كل يوم عاشوراء

كل يوم عاشوراء

* أيهما أكثر وعياً لعاشوراء الحسين(ع)؟ الجمهور أم المفكرون؟

* طبعاً نحاول أن نقف وقفة تأمل في رحاب يوم عاشوراء، ونبحث عن العناصر والقيم والآفاق الواسعة لهذا اليوم العجيب، هذه الساعات القليلة والمعدودة من يوم العاشر من محرم تنطوي على آفاق واسعة جداً وعلى معاني وقيم تستحق أن يتوقف الإنسان عندها طويلاً ويتأمل فيها كثيراً.

هذه الآفاق لم تلق بعد العناية الكافية من قبل الباحثين والمفكرين الذين أولوا عاشوراء اهتمامهم، رغم كثرة الدراسات والأبحاث والجهود الفكرية التي تصب في الأحداث التي جرت على أرض كربلاء يوم العاشر من محرم من سنة (61 هـ ق).

فلا شك ولا ريب أن وعي الجمهور لعاشوراء وعمقه وآفاقه أكثر بكثير من وعي المفكرين الذين تناولوا هذا اليوم العجيب من التاريخ بالدراسة والبحث.

إن الذي يدركه جمهور الناس بوعيه الفطري شيء أعمق بكثير مما يتلقاه الباحثون والمفكرون من هذا اليوم، ولو أمعنا النظر في وعي الجمهور ليوم عاشوراء وجدنا أن الجمهور يسبق الباحثين والمفكرين في وعي هذا اليوم وآفاقه الواسعة وما ينطوي عليه من القيم والمفاهيم.

لهذا يقول العلامة الآصفي (حفظه الله): أنا من الذين يثقون بوعي الجمهور المؤمن وحسه المرهف الدقيق في التشخيص والتقييم، وأعارض الذين ينتقصون من وعي الجمهور المؤمن وفهمه وتشخيصه، فالجمهور يملك حساً مرهفاً ووعياً فطرياً وبصيرةً نافذةً ـ في حالات السلامة والصحوة ـ لا يملكه أولئك الذين يتتبعون الأحداث من خلال التأملات الفكرية والدراسات العلمية.

وهذا الحس الفطري المرهف يجعل الجمهور سابقاً إلى درك ووعي هذه الآفاق الربانية في حياة الإنسان، وكثيراً ما يتفق أن الباحثين والمفكرين يتتبعون خُطى الجمهور ويقتفون أثره في الوعي والتفسير والتشخيص، ومع ذلك فإن الوعي الفطري للجمهور يبقى محتفظاً لنفسه بقدرة كبيرة جداً على التشخيص والتقسيم، ونفاذ البصيرة تقصر عنه أفكار الباحثين والمفكرين.

وهذا ما يتراءى للمثقفين الواعين فعلاً في عاشوراء فكما يمعن الإنسان النظر في التعاطف الوجداني الكبير من قبل جماهير المسلمين مع حادث الطف في يوم عاشوراء، وقياس ذلك إلى التفسير والتقييم العلمي المطروح على الصعيد الفكري، يزداد إيماناً بأن الجمهور كان أقدر على استيعاب الآفاق الواسعة لهذا اليوم من الباحثين والمفكرين الذين تناولوا هذا الموضوع الخطير بالدراسة والبحث.

ويبدو أن الحس الفطري لدى جمهور المؤمنين، أسرع إلى فهم ووعي الحقائق من أولئك الباحثين الذين يعتمدون على التفسير والتحليل العلمي بالوسائل العلمية المعروفة، ويرى الجمهور في حالة سلامة الفطرة بنور الله ما لا يراه غيره.

وهذا ما تحقق فعلاً من حيوية عاشوراء في وجدان جمهور المسلمين وعواطفهم، وتفاعل الجمهور الواسع والعميق مع عاشوراء خلال هذه الفترة الطويلة والتي تزيد على ثلاثة عشر قرناً من الزمان وعلى هذه المساحة الواسعة من الأرض وهذا أمر فوق العادة بالتأكيد، ولا ينبغي أن نمر عليه مروراً سريعاً من دون وقفة تأمل وتفكير.

ولا نعرف نحن إلى الآن حدثاً يستقطب عواطف جماهير المسلمين بهذه الصورة من القوة والفاعلية كعاشوراء ولا نعرف أمراً في حياة المسلمين يستقطب الجماهير بهذه الصورة الواسعة والقوية إلا الحج.

وقد روي عن رسول الله(ص) أنه قال:

(إن لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً)(1).

* ماذا تعني الكتابة عن الإمام الحسين(ع)؟

* الكتابة عن الإمام الحسين(ع) تعني الكتابة عن عظيم من العظماء الربانيين وهي لا تقل عن الكتابة حول الأنبياء والمرسلين(ع)، فهو وارث علومهم، بل هو سليلهم وثمرتهم في هذا العالم.

فالحسين سر الله الذي ادخره في أنبيائه وأوصيائه جيلاً بعد جيل، من صلب طاهر إلى صلب مثله في النقاء والصفاء (أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة> حتى أخرجه سبحانه في فترة قد خلت من الرسل فكان عليه ـ أي على الحسين(ع) ـ أن يؤدي دور الأنبياء ويقوم بأعباء الرسالات ويتحمل ثقل المصيبة.

فكان(ع) إماماً ولكن يؤدي دور النبوة، فثار(ع) وثور الواقع وفجر الموقف بوجه الطغاة ليعلن للناس أنه أطلق سراح الدين من قبضة بني أمية الذين أسروه بالظلم والاستبداد والعنف والتزييف، فأعلنها جهاراً: (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) وانطلاقاً من هذا يود قلمي القاصر أن يسرد في هذه الأسطر المتواضعة ما تمكنت من اقتباسه من عدة كتب لمؤلفين متعددين، حيث إن كثيراً عرف أن الإمام الحسين(ع) كان في مواجهة الخطر الأموي وإنزال الضرر فيه وتحريك رجال الأمة للوقوف بوجه هذا الخطر، وهذا وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنني الفقير أرى أمراً أوسع منه، وهذا ما يأتي إيضاحه إن شاء الله.

* كما في الحقيقة والواقع يتضح للمتتبع ـ قارئي الكريم ـ سر الانتكاسات التي حصلت في الكثير من الأمم والاندحارات التي مني بها العديد من القادة والرجال، كما نكتشف أسرار العظمة والحكمة التي تنطوي عليها المواقف الفريدة للأنبياء(ع) في جهادهم، وأهل البيت(ع) في صراعهم الدامي على طول مسيرتهم الربانية عبر التاريخ.

ومن نماذجها الرائدة النهضة الإسلامية الخالدة للإمام الحسين(ع)، فعندما نقلب صفحات تاريخها الدامي لنقرأ ما قيل فيها ونعي أسرارها بين السطور نتساءل:

هل كانت نهضته(ع) مرحلة طبيعية لمسيرة الإسلام في الأمة؟

أم أنه رأى أن الأمة قد أصيبت بمرض عضال، والخلافة قد وقعت بيد أهل الجاهلية والضلال؟

وهل كانت نهضته علاجاً حاسماً لكشف الحقيقة الجاهلية للحكام وحفظ الرسالة من الانحراف والتزييف وإعادة الأمة إلى إرادتها ووعيها؟

* لنقرأ ما كتبه الحسين(ع) بيده الشريفة، ففي إحدى رسائله لمعاوية بن أبي سفيان يشير إلى الحالة الخطيرة التي وصلت إليها الخلافة، ذلك المنصب الإلهي المقدس الذي تبوأه أعداء الله ورسوله وأعداء رسالته، فيقول لمعاوية: (انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد واتق شق عصا هذه الأمة، وأن تردهم إلى فتنة، وإني لا أعلم فتنةً أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعظم نظراً لنفسي ولديني ولأمة محمد أفضل من جهادك، فإن أفعل فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فإني أستغفر الله لديني وأسأله توفيقه لإرشاد أمري، إن أنكرتك تنكرني وإن أكدك تكدني، فكدني ما بدا لك فإني أرجو الله أن لا يضرني كيدك وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك، لأنك قد ركبت جهلك وتحرصت على نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، قتلتهم من غير أن يكونوا قاتلين، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا، قتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا، فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أن لله كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة لا أحصاها، وليس الله بناس لأخذك بالظنة وقتلك أولياءه على التهم ونفيك إياهم من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك للناس بيعة ابنك، غلام حدث يشرب الشراب ويلعب بالكلاب، ما أراك إلا قد خسرت نفسك وبترت دينك وغششت رعيتك وأخربت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي والسلام)(2).

وفي إحدى خطبه يوم الطف كشف(ع) عن حالة الانحراف والانحطاط الذي منيت به الأمة، وهي تستسلم لأعداء الله كمعاوية وابنه يزيد خانعةً ذليلةً، حتى تحول الكثير من أبنائها عن دين الله الحق، ومسخوا عبيداً للدنيا ولحكام الجور، وشب جيل من ناشئتها على ما لم ينزل به الله من سلطان، وظنوا أن معاوية ويزيد هما في مقام الرسول(ص) وخلافة الله على الأرض، يؤولون القرآن كما روي عنه(ص) ويحكمون بما جاء به فيقول(ع) لأمثال هؤلاء: (سحقاً لكم يا عبيد الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونَبَذَةَ الكتاب، ومحرفي الكلم، وعصبة الإثم، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن، ويحكم، أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون؟ أجل والله غدر فيكم قديم وشجت عليه أصولكم، وتأزرت فروعكم، فكنتم أخبث ثمر شجى للناظر وأكلة للغاصب)(3).

ثم يعود(ع) في مقالته إلى مركز الانحراف ورأسه ليعلن موقفه الرسالي منه فيقول (ألا وإن الدعي ابن الدعي(4) قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)(5).

ويدرك الحسين(ع) كل هذه الحالات المرضية، ويرى أن الخطر المحدق يهدد صميم الرسالة وقلب المسيرة، وأن بذل دمه ودماء أهل بيته والصفوة من أصحابه هو العلاج الوحيد لإزالة هذا الخطر ودفع عائلته عن دين الله، فالتضحية بالجزء ـ وإن كان مهماً وأساسياً في معايير الرسالة ـ تصبح ضرورية عندما تحفظ بها الأجزاء الأخرى من المسيرة وتصل الأمانة سليمة نقية إلى الأجيال اللاحقة، فتعرف الحق وأهله وتجاهد في سبيله، وتنتصر له وتعلو كلمته في الأرض ويكون الدين كله لله.

فيعلن الإمام الحسين(ع) أمام الملأ: (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأبي)، لذا كان خروجه فتحاً رسالياً كالفتح على يد الرسول(ص) في بدر وحنين والأحزاب، فعن الإمام الصادق(ع) قال: (إن الحسين ـ لما عزم على التوجه إلى العراق ـ أمر بقرطاس وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم: من الحسين بن علي إلى بني هاشم، أما بعد فإنه من لحق بي استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح والسلام)(6).

وهكذا حقق الإمام الحسين(ع) هدفه وحفظ الإسلام وكشف زيف أعدائه وخبث كيدهم، فقد سأل الإمام زين العابدين(ع) سائل: (من كان الغالب يوم كربلاء؟ فقال: اسمع المؤذن تعرف الجواب).

وتمر الأيام وتتعاقب الأجيال ويجاهد أئمة أهل البيت(ع) عبر مراحل المسيرة الربانية، ويستشهدون الواحد تلو الآخر، ويمتحن الله الأمة بالغيبة الصغرى وتليها الغيبة الكبرى لتصفو وتسمو في مراتب الإخلاص والجهاد في سبيله سبحانه.

وتتراكم ثمرات الجهاد التي تميزت على طول أشواطها ومراحلها بصرخات ثورة الطف الهادرة وبصبغة الدم الحسيني المتدفق، ويقيض الله للأمة رجلاً من أحفاد أبي عبد الله(ع) فقيها ورعاً، حكيماً شجاعاً، هو الإمام الخميني، يضع يده على مكامن القوة في الأمة فيفجرها، إرادة جبارة لا تلين، ويشخص مواطن الخطر فيها فيقود الأمة نحوها، لتدك بأيديها العزلاء صروحه الكاذبة فيتحقق حلم الأنبياء(ع) وتقوم دولة الإسلام في عصر الجاهليات العظمى وهي في أوج غرورها واستكبارها، ويقف معسكرا الكفر والإلحاد عاجزَيْن أمام قوة الإسلام، وإرادة جيل سقته دماء الحسين(ع) ودماء صحبه الأبرار، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يرجون إلا حبه ورضاه.

ونقف هنا أيضاً لنقرأ بعضاً من كلمات الإمام الخميني(ره) وهو يشخص بكل وعي وعمق مواطن الخطر المحدق بالإسلام، ومسيرته وعوامل القوة في الأمة وعلمائها المجاهدين، ففي حوار جرى بينه وبين أحد العلماء أجاب السيد الإمام على سؤال وجه له: (ماذا يمكن أن نفعل؟ وما هو الأثر الذي يترتب على تقديم القتلى؟

فقال الإمام الخميني: إن الأعمال المعادية للإسلام تنقسم إلى نوعين:

أحدها: مثلما كان يفعله رضا خان من معاداة الدين وهو يقول: أنا أفعل كذا، وكذا ولا يعنيني ما يقوله الشرع، وطبعاً فإن التصدي له كان من باب النهي عن المنكر، لكن الشاه محمد رضا يرتكب كل عمل ينافي القرآن والدين، ويقول: إنه من الدين، وإن هذا الأمر هو على رأي القرآن، وإنني أتحدث من وحي القرآن الكريم، هذه القضية بدعة عظيمة، تلحق الضرر بأساس الدين، ولا يمكن تحملها، يجب التفاني والتضحية، دع التاريخ يكتب في طياته أنه تعرض الدين للخطر والهجوم، فإن عدداً من علماء الشيعة ثاروا، وإن قسماً منهم قد استشهدوا، ألم تقدم ثورة الحسين بن علي(ص) للتاريخ أعظم الخدمات؟)

وفي إجابة على سؤال آخر عن عدم اتباع الناس لهم، وكذب استعدادهم للتضحية، يقول السيد الإمام الخميني(ره):

(كيف يكذب الناس؟ هؤلاء الناس قد ضحوا بأرواحهم وتحملوا المعاناة والآلام، ودخلوا السجون ونفوا من بلدانهم، ونهبت أموالهم، كيف يمكن أن يكون الناس من البقال والعطار الذين يواجهون الرصاص بصدورهم كيف يمكن أن يكونوا كاذبين؟)(7).

من هذه المواقف والآراء وأمثالها نكتشف حكمة الإمام ووعيه البعيد لأهداف المسيرة الإسلامية وواقع الأمة فيها، عرف بؤرة الخطر فاستهدفها بكل قوة، وعرف أين تكمن القوة ففجرها بكل قوة، وتحقق النصر الإلهي على يده فكانت ثورة عظمية أيقظت غفلة المستضعفين، جبارة سفهت أحلام المستكبرين.

وهكذا يتواصل نهجه في قيادة حركة الثورة الإسلامية وترشيد نظامها الفتي لوقايته من كيد المتربصين به، وليشتد عوده ويينع ثمره، ويكون الدين كله لله تعالى.

هذه هي مواقف قادة الإسلام العظام، تحكي لنا كمال الحكمة والوعي لديهم، وتترجم لنا وضوح الرؤية لسنن الله في هذه الحياة، فلكل مرحلة دور ورجال، ولكل حالة موقف وعطاء.

* ما هو المراد موجزاً لقول رسول الله (ص): (إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً)(8).

* نقول في شرحه الموجز:

ما أكثر النزاعات الدموية في العالم والتي تودع زاوية النسيان بعد مرور بضعة أشهر أو سنوات فتغطي برماد الاختفاء، بينما لا تمحى ذكريات أولئك الذين ضحوا في سبيل الله وتحرير الإنسان وفي طريق الشرف والفضيلة، وذلك لأنه لا سبيل لنسيان ما يقع في طريق الانفتاح على الله وفي خط الحرية والشرف والفضيلة، وبالطبع فإن الإمام الحسين(ع) وصحبه الكرام هم زعماء هذه القافلة الجهادية.

فهؤلاء ساروا في طريق التصدي للظلم والانحراف وضحوا بأنفسهم لإزالة الظلم والتزوير وفضح مكائد المنافقين وإحياء القيم الإنسانية وإحياء الفضائل والمثل الأخلاقية وجعلها حية وفاعلة في واقع الإنسان والمجتمع.(9)

* هل مهد الطاغوت معاوية لهدم الإسلام؟ ولماذا؟ وكيف خطط لذلك؟

* لقد كانت الخطوات التي خطاها معاوية بعد إبرام الصلح مع الإمام الحسن(ع) تشكل مخططاً متكاملاً لهدم الإسلام وإعادة الجاهلية إلى المجتمع الإسلامي باسم الإسلام وخلافة الرسول(ص) وإمرة المؤمنين، وتتلخص هذه الخطوات فيما يلي:

أولاً: إشاعة الإرهاب والتصفية الجسدية لكل القوى والمعارضة للحكم الأموي، سيما أتباع الإمام علي(ع) منهم، ومتابعتهم، وإخراس كل لسان حر بكل وسائل التنكيل والاضطهاد.

وبمقدور قارئي الكريم المتتبع أن يدرك أبعاد تلك السياسة الهوجاء من خلال النص الآتي الذي يوصي به معاوية أحد قادة جيوشه:(... فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك، وأخرب كل ما مررت به من القرى، وأخرب الأموال، فإن حرب الأموال شبيه بالقتل وهو أوجع للقلب)(10).

وإذا كان المخطط الأموي المنحرف الذي يعكس النص السابق طبيعته وانحرافه قد بدأ تنفيذه في عهد الإمام علي(ع) فإنه بعد توقيع الوثيقة قد اتخذ أبعاداً أشد خطورةً وأبعد أثراً في إراقة الدماء البريئة، وتصفية المعارضين بشتى مذاهبهم، وفي طليعتهم أتباع الإمام علي وأهل بيته(ع).

فقد كتب معاوية إلى ولاته في جميع الأمصار: (انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه)(11).

وكتب كتاباً آخر جاء فيه: (من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره)(12).

وقد صور الإمام محمد الباقر(ع) تلك المأساة الدامية بأقصر عبارة وأدقها حين قال: (فقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن، أو نهب ماله، أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين-ع-).

وكان في طليعة ضحايا تلك المجزرة الرهيبة كوكبة من الصحابة الأبرار أمثال حجر بن عدي وجماعته ورشيد الهجري وعمرو بن الحمق الخزاعي وسواهم كثير، ومن شاء الإحاطة بمزيد من الأرقام الدالة على مواقف معاوية فليراجع الطبري والكامل وشرح النهج وغيرها.

ثانياً: إغداق الأموال من أجل شراء الضمائر والذمم إمعاناً في إذابة الشخصية الإسلامية وتمكيناً للسياسة المنحرفة من تحقيق أهدافها السوداء، وقد تم فعلاً شراء نوعين من الناس:

أ ـ بعض الوعاظ الذين كان لهم دور مفضوح في العمالة لمعاوية وافتراء الأحاديث الكاذبة ونسبتها إلى الرسول(ص) للنيل من علي(ع) وأهل بيته قاطبة.

ب ـ شراء ضمائر الوجوه الاجتماعية التي يخشى من تحركها ضد الحكم الأموي، وهو أسلوب مارسه معاوية وغيره من ساسة الحكم حتى صار إحدى متبنيات السياسة الأموية في جميع مراحلها، وليس أدل على ذلك من إرسال معاوية إلى مالك بن هبيرة السكوني ألف درهم حين بلغه استياؤه من قتل معاوية للصحابي الجليل حجر بن عدي وأصحابه، فما كان من السكوني إلا أن أخذ ثمن ضميره وتخلى عن عزمه على التحرك بوجه الظلم والفساد.

ثالثاً: المضايقة الاقتصادية وأسلوب التجويع، وهو أكثر الأساليب الأموية تأثيراً سلبياً في نفسية الأمة المسلمة بإذلالها وإشاعة المسكنة في نفوس أبنائها.

وبالنظر إلى أن السياسة المذكورة تقوم على أساس محاربة القوى المعارضة في رزقها وقوتها اليومي، فقد سلك معاوية أبشع الطرق لمحاصرة شيعة أهل البيت(ع) على وجه الخصوص، ومضايقتهم اقتصادياً كما تشير الوثائق التاريخية إلى ذلك، ومنها بيان معاوية الذي بلَّغه لجميع ولاته بهذا الصدد: (انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطائه ورزقه)(13).

ولك أن تقدر أبعاد تلك السياسة الهوجاء التي درج على انتهاجها البيت الأموي من تخريب الضمائر وإفساد للنفوس وهي مسألة ليست يسيرة وليست طارئة، وإنما منحها معاوية صفة الاستمرارية طيلة العشرين سنة التي صفا الجو السياسي له فيها (41 هـ حتى 60).

رابعاً: العمل على تمزيق أواصر الأمة الإسلامية بإثارة الروح القومية والقبلية والإقليمية بين قطاعاتها المختلفة إمعاناً منه في إلهاء الأمة في تناقضات جانبية على حساب تناقضها الأساسي مع الحكم الأموي الجائر، وذلك في ممارسة إثارة الضغائن بين القبائل العربية واشتعالها بالصراعات الجانبية فيما بينها، وإثارة العنصرية عند العرب ضد المسلمين من غير العرب الذين يعرفون تاريخياً باسم الموالي، وبمقدور المرء أن يجد آثار تلك السياسة الجاهلية جلياً في أشعار مسكين الدارمي والفرزدق وجرير والأخطل وسواهم(14).

خامساً: اغتيال الإمام السبط الحسن بن علي(ص) بالرغم من أنه كان قد تعهد بأن لا يبغي له ولا لأخيه الغوائل.

سادساً: فرض البيعة لولده يزيد المعلن بفسقه وتحكيمه في رقاب المسلمين تحت ضلال الكبت والاضطهاد والإغراء والترغيب، خلافاً للوثيقة التي تقضي أن يكون الحسن(ع) خليفةً للمسلمين بعد موت معاوية، فإن كان الحسن هو الآخر قد رحل إلى ربه يومها فالحسين ولي الأمر من بعده.

* من هم الذين أضاعوا الصلاة كما في قوله تعالى في الآية القرآنية: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوْا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوْا الشَّهَوَاتِ وَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}(15)؟

* نقرأ في حديث ورد في كثير من كتب علماء أهل السنة، أن النبي(ص) عندما تلى هذه الآية قال: (يكون خلف من بعدي ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدوا تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن، منافق، وفاجر) (16).

ينبغي الالتفات إلى أننا إذا اعتبرنا هجرة النبي(ص) مبدأ الستين سنة، فإنه ينطبق تماماً على الزمن الذي تربع فيه يزيد على كرسي الحكم، واستشهد فيه سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) وأصحابه، ويشير الحديث بعد ذلك إلى بقية فترة بني أمية وفترة بني العباس الذين كانوا قد اقتنعوا من الإسلام بالاسم، ومن القرآن باللفظ، ونعوذ بالله أن نكون من هذا الخلف المنحرف(17).

* كيف مهد معاوية لولاية العهد ليزيد؟ فمن هو يزيد حتى يكون خليفةً للمسلمين إضافة لما تقدم؟

* نقول في الجواب إضافة لما تقدم:

وهكذا استكمل معاوية خططه الجاهلية حين نقض كل بند من بنود الوثيقة التي عقدها مع الإمام الحسن(ع)، وقد ارتكب معاوية شططاً أخرى حيث تجاوز فيها حدود المفهوم الإسلامي في الحكم من خلال اتخاذ <الوراثة> ذات الطابع الدكتاتوري أطروحة للحكم في دنيا المسلمين، الأمر الذي عرض المبدأ الإسلامي والأمة الإسلامية إلى أعنف تائهة في تاريخها، حيث بدأ مسار حركتها يأخذ طريقاً مضاداً للقيم الإسلامية التي أرسى قواعدها القرآن الكريم. وقد تبلور واقع الانحراف الذي خططت له السياسة الأموية المتمثلة في خطط معاوية حينما سيطر ابنه يزيد على زمام الحكم.

إن منح يزيد السلطة ليقود الأمة الإسلامية، ويخطط لمستقبلها، ويحدد مسارها، معناه الإنهاء العملي للوجود الإسلامي على الإطلاق، وردة واقعية عن مبادئ السماء، وعودة للجاهلية ولكن في ثوب جديد وبشكل صريح.

فيزيد ـ كما تورد المصادر التاريخية ـ كان يغلب عليه طابع الشذوذ في شتى أفكاره وممارساته ومشاعره، حتى يجد المتتبع للتاريخ الكثير ممن اعترض على معاوية حتى مروان بن الحكم(18) الذي هو أحد أركان بني أمية، واعترض على معاوية كبار الصحابة لوضوح فسق يزيد الذي يصفه المسعودي بقوله: (وكان يزيد صاحب طرد وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب... وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي وأظهر الناس الشراب، وسيرته سيرة فرعون، بل كان فرعون أعدل منه في رعيته وأنصف منه لخاصته وعامته...)(19) وكان (يبادر بلذته ويجاهر بمعصيته ويستحسن خطأه ويهون الأمور على نفسه في دينه إذا صحت له دنياه)(20)، ويصفه آخر: (وكان يزيد ظالماً وغداراً في وقت واحد، وكان منغمساً في ملذاته معاشراً لرفاق السوء...)(21).

وممن امتنع واعترض على يزيد لظهور واشتهار انحرافه ابن الزبير وابن عمر والحسن البصري وابن عباس وعبد الرحمن بن أبي بكر وغيرهم خلق كثير، كما يرى المتتبع في كتب التاريخ.

فسمعة بني أمية وخصوصاً يزيد كانت واضحةً لدى الجميع، وهذا الأمر بحد ذاته لا يحتاج إلى ثورة، بل الثورة الحسينية كانت لغرض آخر، نعم من ضمنه هذا.

ثم إن معاوية لم تكن سمعته بأفضل من سمعة ابنه يزيد فهذه جملة من تصريحات بعض الرجال، فقد قال له ابن عباس يكتب إلى يزيد كتاباً يعرض به وبأبيه، يقول له: (فنحن أولئك لسنا كآبائك الأجلاف الجفاة الأكباد الحمير)(22). وقول زياد لمعاوية: (إن ابن آكلة وكهف النفاق وبقية الأحزاب)(23).

وقول قيس بن سعد بن عبادة لمعاوية: (أنت وثني ابن وثني دخلت في الإسلام كرهاً وخرجت منه طوعاً..)(24).

وقول صعصعة بن صوحان لمعاوية: (وإنما أنت طليق ابن طليق أطلقكما رسول الله(ص) فأنى تصلح الخلافة لطليق؟)(25). فضلاً عن كتاب أمير المؤمنين والحسن والحسين(ع) لمعاوية. فهذه النصوص تعكس انطباع الناس عن بني أمية بحيث لم يتحرجوا من الكلام حول مخازيهم وظلمهم وما كان الأمر بحاجة إلى فضحهم بعد فضائحهم المشهورة.

وفي الحقيقة والواقع إن الإمام الحسين(ع) لم يسكت بعد إبرام الصلح مع معاوية، بل كان يتحرك وفق مسؤوليته تجاه شريعة ربه وأمة جده(ص) بصفته وريث النبوة ـ بعد أخيه الحسن(ع) ـ مراعياً ظروف الأمة ومراقباً لمدى تدهورها وساعياً للمحافظة على ثمرة جهود الرسول وصحابته الأبرار.

وقد عمل الإمام(ع) في فترة حكم معاوية على تحصين الأمة ضد الانهيار التام وإعطائها من المقومات القدر الكافي، كي تتمكن من البقاء صامدةً في مواجهة المحن التي تستولدها الجاهلية الأموية.

إذن كان الإمام الحسين(ع) في مواجهة هذا الخطر المتسلل بشكل هادئ وغير ملفت للنظر، فهو(ع) كان يدرك خطر هذا الوجود داخل جسم الأمة الإسلامية وكان أمامه حل واحد وهو سحب البساط من تحت يزيد وإزالته عن الحكم. ومن هذا الباب نخاطب الحسين بن علي(ص) في زيارة (وارث) فنقول: (السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره).

ولنقف قليلاً كما يقول العلامة الآصفي (حفظه الله تعالى) عند هذه الكلمة لننظر كيف يكون هذا الدم (ثأر الله) من دون سائر الدماء.

ليس المقصود بـ (الثأر) هو القصاص، فإنه تشريع عام لكل من قتل بغير حق إذا طالب أولياء الدم بذلك، وليس للشهيد خصوصية في هذا المجال، كما ليس المقصود بذلك معاقبة القاتل والمعتدي في الآخرة فهو أيضاً حكم عام لا يخصص عدواناً دون عدوان، فلا بد أن يكون للثأر هنا معنىً آخر غير المعنى المألوف الذي يعرفه الناس، فالثائر هنا الله، وهو تعالى ولي الثأر، فما عسى أن يكون معنى الثأر هنا؟ وكيف يتولى الله تعالى المطالبة بدم الشهيدين الولد والوالد (ثأر الله وابن ثأره)؟

وما هو المقصود من كلمة (ثأر الله) الواردة في هذه الزيارة؟

إن الصراع هنا ليس صراعاً شخصياً ليكون ثأراً من شخص ـ كما هو المألوف في الدماء والثارات ـ وإنما الصراع صراع حضاري، فيكون الثأر ثأراً للقضية والرسالة، وانتقاماً من الخط الحضاري الذي يريد أن ينال من خط الرسالة، فالشهيد يقاتل في سبيل الله ولتثبيت كلمة الله على وجه الأرض، ولإسقاط الطاغوت، وإحباط دوره وعمله في الأرض وفي المجتمع ولإزالة الفتنة التي تعيق الناس عن سبيل الله، والجريمة هنا ليست جريمةً على شخص وإنما جريمة على الخط والرسالة، التي يقاتل من أجلها الشهيد وهي تحكيم شريعة الله في الحياة. فلا بد أن يكون الثأر إذن من جنس الجريمة ومن جنس القضية وانتقاماً من الخط الحضاري المناوئ لسبيل الله وللصراط المستقيم، وانتصاراً للرسالة التي ضحى من أجلها الشهيد، وإحباطاً لدور الطاغية وسعيه في الأرض. فكما أن إنزال العقوبة المكافئة للإجرام والإرهاب بشخص المجرم من الثأر والانتقام، كذلك تسقيط الطاغية، أي طاغية، وإحباط دوره في الأرض والانتصار للرسالة وتأييدها ودعمها وإسنادها يعد انتقاماً من الطاغية وثأراً للشهيد، والثائر الذي يطلب بدماء الشهداء من أسرة التوحيد، ويتولى الانتقام من الظالمين والمجرمين، والانتصار للشهداء هو الله تعالى فهو ولي الثأر، وولي الدم، والمنتقم الثائر. لهذا أصبحت كربلاء الساحة النموذجية للصراع بين الحق والباطل، هذا المعنى من الثأر والانتقام الإلهي قد تحقق في الصراع التاريخي الذي حدث في كربلاء سنة (61هـ) بين سيد الشهداء الحسين(ع) ويزيد بن معاوية وجيشه.

لقد كانت هذه المعركة على صغر مساحتها العسكرية تجسد صراعاً ضخماً بين معسكرين وحضارتين وفكرتين ومدرستين، بين الإسلام والجاهلية، والذي ينظر إلى هذه المعركة من بعيد يتراءى له أن المعركة كانت بين طائفتين من المسلمين، ولخلافات ومسائل داخلية وسياسية تتعلق بالحم والسلطان في الدنيا.

ولكن الأمور أعمق بكثير من هذا البعد، لقد اتخذت الجاهلية الأولى ـ بعد هزيمتها أمام انطلاقة الرسالة الإسلامية ـ دولة بني أمية مظلة إسلامية واقية لها لتعود من جديد إلى صلب الحياة ولتصادر كل مكاسب الإسلام في الحكم والإدارة والاقتصاد والتربية والتعليم والأخلاق والعقيدة، ونجحت هذه المحاولة الجاهلية نجاحاً كبيراً، حتى استطاعت أن تتسلل من خلال آل أمية إلى الخلافة وهو قمة النجاح السياسي والحضاري، والذي ينظر بإمعان في تاريخ معاوية وابنه يزيد من غير تعصب لا يحتاج إلى عناء كبير ليلمس عودة الجاهلية الأولى من خلال ولايتهما على المسلمين في البذخ وتبذير أموال المسلمين وفي استعمال المحرمات ـ كما تقدم ـ من غناء وخمرة، وقمار، وفي الاستهانة بحدود الله، وفي تصفية قادة الأمة (الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه) وفي الاعتداء على معاقل العالم الإسلامي مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وعشرات النماذج الأخرى التي تكشف عن هذه الحقيقة، والتي لا يحتاج فهمها إلى أكثر من التجرد عن التعصب.

وكان الحسين(ع) يدرك هذه الحقيقة إدراكاً جيداً ويرى برؤية واضحة عودة الجاهلية إلى صلب المجتمع من جديد تحت مظلة بني أمية، ويرى غفلة الأمة عن هذه المأساة فلم يجد بداً من أن ينهض بأهل بيته وأصحابه، ليكافح هذا التيار الجاهلي ويصبغ هذه المقاومة بدمه ودماء الثلة المؤمنة التي واكبته في هذه المسيرة ولينبه الأمة إلى ضخامة الجريمة والمؤامرة التي تنسج خيوطها في قصور بني أمية ضد الإسلام.

فكانت واقعة كربلاء مقاومة جريئة وفدائية وخالصة دارت رحاها حول مسألة حضارية مهمة هي إيقاف الردة الجاهلية إلى صلب المجتمع ـ بعد أن أزاحها وعزلها الإسلام عنه ـ وإيقاف التيار الجاهلي وصده من التقدم وفضحه وكشف أبعاد هذه الجريمة، وتنبيه الأمة إلى عمق المأساة، وخطورة تلك الردة التي تسللت إلى موقع الخلافة من خلال يزيد بن معاوية، ومن قبله أبوه معاوية بن أبي سفيان.

 

 * الهوامش:

(1) مستدرك الوسائل بتصرف ج2 ص217 من خلال محاضرة للأستاذ العلامة الشيخ الآصفي حفظه الله بتصرف وفي طبعته ج ج10 ص318.

(2) أعيان الشيعة بتصرف ج4 ص142 ـ طبعة 1948م نقلتها من كتاب للشيخ فؤاد كاظم <قضايا معاصرة>.

(3) معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري (حفظه الله) ج3 ص100.

(4) يعني يزيد وأباه معاوية بن أبي سفيان.

(5) بحار الأنوار: 45/9 و74 /162.

(6) كامل الزيارات: 157 نقلته مع توضيح بسيط فيه.

(7) مترجم عن الفارسية، منقول عن كتاب <نهضت امام خميني ج2 بقلم سيد حميد روحاني>.

(8) مستدرك الوسائل ج10 ص318.

(9) دروس في الحياة للشيخ ناصر مكارم ص15، بتصرف.

(10) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص86.

(11) نفس المصدر ج11 ص45.

(12) نفس المصدر ج11 ص45.

(13) نفس المصدر ج11 ص45.

(14) ثورة الحسين للشيخ محمد مهدي شمس الدين ص61.

(15) سورة مريم، الآية 59.

(16) تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ج14 ص84.

(17) تفسير الأمثل بتصرف ج9 ص340.

(18) مروج الذهب: ج3 ص28.

(19) المصدر نفسه: ص67 و68.

(20) التنبيه والإشراف: ص264.

(21) مختصر تأريخ العرب لأمير علي ص90.

(22) تاريخ اليعقوبي، ج2 ص249.

(23) المصدر نفسه: 218.

(24) مروج الذهب: ج3 ص16.

(25) المصدر نفسه: ص41.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا