هدية العدد.. للوالد وما ولد في بعض شؤون الأولاد والتربية والأسرة

هدية العدد.. للوالد وما ولد في بعض شؤون الأولاد والتربية والأسرة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، وأفضل الصلاة والسلام على أفضل والد وما ولد(1) نبينا محمد(ص) والأوصياء من ولده خير الوسائل والعِدَد وعلى أمهم فاطمة الزهراء سيدة النساء التي لا يسبقها في الفضل من نساء العالمين أحد واللعن على أعدائهم أجمعين ما دام الأبد..

أما بعد.. فهذا مختصر في ذكر نماذج من مصاديق رعاية الأسرة والتربية والثواب الذي ينال الآباء بسبب ذلك والذي ينال الأبناء بسبب برِّهم بوالديهم وإطاعتهم لهما في ما يرضي خالقهم تبارك وتعالى.

قسمته إلى ثلاث هدايا في كل هدية ثلاث تحف، كل تحفة مرصعة بجواهر مجموعها أربعون.

مقدمة:

فطر الله الإنسان على حبه للتناسل والتكاثر حبا واعياً، لا بهيمياً تحركه الغريزة الصرفة البحتة، فتجد الإنسان منذ آدم على نبينا وآله وعليه السلام يعيش في مجتمعات قوامها الأسرة، ذلك النظام الراقي الذي أَمدَّ حياة الإنسان بما أمدَّ من نضج وتكامل وراحة وهناء..

ربما يحتاج المؤمن -في بعض الحالات- إلى تأمل أكثر من غيره ليدرك نعمة الله وبركات هذا النظام الراقي لأنه متنعم به.

بينما يعضُّ على أنامله ندامةً مَنْ فرَّطَ فيه، سواء كان هذا المفرِّط من المجتمعات اللادينية التي سحقتها المادة، فأخلدت بها إلى الأرض وصار رأس هرمها السكاني أكبر وأضخم من قاعدته، فباتت تواجه خطر الانقراض نتيجة تفكير خاطئٍ فادح وجهل فاضح. من أخطر مفرزاته هدمها صرحَ الأسرة بمعاول الرذيلة والخرافات التي ظنّتها فكراً وتطوراً ونموا، فابتعدت وفرّت من رحمة الله إلى غضبه وباءت به، أم كان هذا المفرط ممن لم يتق الله حقَّ تُقاته، وكان ممن يخربون بيوتهم بأيدهم وخسر أسرته.

ولكي لا تَزِلَّ عن الصواب قدمُه، ولا يخرِّب فطرته بيده، لم يتركه خالقه سبحانه سدًى يسلك سُبُل الحياة دون هدى. بل أرسل رسله تترى -صلوات الله عليهم أجمعين- لتدلَّهُ على الطريقة المثلى لصلاح الآخرة والأولى.

فمما بينه الرسلُ والأنبياءُ يتبعهم الأوصياءُ(ع)  من الشرائع الغراء، ما يتعلق بالآباء والأبناء ويهندس للأسرة حتى تُبنى خير بناء. فقد ضربوا(ع)  في هذا المجال خيرَ المُثُلِ العملية ولم يكتفوا، بل بينوها بالحِكَم النورانية والإرشادات القولية لتكون للإنسان خير معين في دنياه على هذا الأمر العظيم. ولم يكتفوا، بل بينوا ما أعدَّهُ الله سبحانه من ثوابٍ جزيل- لجميع أفراد الأسرة للآباء على رعاية الأسرة والتربية الصالحة وللأبناء على البرِّ بهم، - ثوابٌ في الآخرة هو مع الحياة الهانئة في الدنيا خير هدية.

الهدية الأولى- هدية العواطف الأسرية:

وفيها ثلاث تحف:

فيها إكسير يُبقيْ جوَّ الأسرة عطراً، ويقوي ترابطها، ويجمع قلوب أفرادها، وما أدراك ما اجتماع القلوب..

التحفة الأولى من الهدية الأولى- في حب الأولاد وثوابه:

لا يخفى ما يمثله حبُّ الأولاد من أساس لإحياء روح الأسرة ولإنعاش جوِّها ودعامة للرعاية والتربية، كما لا يخفى انعكاس ذلك الحب على روح الأب والابن، وعلى استجابة الابن لتربية الأب له، وتفهم الأب لاحتياجات ابنه ومشاكله لأنه سيكون قريبا منه بروحه - على الأقل - دائماً.

وفوائدٌ جَمةٌ لها مجال للذكر غير هذا، نطوي عنها في هذه التحفة وفي غيرها -وعلى هذه الطريقة سيكون السير- مراعاة للاختصار وإسراعاً للاستنارة بنور جواهر الأطهار(ع).

جواهر التحفة الأولى من الهدية الأولى:

1- عن النبي(ص) قال: «أحبوا الصِّبيَان وارحموهم...»الحديث.(2)

2- عن أبي عبد الله(ع) قال: «قال موسى بن عمران(ع) يا رب أي الأعمال أفضل عندك؟ فقال: حبٌّ الأطفال فإني فطرتهم على توحيدي فإن أَمَتُّهم أدخلتهم برحمتي جنتي».(3)

3- ومما كتبه يعقوب على نبينا وآله وعليه السلام إلى عزيز مصر، من حديث عن أبي جعفر(ع) قال : «... وإنه كان لي ولد لم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه. وكان قرة عيني وثمرة فؤادي، فأخرجه إخوته ثم رجعوا إليَّ، وزعموا أن الذئب أكله، فاحدودب لذلك ظهري، وذهب من كثرة البكاء عليه بصري..»الحديث.(4)

4- عن الصادق(ع) قال: «إن الله ليرحم الرجل لشدة حبه لولده».(5)

أقول: لعل تخصيص ذكر الرجل في الحديث الرابع لكونه أبعد من الأم في رحمتها وعطفها وحنانها وحبها لولدها، والله العالم، وسيأتي ذكر ثواب الأم في (محله) إن شاء الله تعالى.

مسك ختام التحفة:

5- عن علي(ع) قال: كان رسول الله(ص) يقول: «يا علي لقد أذهلني هذان الغلامان-يعني الحسن والحسين(ع) - أن أحب بعدهما أحدا أبدا، إن ربي أمرني أن أحبهما وأحب من يحبهما».(6)

التحفة الثانية من الهدية الأولى - في الحث على تقبيل الأولاد وثوابه والنهي عن تركه:

أمورٌ مهمة لا تكلف شيئاً، مردودها عظيم. قد تبدو بسيطة فيستهان بها، وقد تُنْسَى تحت ضغط مشاغل الحياة...

جواهر التحفة الثانية من الهدية الأولى:

6- عن النبي(ص) قال: «قبِّلوا أولادكم فإنَّ لكم بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجتين خمسمائة عام‏».(7) ونقله في البحار (8) بلفظ: «أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم....» وبدل «درجتين» لفظ «درجة».

7- قال أمير المؤمنين(ع): «قبلة الولد رحمة وقبلة المرأة شهوة وقبلة الوالدين عبادة وقبلة الرجل أخاه دِين».(9)

أقول: قبلة الولد مصداق من مصاديق الرحمة المأمور بها في الحديث الأول «أحبوا الصبيان وارحموهم...»، والله العالم.

8- عن موسى بن جعفر عن آبائه(ع)  قال: «قال علي(ع): أَبصرَ رسولُ الله(ص) رجلاً له ولدان فقبل أحدهما وترك الآخر فقال رسول الله (ص): فهلا واسيت بينهما».(10)

9- وقال الصادق(11)(ع): «من قبل ولده كان له حسنة ومن فرَّحه فرَّحه الله يوم القيامة ومن علَّمه القرآن دُعِيَ الأبوان فكسيا حلتين يضي‏ء من نورهما وجوه أهل الجنة».

10- «وجاء رجل إلى النبي(ص) فقال: ما قبلت ولداً قط. فلما ولَّى قال النبي(ص): هذا رجل عندنا من أهل النار».(12)

11- شرف النبي عن الخركوشي والفردوس عن الديلمي عن ابن عمر والجامع عن الترمذي عن أبي هريرة والصحيح عن البخاري ومسند الرضا عن آبائه عن النبي(ص) واللفظ له، قال: «الولد ريحانة والحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا».

قال الترمذي: هذا حديث صحيح وقد رواه شعبة ومهدي بن ميمون عن محمد بن يعقوب.(13) ويروى عنه(ع) أنه قال: «إنكما من ريحان الله».

وفي رواية عتبة بن غزوان أنه وضعهما في حجره وجعل يقبل هذا مرة وهذا مرة، فقال قوم: «أتحبهما يا رسول الله؟ فقال: ما لي لا أحب ريحانتي من الدنيا».(14)

التحفة الثالثة من الهدية الأولى- في الحثِّ على شراء التحف والهدايا للأولاد وعلى التوسعة على العيال وثوابه وبعض ما يتعلق به:

12- عن النبي(ص) أنه قال: «من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور فإنه من فرَّح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقرَّ عينَ ابنٍ فكأنما بكى من خشية الله ومن بكى من خشية الله أدخله الله جنات النعيم».(15)‏

13- عن أبي عبد الله(ع) قال: «قال رسول الله(ص): أَطْرِفُوا أهاليكم في كل جمعةٍ بِشي‏ءٍ من الفاكهة أَو اللحم حتى يفرحوا بِالجمعة».(16)

* بيان: أَطْرفتُ‏ فلاناً شيئاً: أَي أَعطيته شيئاً لم يَمْلِك مثله فأَعجبه‏(17).

14- عن أبي الحسن(ع) قال: «ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته. وتلا هذه الآية {وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى‏ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وَأَسِيراً}(18)، قال: الأسيرُ عِيَالُ الرجل ينبغي إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءَه في السعة عليهم» الحديث.(19)

* بيان: عيال الرجل: ما يتكفل به ويمونَّه، فيشمل الأولاد والزوجة وغيرهم.

15- عن علي بن الحسين(ع) قال: «أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله».(20)

* بيان: أي أوسعكم عليهم في النفقة.

16- وعن أبي عبد الله(ع) قال: «إنَّ المؤمن يأخذ بآداب الله إذا وسع الله عليه اتسع وإذا أمسك عنه أمسك».(21)

* بيان: هذا الحديث لبيان اتساع المؤمن في معيشته واستفادته من نعم الله عليه في عامة أموره ومنها بلا شك رعاية الأهل.

انظر إلى هذه الأسرة روحي لها الفداء وتأمل التواضع والتفاهم والاحترام والتقدير والمراعاة ووو..

17- عن أبي جعفر(ع) قال: «إن فاطمة(ع) ضمنت لعلي(ع) عمل البيت والعجين والخبز وقَمّ البيت، وضمن لها علي(ع) ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجي‏ء بالطعام، فقال لها يوما: يا فاطمة هل عندك شي‏ء؟ قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شي‏ء نقريك به. قال: أفلا أخبرتني؟! قالت: كان رسول الله(ص) نهاني أن أسألك شيئا. فقال: لا تسألي ابن عمك شيئا إن جاءك بشي‏ء عفو وإلا فلا تسأليه. قال: فخرج الإمام(ع) فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم أقبل به وقد أمسى فلقي مقداد بن الأسود، فقال للمقداد ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال: الجوع والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين.

قال: قلت لأبي جعفر: ورسول الله(ص) حي؟ قال: ورسول الله(ص) حي.

قال: فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وسأوثرك به، فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول‏ الله(ص) جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شي‏ء مغطى، فلما فرغت أحضرت ذلك الشي‏ء فإذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة أنَّى لكِ هذا؟ قالت: هو من عند الله {إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ}، فقال رسول الله(ص): ألا أحدثك بمثلك ومثلها؟ قال: بلى. قال: مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب فـ {وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ}(22)، فأكلوا منها شهراً وهي الجفنة التي يأكل منها القائم(ع) وهي عندنا».(23)

* بيان: «قَمُّ البيت»: أي كناسته وإزالة قمامته.

الهدية الثانية - هدية التربية والتعليم: وفيها ثلاث تحف:

التحفة الأولى من الهدية الثانية - الحثّ على تربية الأولاد وتأديبهم ومراحل ذلك وثوابه: ((جواهرها)):

18- عن النبي(ص) أنه قال: «لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم».(24)

19- عن الصادق(ع) قال: «أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يُغْفَرْ لكم».(25)

20- عن النبي(ص) أنه قال: «الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين، فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى».(26)

21- وعن الصادق(ع): «دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فلا خير فيه».(27)

أقول: في بعض الروايات الشريفة ست ثم ست ثم سبع، وفي بعضها سبع ثم سبع، وفي بعضها ست ثم سبع، مع شيء من الاختلاف في التعبير. ولا يخفى على الآباء تفاوت الأبناء في مستويات الإدراك والفهم وسرعة النضوج، فلكل طريقته التي تناسبه في التربية، ولكل صنف مستوى من التدرج معه في شؤونه. فالروايات في مقام بيان الحاجة للتدرج مع أمثلة له، ثم على الآباء ضبطه بما يناسب أبناءهم.

التحفة الثانية من الهدية الثانية - الحثّ على تعليم الأولاد وتأديبهم ومراحل ذلك وثوابه:

جواهرها:

22- عن أبِي عبد الله(ع) قال: «الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين».(28)

23- عن عليٍّ(ع): قال: «علّموا أولادكم من علمنا ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها».(29)

ذكره الحر العاملي(قده) في باب استحباب تعليم الأولاد في صغرهم الحديث قبل أن ينظروا في علوم العامة ]أي المخالفين لأهل البيت(ع)  ومذهبهم[، أورد فيه ستة أحاديث ثم قال: " أقول: والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصى...".(30)

24- عن أبي جعفر(ع) في وصية أمير المؤمنين(ع) لولده الحسن(ع) وهي طويلة منها أن قال: «فبادرتك بِوصيَّتي لخصال منها (أن تعجّلَ) بي أجلي. إلى أن قال: وأن يسبقني إِليك بعض غلبة الهوى وفتن الدنيا وتكون كالصعب النفور وإِنّمَا قَلبُ الحَدَثِ كالأرضِ الخَالِيَة ما أُلْقِيَ فيها من شي‏ء قَبِلَتْهُ فبادرتك بِالأدب قبل أن يقسُوَ قلبُك ويشتَغِلَ لُبُّك».(31)

مراحل تعليمه الصلاة:

25- عن أبي عبد الله أو أبي جعفر(ع) قال (راوي الحديث عبد الله بن فضالة): سمعته يقول: «إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات: قل لا إله إلا الله.

ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال له: قل محمد رسول الله سبع مرات.

ويترك حتى يتم له أربع سنين ثم يقال له سبع مرات: قل صلى الله على محمد وآله.

ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له: أيهما يمينك وأيهما شمالك؟ فإذا عرف ذلك حُوِّل وجهُهُ إلى القبلة ويقال له: أُسجد.

ثم يترك حتى يتم له ست سنين، فإذا تم له ست سنين صَلَّى وعُلِّمَ الركوعَ والسجودَ حتى يتم له سبع سنين.

فإذا تم سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له: صَلِّ.

ثم يترك حتى يتم له تسع سنين فإذا تمت له عُلِّمَ الوضوء وضُرِبَ عليه وأُمِرَ بالصلاة وضُرِبَ عليها فإذا تعلم الوضوءَ والصلاةَ غفر الله لوالديه إن شاء الله تعالى».(32)

أقول: الضرب للتربية جاء في جمع من الروايات، وله حدوده التي تذكر في الفقه استنباطاً منها.

ولا تحزن كثيراً إذا لم يكن ابنك هادئاً محباً للمدرسة في صغره:

26- عن العبد الصالح (الإمام الكاظم(ع) كان يسمى هكذا للتقية): أن الراوي - صالح بن عقبة- سمعه يقول: «تستحب عرامة الصبي في صغره ليكون حليما في كبره، ثم قال: ما ينبغي أن يكون إِلا هكذا».(33) وروي أَن أكيس الصبيان أشدهم بغضاً للكُتَّاب‏.(34)

وقال العلامة المجلسي(قده) شارحاً: بيان: «العَرامَةُ» [لغةً] سوء الخلق والفساد والمرح والأشرار. والمراد [في هذا الحديث] ميله إلى اللعب وبغضه للكُتَّاب. أي عرامته في صغره علامة عقله وحلمه في كبره وينبغي أن يكون الطفل هكذا فأما إذا كان مُنقاداً ساكناً حسن الخلق في صغره يكون بليدا في كبره كما هو المجرب والكُتَّابُ بالتشديد المكتب.(35) وهو محل تعليم القراءة والكتابة والقرآن أي (المعلِّم) بحسب التعبير الدارج والمدرسة وبالنسبة للصغار (الروضة)، في أيامنا هذه.

وأما ثواب تعليمه ما ينبغي:

وقد تقدم شيءٌ منه في الحديث(9). فهذا نموذج منه كافٍ.

27- عن الإمام الحسن العسكري(ع) في حديث مفصّل بعد أن نقل عن النبي(ص) فقرة في فضائل القرآن وعظمه قال :

«قال رسول الله(ص)... فلذلك قال: {هُدىً} يعني هذا القرآن هدى {وَبُشْرى‏ لِلْمُؤْمِنِينَ}(36) يعني بشارة لهم في الآخرة.

وذلك أن القرآن يأتي يوم القيامة بالرجل الشاحب [أي متغير اللون والجسم، مهزوله] يقول لربه: يا رب‏ هذا أظمأت نهاره، وأسهرت ليله، وقويت في رحمتك طمعه، وفسحت في مغفرتك أمله، فكن عند ظني فيك‏ وظنه.

يقول الله تعالى: أعطوه الملك بيمينه، والخلد بشماله، واقرنوه بأزواجه من الحور العين، واكسوا والديه حلة لا تقوم لها الدنيا بما فيها.

فينظر إليهما الخلائق فيعظمونهما وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منها ويقولان: يا ربنا أنَّى لنا هذه ولم تبلغها أعمالنا فيقول الله تعالى: ومع هذا تاج الكرامة، لم ير مثله الراؤون، ولا يسمع بمثله السامعون، ولا يتفكر في مثله المتفكرون.

فيقال: هذا بتعليمكما ولدكما القرآن، وتبصيركما إياه بدين الإسلام ورياضتكما إياه على حب محمد رسول الله وعلي ولي الله، وتفقيهكما إياه بفقههما لأنهما اللذان لا يقبل الله لأحد إلا بولايتهما ومعاداة أعدائهما عملا، وإن كان مل‏ء ما بين الثرى إلى العرش ذهباً تصدق به في سبيل الله. فتلك من البشارات التي يبشرون بها، وذلك قوله:

{وَبُشْرى‏ لِلْمُؤْمِنِينَ} شيعة محمد وعلي ومن تبعهم- من أخلافهم وذراريهم».(37)

التحفة الثالثة من الهدية الثانية - ماذا نُعَلّم أبنائنا ؟

اتضح من التحفة السابقة شيء مما ينبغي تعليمه الأبناء، كالتوحيد والنبوة والولاية والصلاة والقرآن والحديث ومعالم الدين والآداب السلوكية، وهنا شيء من ذلك.

جواهرها:

تعليم الابن فوائد التجارب وتنبيهه على ما يحتاج إليه منها:

فالأب وبما يكبر به الولد من سنوات قد خاض تجاربها بنفسه، ونظر فيما جربه غيره، فاستفاد من مفيدها باتِّباع صالحه واجتناب فاسده، وغض الطرف عن غيره. فينبغي أن يوصل ما استخلصه واستنتجه من تلك التجارب لابنه حتى لا يبدأ من الصفر بل يكمل مشوار التكامل وتكون له دروساً وحصناً منيعاً وآلةً يواجه بها معترك الحياة، وإلا فما فائدة التجارب.

وفي هذا المجال يقول أمير المؤمنين(ع):

28- من وصيته لابنه الإمام الحسن(ع): «فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته فتكون قد كُفيتَ مؤونة الطلب وعوفيت من علاج التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنَّا نأتيه واستبان لك منه ما ربما أظلم علينا فيه.

أَيْ بني، إني وإنْ لم أكنْ عُمّرْتُ عمرَ من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، وفكرت في أخبارهم، وسرت في آثارهم، حتى عدت كأحدهم بل كأني بما انتهى إليَّ من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفوَ ذلك من كدره، ونفعه من ضرره، فاستخلصت لك من كل أمر نخيله، وتوخيت لك جميله، وصرفت عنك مجهوله، ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق، وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك، وأنت مقبل العمر ومقتبل الدهر ذو نية سليمة ونفس صافية، وأن أبتدئك بتعليم كتاب الله وتأويله، وشرائع الإسلام وأحكامه، وحلاله وحرامه، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره، ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم، مثل الذي التبس عليهم، فكان إحكام ذلك على ما كرهتُ من تنبيهك له، أحبَّ إليَّ من إسلامك إلى أمرٍ لا آمن عليك به الهلكة...».(38)

شعر العبدي:

29- عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: «يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فإِنه على دين الله».(39)

للشعر كبير الأثر في تكوين أفكار الإنسان وحفظ اعتقاداته، فهو يخاطب الفكرة والروح معاً ولا يخفى أن تعلّم الصغير الشعر المفيد مهم للغاية. يكفيك ما نراه من حفظ الناس أشعارا تعلموها في الصغر يكادون لا ينسونها، فما أجمل أن نختار لفَلَذَات أكبادنا ما يحفظون والأجمل منه أن يختار المعصوم(ع) لهم ذلك فمما ينبغي حفظه وتعليمه للأطفال من شعر، شعر العبدي...

من هو العبدي ؟

قال العلامة الأميني(ره) في الغدير(40) حيث ذكر ترجمته ونماذج وافرة من أشعاره وبعض الشرح لها: «العبدي، هو أبو محمد سفيان بن مُصعب العبديّ الكوفيّ، من شعراء أهل البيت الطاهر المتزلّفين إليهم بولائه وشعره، المقبولين عندهم لصدق نيّته وانقطاعه إليهم؛ وقد ضَمَّن شعرَه غير يسير من مناقب مولانا أمير المؤمنين الشهيرة، وأكثَر من مدحه ومدح ذريَّته الأطيبين، وأطاب وتفجَّع على مصائبهم ورثاهم على ما انتابهم من المِحَن، ولم نَجِد في غير آل اللَّه له شعراً.

وكان يأخذ الحديث عن الصادق(ع) في مناقب العترة الطاهرة فينظمه في الحال ثمّ يعرضه عليه.‏

و من شعر العبدي:

يا سادتي يا بَنِي عليٍّ

                        يا آلَ طه وآلَ صادِ

 

مَن ذا يُوازيكمُ وأنتمْ

                        خلائفُ اللَّه في البلادِ

 

أنتم نجومُ الهدى اللواتي

                        يهدي بها اللَّهُ كلَّ هادِ

 

لو لا هُداكمْ إذاً ضَلَلْنا

                        و التبسَ الغيُّ بالرشادِ

 

لا زلتُ في حُبِّكمْ أُوالي

                        عمري وفي بُغْضِكم أُعادي

 

و ما تزوَّدتُ غيرَ حبِّي

                        إيّاكمُ وهو خير زادِ

 

و ذاك ذُخري الذي عليهِ

                        في عَرْصَةِ الحَشْر اعتمادي

 

وَلاكُمُ والبراءُ ممّنْ

                        يشنــأكُمُ اعتقـــــادي

 

انتهى النقل عن الغدير وفيه الكفاية.

السباحة:

خصوصاً، في بلدٍ مثل بلادنا العزيزة البحرين حرسها الله وصانها وسواحلها وما تبقى من عيونها وأهلها المؤمنين من فتن آخر الزمان...

30- عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: قال رسول الله(ص) علموا أولادكمُ السباحة والرماية».(41)

حديث مشهور، وورد هذا في غيره أيضاً.(42)

الهدية الثالثة - هدية البرِّ والخدمة: وفيها ثلاث تحف:

التحفة الأولى من الهدية الثالثة - في البر بالأم والنهي عن عكسه:

قدمنا الأم لتقدمها على الأب في الروايات الحاثَّة على البر وشدة التأكيد على ذلك في الشريعة المقدسة..

جواهرها:

31- عن أبي عبدالله(ع) قال: «جاء رجل إلى النبي(ص) فقال: يا رسول الله من أَبَرُّ ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أباك».(43)

32- عن أبي عبدالله(ع) في خبر إبراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبدالله(ع) ليلةً مُمْسِياً، فأتيت منزلي بالمدينة، وكانت أمي معي، فوقع بيني وبينها كلامٌ فأغلظت لها. فلما أن كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد الله(ع) فلما دخلت عليه فقال لي مبتدئا: «يا أبا مهزم ما لك وللوالدة أغلظت في كلامها البارحة ؟ أما علمت أن بطنها منزل قد سكنته ؟ وأن حجرها مهد قد غمزته ؟ وثديها وعاء قد شربته ؟ قال: قلت: بلى. قال: فلا تغلظ لها».(44)

هذا نهي عن الإغلاظ والقسوة عليها في الكلام فالعياذ بالله مما هو أعظم من ذلك..

33- عن أبي جعفر(ع) قال: «كان في بني إسرائيل عابدٌ يقال له جريح، وكان يعبد الله في صومعة فجاءته أمه وهو يصلي فدعته فلم يجبها ولم يكلمها فانصرفت وهي تقول: أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك. فلما كان من الغد جاءت فاجرة وقعدت عند صومعته قد أخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح، ففشا في بني إسرائيل أن من كان يلوم الناس على الزناء زنى. وأمر الملك بصلبه. فأقبلت أمه إليه تلطم وجهها.

فقال لها: اسكتي إنما هذا لدعوتك. فقال الناس لما سمعوا منه ذلك: وكيف لنا بذلك؟ قال: هاتوا الصبي. فجاءوا به فأخذته فقال: من أبوك؟ فقال: فلان الراعي لبني فلان. فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح أن لا يفارق أمه يخدمها».(45)

التحفة الثانية من الهدية الثالثة - في بعض حقوق الأب والبر به وثوابه:

وكم يغفل عن حقوقه وبره وهو الذي أعرق جبينه وأدمى أياديه وأحرق قلبه، أفبالجفاء يجازى؟!

جواهرها:

34- عن أبي الحسن موسى(ع) قال : «سأل رجلٌ رسولَ الله(ص)‏ ما حقُّ الوالد على ولده قال لا يسَمِّيهِ باسمه ولا يمشي بين يدَيه ولا يجلسُ قَبلَه ولا يَسْتَسِبُّ له‏».(46)

قال العلامة المجلسي شارحاً: " تبيان: «أن لا يسميه باسمه»: لما فيه من التحقير وترك التعظيم والتوقير عُرفاً بل يسميه بالكنية لما فيها من التعظيم عند العرب أو الألقاب المشتملة على التعظيم أو اللطف والإكرام كقوله يا أبة وقال أبي أو والدي ونحو ذلك.

«ولا يجلس قبله»: أي زمانا أو رتبة والأول أظهر ويحتمل التعميم وإن كان بعيدا.

«ولا يستسب له»: أي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له كأن يسبهم أو آباءهم وقد يسب الناس والد من يفعل فعلا شنيعا قبيحا ]وعليه الروايات[.(47) انتهى.

35- عن أبي عبدالله(ع) في خبر إبراهيم بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله(ع): «إن أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة. فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولَقِّمه بيدك فإنه جُنَّةٌ لك غدا».(48)

انظروا إلى البر ما يفعل بأهله!!:

36- عن أبي الحسن الرضا(ع) (أن الراوي البزنطي) سمعه يقول:

«إن رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له ثم أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه. فقالوا لموسى(ع): إن سبط آل فلان قتلوا فلانا. فأَخْبِرْنا منْ قَتَلهُ. قال: ايتوني ببقرة {قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ}(49) [وحدث ما حدث مما هو معروف من عنادهم له وقد حذفته اختصاراً، إلى أن ألزمهم الحجة] فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال: لا أبيعها إلا بملإ مسكها [أي جلدها] ذهباً فجاءوا إلى موسى(ع) فقالوا له ذلك. فقال: اشتروها. فاشتروها وجاءوا بها فأمر بذبحها ثم أمر أن يضرب الميت بذنبها فلما فعلوا ذلك حيي المقتول وقال: يا رسول الله إن ابن عمي قتلني دون من يدعى عليه قتلي. فعلموا بذلك قاتله.

فقال: رسول الله موسى بن عمران(ع) لبعض أصحابه: إن هذه البقرة لها نبأ. فقال: وما هو؟ قال: إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وإنه اشترى تبيعا، فجاء إلى أبيه ورأى أن المقاليد تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع، فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له: أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوضاً لما فاتك.

قال: فقال له رسول الله موسى بن عمران(ع) انظروا إلى البر ما بلغ بأهله‏».(50)

التحفة الثالثة من الهدية الثالثة - في ثواب خدمة العائلة والتربية والحمل والولادة:

العائلة، الكلُّ فيها خادم، حتى السّيِّد (الأب)..

جواهرها:

ثواب النساء في خدمة الأزواج وتربية الأولاد والحمل والولادة:

37- عن أبي عبد الله(ع) أن رسول الله (ص) قال: «أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذبه.

فقالت أم سلمة(رض): ذهب الرجال بكل خير، فأي شي‏ء للنساء المساكين؟

فقال(ع): بلى. إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، فإذا وضعت كان لها من الأجر ما لا تدري ما هو لعظمه، فإذا أرضعت كان لها بكل مصة كعدل‏ عتق محرر من ولد إسماعيل. فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك على جنبها [جنبيها] وقال استأنفِ العملَ فقد غُفِرَ لكِ».(51)

38- عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: «النفساء تبعث من قبرها بغير حساب، لأنها ماتت في غم نفاسها».(52)

وأمّا إعانة الرجل امرأته في بيتها وخدمته عيالَهُ وثوابه:

فتأملّوا يا رجال !!

39- عن أمير المؤمنين(ع) في كتاب المناقب:

" أنه اشترى(ع) تمرا بالكوفة فحمله في طرف ردائه فتبادر الناس إلى حمله وقالوا: يا أمير المؤمنين نحن نحمله فقال(ع): «ربُّ العيال أحقُّ بحمله».

وكان علي(ع) يحمل التمر والملح بيده ويقول:

«لا يَنْقُصُ الكامِلَ مِنْ كَمَالِه

                        ما جَرَّ مِنْ نَفْعٍ إلى عِيالِه»(53)

»

 

40- عن رسول الله(ص) في حديث عن علي(ع) قال: «دخل علينا رسول الله(ص) وفاطمة جالسة عند القدر وأنا أنقي العدس. قال: يا أبا الحسن. قلت: لبيك يا رسول الله. قال: اسمع مني وما أقول إلا من أمر ربي.

ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما أعطاه الله الصابرين وداود النبي ويعقوب وعيسى(ع).

يا علي من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف، كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة.

يا علي ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة وألف حج وألف عمرة وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف عيادة مريض وألف جمعة وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عار يكسوهم وألف فرس يوجهها في سبيل الله وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ومن ألف أسير أسر فأعتقها وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة.

يا علي من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر ويطفئ غضب الرب ومهور حور العين ويزيد في الحسنات والدرجات يا علي لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة».(54)

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سادتنا وقادتنا ونور قلوبنا محمد وآله الطاهرين.

 

 * الهوامش:

(1) جاء في روايات عدة تفسير قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}- الآية 3 من سورة البلد - بالنبي(ص) وما ولد من الأوصياء، وفي أخرى بأمير المؤمنين وما ولد من الأئمة(ع). للتفصيل راجع البرهان في تفسير القرآن.

(2) مكارم ‏الأخلاق: الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم: في فضل الأولاد ص219. جامع الأحاديث (نور)

(3) المحاسن: ج: 1: الباب 47 باب المحبوبات: الحديث453: ‏ص293. جامع الأحاديث (نور)

(4) البرهان في تفسير القرآن: سورة يوسف(12): الآيات 83 إلى 101: الحديث5.

(5) مكارم ‏الأخلاق: الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم: في فضل الأولاد: ص219.

(6) كامل‏الزيارات: الباب الرابع عشر حب رسول الله(ص) الحسن والحسين(ع) والأمر بحبهما وثواب حبهما: الحديث1: ص51. جامع الأحاديث (نور)

(7) مكارم ‏الأخلاق: الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم: في فضل الأولاد ص220.

(8) بحار الأنوار: ج104: ص92: ح10: باب فضل الأولاد.

(9) مكارم ‏الأخلاق: الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم: في فضل الأولاد ص220.

(10) النوادر للراوندي: ص6. مثله في مكارم الأخلاق. جامع الأحاديث (نور)

(11) في البحار: «علي(ع)» والظاهر أنه ما أثبت.

(12) عدة الداعي: ص89. جامع الأحاديث (نور)

(13) في سنن الترمذي: الحديث3703: «محمد بن أبي يعقوب». برنامج موسوعة الحديث الشريف (صخر)

(14) المناقب: فصل في محبة النبي(ص) إياهما: ج3: ص383. جامع الأحاديث (نور). نقله البحار: ج43: ص281: ح49.

(15) أمالي الصدوق: المجلس85: الحديث6. ص577. جامع الأحاديث (نور)

(16) الكافي: كتاب الأطعمة: باب نوادر: الحديث19.ج6: ص299.

(17) لسان العرب.

(18) سورة الإنسان: 8.

(19) وسائل‏الشيعة: كتاب النكاح: أبواب أحكام الأولاد: أبواب النفقات: الباب (20) استحباب التوسعة على العيال: الحديث 1. ج21: ص540 (آل البيت(ع)).

(20) المصدر. الحديث: 2.

(21) المصدر. الحديث: 4.

(22) سورة آل عمران: 37.

(23) تفسير العياشي: الحديث41: من تفسير سورة آل عمران. ج1 ص171. جامع الأحاديث (نور).

(24) مكارم ‏الأخلاق: الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم: في فضل الأولاد ص222.

(25) المصدر. وفيه «عنه(ع)».

(26) المصدر.

(27) من ‏لا يحضره ‏الفقيه: كتاب النكاح: باب تأديب الولد وامتحانه: الحديث4743: ج3: ص492. جامع الأحاديث (نور).

(28) الكافي: كتاب العقيقة: باب تأديب الولد: الحديث3. ج6: ص47.

(29) الخصال: حديث الأربعمئة. ص614. جامع الأحاديث (نور).

(30) وسائل الشيعة: ج21: ص478.

(31) وسائل‏الشيعة: كتاب النكاح: أبواب أحكام الأولاد: الباب (84) استحباب تعليم الأولاد في صغرهم الحديث قبل أن ينظروا في علوم العامة: الحديث6. ج21: ص478

(32) أمالي الصدوق: المجلس61: الحديث19: ص391.

(33) الكافي: كتاب العقيقة: باب التفرس في الغلام وما يستدل به على نجابته: الحديث2.

الكافي: ج6: ص 52.

(34) المصدر: الحديث3.

(35) بحار الأنوار: ج60: ص362. ذيل الحديث 54.

(36) سورة البقرة: 97.

(37) تفسير الإمام الحسن العسكري(ع): الحديث 297.

(38) نهج البلاغة.

(39) بحار الأنوار: كتاب النواهي: أبواب المعاصي والكبائر وحدودها: باب (108) الشعر وسائر التنزهات واللذات. ج79: ص293.

(40) (موسوعة الغدير) في الكتاب والسنة والأدب: شعراء الغدير في القرن الثاني ج‏2: ص409.

(41) الكافي: كتاب العقيقة: باب تأديب الولد: الحديث4. ج6: ص47.

(42) بمناسبة ذكر الحث على تعليم السباحة، أكتب هذه السطور في قم المقدسة (30/رجب/1429هـ) وقد ورد البارحة نبأ حادث غرق اثني عشر شاباً مؤمناً – اثنان منهم من أبناء أحد الزملاء في بعض الدروس والثالث ابن السيد ترقي جار محل الدرس- كُلّهم من حفاظ وقرّاء القرآن الكريم على إحدى السواحل في إيران. رحم الله من توفي منهم، وشافى الباقين.

(43) الكافي: كتاب الإيمان والكفر: باب البر بالوالدين: الحديث9. الكافي ج 2: ص160.

(44) بصائر الدرجات: الجزء الخامس: باب (11) في الأئمة أنهم يخبرون شيعتهم بأفعالهم وسرهم وأفعال غيبهم وهم غيب عنهم: الحديث3: ص243 جامع الأحاديث (نور)

(45) قصص‏ الأنبياء للراوندي: الباب التاسع في بني إسرائيل: الحديث207: ص178. جامع الأحاديث (نور)

(46) الكافي: كتاب الإيمان والكفر: باب البر بالوالدين: الحديث5. ج2: ص158.

(47) بحار الأنوار ج71: ص45.

(48) نفس المصدر. الحديث13.

(49) سورة البقرة:67.

(50) عيون‏ أخبار الرضا(ع) الجزء2: الباب (30): باب فيما جاء عن الرضا(ع) من الأخبار المنثورة: الحديث31.

(51)الأمالي ‏للصدوق: المجلس الرابع والستون: الحديث7. ص412

(52) أمالي الطوسي: المجلس36: الحديث27. ص665. جامع الأحاديث (نور)

(53) المناقب: الجزء الثاني: باب درجات أمير المؤمنين(ع): في المسابقة بالتواضع، عن الإبانة عن ابن بطة والفضائل عن أحمد وعن قوت القلوب عن أبي طالب المكي.ص104. جامع الأحاديث (نور).

(54) جامع‏الأخبار: الفصل (59) في خدمة العيال: ص103. جامع الأحاديث (نور).


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا