فلنركب سفينة النجاة

فلنركب سفينة النجاة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد.

في البحرِ الهدَّار، والموجِ المتلاطم، والريحِ العاتية، ينشدُّ قلبُ الغريقِ إلى منجٍ، ويهفو إلى منقذٍ، ويبحثُ عن وسيلةٍ ناجعة، ويتشبثُ بالقَشَّة، وهو مع كلِّ ذلك قد استولى عليه الهلعُ والاضطرابُ، وأمَّا الراكب للسفينةِ المنجية، فقد استوى عنده البحرُ والبرُ، لا يروْعُه شيءٌ، ولا يشغلُه شيءٌ، مطمئنُّ النفسِ، مرتاحُ البال، والعاقلُ لا يدخلُ ذلك البحر إلا بمثلِ تلكَ السفينة، فإذا ما كان في تلك السفينة احتمالُ الغرقِ لضعفها أعرضَ عنها، وركِبَ السفينةَ التي لا يشك في صلابتها وتحملها.

كلُّ هذا في بحرٍ من الماء، فكيف إذا كان البحرُ من النيران! وتلاطمتْ أمواجُ الفتنِ والأهواء، وعتت المذاهبُ الفاسدةُ، وكان قائدُ سفينةِ النجاة ينادي بأعلى صوتِه: «منزلةُ أهلِ بيتي فيكمْ كسفينةِ نوحٍ، منْ ركبها نجا ومنْ تخلَّف عنها غرق، تعلَّموا من عالِم أهلِ بيتي، ومنْ تعلَّم من عالِم أهلِ بيتي نجا».

ومِنْ علماءِ أهلِ بيتِه (صلّى الله عليه وآله) مَنْ وُلِدَ في يومِ مولده، ولقَّبه بلقبه، ليقولَ للناس: "قد بُعِثَ الصادقُ الأمينُ ثانياً، فإنْ شئتم النجاةَ مِن الغرقِ في بحرِ الأهواء والفتن، فهذه سفينةُ نجاةٍ فاركبوها"، فتعالَوا أيها المسلمون، ولنركب سفينةَ النجاة.    


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا