ ميثم البحراني إلى الخواجة نصير الدين الطوسي، وقد ذكرها الشيخ الطهراني في ذريعته(112)، وعندنا نسخة مصورة من مخطوطة هذه الرسالة تقع في أربع صفحات، وقد طبعها الشيخ المكباس مؤخراً ضمن كتابه (مراسلات علماء البحرين)(113)، وهذه الرسالة خالية من التاريخ، إلا أن الشيخ ميثم أورد فيها أبياتاً شعريةً متفرقةً لبعض الشعراء المتقدمين، كما صدرها ببيتين من إنشائه، وختمها بقصيدة مدح فيها الخواجة نصير الدين الطوسي، وسنذكر هذه الأبيات ضمن أشعار الشيخ ميثم، قال ابن الفوطي في ترجمته للشيخ ميثم: (...وسألته عن مشايخه فذكر أنه قرأ على جمال الدين علي بن سليمان البحراني، وطلب مني رسالته التي كتبها إلى حضرة مولانا نصير الدين فكتبتها له، وصنف...)، والضمير في قوله: (كتبها) مبهم، فمن المحتمل أن يكون مقصوده هذه الرسالة التي كتبها الشيخ ميثم للخواجة نصير الدين، أو أن يكون مقصوده رسالة العلم التي أرسلها أستاذه علي بن سليمان البحراني إلى الخواجة نصير الدين.

21- كتاب الأوصياء: نسبه إليه الشيخ يحيى بن عشيرة البحراني، حيث قال: (.... وله كتاب استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر، وله كتاب الأوصياء)(114)، ولم نجد من ذكره غيره.

كتب نسبت إليه وليست له:

1- كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة: وهذا الكتاب نُسب إلى الشيخ ميثم، وبحسب المصادر التي بين أيدينا فإن أول من نسبه إليه هو الشيخ يحيى بن الحسين بن عشيرة البحراني(115)، وتبعه على ذلك الطريحي(116) والمجلسي(117)، وغيرهما، ولكن التحقيق عدم صحة هذه النسبة، حيث إن هذا الكتاب لمؤلف آخر، وهو الشريف علي بن أحمد بن موسى بن الإمام الجواد(ع)، وقد نبه على ذلك عدد من الأعلام(118).

2- النهج المستقيم على طريقة الحكيم: والصحيح أن هذا الكتاب من كتب الشيخ علي بن سليمان البحراني، وربما تنسبه بعض المصادر ـ اشتباهاً ـ إلى تلميذه الشيخ ميثم البحراني أيضاً، كما أشار إلى ذلك الشيخ آقا بزرگ الطهراني في الذريعة(119).

 

* الهوامش:

(1) هذا المقال كتبته في الأساس للمؤتمر الدولي الثاني لتكريم الشيخ ميثم البحراني، والذي انعقد في طهران في 25 و 26 ذي الحجة 1427هـ، وتجدر الإشارة إلى أن الجهة المنظمة للمؤتمر عرضت خلال المؤتمر نسخةً مترجمةً عن هذا المقال باللغة الفارسية، والمُترجِم - حسبما هو مذكور على النسخة- اسمه سيد حميد رضا مهاجراني، ولكن ـ ومع الأسف الشديد ـ كانت الترجمة مختصرةً جداً وغير دقيقةٍ، كما تم حذف الهوامش بشكل شبه كامل، ونتيجة لذلك فقد صار حجم النسخة المترجمة أقل من ثلث النسخة الأصلية التي باللغة العربية.

(2) أكثر المصادر لم تذكر سوى اسم جده الأول (ميثم) ولم تشر للجد الثاني (المعلى)، ولكن جملةً من علماء البحرين نصصوا على اسمه ومنهم المحدث الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي البحراني (المتوفى سنة 1135هـ)، فقد ذكر وفاة الشيخ سليمان الماحوزي ثم قال: ودفن في مقبرة الشيخ ميثم بن المعلى، جد الشيخ ميثم العلامة المشهور. انظر: الإجازة الكبيرة للسماهيجي: 75. وقد نقل عنه ذلك المحدث البحراني في كتابه لؤلؤة البحرين: 8.

(3) انظر كتاب (السلافة البهية في الترجمة الميثمية) المطبوع ضمن كشكول المحدث البحراني 1: 45. ولكن في الكشكول المطبوع: (... في ترجمة ميثم أحمد بن الحسن الميثمي ما نصه: هو منسوب...) والظاهر زيادة كلمة ميثم، إذ لا يوجد في المصادر سوى أحمد بن الحسن الميثمي، ولهذا حذفنا كلمة ميثم.

(4) معجم الألقاب 4: 266.

(5) انظر المصادر التالية:

1- كتاب العين للخليل الفراهيدي 3: 221.              2- الصحاح للجواهري 2: 585.

3- لسان العرب 2: 42.                               4- مجمع البحرين 1:157.

5- معجم مقاييس اللغة 1: 203.                     6- شرح شافية ابن الحاجب 2: 82.

7- الوافي بالوفيات للصفدي 1: 44.          8- معجم البلدان 2: 263.

(6) انظر: الإجازة الكبيرة للسماهيجي: 75، وأنوار البدرين: 75.

(7) أنوار البدرين: 132.

(8) مجلة تراثنا، العدد 29، السنة السابعة، شوال 1412هـ، صفحة 8.

(9) النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة: 38.

(10) حاضر البحرين: 59.

(11) فهرست علماء البحرين: 63.

(12) انظر: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق 1: 379، ومعجم البلدان 1: 347.

(13) وصفه بذلك تلميذه السيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا العلوي، و ذلك في إحدى الإجازات التي كتبها إلى السيد شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي. انظر: بحار الأنوار 104: 172.

(14) أنوار البدرين: 132.

(15) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2: 98.

(16) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 21: 329.

(17) قال السيد محسن الأمين بأنه رأى هذا الكتاب في مكتبة الشيخ فضل الله النوري في طهران. انظر: أعيان الشيعة 8: 248.

(18) إجازة العلامة لبني زهرة، وهي مطبوعة ضمن إجازات البحار، انظر: بحار الأنوار 104: 65.

(19) انظر: بحار الأنوار 105: 11، وخاتمة المستدرك 2: 412.

(20) انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج3 ص352، و ج3 ص 390، و ج4 ص50، و13 ص287.

(21) انظر: فهرست علماء البحرين: 60. وقد جاء هذا الكلام في هوامش النسخة التي حققتها، وقد طُبعت سنة 1421هـ.

(22) قال الشيخ يحيى بن عشيرة البحراني في كتابه (مشايخ الشيعة) ـ الذي لا زال مخطوطاً ـ عند ترجمة الشيخ نصير الدين الطوسي: (وشيخه في الفقه ميثم البحراني).

(23) ذكر الشيخ الطريحي بأن الشيخ ميثم البحراني (شيخ نصير الدين الطوسي في الفقه)، وظاهر عبارته أنه يريد به التتلمذ لا الإجازة في الرواية. انظر: مجمع البحرين 4: 171، مادة (مثم). وربما يكون الشيخ الطريحي أخذ ذلك من كتاب (مشايخ الشيعة) للبحراني، لأنه متأخر عنه.

(24) قال الشيخ سليمان الماحوزي: (وجدت بخط بعض الأفاضل المعتمدين أن الخواجة تلمذ على الشيخ كمال الدين ميثم في الفقه والشيخ كمال الدين ميثم تلمذ على الخواجة في الحكمة). انظر كتاب (السلافة البهية في الترجمة الميثمية) المطبوع في ضمن كشكول البحراني 1: 47.

(25) قال السيد أحمد الحسيني الإشكوري: رأيت على بعض نسخ كتابه (مختصر مصباح السالكين) ما نصه: (وقد رأيت إجازة الشيخ ميثم (رحمة الله عليه) للشيخ نصير الدين شيخ المتكلمين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي في المنقولات، ورأيت إجازة الشيخ نصير الدين له في المعقولات). انظر: تراجم الرجال 3: 496.

(26) ذكر ذلك السيد علي بن طاووس في كتاب (الدروع الواقية: 78) وقال إن ذلك كان في مسكني بالجانب الشرقي من دار السلام في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة.

(27) انظر: هدية العارفين 1: 205.

(28) فقد قال في كتابه (مشايخ الشيعة) ـ الذي ما زال مخطوطاً ـ عندما ترجم الشيخ ميثم البحراني: (وشيخه أبو السعادات)، كما قال في ترجمة الشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني: (وتلميذه الشيخ نصير الدين الطوسي والشيخ ميثم بن علي البحراني).

(29) قال في كتابه (مجمع البحرين) في ترجمة الشيخ ميثم البحراني: (وشيخه أبو السعادات)، انظر: مجمع البحرين 4: 171، مادة (مثم).

ولعله نقلها عن كتاب (مشايخ الشيعة) للبحراني؛ لأنه متأخر عنه، وهي نفس تلك العبارة.

(30) قال الشيخ الحر العاملي في ترجمة الشيخ أسعد بن عبد القاهر: (يروي عنه علي بن موسى ابن طاووس، وقرأ عنده المحقق نصير الدين الطوسي وميثم بن علي البحراني.)، انظر: أمل الآمل 2: 33.

(31) قال السيد أحمد الحسيني الإشكوري: رأيت على بعض نسخ كتابه (مختصر مصباح السالكين) ما نصه: (وقد رأيت إجازة الشيخ ميثم (رحمة الله عليه) للشيخ نصير الدين شيخ المتكلمين محمد ابن محمد بن الحسن الطوسي في المنقولات، ورأيت إجازة الشيخ نصير الدين له في المعقولات، ورأيت إجازة الشيخ أبي السعادات هبة الله البحراني الذي صنف كتاب [رشح الولاء في شرح الدعاء] لهما في المعقولات والمنقولات). انظر: تراجم الرجال 3: 496.

ومن الواضح حصول خلط هنا لدى هذا الكاتب، حيث إن الشيخ أبا السعادات لم يكن بحرانياً بل كان أصفهانياً كما هو معلوم، مضافاً إلى أن هبة الله اسمٌ لأحد أجداده، وليس اسما له كما توهمه الكاتب.

(32) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 6: 216.

(33) نقله عنه ابنه المجلسي الثاني في بحار الأنوار 107: 56.

(34) لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين: 272.

(35) تاريخ الحلة 2: 16.

(36) معجم البلدان 4: 372، تحت عنوان (قطربل).

(37) لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين: 273.

(38) نقله عنه ابنه المجلسي الثاني في بحار الأنوار 107: 56.

(39) الأعلام 4: 135.

(40) ذكر ذلك في إحدى الإجازات التي كتبها والتي أوردها العلامة المجلسي في البحار.

انظر: بحار الأنوار 104: 172.

(41) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج6 ص194، وج17 ص176، وج3 ص321، وج7 ص214، وج23 ص172، وج6 ص182.

(42) عوالي اللآلي العزيزية 1: 11.

(43) بحار الأنوار 105: 72.

(44) رجال ابن داود: 130.

(45) مجمع الآداب 2: 442.

(46) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج16 ص159، و ج14 ص233.

(47) وردت مقاطع من هذه الإجازة في ضمن الإجازة الكبيرة التي كتبها صاحب المعالم للسيد نجم الدين بن محمد الحسيني. راجع: بحار الأنوار 106: 13- 14.

(48) أمل الآمل 2: 179.

(49) بحار الأنوار 106: 13.

(50) رياض العلماء 4: 73.

(51) لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين: 247.

وكتاب (السلافة البهية في الترجمة الميثمية) الذي نقل عنه هنا مطبوع في ضمن كشكول البحراني، لاحظ: (كشكول البحراني 1: 47).

(52) لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين: 245، وانظر: بحار الأنوار 104: 62.

(53) بحار الأنوار 104: 63.

(54) وهو غير صفي الدين ابن الأعسر الذي سيأتي الحديث عنه وعن ضيافته للشيخ ميثم البحراني.

(55) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 4: 450.

(56) بحار الأنوار 104: 172.

(57) روضات الجنات 7: 221.

(58) لاحظ لؤلؤة البحرين: 227 و 261 و265.

(59) انظر المقدمة التي كتبها الدكتور محمد هادي الأميني لكتاب (اختيار مصباح السالكين)، حيث ذكر الشيخ سديد الدين يوسف بن علي الحلي من ضمن تلامذة الشيخ ميثم، كما في ص18، ثم عاد في هامش ص23 فأكد ادعائه بأن الذي يروي عن الشيخ ميثم هو والد العلامة يوسف،  لا العلامة الحسن.

راجع: اختيار مصباح السالكين.

(60) بحار الأنوار 105: 98.

(61) ذكرته أكثر المعاجم، انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة 14: 149.

(62) ذكرته أكثر المعاجم، انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة 14: 149.

(63) أمل الآمل 2: 332.

(64) السلافة البهية في الترجمة الميثمية، مطبوع ضمن كشكول البحراني 1: 45.

(65) لاحظ ما ذكره الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة 14: 150.

(66) أمل الآمل 2: 332.

(67) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 14: 41، والذريعة 23: 168.

(68) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3: 352.

(69) أصول البلاغة: 9.

(70) أصول البلاغة: 10.

(71) أصول البلاغة: 78.

(72) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3: 360.

(73) ستأتي ترجمة هذا الشخص عند الحديث عن علاقات الشيخ ميثم بشخصيات المجتمع.

(74) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 18: 108.

(75) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 17: 179.

(76) أعيان الشيعة 7: 147.

(77) قواعد المرام في علم الكلام: 15.

(78) مجمع البحرين 4: 171.

(79) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1: 14.

(80) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 8: 77.

(81) هدية العارفين 2: 486.

(82) ذكره في كتاب (مشايخ الشيعة) الذي لا زال مخطوطاً، ولدينا نسخة مصورة منه.

(83) مجمع البحرين 4: 171.

(84) لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين: 260.

(85) إيضاح المكنون 1: 72.

(86) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2: 32.

(87) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 16: 24.

(88) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2: 338.

(89) أنوار البدرين: 64. وهذه الرسالة التي ألفها الماحوزي غير كتاب (فهرست علماء البحرين) وغير(جواهر البحرين)، وقد نقل أكثرها الشيخ علي البلادي في كتاب أنوار البدرين، وقد حققت الكلام حولها عندما حققت كتاب الفهرست في سنة 1421هـ، لاحظ النسخة المحققة من كتاب (فهرست علماء البحرين: 35).

(90) إيضاح المكنون 1: 164.

(91) الذريعة إلى تصانيف الشيعة  3: 37.

(92) السلافة البهية في الترجمة الميثمية المطبوع في ضمن كشكول المحدث البحراني 1: 42.

(93) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 21: 230.

(94) السلافة البهية في الترجمة الميثمية المطبوع في ضمن كشكول المحدث البحراني 1: 45.

(95) كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار: 291.

(96) الذريعة إلى تصانيف الشيعة  25: 61.

(97) أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين: 66.

(98) أعيان الشيعة 10: 198.

(99) انظر أمل الآمل 2: 299 و 332، وانظر: كشف الحجب والأستار: 335.

(100) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 12: 28.

(101) أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين: 61.

(102) لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين: 264.

(103) انظر: الكنى والألقاب 2: 595، وخاتمة المستدرك 2: 412.

والذريعة 13: 287، وأعيان الشيعة 3: 43، وجواهر البحرين للماحوزي: 92.

(104) أخذت صورة من هذا الكتاب من مكتبة مركز إحياء التراث الإسلامي، الذي يرأسه السيد أحمد الحسيني في مدينة قم، وهو في قسم النسخ المصورة، ورقم النسخة 16/ 888.

(105) فوائد الأسفار في وصف مخطوطات علماء البحرين الأبرار 1: 56.

(106) فوائد الأسفار في وصف مخطوطات علماء البحرين الأبرار 1: 127.

(107) انظر: هداية العارفين 2: 67، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء: 559، والوافي بالوفيات 11: 322.

(108) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2: 98.

(109) انظر: (السلافة البهية في الترجمة الميثمية) المطبوع في ضمن كشكول البحراني 1: 45.

(110) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 13: 91.

(111) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 15: 262.

(112) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20: 297.

(113) مراسلات علماء البحرين: 43.

(114) ذكر ذلك في كتاب (مشايخ الشيعة) الذي لا زال مخطوطاً، ولدينا نسخة مصورة منه.

(115) ذكر ذلك في كتاب (مشايخ الشيعة) الذي لا زال مخطوطاً، وعندنا نسخة مصورة منه.

(116) مجمع البحرين 4: 171.

(117) بحار الأنوار 1: 19.

(118) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2: 28.

(119) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 24: 424.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا