عوامل خلود كربلاء (القسم الأول) الشيخ حسين كنجي

عوامل خلود كربلاء (القسم الأول) الشيخ حسين كنجي

ترجمة وتحقيق: الشيخ رائد عبدالكريم الخنيزي

 

العامل الأول: إرادة الله

قال الله الحكيم في كتابه الكريم: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(1).

وفي زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): «أشْهَدُ أنَّكَ نُورُ اللَّهِ الَّذي لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ أبَداً»(2).

ما هي أسرار خلود وغضاضة كربلاء؟ لماذا بقيت كربلاء غضّة حديثة؟ ولماذا لو وَضع العالَم يده بيد بعض وأرادوا أن يقلِّلوا مِنْ لون كربلاء أو يجعلوها بدون لون فإنهم لن يستطيعوا أبداً؟ لماذا حدثت على طول التاريخ قضايا كثيرة ولكن لم يبقَ أثر من غضاضتها وحداثتها؟

عندما نراجع الآيات القرآنية والروايات نرى أنّ هناك عوامل عديدة قد اجتمعت لكي تبقى -هذه القضية التي ليس لها نظير- خالدة وغضّة وحديثة، نشير هنا إلى بعضها:

الآية الأولى: إحاطة نور الله

يقول الله في إحدى الآيات القرآنية الكريمة: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(3).

أعداء الله وأعداء التوحيد وأعداء النّور يريدون أن يُطفِئوا نور الله بفمهم، لكنّ إرادة الله المنّان تريد أن يصلَ نوره إلى كماله وينتشر بصورة كاملة وجامعة وإن لم يُرِدِ الكُفّار ذلك.

لماذا عُبِّر في هذه الآية بالفم على أن الأعداء يريدون بعناوين مختلفة أن يزيلوا الحقّ ويمحوه؟ من الممكن أن تكون علَّة هذا الأمر أنّه أهمّ شيء لأجل غلبة الطرف الآخر والمقابل يكون بواسطة الإعلامات واستخدام الكلام والفم، وأنّ المناسب للحرب الإعلامية على النّور في ذلك الزمان بالفم وليس بشيء آخر.

من خلال هذه الآية القرآنية نصل إلى هذه النتيجة بأنّه توجد إرادتان لأجل الأنوار المقدسة الإلهية وهمـا:

1- إرادة الشياطين وأعداء الله.

2- إرادة حضرة ربّ العالمين.

إنّ الحرب في هذا الميدان قطعاً ستكون إرادة الله هي الغالبة والمنتصرة كما يقول الله المنّان في آية آخرى: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}(4) أيْ متسلِّط على أمره وأعماله، ولكنّ الآخرين ليسوا متسلِّطين على أمرهم وأعمالهم. الإنسان يريد دائماً أن يبقى سالماً لكنّه لا يستطيع، أو يريد أن يكون لديه عمر طويل لكنّه لا يستطيع أيضاً. لا بدّ من أن يُقال: إنّ تسعة وتسعين في المائة من الأمور التي يريدها الإنسان غير قابلة للتحقُّق؛ لأنّه لو تحقَّقت إرادة البشر سيَنْجَرُّ العالَم إلى الفساد والضّياع في ليلة واحدة.

جاء شخص عند الإمام الحسين (عليه السلام) وقال: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ يا ابنَ رسول الله؟ قال: «أَصْبَحْتُ وَلي رَبٌّ فَوقي، والْنّار أَمامي، وَالَموتُ يَطْلُبني، وَالْحِسابُ مُحْدِقٌ بي، وأنَا مُرْتَهِنٌ بِعَمَلي، لا أَجِدُ ما أحِبُّ وَلا أَدْفَعُ ما أكْرَهُ، والأُمورُ بِيَدِ غَيري، فَإِنْ شاءَ عَذَّبَني، وَإِنْ شاءَ عَفا عَنّي، فَأَيُّ فَقيرٍ أَفْقَر مِنّي؟» (5).

فلدى الله المنّان إرادة في عالم الخلق حيث لا يستطيع أحد المقاومة في مقابلها. ولا بدّ من أن نبحثَ عن إرداة ربّ العالمين ونستخرجَها من بين الآيات الكريمة والأحاديث والروايات والتجارب، وألاّ نضعَ أنفُسَنا مقابل إرادة الله أبداً، مثلاً: إرادة الله أن يكون العُصاة والمتمرِّدين أذِلاّء دائماً حتى لو كانت لديهم قدرة في الظاهر، وأراد الله أن يكون العبد المطيع عزيزاً ومحترماً.

البعض يظنّ أنّه بواسطة النّقود أو القدرة أو الشّهرة يصل إلى العزّة لكنّهم مُشتَبِهون، لأنّ العزّة في عبودية الله، والذّلة في عصيان الله، وهذان الأمران هما إرادة الله ولا تتخلَّف!

يقول العارف آية الله السيد رضا بهاء الديني (قدِّس سرُّه): قال آية الله المدرِّس (قدِّس سرُّه) لرضا خان: في أيّ مكان ستموت فيه فإنّ هذا المكان سيكون مزبلة، وفي أيّ مكان أموت فيه سيكون ضريحاً لابن الأئمة (عليهم السلام). من أين يعلَم المدرِّس هذا الأمر؟ سببه أنّه عرف إرادة الله وهكذا حصل أيضاً.

الآن نرى ماذا يكون نور الله حيث إنّ إرادته أن يكون خالداً وباقياً؟

جاء أُبَيُّ بن كعب عند الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله) وسمعه يقول للإمام الحسين (عليه السلام): «مَرْحَباً بك يا أَبا عَبْدِالله، يا زَيْنَ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ»(6).

بمعنى أنّه لو أنّك لم تكن موجوداً لأصبحَت السماوات والأرضين قبيحة. تعجّب كعب وقال: إنّ هذه الكلمة واللقب عظيم جداً، كيف تقول هكذا عنه؟ قال: إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أعظم في السماوات حتى أنّه يُعرَف في السموات أفضل منه بالنسبة إلى الأرض.

ولذلك كان جبرائيل (عليه السلام) يأتي لِهَزِّ مهده ويفتخر بذلك، عند ذلك قال النبي الأكرم (صلَّى الله عليه وآله): «فَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عَنْ يَمينِ عَرْشِ الله: إِنَّ الْحُسينَ مِصْباحُ هُدى وَسَفينَةُ نجاةٍ»(7).

في بعض الأحيان يُعبّرون عن النّور بالسِّراج أو بالمصباح. عندما يُمسي المساء ويشعل الإنسان النّور، يعرف بأنّه مُضاءٌ وأنّ الجوّ مظلم فيُقال لهذا سراجاً. ولكنْ في بعض الأحيان تكون الأنوار كثيرة بحيث ينسى الإنسان الليل، يُقال لهذا مصباحاً. الإمام الحسين (عليه السلام) ليس سراجاً بل مصباح بمعنى أنّ نوره وإضاءته ذهبت بكلّ الظلمات ولم تدع ذرّة إبهام وظلمة لشخصٍ.

قال آية الله الشيخ الوحيد الخراساني (أيَّدهُ الله) حول هذا الأمر جملة جميلة:

إنّ الأعداء حمقى حيث يريدون أنْ يُبارِزوا النّور، ويريدون أن يضعوا الرِجل على النّور؛ لأنّهم إذا وضعوا الرجِل على النّور فإن الرِّجل تبقى في الأسفل، ويأتي النّور إلى الأعلى؛ لأنّ إرادة الله أن يكون النّور في الأعلى وكلّ شيء تحت شعاع النّور.

النّور الذي لا يُطْفَأ أبداً

لذلك لا يمكن بواسطة الفم أن يُطفأ النّور. كما نقرأ في إحدى زيارات الإمام الحسين (عليه السلام): «أشْهَدُ أنَّكَ نُورُ اللَّهِ الَّذي لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ أبَداً»(8).

هل استطاع رضا خان أن يوقف القراءة الحسينية؟ ألم يسعَ ويعمل كلّ هذا السعي والعمل حتى لا يعقد النّاس القراءة الحسينية؟ لكنّ النّاس كانت تعقد المجالس في الخفاء. أو هل استطاع المُتوَكّل عمل هذا الأمر عندما فرض على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ضرائب مالية ثقيلة؟ بعد ذلك جاءت امرأة عجوز ودفعت لأجل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) قيمة الضريبة المالية. قالوا: أيتّها الأمّ من أين أتيت بهذا المال؟ قالت: عملي هو الحياكة. عملت لمدة سنّة وجمعت الدرهم فوق الدرهم حتى أذهب إلى كربلاء! رأى المُتوَكّل أنّه لا توجد فائدة فقال: إذا أراد النّاس الذهاب إلى الزيارة فلا بدَّ من أن يدفعوا أيديهم ثمناً لذلك. بعد مدّة رأوا أنّه جاء شخصٌ وقدّم يده اليسرى للقطع. قالوا: لا بدّ من أنْ تقدّم يدك اليمنى! قال: قد قدمت يدي اليمنى السنّة الماضية! ووصل هذا الخبر إلى المُتوَكّل أنّ الأوضاع هكذا، فقال: أطْلِقوا سراحهم، لا يمكن مبارزة هؤلاء.

المُتوَكّل (لعنه الله) أجرى الماء على قبر الإمام الحسين (عليه السلام) حتى يُذهب أثره لكنّ الماء لم يكن يذهب جهة القبر، حتى عندما أراد حَرْثَ القبر فإنّ البقرة لم تقترب منه. لماذا لم يستطع ذلــك؟

كان المرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد علي أحمدي يقول: في ليلة من الليالي كان لديّ قراءة حسينية في منطقة مدينة خمين في أصفهان. وقبل ذلك كنت في إحدى القرى وكان الجوّ بارداً جدّاً والثّلج ينزل، وقد نصحني النّاس بعدم الذهاب لأنّه خطر لكنّني أتيت. في منتصف الطريق رأيت شخصاً يقول: يا سيّد علي! قلت: نعم سيدي. قال: لديّ سؤال أجبني عليه. قلت: إذا كنت أعرف الجواب سأُجيب وإلا سوف أتعلَّمه. قال: أيّها السيّد علي، هل الجواد أذكى أم البقرة؟ قلت: واضح أنّه الجواد. قال: إذاً كيف وطأت بدن الإمام الحسين (عليه السلام) عشرة خيول وسارت على بدنه بينما البقرة التي ليس لديها ذكاء عندما أتوا بها لكي تحرث القبر ومهما حاولوا لم يستطيعوا أن يجعلوها تحرثه؟ فجأة جاء إلى ذهني هذا الأمر فقلت: لأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء يريد أن يعطي للبشرية درس الإيثار والتفاني، ولأنّه لأجْل بقاء الدين لا بدّ من التخلّي عن كلّ شيء حتى البدن فإنّه أعطى كلّ شيء في يوم عاشوراء في طريق الله، وقال أيضاً: بدني أيضاً لأجلك أجيزهم أن يرضّوه. لكنّ قبر الإمام الحسين (عليه السلام) هو علامة على الحق والتوحيد والدين والمقاومة لذلك قال: لن أعطي الإجازة أن تذهب آثار كربلاء؛ لأنّه لا بدّ من أن يبقى الدين!

أراد البعض أن يطفىء نور الله لذلك نزلوا إلى ميدان الحرب بكلّ وجودهم لأجل حرب الولاية والإمامة. ألم يفعلوا مع الإمام علي (عليه السلام) نفس الأمر حيث حبسوه خمسة وعشرين عاماً في البيت حتى تنساه النّاس، ونشروا الشائعات إلى أن استشهد في محراب الصلاة؟ قال النّاس في الشام: هل كان علي يصلي أيضاً؟! منعوا نشر فضائل ومناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالوا: أي شخص يذكر رواية له يُجْلد ويُسْجَن وتُمْنَع حقوقه من بيت المال(9). وفي آخر الأمر سعوا مقدار جهدهم إلى اختلاق فضائل كاذبة لأبي سفيان وآل أبي سفيان وبني أمية(10). 

ألم يكن قبره مَخْفِياً لمدّة مائة سنة؟ ذلك لأنّ الخوارج أقسموا أنّهم سينبشون القبر ويحرقون بدنه المنوَّر. لكن مع كلّ هذه الأعمال نرى أنّهم لم يستطيعوا؛ لأنّ الله أراد أن يبقى!

يقول الله المنّان جملة جميلة إلى النبي داوود (عليه السلام): «أَوْحى الله إِلى داود: تُريدُ وأُريدُ، وإِنَّما يَكونُ ما أُريدُ»(11).

ولذلك قالت السيدة زينب (عليها السلام) وهي أسيرة لدى يزيد (لعنه الله): «يزيد! فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، وناصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لا تَمْحُو ذِكْرَنا، ولا تُميتُ وَحْيَنا، ولا تُدْرِكُ أَمَدَنا، وَلا تَرحَضُ عَنْك عارَها»(12).

الآية الثانية: الوجه الخالد

يقول الله المنّان في سورة الرّحمن: {كُلّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}(13). ولذلك لدى الله المنّان مَلَك يُنادي في كلّ يوم: «لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرابِ»(14).

ولذلك تقول الآية المباركة: إنّ كلّ إنسان له وجهتان:

1- إحداهما الوجهة الخلقية.

2- الأخرى الوجهة الربوبية.

الوجهة الخلقية في هذا العالَم تذهب وتزول، أمّا الوجهة الربوبية بمعنى الشيء المنتسب إلى حضرة ربّ العالمين فلا تذهب ولا تفنى!

مصاديق وجه الربّ

سوف نشير هنا إلى بعض مصاديق "وجه الربّ":

1- الروح: أوّل مصداق لوجه الربّ هي الروح، فالجسم يذهب إلى الفناء، لكنّ الروح التي نفخها الله في وجود الإنسان باقية ولا تفنى؛ بل تنتقل من هذا الجسم إلى قالب مثاليّ في البرزخ، ويوم القيامة ترجع إلى نفس هذا الجسم وهذا البدن. إنَّ الله ليس بمرئي وله حضور في كلّ مكان والروح كذلك، كما أنّ الله المنّان باقٍ، والروح لأنّها منتسبة إلى الله فهي باقية أيضاً.

2- العمل الخالص: المصداق الثاني لوجه الربّ هو أيّ عملٍ لله؛ بمعنى أنّ العمل الخالص الذي لا شائبة فيه باقٍ، لكنّ العمل غير الإلهي ليس له بقاء مثلما قال الله المنّان في القرآن الكريم: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}(15).

أولئك الذين كفروا بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده (عليهم السلام) أعمالهم كالرماد المتطاير في الهواء والذاهب مع الرياح(16).

وجاء في آية أخرى أيضاً: {مَنْ جاءَ بِِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}(17).

يقول صاحب تفسير "القرآن والعقل" في ذيل هذه الآية المباركة: الرجل هو الذي يَرِدُ القيامة والمحشر بالحسنات؛ لأنّه من الممكن أن يعمل حسنة لكنّه يُحرقها بكبريت الذنْب والكفر بالولاية وتذهب أدراج الرياح. الآن نريد أنْ نرى أي حسنة باقية إلى يوم القيامة ولها بقاء. لا بدّ أن يُقال: إنّه العمل الذي لله. 

3- وجه الله: المصداق الثالث لوجه الله هم بنو الإنسان الذين وجههم وجه الله، الذين من خلال سيرتهم وطريقة حياتهم يعرف بنو الإنسان الله. يقول الملا فيض الكاشاني (قدِّس سرُّه):

أَرى في الوُجوهِ الجَميلةِ التي كَالقَمَرِ أَنْوارَكَ

وَأَرى في شِـفاهِ المُتَكَلِّمينَ جَـواهِرَ كَلامِكَ

يقول الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله) في روايةٍ: «اَلْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ»(18). يقول المرحوم الشيخ علي أكبر نهاوندي (قدِّس سرُّه) في كتاب "خزينة الجواهر" في توضيح ذلك: المؤمن الأوّل يعني العبد والإنسان المؤمن، والمؤمن الثاني يعني الله الذي ذكر في سورة الحشر من أسمائه وهو المؤمن(19).

لذلك المؤمن هو مرآة الله. إذا كنت تريد أن ترى الله؛ اذهب وشاهد إنساناً مؤمناً بالله؛ ولذلك يقول النبي الأكرم (صلَّى الله عليه وآله) في رواية أخرى: «مَنْ زارَ أخاهُ المُؤْمِنَ إِلى مَنْزِلِهِ لا لِحاجَةٍ إِلَيْهِ كُتِبَ مِنْ زُوّارِ اللهِ»(20).

الجليس الحَسَنُ

عندما سأل الحواريون النبي عيسى بن مريم (على نبينا وآله وعليه السلام): "يا رُوحَ الله مَنْ نُجالِسُ؟"، قال: «كلّ شخص لديه هذه الخصال الثلاث:

1_ مَنْ يُذكِّرُكُم الله رُؤْيَتُه -بمعنى أنّ جَماله هو جَمال الله-.

2_ ويَزيدُ في عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ.

3_ ويُرَغِّبُِكُمْ فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ»(21).

مصداق "وجه الربّ" في وجود أبي عبدالله (عليه السلام):

الآن نحقق في المصاديق الثلاثة لوجه الربّ في الوجود المُقدّس لأبي عبدالله الحسين (عليه السلام):

المصداق الأول: الإمام الحسين (عليه السلام) هو روح حضرة ربّ العالمين العظمى. في رواية عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يقول: «إِنَّ اللهَ خَلَقَنا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ»(22)، بمعنى أنّ الأربعة عشر معصوماً هم الأشخاص الوحيدون الذين خُلِقوا من نور عظمة حضرة ربّ العالمين. ويواصل: «لكن خلق بدننا المثالي من طين أسفل العرش، وخلق أرواح الشيعة والأنبياء والصالحين والأبرار من طينتنا. ليس خلقهم من روحنا»(23)؛ لأنّ أرواحنا لها عظمة عالية بحيث ليس لأحد اللياقة أن يُخلَق منها. خُلِقَت أبدان الشيعة من هذه الأرض؛ ولذلك فإنّ الإمام الحسين (عليه السلام) هو روح الله، وروح الله باقية وخالدة.

المصداق الثاني: المصداق الثاني لوجه الربّ العمل الخالص. شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً عمل خالص لا نظير لها ولا بديل في التاريخ.

يُقْسَّمُ بنو الإنسان إلى ثلاث مجموعات في ميدان الشهادة والحرب والعبادة:

المجموعة الأولى: الأشخاص الذين يتاجرون مع الله: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}(24).

يريد الله أن يقول: أعْطِني روحَكَ ومالَكَ حتى أعطيَكَ في مقابله الجنّة. وهؤلاء لديهم هكذا طلب من الله أيضاً.

المجموعة الثانية: لا يتعاملون تجارياً بل لديهم هبة وعطاء كما يقول الله إلى النبي موسى (عليه السلام): «هَبْ لي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشوُعَ، وَمِن بَدَنِكَ الْخُضُوعَ، ومِنْ عَيْنَيْكَ الْدُّموُعَ...»(25).

لا يقول الله "بِعْ"؛ لأنّ شأن ومقام النبي موسى (عليه السلام) أعلى من المعاملة التجارية.

لكن توجد خصوصيتان في الهبة:

الأولى: هي أنّ الواهب لا يُعطي كلّ ما لديه بل يُقدِّم ويُعطي مقداراً من ماله وأشيائه وتبقى البقية من أجل يوم الحاجة.

الثانية: في بعض الأحيان ينظر الواهب إلى الهبة ويقول: قد أعطيناه هدية.

المجموعة الثالثة: الأفراد الباذلون، وللبذل خصوصيتان ليستا في الهبة:

الأولى: أنّ الباذل لا ينظر إلى بذله.

الثانية: أنّ الباذل يبذل بدون حدٍّ وعدٍّ.

العرب يقولون للشخص الذي لديه سفرة طعام ويصرف الكثير عليها إنّه "باذل".

لكنْ مِنْ أيّ مجموعة كان الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه؟ في اليوم الذي سافر فيه الإمام أبو عبدالله الحسين (عليه السلام) نحو كربلاء، قال: «مَنْ كانَ باذِلاً فينا مُهْجَتَهُ، ومُوَطِّناً عَلى لِقاءِ الله نَفْسَه، فَلْيَرْحَلْ مَعَنا فَإِنّي راحِلٌ صَباحاً إِِنْ شاءَ اللهُ تَعالى»(26).

كان بذل حضرته (عليه السلام) لا نظير له، وعمله أخلص وأجمل عمل. كلّ ما لدى الإمام الحسين (عليه السلام) أعطاه في طريق الله، كلّ ما يملكه: أنصاره، أبناؤه، ابنه علي الأصغر (عليه السلام)، رأسه، إصبعه، خاتمه وكلّ شيء.

أصحاب حضرته (عليه السلام) كانوا هكذا أيضاً. يقول المعصوم (عليه السلام) في زيارة عاشوراء: «اَلَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دوُنَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)»(27) بمعنى أنّ أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) باذلون وكان لديهم بذل عظيم: قدّموا الأيادي، قدّموا الأرجل، قدّموا العين والرأس والإصبع والروح. ولم يكن لديهم التفات لِما قدّموه.

يقول المرحوم السيد عباس الحسيني (قدِّس سرُّه): كان هناك شخص في طهران لديه كثير من البذل، وكلّ ليلة يُطعِم ويُعطي عشاء راقياً إلى معزي الإمام الحسين (عليه السلام). وكان لديه بستان صغير في بيته. في ليلة صعد بضعة أطفال فوق السّياج وقطفوا بعض الورد ووطئوا البستان. أصبح صاحب المنزل منزعجاً وتعارك مع الأطفال. وفي اليوم التالي عندما دخلنا هذا المنزل رأينا أنّه لا يوجد سياج وصاحب المنزل يقول: أيّها الأطفال اذهبوا واقطفوا الورود وطِئوها! قلنا: أيّها السيد ماذا حدث؟ معاملتك هذه الليلة مع أمس مختلفة كثيراً! قال: سيد عباس! عندما نمت الليلة الماضية رأيت أنّي زرت في عالم الرؤيا الإمام الحسين (عليه السلام)، قال الإمام الحسين (عليه السلام): فلان! تعاركت مع الأطفال الذين جاؤوا العزاء من أجلي لأجل بضع ورود؟ هل إنّ ورودك أعزّ من ورودي التي قُطِفَت في كربلاء؟

المصداق الثالث: بالنسبة إلى المصداق الثالث لا بدّ من أن يُقال: إنّ نفْس أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) هو وجه الله؛ لأنّ كلمة وجه بالنسبة لأبجد 14؛ حيث يشير إلى الأربعة عشر معصوماً (عليهم السلام).

يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية: {أَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ}(28) قال: «نَحْنُ وَجْهُ اللهِ»(29) بمعنى أينما تنظرون فإنّ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) حاضرون أيضاً.

والإمام الحسين (عليه السلام) هو وجه الله والوجه الكامل لله؛ لذلك بقي خالداً، وكلّ شيء غيره وفي مقابله أصبح فانياً؛ لأنّ الله أراد هكذا!

الآية الثالثة: الزّبد فوق الماء

يقول الله المنّان في آيةٍ أخرى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النّاس فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}(30).

لدينا ماء ولدينا زبد على الماء، ولدينا حديد ولدينا زبد فوق الحديد، إلى متى سيدوم ويبقى هذا الزبد؟ نرى أنّه يزول ويفنى سريعاً. الحقّ والباطل هما بمنزلة الماء والزبد الذي فوق الماء. أراد الله المنّان أنّ الماء -أي الشيء المفيد- يبقى خالداً، والزبد الذي فوق الماء أيْ الباطل يذهب ويزول.

يزيد بن معاوية زبد فوق الماء. كان وهو في يده عصا من الخيزران يُشعِرُ ويقول:

لَعِبَتْ هْاشِمُ بِالْمُلْكِ فَلا

                        خَبَرٌ جاءَ وَلا وَحْيٌ نَزَلَ(31)

 

بمعنى أنّ بني هاشم لعبوا بالمُلك والسلطنة وليس للقرآن ولا للوحي ولا للحقّ ولا لله وجود، لا يوجد شيء من هذه الأمور أبداً. لكن عند صلاة الجمعة عندما صعد الخطيب فوق المنبر قبل أن يصعد يزيد، وهو يمدح يزيد ويطعن بأمير المؤمنين (عليه السلام)، رأوا أنّ شاباً -بحسب الظاهر ضعيفاً ونحيفَ البدن وقد بان المرض عليه، والجامعة والقيود في رقبته- اتجه إلى الخطيب وقال: «وَيْلَكَ أَيُّهَا الْخاطِبُ اِشْتَريَتَ مَرْضاةَ الْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ الْخالِقِ»(32).

قال عند ذلك: «يا يزيد ائذنْ لي حتى أصعد هذه الأعواد»(33) (بمعنى أنّ المكان الذي لا يُقال فيه الحقّ ليس منبراً بل أعواد)....

قال يزيد: لا يمكن! فصار بين الحاضرين اللغط والكلام. قالوا: كيف يستطيع هذا الشاب الضعيف الكلام بهذه الحالة؟ ابن يزيد، معاوية الصغير، قال لوالده أيضاً: ائذن له حتى يتحدث (أي الإمام علي السجاد عليه السلام). قال يزيد: لا يمكن، أنت لا تعرف هؤلاء. إِنَّه مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ قَدْ زُقُّوا الْعِلْمَ زَقّاً، هو من أهل بيت العلم والفصاحة والبلاغة سُقوا العلم سقياً، إذا صعد هذه الأعواد سيفضح كلّ عائلتنا. لكنّه مع إصرار ابنه وافق(34).

كان الزبد على الماء أربعين سنة في الشام، يعني مركز حكومة بني أمية، وجال الباطل بحيث إنّ اثني عشر ألف خطيب فوق المنابر يسبّون أمير المؤمنين (عليه السلام) ويمدحون معاوية وعائلته، لكن عندما دخل الحقّ -يعني الماء- الميدان مسح أتعاب معاوية ويزيد طوال أربعين سنة حتى وصل الأمر أنّ يزيدَ وضع عباءته على رأسه وقال: أنا لا أستطيع أن أصلّي صلاة الجمعة. وذهب إلى بيته ولم يخرج منه ثلاثة أيام؛ لأنّه خاف أن يقتله النّاس. وبعد ثلاثة أيام خرج من منزله وقال يزيد: لعن الله ابن زياد. قال كاذباً: أنا لم أقل له أن يقتل الإمام الحسين (عليه السلام).

لأنّ حبيبي أخذ بيده القدح

                        أفلست سوق الأصنام (شعرمترجم)

 

من الممكن أنّ يجول الباطل بحيث ألاّ يأتي الحقّ إلى الميدان مدّة من الزمان، وإذا جاء الحقّ الميدان فإنّ سوق الأصنام وبائعي الأصنام الكلّ فيها يخسر ويفلس ويذهب.

سأل إبراهيم بن طلحة في طريق الشام الإمام علي السجاد (عليه السلام): مَنْ غلب وانتصر في النهاية يزيد أم الإمام الحسين (عليه السلام)؟ قال الإمام علي السجاد (عليه السلام): عندما يحين الأذان سوف أجيبك. عندما أذّن الأذان وذُكر اسم النبي محمد (صلَّى الله عليه وآله)، قال الإمام علي السجاد (عليه السلام): النبي محمد (صلَّى الله عليه وآله) جدّ مَنْ؟ قال إبراهيم: جدّكم. قال: إذاً نحن انتصرنا، وليس يزيد(35).

بعد سنتين أو ثلاث سنوات ذهب زبد يزيد عن الدنيا وصار قبره مزبلة، لكنّ قبور الإمام الحسين (عليه السلام) والسيدة زينب (عليها السلام) والسيدة رقية (عليها السلام) بقيت عظيمة شامخة؛ لأن فيها نفع الناس.

أَمَّا الزَّبَدُ

يقول أحد علماء أصفهان: كان أحدهم في النجف مختلفاً مع السيد أبي الحسن الأصفهاني (قدِّس سرُّه) وللأسف أنّه كان من أصحاب المكاشفة (استلبته مكاشفة) ورأى هذه الآية في المكاشفة: {أَمَّا الزَّبَدُ...}(36). قال لرفقائه: إنّ هذه الآية تقول: إنّ الزبد فوق ماء السيد أبي الحسن الأصفهاني (قدِّس سرُّه) وأنا الماء، أنا سأبقى وسيذهب السيد أبو الحسن (قدِّس سرُّه) سريعاً.

يقول هذا العالم الأصفهاني: "بعد عدة أيام من هذه المكاشفة، ولأنّ الجوّ كان حاراً، ذهب إلى قرب الشطّ حتى يسبح ولتذهب حرارة بدنه. فجأة سحبه الماء إلى داخل النهر واختنق وأخذ بدنه عدة فراسخ بعيداً. كلّ رفقائه عرفوا أنّه الزبد الذي فوق الماء"(37).

مقتطفات

عنايات حسينية في السلوك

يقول العارف الواصل المرحوم الحاج ميرزا محمد إسماعيل دولابي (قدِّس سرُّه): في أيام الشباب تشرَّفتُ مع والدي بزيارة النّجف الأشرف. كنت متعطشاً للعلوم والمعارف الدينية كثيراً، بكلّ وجودي كنت أريد البقاء في النّجف وأن أدرس في الحوزة، لكن أبي المسنّ لم يكن لديه ولد غيري يستطيع مساعدته في الأعمال لذلك لم يكن موافقاً على بقائي في النجف.

توسَّلت في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) به حتى يرتِّب أمر بقائي في النجف وأدرس، إلى درجة أنّي ضغطت ومسحت صدري بالضريح بحيث إنّ شعْر صدري تقطّع وتجرّح كلّ صدري. وكانت حالتي بحيث لم يكن لديَّ أمل في أن أرجع إلى إيران وأقول في نفسي: إمّا أن أبقى في النجف وأدرس، وإمّا إذا أُجْبِرت على الرجوع سوف أفارق الحياة هنا وأموت. وأخبرت علماء أهل النّجف عن مشكلتي حتى آخذ منهم إجازة للبقاء في النجف، وقالوا لي: إنّ وظيفتك هو أن تُرضِي والدك، ولأجل مساعدته ارجع إلى إيران. في النتيجة لم أستفد من التوسُّل بالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم أحصل على مرادي بواسطة العلماء إلى أن ذهبت إلى كربلاء بهذا الحال من الانزعاج. وفي حرم الإمام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وعند الرّأس الشريف ذهبت كلّ أذيّة وألم وزال كلّ شيء، وأصبحت في صفاء باطني بصورة كاملة بحيث عند الرجوع إلى إيران سرت في الطريق وأنا أمام والدي دون أذية أو ألم.

هل تريد أن تصل إلى مقام التوحيد الحقيقي؟

سؤال: إنّ الولاية هي محور اعتقادنا نحن الشّيعة، ونعتقد بأنّه لا يفيد شيء بدونها "التوحيد بدون الولاية"، والولاية بدون التوحيد، والأعمال العبادية بدون ولاية الذوات المقدّسة لحضرات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في محضر الله بدون قيمة.

حضرة آية الله بهاء الديني! ماذا لديك من توصيات حول أهمية ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً حضرة سيد الشهداء (عليه السلام)؟

الجواب: لا يصبح الإنسان موحّداً ما دام لم يعرف "الولي". لا بدّ من أن يؤخذ التوحيد من الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد بذل كلُّ الوجود في طريق الحقّ. هذه هي الصلاة المعراجية التي يقيمها أهل البيت (عليهم السلام) وهذا هو مقام زائر الإمام الحسين (عليه السلام) الذي هو أعلى من مقام زائر بيت الله.

من الممكن أنّ مليارات الأشخاص يذهبون إلى زيارة بيت الله وليس من بينهم متولٍّ للإمام الحسين بن علي (صلَّى الله عليه وآله). لا بدّ من أن يمتلك زائر الإمام الحسين (عليه السلام) مثل هذا المقام، أن يكون مقامه أعلى من حاج بيت الله. ليس هذا بدون سبب بل وفق حساب دقيق. لا بدّ من أن تكون إجابة الدعاء تحت قبته والإمامة في ذرّيته، هذا الكلام ليس لأجل التبليغ والنشر بل هي الحقيقة...

ثواب الذهاب والأياب بين الحرمين:

سؤال: آية الله السيد علي القاضي! حضرتك ترى أنّك رهين المواهب الإلهية والعنايات الخاصّة لحضرة سيّد الشهداء وحضرة أبي الفضل العباس (صلَّى الله عليه وآله)، ما هي فضيلة زيارة هذين العظيمين؟

الجواب: (بحسب عقيدتي) إنّ ثواب الذهاب والأياب بين الحرم الشريف للإمام أبي عبدالله الحسين والحرم الشريف لحضرة أبي الفضل العباس (صلَّى الله عليه وآله) هو أفضل من السعي بين الصفا والمروة.

 

* الهوامش:

(1) سورة التوبة: 32.

(2) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج98، ص255.

(3) سورة التوبة: 32.

(4) سورة يوسف: 21.

(5) من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج4، ص404.

(6) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج36، ص205.

(7) نفس المصدر.

(8) نفس المصدر، ج98، ص255.

(9) أضواء على الصحيحين، الشيخ محمد صادق النجمي، ص47.

(10) نفس المصدر، ص51.

(11) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج79، ص136.

(12) نفس المصدر، ج45، ص135(ترحض: أي تغسل).

(13) سورة الرحمن: 26-27.

(14) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج14، ص 96.

(15) سورة إبراهيم: 18.

(16) تفسير القمي، علي بن إبراهيم القمي، ج1، ص368.

(17) سورة الأنعام:160.

(18) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج71، ص270.

(19) سورة الحشر: 23. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

(20) بحار الأنوار العلامة، المجلسي، ج75، ص 275.

(21) نفس المصدر، ج1، ص203.

(22) أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج1، ص389.

(23) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج22، ص331.

(24) سورة التوبة: 111.

(25) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج13، ص330.

(26) موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (عليه السلام)، ص397.

(27) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 98، ص293.

(28) سورة البقرة: 115.

(29) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 4، ص 6.

(30) سورة الرعد: 17؛ جُفَاء: أي باطلاً متفرِّقاً بحيث لا ينتفع به.

(31) الاحتجاج، الشيخ الطبرسي، ج2، ص34، تاريخ الطبري، الطبري، ج8، ص188.

(32) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج13، ص279.

(33) حقوق آل البيت (عليه السلام) في الكتاب والسنة باتفاق الأمّة، الشيخ محمد حسين الحاج، ص86.

(34) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 45، ص136- 137: رُِويَ أنّ يزيد  (لعنه الله) أمر بمنبر وخطيب ليُخبر النّاس بمساوئ الحسين وعلي (عليهما السلام) وما فعَلاه، فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ أكثر الوقيعة في علي والحسين، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد (لعنه الله) فذكرهما بكلّ جميل، قال: فصاح به علي بن الحسين: «ويلك أيها الخاطب! اشتريت مَرْضاة المخلوق بسَخَط الخالق، فتَبوّأ مقعدك من النار». ثمّ قال علي بن الحسين (عليه السلام): «يا يزيد! ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلّم بكلمات لله فيهنّ رضا، ولهؤلاء الجلساء فيهنّ أجر وثواب». قال: فأبى يزيد عليه ذلك. فقال النّاس: يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئاً. فقال: إنّه إنْ صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان. فقيل له: يا أمير المؤمنين وما قدَر ما يحسن هذا؟ فقال: إنّه من أهل بيت قد زُقّوا العلم زقاً....

(35) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج45، ص177: أمالي الطوسي: أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن فضّال، عن العباس بن عامر، عن أبي عمارة، عن عبدالله بن طلحة، عن عبدالله بن سيابة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «لمّا قدم علي بن الحسين وقد قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهم استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيدالله وقال: يا علي بن الحسين من غلب؟ وهو يغطي رأسه وهو في المحمل قال: فقال له علي بن الحسين: إذا أردت أن تعلم من غلب ودخل وقت الصلاة فأذِّن ثمّ أقِمْ».

(36) سورة الرعد: 17. {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النّاس فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}؛ جُفَاء: أي باطلاً متفرِّقاً بحيث لا يُنتفع به.

(37) التشبيه هنا بأنّ الماء هو الأصل والطهارة والواقعية والشفافية والزلال، أما الزبد فهو شيء فرعي وزائل ومُنْتَهٍ وينتهي للزوال.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا