قائدٌ بامتياز

قائدٌ بامتياز

بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد.

كل زعيم نفرضه لشعبٍ من الشعوب لابد من أن يكون مقدَّماً على من يتبعه، وكلّما كان الزعيم زعيماً حقيقيّاً عكس مستوى التابعين له من وعي وحسّ نـحو النَّظْم الذي لابد للبشرية أن تسير إليه وعليه.

وبمقتضى الانطلاق من عمق القرآن الكريم والسّنة المطهّرة نجدنا نطمح في أن تكون عندنا زعامة بمواصفات تؤهّلها إلى هذا المنصب المهم الذي قلّ من يتصدّره وهو كفؤ له؛ لذا نطمح في:

زعامة تنطق باسم الدين -في مواقفها فضلاً عن كلامها- بعد أن عرفته وذابت فيه...

زعامة يفيض منها التقوى والورع، قد خشعت لله تعالى فأخشع لها القلوب...

زعامة تأخذ بأيدينا نـحو التكامل الذي أهّلنا اللّه إليه...

زعامة تغرس فينا القيم العالية التي تُبعدنا عن طريق التسافل والانـحدار نـحو الهاوية...

زعامة قادرة على قراءة الحاضر قراءة بعيدة عن الانفعالات النفسية...

زعامة تستشرف المستقبل بعد ربط الماضي بالحاضر لتنتج مواقف إن لم تكن حكيمة فهي أقرب للحكمة -وللأسف غالباً ما تَعِيَها الأجيال اللاحقة-...

زعامة لا تلهيها رعاية المجتمع عن مواجهة الأفكار المنحرفة وتجابهها مبيّنة النظرة الإسلاميّة لها من مَعين صافٍ...

زعامة يترشّح من خلال سلوكها الخلقُ الإسلاميُّ الرفيع، والتطبيق الدقيق لأحكام اللّه تعالى...

وزعامة بهذه المواصفات هي زعامة مأمونة من الدين على رقاب المؤمنين.

وحقيقة إن قلتُ بأن هذه المواصفات قد تجلّت في سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله)، وهو أحد علماء البحرين المجاهدين في سيبل الله، الغيارى على حريم الله، العاملين لله، المحتسبين الصابرين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا كيد ظالم، قد بذلوا أنفسهم بِذلة لله وفي سبيله، وأذلّوا أنفسهم في جنب الله فاعتزّوا بعزّه.

وفي سابقة لهذه المجلة المباركة يأتي تخصيص هذا العدد لسماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله) في تناول شيء من سيرته العطرة وفكره النيّر النابع من صلب الدين الذي يغذّي به المؤمنين ليلاً ونهاراً.

حفظ الله شيخنا المجاهد، ومتّعنا بطول بقائه.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا