الصداقة بين الجنسين

الصداقة بين الجنسين

أقحمت تقنيات الاتصال الحديثة شباب اليوم وشاباته في لجج العاطفة والهيجان من غير مقدمات، وولّدت معها مفاهيم الحب والصداقة، ثم قسّمت الحب إلى حبّين؛ حبٍّ عذري بريء، وحبّ آخر غير بريء.

وليست هذه العلاقات والتي طفحت بها بيوتات الأمة سرّاً يذاع، فالرغبة الجامحة عند أطراف هذه الصداقة ألقت بنداءاتها المستنجدة إلى كل الأطراف، ولك أن تتصور حجم هذه المسائل المتلقاة من قبل مكاتب الفقهاء تبحث حول المنقذ من هذه الضغوط النفسية.

وإذا ما راجعت بعض المختصين والدارسين لمثل هذه العلاقات الاجتماعية فقد لا تجد لديه تلك الكمية المعتد بها من العلاقات الناجحة والمستمرة على شبكات الاتصالات، بينما تجد لديه قائمة من العلاقات التي انقطعت من غير استئذان عندما تحصل على ما يأمّن حاجتها العاطفية، ويسدّ رغبتها الشهوية، بل تجد قائمة أطول من الضحايا، ولاسيما الفتيات، وقائمة أخرى من المطلَّقات، أو المطَلِّقات وهذا أسوأ حالاً، وإذا ما ازداد تفاقم هذه الحالات فحينها لابد أن يأتي ذلك اليوم الذي يُتَعقّلُ فيه الرأي الديني والمتمثل في روايات أهل البيت(ع) في مقام تحصين المرأة والرجل.

فأمام ازدحام الوجوه والمفاتن عند أعين الطرفين، والنغمات والوعود عند مسمع الطرفين، تكثر المشاكل الأسرية، وتتفاقم قضايا الطلاق، وإن الرجل إن أمكنه سدّ هذه الثغرة عن طريق تعدد الزوجات، إلا أن المرأة لا تجد سبيلا إلا الفرار من زوجها وطلب الطلاق، أو أن تقع في الفاحشة وقد استشرت بأبشع صورها.

وأمام كل هذه الأمور يقف الحكم الشرعي من غير أن يغيّر المعادلة كثيرا، ولسنا في هذا المقام من المحاربين للظاهر الشرعي بدعوى توفير البدائل.. نعم نحن مع توفير البدائل، ولكن يبقى الشرع هو سيد الموقف سواء وجد البديل أم لم يوجد، ولا يعقل تعطيل الشرع حتى تولد البدائل.

إلا أن المهم في نهاية المطاف هو تحسّس هذه الحاجة العاطفية الجامحة، وتعرّف حاجتها، وتلبيتها وفقا لبرامج التزويج المدروسة وبالطرق المشروعة.

وفي اليوم الذي يكون فيه الزواج ميسّرا ومذلّل العقبات، ستزول فيه كثير من هذه المفاهيم الموهومة، وستغلق ملفّات الاستفتاء التي لا تبحث عن الحكم، بل تبحث عن المنقذ، والمنقذ هو تصحيح بعض الأعراف المعيقة للزواج الشرعي، وتصدّر برامج التزويج المستقطِبة لهذا الجمهور المؤمن، كما هو شعار مجلسنا العلمائي في البحرين لهذا العام.


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا