الغيبة وآثارها في الحياة الإنسانية (القسم الثاني)

الغيبة وآثارها في الحياة الإنسانية (القسم الثاني)

الفصل الرابع: علاج الغيبة وكفاراتها وأحكامها:

وفي هذا الفصل نتطرق إلى ثلاثة مباحث على النحو التالي:

المبحث الأول: علاج الغيبة:

ذكر العلماء والباحثون عدّة أمور منها ما هو علاجي، أي، يحاول إزالة هذا الورم الخبيث من غور أعماق وجدان الإنسان المسلم، ومنها ما هو وقائي يعمل على تقويم حصن منيع للإنسان يمنع الغيبة من إقتحامه، ونحن هنا نذكر أهمها مع تقديم الوصفات الوقائية على الوصفات العلاجية في الترتيب قدر الإمكان كما يلي:

علاج الغيبة بقطع أسبابها: فلابد من معرفة الأسباب التي أودت بالإنسان إلى وادي الغيبة وما يعتريه من مخاطر، وذلك لكي يأمن من الوقوع في المقدمات الموجبة لتحقق الغيبة، وقد تقدم في الفصل الثاني ذكر الأسباب التي تؤدي إلى الغيبة، ولنعم ما قيل (معرفة الداء نصف الدواء).

وفي الحقيقة... كفى بالإنسان واعظاً ليتجنب الغيبة أن يعرف بأنّ منشأها الشعور بالنقص أمام الآخرين والحسد والحقد وغيرها من الرذائل الأخلاقية، فكم يشعر حينها بالحقارة والدناءة وهو يغتاب الآخرين لتلك الأسباب الخبيثة، فيكتشف حينها بأنه إنما يحطم نفسه بالتمادي في المعصية والإثم.

1- وزن الكلام قبل التفوه به: فعلى المسلم التروي في كل كلام يريد أن يتكلم به، فإن تضمن غيبة سكت، وإن تضمن فائدة لا يشوبها أيّ محذور شرعي أفاد بها وبهذا يحصل ترويض النفس على صون اللسان، ومع الاستمرار في هذه الطريقة يرتفع عن النفس الميل الجلي والخفي نحو الغيبة، وبعبارة أخرى إن الإهتمام بتزكية النفس وترويضها وتنويرها بالخلق السامي يجعل الإنسان مترفعاً عن هذا الداء الخطير.

2- تحري الدقة في الموارد الجائزة من الغيبة: حتى يأمن من الإنزلاق في الوادي الخطير، وقد تقدمت الموعظة البليغة للإمام الخميني العظيم في شأن ذلك في الفصل السابع.

3- مجانبة مجالس الغيبة: حيث أنّ مجالس السوء تعمل على تخريج الأشقياء.

4- تجنب صداقة المغتاب ومصاحبته: فالصديق مرآة لصديقه تنعكس عليها خصاله سواء كانت حميدة أم ذميمة، ولنعم ما قالـه بعض الحكماء: ((إذا رأيت من يغتاب الناس فاجهد جهدك أن لا يعرفك، فإنّ أشقى الناس به معارفوه))(1).

5- مجالسة أهل الطاعة واتخاذ العلماء الورعين قدوة: فحري بالمؤمن أن يتخذ لـه من العلماء المتقين وعباد الله الصالحين قدوةً يرجع إليهم في تشخيص مصاديق الغيبة حذراً من التيار العام أو الإقتداء الأعمى، فكثيراً ما نجد شخصاً يبرر اغتيابه لفلان بأن كل الناس يتكلمون عليه بذلك أو أنّ فلانَ الملتزم قد ذكره بذلك وما شابه ذلك.

جاء في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: ((سألوا عيسى بن مريم(ع) : يا روح الله من نجالس؟ قال(ع) : من يذكركم الله رؤيته ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله))(2).

6- الإشتغال بعيوبه ومساوئه عن عيوب الآخرين: حيث أنّ استحضار العيوب يمنع من تتبع عورات الآخرين وعيوبهم ومحاولة كشفها، قال الإمام الخميني العظيم (قده) : ((من الجدير بالإنسان أن يبحث عن عيوبه قليلاً بمثل ما يتحرى عن عيوب الناس، وكم هو قبيح على الإنسان الذي فيه آلاف العيوب، أن يغفل عن عيوبه، ويتنبه لعيوب الآخرين وبذلك يضيف عيباً آخر على عيوبه. إذا تأمل الإنسان قليلاً في أحوالـه وأخلاقه وأعمالـه وانصرف إلى إصلاحها، لصلحت أعمالـه، وإذا اعتقد بأنه خالٍ من العيوب، كانت عقيدته هذه نتيجة غاية الجهل. ولا يوجد عيب أعظم من العيب الذي لا يلتفت الإنسان إلى عيبه، ويكون غافلاً عنه ومن أن الإنسان مجموعة عيوب ونقائص، فيترك عيوبه وينعطف على عيوب الآخرين))(3).

7- جعل النفس ميزاناً: روي عن الإمام الصادق(ع) وهو يروي عن رسول الله(ص) أنه قال: ((اذكر أخاك إذا توارى عنك بما تحب أن يذكرك به إذا تواريت عنه، ودعه من كل ما تحب أن يدعك منه))(4).

8- التفكر في أثر الأعمال: وهو أن يفكر الإنسان في الآثار الخيرة التي تترتب على كفه عن الغيبة، ويقارنها بالمضاعفات السيئة والآثار الشنيعة التي تترتب على الغيبة، ثم يعرض كلا الأمرين على العقل ويستهديه لما فيه الخير والصلاح، وهذا ما أسماه الإمام الخميني (قده) بالعلم النافع(5).

9- ذكر الله واستشعار مراقبته: وبذلك يكون الإنسان دائماً في محضر الله عزّ وجل قال الإمام الصادق(ع) : ((فاذكر الخالق لا المخلوق، فيصير لك مكان الغيبة عبرة، ومكان الإثم ثواباً))(6).

10- التمعن في الآيات والروايات التي تذم الغيبة: فالإكثار من قراءة الروايات والآيات بتأمل وتمعن يهزُّ الأعماق؛ فإنّ فيها ما تقشعر لـه القلوب، وسيأتي فصل خاص لذكر هذه الروايات ولكن هنا نذكر رواية واحدة، قال رسول الله(ص) :

((لا تطلبوا عثرات المؤمنين، فإن من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته فضحه ولو في جوف بيته))(7).

11- ردع المغتاب يساعد كثيراً في القضاء على الغيبة: بل يظهر من الروايات لزوم ووجوب رد الغيبة، وسنتطرق إلى ذلك في المبحث الثالث إن شاء الله تعالى.

روي عن الرسول الأعظم(ص) أنه قال: ((ما من رجل ذكر عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره ولو بكلمة ولم ينصره إلا أذلّه الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، ومن ذكر عنده أخوه المسلم فنصره، نصره الله في الدنيا والآخرة))(8).

خاتمة:

ونختم المبحث الأول بموعظةٍ بليغة للمربي الكبير الإمام الخميني العظيم حيث يقول:

((وأما من الناحية العملية فلابد من كف النفس عن هذه المعصية لبعض الوقت مهما كان صعباً، ولجم اللسان، والمراقبة الكاملة للنفس، ومعاهدة النفس بعدم اقتراف هذه الخطيئة، ومراقبتها والحفاظ عليها ومحاسبتها. حيث يمكن أن يتم إصلاح النفس بعد مضي فترة قصيرة بمشيئة تعالى، وتستأصل مادة هذا الفساد، ويسهل عليك الأمر قليلاً قليلاً، وبعد فترة تحس بأنك تتنفر منها بحسب طبيعتك وتنزجر عنها. ثم تكون راحة النفس ومتعتها في ترك هذه المعصية))(9).

المبحث الثاني: كفارات الغيبة:

((إن الغيبة من المعاصي الموبقة فلا تغفر إلا بالإستغفار، ولأجل ذلك لا شك انه يجب على المغتاب الإستغفار. قال سبحانه { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(10)

وقال سبحانه: { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}(11)

فلا شك في وجوب ذلك، إنما الكلام في وجوب أمرين آخرين:

أحدهما الإستحلال من المغتاب، والآخر الاستغفار لـه أيضاً(12)، و((الذي قيل أو يمكن أن يقال في بيان كفارة الغيبة وجوه:

الأول: الاستحلال من المغتاب (بالفتح).

الثاني: الاستغفار لـه فقط.

الثالث: كلا الأمرين معاً.

الرابع: أحدهما على سبيل التخير.

الخامس: التفصيل بين وصول الغيبة إلى المغتاب فكفارتها الاستحلال منه، وبين عدم وصولها إليه فكفارتها الإستغفار لـه فقط.

السادس: التفصيل بين امكان الاستحلال منه، وبين عدمه لموت، أو بعد مكان، أو كون الإعتذار موجباً لإثارة الفتنة والإهانة، فعلى الأول يجب الاستحلال منه، وعلى الثاني يجب الإستغفار لـه.

السابع: عدم وجوب شئ منهما في جميع الصور، بل الواجب على المغتاب (بالكسر) الإستغفار لنفسه والتوبة من ذنبه))(13).

وبتصوير آخر إنّ كفارة الغيبة تتعلق بحقين:

أ- حق الله عزّ وجلّ                                    ب- حق المغتاب (بالفتح)

وللخروج من هذين الحقين والتكفير عنهما يجب عليه مايلي:

أ- أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج من حق الله عزّ وجلّ.

ب- أن يستحل المغتاب وينبغى أن يستحله وهو حزين متأسف نادم على فعله(14)، وهنا اختلف العلماء، فكانت الأقوال التي يمكن أن تذكر في هذه المسألة سبعة كما تقدم، ولذا ينبغى لكل مكلف الرجوع إلى مقلده لكي يعرف رأيه في المسألة، ومن أراد المزيد من البحث والاطلاع فليرجع إلى الكتب المفصلة(15).

المبحث الثالث: أحكام الغيبة:

1- ((إن حرمة الغيبة محل اتفاق إجمالاً، بل تعد من ضرورات الفقه ومن المعاصي الكبيرة والموبقات المهلكة))(16).

2- ((إن الإستماع والإصغاء إلى الإغتياب محرم بلا خلاف، ويدل عليه بل على كونه من الكبائر ما ورد من أنّ السامع للغيبة أحد المغتابين))(17).

3- ((انه قد يتضاعف عقاب المغتاب إذا كان ممن يمدح المغتاب في حضوره، وهذا وإن كان في نفسه مباحاً إلا أنه إذا انضم مع ذمّهِ في غيبته سمّى صاحبه ((ذو اللسانين)) وتأكد حرمته))(18).

4- ((انما تكون الغيبة في صورة ما إذا كان الشخص معيناً، أما إذا كان الشخص المذكور بلا إسم ولا علامة، فإنه لا مانع منه ذلك، مثل أن يقول: رأيت شخصاً كذا وكذا))(19).

5- ((وأما غيبة شخص مردد بين مجموعة أشخاص، بأن يقول مثلاً: أحد أولاد فلان كذا وكذا، فإن ذلك حرام، إذ أنّ جميعهم سوف يتأثر وينزعج))(20).

6- ((وأما إذا اغتاب شخصاً مردداً بين أشخاص كثيرين كأن يقول مثلاً: أحد الأصفهانيين أو الشيرازيين كذا وكذا، فإن ذلك جائر، ويجوز أيضاً لو قال بعض الأصفهانيين أو بعض الشيرازيين لديهم العيب الكذائي))(21).

7- ((ولكن إذا قال: كل الأصفهانيين أو كل الشيرازيين لديهم العيب الكذائي فلا شك في حرمة ذلك، بل هو ظاهر في غيبة تمام أهل المدينة))(22).

8- ((كما يحرم على الإنسان سوء القول في المؤمن وأن يحدث غيره بلسانه بمساوي الغير كذلك يحرم عليه سوء الظن وأن يحدث نفسه بذلك، والمراد من سوء الظن المحرم عقد القلب وحكمه عليه بالسوء من غير يقين))(23).

9- ((وأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه كما أنّ الشك أيضاً معفو عنه))(24).

10- ((يظهر من الأخبار المستفيضة وجوب رد الغيبة))(25).

11- ((الظاهر أنّ الرد غير النهي عن الغيبة(26)، والمراد به الانتصار للغائب بما يناسب تلك الغيبة، فإن كان عيباً دنيوياً انتصر لـه بأن العيب ليس إلا ما عاب الله به من المعاصي التي من أكبرها ذكرك أخاك بما لم يعبه الله به، وإن كان عيباً دينياً وجهه بمحامل تخرجه عن المعصية، فإن لم يقبل التوجيه انتصر لـه بأن المؤمن قد يبتلى بالمعصية فينبغى أن تستغفر لـه وتهتم لـه، لا أن تعيّر عليه، وأن تعييرك إيّاه لعله أعظم عند الله من معصيته ونحو ذلك))(27).

ملاحظة: هذه الوجوه التي ذكرها الشيخ الانصاري (قده) هنا انما تكون فيما لو كان المغتاب مؤمناً ولم يكن من الموارد المستثناة كأن يكون المغتاب فاسقاً، فتأمل.

12- ((إذا سمع أحد مغتاباً لآخر، وهو لا يعلم استحقاق المقول عنه للغيبة ولا عدمه ما لم يعلم فساده، لأنّ ردعه يستلزم انتهاك حرمته، وهو أحد المُحرّمين.

والأولى التنبيه على ذلك إلا أن يتحقق المخرج منه لعموم الأدلة، وترك الإستفصال فيها وهو دليل إرادة العموم حذراً من الإغراء بالجهل ولأن ذلك لو تم لتمشى فيمن تعلم عدم استحقاق المقول عنه بالنسبة إلى السامع لإحتمال إطلاع القائل على ما يوجب تسويغ مقاله وهو يهدم قاعدة النهي عن الغيبة، وهذا الفرد يستثنى من جهة سماع الغيبة))(28).

13- ((لا فرق بين غيبة الصغير والكبير، والحي والميت، والذكر والانثى، وليكن الاستغفار والدعاء لـه على حسب ما يليق بحاله، فيدعو للصغير بالهداية، وللميت بالرحمة والمغفرة ونحو ذلك))(29).

14- ((الظاهر دخول الصبي المميز المدرك للحسن والقبح المتأثر عند ذكر معايبه فيها))(30)، أي في الغيبة.

15- ((لا بأس بذكر الأمور التي هي من مقتضيات الصباوة بحيث لا تعد من العيوب والمساوي، كاللعب بالجوز والكعب والكرة ونحوها))(31).

16- ((أما الصبيان أو المجانين غير المميزين فلا شبهة في جواز اغتيابهم، لأن الامور الصادرة منهم لا تعد عيباً حتى يكون ذكرها كشفاً لما ستره الله عليهم))(32).

17- ((إن ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن، فيجوز اغتياب المخالف ))(33).

18- ((قد يطلق الإغتياب على ((البهتان)) وهو أن يُقال في شخص ما ليس فيه، وهو أغلظ تحريماً من الغيبة، ويمكن القول بتعدد العقاب من جهة كل من العنوانين والمركب))(34).

19- ((لا يسقط الحق بإباحة الإنسان عرضه للنّاس؛ لأنه عفو عمّا لم يجب، وقد صرّح الفقهاء بأن من أباح قذف نفسه لم يسقط حقّه من حدِِّه))(35).

20- ((يُستحب للمستعذر إليه قبول العذر والمحالّة استحباباً مؤكداً))(36).

ملاحظة:

هذه أهم المسائل التي تذكر في أحكام الغيبة كما أنه قد يكون في بعض هذه المسائل خلاف بين الفقهاء، فمن أراد التوسع أكثر مع الإلمام بالمسائل المختلف فيها، عليه بمراجعة الكتب الفقهيّة والمعتبرة للإطلاع أكثر فأكثر.

 

الفصل الخامس: دراسة آثار الغيبة على الفرد والمجتمع، وما قد تؤدي إليه من آفات وأضرار، وما قد تفرزه من مساوئ:

من الواضح لكل ذي عقل راجح أنّ لهذه الآفة المهلكة (الغيبة) مساوئ وأضرار لو قدّر لها أن تستمر لجثت على جسد المجتمع الاسلامي لقطع عنقه وفصل عروقه وتمزيق أحشائه، ومن هنا نحاول في هذا الفصل إحصاء بعض مساوئ هذا الداء العضال مع دراسة بعض المفاهيم التي قد يكون لها مدخليّة في هذا المفهوم أو قد تكون قريبة منه مع الإختصار قدر الإمكان، ومن هنا يوجد لدينا مبحثان:

المبحث الأول: آثار الغيبة على الفرد والمجتمع وافرازاتها:

أولاً: آثار الغيبة على الصعيد الفردي وإفرازاتها:

1- تساهم هذه الرذيلة بشكل فعّال في اسقاط شخصيّة فاعلها وتحطيمها، بل إنّ هذه الشخصية تصبح ممقوتةً في المجتمع ومكروهة، حيث ان الناس يكرهون مثل هذه الشخصيات؟ لأن من يتكلم أمامهم بعيوب الناس ومساوئهم بلا حدود ولا حواجز سوف لن يوقفه أيُ حاجز عن ذكر معايبهم في ظهر غيبهم.

2- إن الشخص المبتلى بهذا الداء الخطير سوف تنعكس آثار هذا المرض على واقعه النفسي بشكل كبير، وبالتالي سوف تتولد لديه رذائل أخرى ليست أقل خطورة من هذه الرذيلة، ومن هذه الرذائل ((الحسد)) و ((البغضاء)) وغيرهما من الأمور التي تقضي على صاحبها قبل أن ينال من الآخرين شيئاً، وذلك لأن من يرتكب هذه المعصية يستشعر في نفسه النقص خصوصاً  إذا لم يجد تجاوباً من السامع، فيحقد عليه ويُضمر هذه الواقعة في نفسه، ويتنامى هذا الحقد ليولد حسداً تجاه ذلك الشخص الذي حاول أن ينزه نفسه عن الوقوع في المعصية، وبذلك تشتعل النيران في أعماق وجود المغتاب قبل أن تقذف بلهبها على الآخرين.

3- إنّ آثار الغيبة على المستوى الشخصي لا تقتصر على اسقاط الشخصيته أو توليد الرذائل الأخرى بل تتعدى كل ذلك لتؤثر على علاقة الإنسان بربه، فتساهم بشكل فعّال في إبعاد هذا الشخص روحيّاً عن الله تبارك وتعالى، وما ذلك إلا لسيطرة المعاصي والآثام على قلب المغتاب واستحكامها وبذلك تتولد لديه الجرأة على إرتكاب المعاصي والإنغماس فيها فتجره إلى الهلاك الأبدي والبعد عن ساحة القدس الإلهي.

4- ((ينبغي أن يعلم المغتاب أن الغيبة تحبط حسناته وتزيد في سيئاته، لما ثبت من الأخبار الكثيرة: ان الغيبة تنقل حسنات يوم القيامة إلى من اغتابه، وإن لم تكن لـه حسنة نقل إليه من سيئاته، قال رسول الله(ص) ((يؤتى بأحدكم يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله تعالى، ويدفع إليه كتابه، فلا يرى حسناته، فيقول: الهي ليس هذا كتابي، فإني لا أرى فيه طاعتي، فيقول لـه: إنّ ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس. ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه، فيرى فيه طاعات كثيرة، فيقول: إلهي ما هذا كتابي، فإني ما عملت هذه الطاعات، فيقول لـه: إنّ فلاناً اغتابك فدفعت حسناته إليك)) وفي معناه أخبار أخر))(37).

ثانياً: آثار الغيبة على الصعيد الإجتماعي وافرازاتها:

1- ((ترسيخ جذور الفساد في المجتمع، وغرس النفاق فيه))(38)، ((فمن مساوئها: أنها تبذر سموم البغضة والفرقة في صفوف المسلمين فتعكر صفو المحبة، وتفصم عرى الصداقة، وتقطع وشائج القرابة))(39)، فالغيبة تساهم بشكل أساسي في إشاعة الأجواء المشحونة بالتباغض بين أفراد المجتمع.

2- ((ضعضعة وحدة المجتمع وتضامنه، ووهن أساس الديانة، وفي النهاية تزداد في المجتمع القبائح والفساد))(40)، فإنتشار الغيبة لـه أثر كبير في تفكيك المجتمعات حيث أنه تنعدم الثقة بين أفراد المجتمع وخصوصاً إذا طالت القيادات الفاعلة في المجتمع، حيث أنهم يمثلون اللبنة الأساسية للحركة الاجتماعية، فإذا ما تم تشويه صورتهم أمام الناس قضى على روح الثقة الكبيرة التي تعطى إليهم وبالتالي تهتز اللبنات الأساسية للحركة الاجتماعية مما يؤذن بإنهيار المجتمع والعمل الإجتماعي.

3- إن انتشار الغيبة في مجتمع ما، وما يستتبعه من وهن وضعف لذلك المجتمع يجعل المجتمع فريسةً سهلة للإشاعات المغرضة التي تبثها مراكز الإرهاب الحكوميّة والعالمية لإلهاء المجتمع عن قضاياه الأساسية والمصيرية.

4- إن شيوع هذه الظاهرة الخطيرة وتفشيها في المجتمع يعمل على هتك قدسية ذلك المجتمع نفسه، حيث أن تداول المعاصي والتحدث بها وتردد ذكرها في مختلف المحافل على ألسن مختلفةٍ يجعل المجتمع يتهاون بالمعاصي، وبالتالي تغيب الغيرة الإسلامية التي تدفع بالمؤمن إلى إنكار المنكر وإحقاق الحق، حيث أن المجتمع قد تعوّد على ذلك، أي أنّه قد تخدر بالواقع السئ، فلم يعد أفراد المجتمع يبصرون المعنى الحقيقي للعاصي، ولذلك لن يتهيبوا منها.

5- إن ظاهرة الغيبة قد تتعدى بآثارها السلبية إلى حدودٍ اكبر من تفكيك المجتمع وأعمق، حيث أنها قد تساهم في تحويل أجهزة المخابرات الحكومية والعالمية بوجبات دسمة من الأسرار والمعلومات مجاناً، حيث أن تناقل العيوب والمساوئ وشياعها في الوسط الإجتماعي يوصل الكثير من المعلومات إلى أسماع المخابرات العالميّة بكل سهولة من دون بذل أدنى جهد.

 

المبحث الثاني: المفاهيم التي ترتبط بمفهوم الغيبة والتي قد يكون بينها وبين الغيبة ارتباطاً وثيقاً:

في هذا المبحث نتناول بعض المفاهيم التي قد يكون لها ارتباط وثيق بالغيبة مما يؤدي إلى الخلط بين تلك المفاهيم والغيبة أو عدم التفريق بين المفاهيم تمييزاً دقيقاً، وفي الحقيقة عندما نمعن النظر في جميع تلك المفاهيم نلاحظ أنّ حرمة أغلبها إن لم نقل جميعها نابعة منه مفهوم واحد، ألا وهو مفهوم هتك حرمة المؤمن، فقد أولى الإسلام أهمية بالغة للمؤمن فهو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الإسلامي، ومن هنا سعت الشريعة المقدسة للحفاظ على دمه ومالـه وعرضه، والذي يهمنا في المقام و الأمر الأخير وهو عرض المؤمن، ومن هنا لابد أن يتضح مفهوم هتك عرض المؤمن قبل الشروع في بيان بقية المفاهيم التي قد تكون نابعة من مفهوم هتك عرض المؤمن.

مفهوم هتك عرض المؤمن:

((الهتك: خرق الستر عمّا وراءه، والإسم الهتكة، بالضم، والهتيكة: الفضيحة)): ((والهتك: أن تجذب ستراً فتقطعه من موضعه أو تشق من طائفة يرى ما وراءه، ولذلك يقال: هتك الله ستر الفاجر))(41).

((وعرض الرجل حسبه، وقيل نفسه، وقيل خليقته المحمودة، وقيل ما يمدح به ويذم. وفي الحديث: إن أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا))(42).

ومما تقدم يمكن أن يقال ما يلي:

إن العرض هو كل ما يمدح ويذم من الإنسان فيشمل عمله ووصفه وأخلاقه ونفسه وكل من يلزمه أمره من اخوة وأقارب وما شاكل ذلك.

إن الهتك هو إزالة الغطاء وكشفه ليبدو ما تحته وليتضح ما استتر.

وبعد أن اتضح مفهوم الغيبة ومفهوم هتك حرمة المؤمن نشرع في بيان بعض المفاهيم القريبة من هذين المفهومين مع الإختصار قدر الإمكان كمايلي:

1- النميمة: ((وهي نقل قول الغير إلى المقول فيه كما تقول فلان تكلّم فيك بكذا وكذا سواء كان نقل ذلك بالقول والكتابة والإشارة والرمز وكان ذلك النقل كثيراً ما يكون متعلّقه نقصاناً أو عيباً في المحكي عنه موجباً لكراهته لـه وإعراضه عنه وكان ذلك راجعاً إلى الغيبة أيضاً فجمع بين معصيته الغيبة والنميمة))(43).

2- كلام ذي اللسانين: ((الذي يتردد بين المتخاصمين ونحوهما ويكلم كل واحد منهما بكلام يوافقه فإن ذلك مع ما ورد فيه من النهي الخاص يرجع إلى الغيبة بوجه ما وإلى النميمة بوجه آخر بل هو شر أقسام النميمة))(44).

3- الحسد: ((وهو كراهة النعمة على الغير ومحبة زوالها على المنعم عليه وهو مع كونه من المحرمات الخاصة والمعاصي الكبيرة يرجع إلى الغيبة القلبية بوجه، لأنه حكم على القلب بشيء يتعلق بالغير يكرهه لو سمعه أشد كراهة وأبلغها فيجمع بين معصيتين، الحسد والغيبة))(45).

4- السخرية والاستهزاء: ((وهو محاكاة أقوال الناس أو أفعالهم أو صفاتهم وخلقهم، قولاً وفعلاً، إيماءاً وإشارةً، على وجه يضحك منه، وهو لا ينفك عن الإيذاء والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص))(46)؛ ولذا يدخل في هذا المورد إذلال المؤمن واحتقاره.

5- البهتان: وهو ((أن تقول في مسلم ما يكرهه ولم يكن فيه، فإن كان ذلك في غيبته كان كذباً وغيبة، وإن كان بحضوره كان أشد أنواع الكذب، وعلى أي تقدير فهو أشد إثماً من الغيبة والكذب))(47).

6- السب والطعن: ((وهو نسبة الأمور القبيحة للمؤمن، ونداؤه بكلمات نابية))(48).

7- تعنيف المؤمن وذمه: عن الإمام الباقر والإمام الصادق (ص): ((أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخى الرجل على الدين فيُحصي عليه عثراته وزلاّته ليعنّفه بها يوماً ما))(49).

8- هجاء المؤمن بالشعر أو النثر

9- إيذاء المؤمن: قال تعالى: {  وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}(50).

10- التجسس: قال تعالى في سورة الحجرات: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(51).

وهنا لابد من بيان أمرين:

أ- الفرق بين الغيبة والتجسس: ((ان الغيبة هي اظهار عيب الغير للغير أو التوصل إلى الظهور عليه من طريق نقل الغير، والتجسس هو التوصل إلى العلم بعيب الغير من طريق تتبع آثاره))(52).

ب- الفرق بين التجسس والتحسس:

إن لفظي التجسس والتحسس شديدا التشابه من جهتين:

الجهة الأولى: التشابه اللفظي: فهما لفظان لهما وزن واحد وحروف متشابهة حيث ان الاختلاف بينهما ينحصر في حرف واحد، فأحدهما بالجيم والآخر بالحاء.

الجهة الثانية: التشابه من جهة المعنى، حيث أن هناك نوعاً من التشابه بين كلا المعنيين، ولذلك فإن الفرق بينهما دقيق جداً قد لا يدركه الناظر لأول وهلة والفرق بينهما أنّ ((التجسس بالجيم تتبع ما استتر من أمور الناس للإطلاع عليها، ومثله التحسس بالحاء المهملة إلا أنّ التجسس بالجيم يستعمل في الشر، والتحسس بالحاء يُستعمل في الخير))(53).

ونتيجةً لهذا التشابه بين اللفظين والمعنيين فقد يقع الخلط بينهما أحياناً، ونحن هنا سنحاول أن نذكر أمثلةً لكل منهما، فمن أمثله التجسس:

1- التنصت على الجار لمعرفة خصائصه العائلية التي لا يرغب في كشفها.

2- التنصت على المؤمنين لكشف أسرارهم وإعطائها للظالمين.

3- تتبع عورات المؤمنين وعثراتهم للإستهزاء بهم من خلالها، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(54).

4- مراقبة المؤمن ورصده للتعرف على خصائصه بهدف إشباع الفضول.

ومن أمثله التحسس:

1- تتبع أقوال الجيران وذوي القربى وغيرهم وما ينقصهم من مؤن وأموال لسد احتياجاتهم ومساعدتهم ومواساتهم.

2- الترصد لأصحاب البدع ورؤوس الفساد في المجتمع ومراقبة مخططاتهم من أجل إفشالها وإحباطها.

3- تتبع ومراقبة الخونة وأعوان السلطان الجائر من أجل كشفهم للمؤمنين وإبطال مخططاتهم.

4- التأمل في التصرفات والأعمال الظاهرة للطبقات المؤثرة في المجتمع كالعلماء والشباب المؤمن والتجار وغيرهم من أجل تقييمهم واستخراج الأكفأ منهم وتقديمه للمجتمع، ومعرفة غير الكفوء منهم، وإعطاؤه ما يناسبه من موقع لا يزيد على حجمه، فلو شخصت الأمة العناصر الصالحة والكفوءة والمقتدرة في العلماء والشباب الرسالي والتجار وغيرهم في حالة الرفاه، لشقت أمواج البحر والعواصف العاصفة بالأمة بكل سهولة ويسر في حالة الشدة والفاقة.

الفصل السادس: فيما ورد في الغيبة من الروايات:

تطرقت الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عن الغيبة إلى عدة نواحي، فبعضها جاء في مقام النهي عن الغيبة وبعضها جاء لبيان العاقبة منها، وبعضها جاء مفسراً لمعنى الغيبة أو مبيناً لأقسامها، وبعضها جاء لبيان من يحرم اغتيابه ومن يجوز اغتيابه... إلخ، ونحن هنا نذكر بعض الروايات إتماماً للفائدة حتى تكون كلمات آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين هي مسك الختام، وإليكم الروايات كما يلي:

1- قال رسول الله(ص) : ((مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم، فقلت: ياجبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم))(55).

2- قال رسول الله(ص) : ((الغيبة أشد من الزنا، قيل: وكيف؟ قال: الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر لـه حتى يغفر لـه صاحبه))(56).

3- قال الرسول الأعظم(ص) : ((من اغتاب مسلماً أو مسلمة لم يقبل الله صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليله إلا أن يغفر لـه صاحبه))(57).

4- قال رسول الأكرم(ص) : ((إنّ الرجل ليؤتى كتابه منشوراً فيقول: يا ربِِّ فأين حسنات كذا وكذا عملتها ليست في صحيفتي؟! فيقول: محيت باغتيابك النّاس))(58).

5- قال رسول الله(ص) : ((من ردّ عن أخيه غيبة سمعها في مجلس، ردّ الله عزّ وجلّ عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فإن لم يردّ عنه وأعجبه كان عليه كوز من اغتاب))(59).

6- روي: ((أنّ رجلاً مرّ على قومٍ في عصر النبي (ص)، فلمّا جاوزهم، قال رجل منهم: إني ابغض هذا الرجل لله، فقال القوم: والله لبئس ما قلت!

وإنّا نخبره بذلك، فأخبروه به، فأتى الرجل رسول الله (ص)، وحكى لـه ما قال وسأله أن يدعوه، فدعاه، وسأله عمّا قال في حقه، فقال: نعم! قد قلت ذلك.

فقال رسول الله(ص): ولم يبغضه؟ فقال: أنا جاره وأنا به خبير، والله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه المكتوبة! فقال: يا رسول الله، فاسأله هل رآني أخرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها والركوع والسجود؟

فسأله، فقال: لا!، فقال والله ما رأيته يصوم شهراً قط إلا هذا الشهر الذي يصومه كل بر وفاجر! قال: فاسأله يا رسول الله هل رآني أفطرت فيه أو نقصت من حقه شيئاً؟ فسأله فقال: لا، فقال والله ما رأيته يعطي سائلاً قط ولا مسكيناً، ولا رأيته ينفق من ماله شيئاً في سبيل الخير إلا هذه الزكاة التي يؤديها البر والفاجر! قال: فاسأله هل رآني نقصت منها شيئاً أو ماكست فيها طالبها الذي يسألها؟ فسأله فقال: لا! فقال رسول الله(ص) للرجل: قم، فلعله خير منك))(60).

7- قال امير المؤمنين(ع) : ((لا تعوِّد نفسك الغيبة، فإنّ معتادها عظيم الجرم))(61).

8- قال الإمام الصادق(ع) : ((لا تغتب فتُغتب، ولا تحفر لأخيك حفرةً فتقع فيها، فإنّك كما تدين تدان))(62).

9 - ((قال الإمام الصادق(ع) : قال رجل لعلي بن الحسين(ع) : إنّ فلاناً ينسبك إلى أنّك ضال مبتدع، فقال لـه علي بن الحسين (ع) : ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حيث أبلغتني عن أخي ما لست أعلمه! إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار، وأعلم أنّ مَن أكثر من ذكر عيوب النّاس شهد عليه الاكثار أنّه إنما يطلبها بقدر ما فيه))(63).

10- قال الإمام الصادق(ع) : ((لا تدع اليقين بالشك، والمكشوف بالخفي، ولا تحكم على ما لم تره بما يُروى لك عنه، وقد عظم الله عزّ وجل أمر الغيبة وسوء الظن بإخوانك المؤمنين))(64).

11- قال الإمام الصادق(ع) : ((من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس. أخرجه الله عزّ وجل من ولايته إلى ولاية الشيطان))(65).

وفي الختام نسأل الله أن لا نكون ممن تنطبق عليهم الآية المباركة:

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}(66) والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والحمد لله رب العالمين.

تم الفراغ من مسودة هذا الكتيب في يوم الخميس 26 رجب لعام 1418هـ. ق الموافق 27-11- 1997م بيد العبد الجاني عبد الله الدقاق البحراني، كما تم الفراغ من تبييض المسودة في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا من يوم الجمعة 17 شهر رمضان المبارك لسنة 1418هـ الموافق 16-1- 1998م بيد العبد المحتاج إلى رحمة ربه، وفقه الله للعلم والعمل وجعل خاتمته خير خاتمة، إنه خير موفق ومعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

 

* الهوامش:

(1)  أخلاق أهل البيت ص223.

(2)  مصباح الشريعة ص21.

(3)  الأربعون حديثاً ص293.

(4) مشكاة الأنوار ص174.

(5)  راجع كتاب ((الأربعون حديثاً)) ص290

(6)  مصباح الشريعة ص205.

(7)  مشكاة الأنوار ص190.

(8)  جامع السعادات ج2 ص207.

(9)  الأربعون حديثاً ص293، كما أنّ على من يريد الاطلاع على المزيد من بحث علاج الغيبة مراجعة مايلي: كشف الريبة ص211، جامع السعادات ج2 ص207، المحجة البيضاء ج5 ص264.

(10) سورة آل عمران: 135.

(11) سورة النساء: 110.

(12)  المواهب في تحرير أحكام المكاسب ص506-508.

(13)  مصباح الفقاهة ج1 ص331.

(14)  هذا ما يستفاد من كلام الشهيد الثاني في كشف الريبة ص272 فراجع.

(15)  فراجع المكاسب للشيخ الأنصاري ص336، والمكاسب المحرمة للإمام الخميني ص315 والمكاسب المحرمة للشيخ الأراكي ص210، وقد أشرنا إلى رقم الصفحة في كتابي ((مصباح الفقاهة)) و((المواهب)) في التعليقتين السابقتين.

(16)  الأربعون حديثاً ص283.

(17)  إرشاد الطالب ص207.

(18)  المكاسب للشيخ الأنصاري ص263.

(19) الذنوب الكبيرة ج2 ص270-271.

(20)  الذنوب الكبيرة ج2 ص270-271.

(21)  الذنوب الكبيرة ج2 ص270-271.

(22) الذنوب الكبيرة ج2 ص270-271.

(23)  كشف الريبة ص200-201.

(24)  كشف الريبة ص200-201.

(25)  المكاسب للشيخ الأنصاري ص361.

(26)  قال الشيخ السبحاني في المواهب ص556: ((واما كون الرد غير النهي، فلأن المراد من الرد رد القول، والمراد من نهي القائل التكلم في غياب الأخ)).

(27) المكاسب للشيخ الأنصاري ص363.

(28)  كشف الريبة ص225-226، كما نقل كلامه الشيخ الأنصاري في المكاسب ص359-360، والشيخ جواد النيريزي في إرشاد الطالب ج1 ص208، ثم علّقا عليه، فراجع.

(29)  كشف الريبة ص274، وسيأتي في المسألة التالية اشتراط كون الصبي مميزاً، والكبير عاقلاً في تحقق حرمة الغيبة.

(30)  المكاسب المحرمة للإمام الخميني ص252.

(31) مصباح الفقاهة ج1 ص325.

(32)  مصباح الفقاهة ج1 ص325.

(33)  المكاسب للشيخ الأنصاري ص319.

(34)  المكاسب للشيخ الأنصاري ص364.

(35)  كشف الريبة ص274-275.

(36)  كشف الريبة ص273.

(37)  جامع السعادات ج2 ص306، كما يُرجع إلى ميزان الحكمة ج3 ص233.

(38)  الأربعون حديثاً ص289.

(39)  أخلاق أهل البيت ص225

(40)  الأربعون حديثاً ص289.

(41)  راجع لسان العرب ج15 ص26.

(42)راجع لسان العرب ج9 ص140.

(43) كشف الريبة ص228-229.

(44)  كشف الريبة ص228-229.

(45)  كشف الريبة ص229-230، ومن أراد التفصيل في الأمور الثلاثة فليرجع إلى الكتاب المذكور.

(46)  جامع السعادات ج2 ص287.

(47)  جامع السعادات ج2 ص215.

(48)  الذنوب الكبيرة ج2 ص286.

(49)  الذنوب الكبيرة ج2 ص291.

(50)  سورة الأحزاب آية 58.

(51)  سورة الحجرات آية 12.

(52)  راجع الميزان في تفسير القرآن ج18 ص325.

(53)  راجع الميزان في تفسير القرآن ج18 ص323.

(54)  سورة النور آية 19.

(55)  ميزان الحكمة ج3 ص2328.

(56)  ميزان الحكمة ج3 ص2329.

(57)  ميزان الحكمة ج3 ص2330.

(58)  ميزان الحكمه ج3 ص2330-2331.

(59)  ميزان الحكمة ج3 ص2339.

(60)  جامع السعادات ج2 ص301.

(61)  ميزان الحكمة ج3 ص2328.

(62)  ميزان الحكمة ج3 ص2328.

(63)  ميزان الحكمة ج3 ص2329.

(64)  ميزان الحكمة ج3 ص2330.

(65)  ميزان الحكمة ج3 ص2331

(66) سورة الكهف: 103- 104.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا