مدرسة الإمام الراحل(قده)

مدرسة الإمام الراحل(قده)

 ( بِسْمِ ‏اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَّفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ).

إن من أبرز ما تميز به الدين الإسلامي هو شموليته و عمقه الأصيل، بكل ما للكلمة من معنى فأينما نظرنا في أحكام الإسلام و مستحباته و أوامره و نواهيه و تعاليمه و إرشاداته و توجيهاته، و أبعاده العقائدية و رؤيته الكونية وأيدلوجيته المحكمة، نجدها كلها نسيجاً واحداً متكاملاً يكمل بعضه بعضاً.

و لا تجد شيئاً من هذا النسيج الكلي المتقن فيه أي نوع أو أي شكل من أشكال التعارض و التصادم مع بعضه البعض بل نجده متزناً منسجماً متكاملاً مع الفطرة الإنسانية السليمة.

و هذا البعد البارز في الدين الإسلامي نجده مطروحاً بأبهى صورة و أدقها وأنصعها و أكثرها أصالةً في مدرسة أهل بيت النبوة و العصمة والطهارة(ع).

و بعد سنين طويلة من نزول الوحي مروراً بالسنين العجاف العصيبة المظلمة من الاضطهاد و المظلومية و المحرومية التي عاشتها مدرسة أهل البيت النبوة والعصمة (ع) و وصولاً لسنين الغيبة الصغرى و الكبرى خرج شبل من مدرسة رسول الله المصطفى(ص)، ابن من أبناء فاطمة و علي(ع)، و فقيهٌ من فقهاء مدرسة أهل البيت(ع)، نفض الغبار المتراكم لكل تلك السنين من الآهات والظلامات و الحرمان و كشف من جديد و للعالم بأجمعه عن جوانب مشرقة غُيِبت و تجاهلها الكثيرون. و أخرج للوجود من جديد المعالم الأصيلة للفقه المحمدي العلوي بأبهى صورة متمثلةً بمنهج نوراني واضح المعالم و الأهداف والآليات.

و شارك في رسم هذا النهج و الخط و بيان معالمه و أهدافه و أبعاده ركام كبير من جهاد وجهود العاملين وأتعابهم وتحركهم ودمائهم و دموعهم و آهاتهم في غياهب السجون و تحت سياط الجلادين، بالإضافة إلى جهد جهيد من فكر ونظر خير فقهائنا و علمائنا و كوادرنا الإسلامية. فكانت النتيجة الخط الخميني المقدس.

وبالتالي فإن هذا الخط شقته أمة كبيرة من العلماء والمجاهدين و المضحين والعاملين في سبيل الله تعالى.

و إن جذور هذا الخط المتكامل الأبعاد تعود إلى رسالة الأنبياء والأئمة (ع)، فليس هذا الخط مثبوراً بل متصلاً بالرسالة الإسلامية وعظمائها.

و ربما يعد هذا الإنجاز الفريد و الكبير و النوعي من أبرز الإنجازات التي حققها إمامنا الحبيب (قده)، حيث أبرز تعاليم مدرسة أهل البيت(ع) ليس في الدائرة الإسلامية فحسب بل للعالم بأجمعه.

شمولية الإمام انعكست على مدرسته:

إن من أبرز المميزات التي تميز و تفرد بها الإمام الراحل الخميني المقدس(قده) هي شموليته و موسوعيته المقترنة بالعمق الأصيل و الرؤية المتجددة و الواعية والواقعية.

فأن نهج الإمام المقدس هو فعلاً مدرسةٌ جامعةٌ و متكاملةٌ و منسجمةٌ مع بعضها.

فقد كان الإمام الخميني المقدس: فقيهاً، أصولياً، مفسراً، عارفاً، فيلسوفاً، قائداً، مديراً، سياسياً من الطراز الأول، تاريخياً، أديباً، مربياً، مفكراً، شجاعاً، جريئاً، حكيماً، و عارفاً بالزمان و المكان،....

فقد جمع جميع هذه الأبعاد و غيرها فهو قبسٌ منيرٌ من نور جده أمير المؤمنين(ع) الذي جمع في شخصه الأضداد.

و لقد كتب الإمام و تحدث في الأبعاد الأخلاقية و السلوكية و العقائدية والعرفانية و الاجتماعية و السياسية و الشرعية و الفقهية و الفلسفية والحضارية.وخاطب حريصاً مشفقاً كل فئات و طبقات الناس، و ترجم كل دعواته بالعمل قبلها، فجاءت مشفوعة بكل مقومات التأثير.

فقد نجد فقيهاً من فقهائنا العظام تميز في بعد من أبعاد الإسلام كالفقه أو الأصول أو الفلسفة أو الأخلاق و العرفان أو التاريخ و غيرها، و قد نجد آخر تميز بالسياسة و الإدارة أو التنظيم أو القيادة و الحنكة، لكن أن نجد كل هذه الصفات و الخصائص و غيرها مجتمعةً في شخصيةٍ واحدةٍ و بعمقٍٍ جليٍّ! فإن هذا أمرٌ استثنائيٌّ لم يتوفر لأحد على أقل تقدير منذ زمن الغيبة الكبرى و حتى يومنا هذا.

فقد كان الإمام الراحل الخميني المقدس هو الأقرب من بين الكثيرين لمنابع الإسلام المحمدي الأصيل و كما قال خليفة الإمام الراحل سماحة الإمام القائد المرجع الخامنئي المفدى(دام ظله العالي) (إن الشخصية العظيمة لقائدنا الكبير وإمامنا العزيز لا يمكن مقارنتها بعد الأنبياء و الأولياء المعصومين(ع) بأية شخصية أخرى).

المدرسة الخمينية مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل:

قد احتوت شخصية الإمام الخميني المقدس على هذه الأبعاد و كان احتواؤها عليها لا على سبيل الجمع السطحي الضحل، بل وجدنا الإمام اخترق أعماق هذه الأبعاد و تميز و تفوق في كل بعدٍ منها.

و لهذا كان منهج الإمام الخميني المقدس مدرسةً متكاملة الأبعاد لم تطرح في تاريخنا أي مدرسة بشموليتها و عمقها و موسوعيتها و معالجتها لكل الأبعاد العملية و الفكرية و الروحية. و وضع (ره) مجموعةً من الأسس الحيوية التي منها يمكننا الانطلاق من أرضية أيدلوجية و حركية صلبة تمكن المجتمع الإسلامي من الصمود و التقدم في ظل الوضع العالمي الراهن.

فكانت مدرسة الإمام الخميني المقدس هي الأقرب إلى روحية الإسلام المحمدي الأصيل في منهج و مدرسة أهل البيت(ع) و قد أعاد حفيدهم الراحل(قده) مجد هذه المدرسة، و كشف الستار عنها، و قدمها للعالم كل العالم، وما نراه اليوم من تصريحات و اعترافات الأعداء قبل الأصدقاء لدليل نَيِّر وواضح على ما قام به الإمام من تقديمه لصورة الحقيقية النقية للدين الإسلامي المحمدي الأصيل.

بالاستفادة من:

- خطابات و بيانات إمام المسلمين القائد الخامنئي (دام ظله).

- دروس في خط الإمام الخميني(قده) لسماحة حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن نصر الله (دامت بركاته).

- الإمام مدرسة لسماحة العلامة السيد عباس نور الدين (حفظه الله).

- كلمات الأعلام بحق الإمام المقدس.

كلمات خالدة في حق روح الإمام الراحلة:

الإمام القائد الخامنئي المفدى (دام ظله):

سيدي ومقتداي سماحة آية الله العظمى روحي فداه،‏

لقد علمتنا أيها الإمام أن نعزّ الإسلام، ونفديه بمهجنا حتى يتحقق ويثمر، وتثمر معه شجرة النبوة والأئمة الأطهرين، وحتى يختلط زلال الكوثر بدماء الشهداء والصديقين، فلا نبالي بالمصائب والويلات في هذا السبيل، وكل ما نخشاه أن نحرم فلا نوفق في الحياة الأبدية ونعيمها.

وأنا الذي أعتبر نفسي جندياً بسيطاً من جند الله، بل و قطرة في بحر حزب اللَّه الهائج، مستعداً لأقارع الأعداء المنافقين إلى آخر قطرةٍ من دمي وسأجعل من ( إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )شعاراً بل أنشودةً في كل يوم وفي كل لحظة.

شيخ الفقهاء و المجتهدين آية الله العظمى الأراكي (قده):

خلال مدة الخمسين سنة من معرفتي به لم أرَ منه غير التقوى والتدين والسخاء والشجاعة والشهامة وكبر النفس والقلب الكبير وكثرة التدين والجدية في العلوم النقلية والعقلية والمقامات العالية و...، كان رجلاً تقيّاً بكل ما للكلمة من معنى، يضحي في سبيل الإسلام.

هذا الرجل انحنت له المروءة فقام مقابل الكفر، فجعل يد الغيب تلازمه بما يحيّر العقول، بحيث لم يبق بيت في هذه الدولة إلاّ وقال: الموت للشاه. فسار واضعاً روحه على كفّه، مصغياً من أجل الإسلام والقرآن وتبليغ الدين الحنيف، واستعدّ للشهادة. والله سبحانه وتعالى خلق فيه قوة غريبة لم تعطَ لأحدٍ غيره، لقد تميز بالجرأة والشجاعة والبصيرة.

ومثال هذا الإنسان نادرٌ، قلّ نظيره، بل لا نظير له.

إنّ أعمال هذا الرجل كانت خالصةً لله وحده، وأنّه لو كان في عاشوراء لأصبح أنصار الحسين (73) فرداً بدل (72) ولذهب للقتال ولجعل صدره درعاً للحسين(ع)، هذا الرجل بذل حياته وكيانه وابنه وعياله وما ملك للإسلام، ولم يأب شيئاً ولم يخف أمريكا وروسيا، لقد طمع الكفر من بعده في الإسلام.

آية الله العظمى الشهيد المظلوم محمد باقر الصدر (قده):

ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام.

(كيف تطلبون منّي أن لا أؤيّد الإمام الخميني وقد حقّق ما كنت أرجوه وأسعى إليه؟ إنّكم تطلبون المستحيل ولن أبخل بحياتي إذا توقّف عليها تحقيق هدفي).

فقيه أهل البيت آية الله العظمى السيد الكلبايكاني (قده):

سلام الله وصلواته على الروح العظيمة لذلك الرجل الذي أحيا الإسلام في عالم الاستسلام، وطَرَق أسماع العالم بنداء التكبير والتوحيد، وأعاد للمسلمين مجدهم وعظمتهم، وزلزل أركان القوى الاستكبارية بصيحته المدويّة، وذلك كله بفضل جهاده وتضحياته العظيمة، وقيادته الحازمة والحكيمة.

آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قده):

سلام الله على روح الله الذي استطاع قَلْبَ جميع المعادلات السياسية لأعداء الإسلام، وحقّق النصر المظفّر على أعتى القوى الاستعمارية العالمية؛ وذلك بفضل جهاده المتواصل وكفاحه الدؤوب.

شهيد المحراب آية الله صدوقي (قده):

إنّ كلّ ما عندنا سواءً قبل انتصار الثورة أو بعدها هو من هذا الرجل الشريف العظيم فهو الذي أحيانا إسلامياً وسياسياً.

الشهيد المظلوم آية الله السيد البهشتي (قده):

كان الإمام من بين مجتهدي الشيعة العظام ذا أبعادٍ متعدّدةٍ من حيث سعة الرؤية، فكان فيلسوفاً عارفاً، فقيهاً، اُصولياً، من أهل الحديث والقرآن. تجمّع كلّ هذا في مرحلة التهذيب، وكان ينظر إلى الأمور بنظرة منفتحة شمولية.

شهيد المحراب آية الله أشرفي أصفهاني (قده):

إنّ مقارنة الإمام الخميني بغيره لأمر مستحيل، فنحن لم نشاهد شخصاً في عصر الغيبة بعظمة إمام الأمة.

الفقيه و الفيلسوف الإسلامي آية الله الشيخ الجوادي آملي(دام ظله):

الإمام الخميني أنسى من سبقه من العلماء وأتعب من سيأتي بعده.

حجة الإسلام و المسلمين السيد نصر الله(دامت بركاته):

أتى الإمام الخميني لنرى فيه ما دون المعصوم (ع) الذي تجتمع فيه هذه المواصفات: علم وشجاعة وإخلاص وزهد وورع وعرفان وتدبير، واستطعنا بحمد الله بعد كل هذه القرون المتمادية والمظلومية التي لها أول وليس لها آخر، وشاء الله سبحانه وتعالى، أن يقيم في هذا العصر على يدي الإمام الخميني(قده) دولة لآل محمد (ص)، وهذه الدولة تزداد يوماً بعد يوم عزةً وقوةً ومنعةً، ثم توفي الإمام (قده) وأصبح عندنا ولي أمر جديد، وبتشخيص الإمام وتسميته، فالذي نوَّه باسم السيد الخامنئي، هو الإمام الخميني(قده) نفسه وتمّ اختيار السيد القائد ولياً للأمر..

شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم(قده):

أقام الإمام الخميني (قده) الحكومة الإسلامية كان لذلك أثراً عظيماً في العالم الإسلامي وأهم الإنجازات في هذا العالم، والذي أدخل أفواجاً من العالم إلى الإسلام وأدى إلى هدايتهم. لذا يعتبر تضعيف هذه الدولة تضعيفاً للإسلام ولكل الإنجازات التي حققها، ومشاركة مع عمل كل المنافقين. واعلموا أن من يقوم بإضعاف هذه الدولة يشترك مع كل هؤلاء المنافقين مهما كانت أسماؤهم.

سماحة الفقيه المجاهد آية الله مصباح يزدي(حفظه الله):

إننا نحتاج لقرنين على الأقل حتى نقف بدقة على ما تركه الإمام من تأثير على المجتمع البشري.

المرجع الديني الشيخ حسين المظاهري(دام ظله):

لقد كان الإمام (ره) أسوة الورع واستمرار تجلّي نور الرسالة، وكان بحق مصداقاً للإنسان الكامل من بين أهل زمانه الغافلين.

سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم(دام ظله):

السيد الإمام (قده) روح الفداء في سبيل الله بلا شرط، والتضحية من أجل الإسلام بلا حد; ولقد واصل الدرب الطويل لم يهن ولم يكل ولم يعله سأم ولا ضجر ولا فتور، وما شكى يوماً من فداحة الخسائر المادية أيام الثورة، وأيام الحرب المفروضة، وفي عمليات الاغتيال، بل كان يرى في كل ما يحدث من تضحيات وعطاء كبير مفخرةً وعزّاً، وفي روح الشهادة المتحفّزة تقدّماً ونصراً وحياةً ومجداً.

سماحة آية الله المجاهد السيد أحمد الخاتمي (دام ظله):

إن الإمام الراحل كان فقيهاً مخلصاً وعارفاً زاهداً وعالماً ورعاً وسياسياً بارعاً، حيث جعلت هذه الخصال الحميدة منه شخصيه نادرة خلال القرن الأخير، استطاع بقيادته الحكيمة إنقاذ سفينة الثورة الإسلامية من العواصف الرهيبة وإرسائها على ساحل الأمان والاستقرار. (خطبة الجمعة 2-6-2006م).

 

والحمد لله رب العالمين


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا