التوقيع المنسوب للإمام العسكري (ع)

التوقيع المنسوب للإمام العسكري (ع)

يعثر الباحث على الكثير من المصادر الّتي تنسب للإمام العسكريّ(ع) توقيعاً كتبه إلى الشيخ الجليل الثقة عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ، والد شيخنا الصدوق(رحمهما الله)، وكان هذا التوقيع يثير في ذهني العديد من التساؤلات الّتي لم أملك جواباً لها، وكنت أتحيّن الفرصة للبحث والتحقيق حوله، وها هي الفرصة تسنح لكتابة هذه الصفحات القليلة علّها تكون وافيةً بالمراد.

ترجمة ابن بابويه:

لا بدّ من تسليط الضوء على شخصيّة عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ كمدخلٍ أساسيٍّ للبحث؛ لما للتّعرّف على شخصيته من أثرٍ على نتيجة البحث، ولهذا نقول:

هو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ، قال عنه الشيخ في الفهرست: «كان فقيهاً جليلاً ثقةً، وله كتبٌ كثيرةٌ منها: كتاب...»(1)، وعدّه في كتاب الرجال فيمن لم يروِ عنهم(ع)(2)، وقال عنه النجاشيّ: «أبو الحسن، شيخ القمّيّين في عصره، ومتقدّمهم، وفقيههم، وثقتهم، كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روحٍ(ره)، وسأله مسائل ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد عليّ بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعةً إلى الصاحب(ع)، ويسأله فيها الولد، فكتب إليه: قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيّرين، فوُلِدَ له أبو جعفر وأبو عبد الله من أمّ ولدٍ، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول: سمعتُ أبا جعفر يقول: أنا وُلِدْتُ بدعوة صاحب الأمر(ع). ويفتخر بذلك،...ومات عليّ بن الحسين سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائةٍ، وهي السنة الّتي تناثرتْ فيها النجوم، وقال جماعةٌ من أصحابنا: سمعنا أصحابنا يقولون: كنَّا عند أبي الحسن عليّ بن محمّد السمريّ(ره) فقال: رحم الله عليّ بن الحسين بن بابويه. فقيل له: هو حيٌّ. فقال: إنّه مات في يومنا هذا. فكُتِب اليوم، فجاء الخبر بأنّه مات فيه»(3).

ونقل الشيخ الطوسي عن جماعةٍ من مشايخ أهل قمّ «أنّ عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه كانتْ تحته بنت عمّه محمّد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولداً، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روحٍ(رض) أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولاداً فقهاء، فجاء الجواب: إنّك لا تُرزق من هذه، وستملك جاريةً ديلميّةً وتُرزق منها ولدين فقيهين»(4).

وهذه القصّة نقلها الشيخ الصدوق أيضاً في كتاب (كمال الدين) حيث قال: «وحدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود(رض) قال: سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه(رض) بعد موت محمّد بن عثمان العمريّ(رض) أن أسأل أبا القاسم الروحيّ أن يسأل مولانا صاحب الزمان(ع) أن يدعو الله أن يرزقه ولداً ذكراً. قال: فسألتُه، فأنهى ذلك، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعليّ بن الحسين، وأنّه سيولد له ولدٌ مباركٌ ينفع اللهُ به وبعده أولادٌ، قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود(رض): وسألتُه في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولداً ذكراً فلم يجبني إليه. وقال: ليس إلى هذا سبيلٌ. قال: فولد لعليّ بن الحسين(رض) محمّد بن عليٍّ وبعده أولادٌ، ولم يولد لي شيءٌ. قال مصنّف هذا الكتاب(رض): كان أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود(رض) كثيراً ما يقول لي إذا رآني أختلفُ إلى مجلس شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رض)، وأرغبُ في كَتْبِ العلم وحفظه: ليس بعجبٍ أن تكون لك هذه الرغبة في العلم، وأنت وُلِدْتَ بدعاء الإمام(ع)»(5).

وكان عليّ بن الحسين بن بابويه من مشايخ الحديث، وقد روى عن جملةٍ من أعلام الحديث، منهم:

1) أحمد بن إدريس(6).

2) الحسين بن محمّد بن عامر(7).

3) سعد بن عبد الله الأشعريّ(8).

4) عبد الله بن جعفر الحميريّ(9).

5) عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ(10).

6) عليّ بن الحسين السعدآباديّ(11).

7) محمّد بن الحسن الصفّار(12).

8) محمّد بن يحيى العطّار(13).

كما روى عنه عدّةٌ من الرواة الأجلاّء منهم:

1) جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ المتوفىّ سنة 367هـ(14).

2) الحسين بن عليّ بن الحسين بن بابويه، (ولده الأصغر)(15).

3) محمّد بن أحمد بن داود بن عليّ القمّيّ المتوفىّ سنة 368هـ(16).

4) محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، (ولده الأكبر) المتوفىّ سنة 381هـ(17).

5) هارون بن موسى التلّعكبري المتوفىّ سنة 385هـ(18).

وله مصنّفاتٌ كثيرةٌ ذكر عدداً منها الشيخ والنجاشيّ(19)، ونقل ابن النديم عن خطّ الشيخ الصدوق أنّ عدد كتب الصدوق 18 كتاباً، وعدد كتب أبيه 200كتاب(20)، أمّا وفاته فالمشهور أنهّا كانتْ سنة 329هـ، وقيل سنة 328هـ.

التوقيع في المصادر:

بحسب تتبّعنا في المصادر فإنّ أوّل من أشار لهذا التوقيع هو الشيخ محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندرانيّ(توفيّ سنة 588هـ) في كتابه (مناقب آل أبي طالب)، فقد جاء فيه: وممّا كتب(ع) إلى أبي الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ:

«اعتصمتُ بحبل الله، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، والجنّة للموحّدين، والنار للملحدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمّدٍ وعترته الطاهرين.

منها: عليك بالصبر وانتظار الفرج، قال النبيّ(ص): «أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج. ولا يزال شيعتنا في حزنٍ حتّى يظهر ولدي الّذي بشر به النبيّ(ص)، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ جوراً وظلماً، فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن عليّ، وأْمُرْ جميع شيعتي بالصبر؛ فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمّدٍ وآله»(21).

ويظهر من قوله: «ومنها: عليك بالصبر...» أنّه لم ينقل نصّ التوقيع كاملاً، وإنمّا نقل منه بعض الفقرات الّتي اختارها، وبحسب المصادر الّتي بأيدينا لم نعثر على من نقل التوقيع كاملاً قبل القرن الحادي عشر الهجريّ، ثمّ ظهرتْ لنا عدّة مصادر تنقل النصّ كاملاً، فقد نقله القاضي نور الله التستريّ الشهيد(استشهد سنة 1019هـ)(22)، والشيخ أحمد بن عبد الرضا البصريّ(توفيّ سنة 1088هـ)(23)، والمحقّق الشيخ سليمان الماحوزيّ البحرانيّ(المتوفىّ سنة 1121هـ)(24)، والميرزا عبد الله الأفنديّ الأصفهانيّ(توفيّ سنة 1130هـ)(25)، وعلم الهدى ابن الفيض الكاشانيّ(كان حيّاً سنة 1112هـ)(26).

مصادر أخرى:

وهناك مصادر أخرى ادّعي أنهّا أوردتْ التوقيع، إلا أنّ نسخها الحالية خاليةٌ عنه، فمن تلك المصادر:

المصدر الأول: كتاب (الاحتجاج) للطبرسيّ، فقد نقل هذا التوقيع عن كتاب (الاحتجاج) عدّةٌ من الأعلام، وهم:

أ- المحدّث الشيخ يوسف البحراني(المتوفىّ سنة 1186هـ)، إذ نقل التوقيع كاملاً، وقال: «ونقل الشيخ أبو منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج وغيره ما خرج من الإمام العسكريّ(ع) من التوقيع الدالّ على عظم قدره عندهم..»(27).

ب- العلاّمة السيّد محمّد باقر الخونساري صاحب الروضات(توفيّ سنة1313هـ)، إذ نقل النصّ الكامل لهذا التوقيع، قائلاً: «التوقيع الّذي خرج إليه من حضرة مولانا الإمام العسكريّ(ع) بنقل صاحب الاحتجاج وغيره»(28).

ج- العلاّمة السيّد علي أصغر البروجرديّ(المتوفىّ سنة 1313هـ)، وقد نقل نصّ التوقيع كاملاً وقال: «نقل أحمد بن أبي طالب الطبرسيّ في كتاب (الاحتجاج) والقاضي نور الله في (مجالس المؤمنين) وغيرهما ما خرج من الإمام العسكريّ(ع) للشيخ الصدوق والد الصدوق من التوقيع»(29).

د- العلاّمة المحدّث الميرزا حسين النوريّ(توفيّ سنة 1320هـ)، وقد نقل نصّ التوقيع في خاتمة المستدرك، وقال: «وصورته على ما رواه الشيخ الطبرسيّ في (الاحتجاج)»(30).

وفي تعليقٍ منه على عبارة شيخه وأستاذه النوريّ المتقدّمة قال المحقّق الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ: «لا يوجد هذا التوقيع فيما بأيدينا من نسخ (الاحتجاج)»(31)، وما ذكره صحيحٌ؛ فالنسخ المطبوعة من كتاب (الاحتجاج) خاليةٌ عن هذا التوقيع، وإحدى تلك الطبعات قد قوبلتْ على أربع نسخٍ قديمةٍ كُتِبَتْ بأجمعها ما بين سنة1007هـ وسنة1093هـ، ولم نعثرْ على من نقل هذا التوقيع عن كتاب (الاحتجاج) قبل هؤلاء الأعلام الأربعة، حتّى أنّ العلاّمة المجلسيّ الّذي أورد أكثر روايات كتاب (الاحتجاج) في كتاب (البحار) لم ينقل هذا التوقيع عن (الاحتجاج)، وإنمّا نقل نصّه المختصر عن كتاب مناقب آل أبي طالبٍ(32).

والّذي يقوى في الظنّ أنّ الخطأ وقع بدايةً من قلم المحدّث البحرانيّ وتبعه عليه الآخرون من دون تمحيصٍ.

المصدر الثاني: كتاب (الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة) للشهيد الأوّل، فقد ادّعى الميرزا الأفنديّ أنّ الشهيد الأوّل أورد التوقيع في هذا الكتاب(33)، ولكنّ نسخة الكتاب المطبوعة والمحقّقة خاليةٌ من أيّ إشارةٍ لهذا التوقيع، وقد نبّه على ذلك الميرزا النوريّ(34)، وهذا الكتاب كان عند العلاّمة المجلسيّ (شيخ الميرزا الأفندي وأستاذه)، وقد نقل عنه كثيراً في البحار ومع ذلك لم ينقل عنه هذا التوقيع، مما يؤيد خلوه عنه.

النصّ الكامل للتوقيع:

هناك بعض الاختلاف بين المصادر في ضبط ألفاظ التوقيع، ونحن هنا سننقل نصه على ما نقله الميرزا النوريّ في خاتمة المستدرك، وسنشير في الهوامش إلى أهمّ موارد الاختلاف بين المصادر:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للموحّدين(35)، والنار للملحدين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمّدٍ وعترته الطاهرين(36).

أمّا بعد، أوصيك يا شيخي ومعتمدي وفقيهي(37) أبا الحسن عليّ بن الحسين ابن بابويه القمّيّ(38) ـ وفّقك الله لمرضاته، وجعل من ولدك أولاداً صالحين برحمته ـ بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنّه لا تُقْبَلُ الصلاة من مانعي الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظْم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان(39)، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر(40)، والحلم عند الجهل(41)، والتفقّه في الدين، والتثبّت في الأمور، والتعهّد للقرآن(42)، وحسن الخُلُق، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، قال الله(43):{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} واجتناب الفواحش كلّها.

وعليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل(44)؛ فإنّ النبيّ(ص) أوصى عليّاً(ع) فقال: يا عليّ عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل(45). ومن استخفّ بصلاة الليل فليس منّا، فاعمل بوصيّتي، وأْمُرْ جميع شيعتي بما أمرتُك به حتّى يعملوا عليه(46)، وعليك بالصبر وانتظار الفرج؛ فإنّ النبيّ(ص) قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج. ولا تزال شيعتنا في حزنٍ حتّى يظهر ولدي(47) الّذي بشّر به النبيّ(ص) حيث قال: إنّه(48) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً.

فاصبر ـ يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن(49) ـ وأْمُرْ جميع شيعتي بالصبر، فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء(50)، والعاقبة للمتّقين، والسلام عليك، وعلى جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته(51)، وحسبنا الله ونعم الوكيل(52)، نعم المولى ونعم النصير»(53).

سند التوقيع:

لم أعثرْ على من ذكر سنداً لهذا التوقيع، وقد عرفتَ أنّه لم يردْ في شيءٍ من المصادر القديمة سوى كتاب (مناقب آل أبي طالبٍ) لابن شهرآشوب، وقد أرسله فيه من دون تعرّضٍ للسند أصلاً، وكذا من جاء بعده من أعلام القرن الحادي عشر فإنهّم لم يشيروا إلى سند التوقيع من قريبٍ أو بعيدٍ.

وقد يدّعي البعض صحّة هذا التوقيع بتقريب أنّ ابن شهرآشوب نقل التوقيع جازماً به، حيث قال: «وممّا كتب(ع) إلى أبي الحسن عليّ بن الحسين...»، فهو نظير مراسيل الصدوق الجزميّة؛ إذ أنّه إنمّا حذف الأسانيد في كتابه بغية الاختصار كما صرّح بذلك في أوّله، لا لعدم وجود أسنادٍ عنده.

ولكن لا يخفى ضعف هذه الدعوى؛ وذلك لأنّ من قالوا بحجّيّة مراسيل الصدوق الجزميّة استندوا إلى دليلين:

الأوّل: العبارة الّتي أوردها الشيخ الصدوق في صدر كتابه حيث قال: «لم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدتُ إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته، وأعتقد فيه أنّه حجّةٌ بيني وبين ربّي...»(54).

والثاني: أنّ الشيخ الصدوق ـ المعروف بمنزلته العلميّة البارزة ودرايته بالحديث ـ استعمل أسلوبين في التعبير عن مراسيله، فتارةً نراه يعبّر بمثل: (قال النبيّ(ص)) أو: (قال الصادق(ع))، وتارةً أخرى يعبّر بـ(رُوِيَ عن الصادق(ع))، وهذا يعني أنّه أحرز صدور الحديث وجزم به في الحالة الأولى دون الثانية كما هو ظاهر قوله: (قال الصادق(ع))، بخلاف (رُوِيَ عن الصادق(ع))؛ فإنه يتملّص فيه من مسؤوليّة الحديث، ولا شكّ أنّ أصالة الحسّ تقتضي أنّ إخباره حسّياً لا حدسيّاً، فيكون في قوّة الخبر المسند عن الثقات.

ومن الواضح أنّ الدليل الأول ـ أي عبارة الصدوق ـ لا يختصّ بمراسيله الجزميّة فيشمل غير الجزميّة أيضاً، بل ويعمّ جميع رواياته حتّى المسندة منها، نعم، هو مختصٌّ بما ورد في كتاب الفقيه دون بقيّة كتبه، على أنّ مثل هذه العبارة ـ على فرض تماميّة دلالتهاـ لم تتوفّر لابن شهرآشوب؛ إذ لم يتعهّد في كتابه بألاّ ينقل سوى ما يحكم بصحّته ويفتي به، وغاية ما ادّعاه وجود أسانيد لهذه الأخبار قام هو بحذفها، فهو يقول: «وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار، على متون الأخبار، وعدلت عن الإطالة والإكثار، والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها، لتخرج بذلك عن حدّ المراسيل وتلحق بباب المسندات»(55)، والعبارة واضحةٌ في عدم تضمّنها لأيّ دعوىً بصحّة النصوص المنقولة في الكتاب، وستأتي مناقشة دعواه شهرة النصوص وإشارته لرواتها وطرقها.

وأمّا الدليل الثاني فقد يجُاب عنه بعدّة وجوهٍ، منها:

الوجه الاول: أنّ أصالة الحسّ إنمّا تقتضي أن يكون إخباره بالصدور حسِّيّاً، أي أنّه سمع الخبر من الرواة ولم يستنبطه بحدسه، وأمّا أن يكون جزمه بالصدور حسِّيّاً فهذا ما لا يمكن إثباته بأصالة الحسّ بعد ملاحظة الفارق في معنى الصحيح بين القدماء والمتأخّرين، إذ أنّ الصحيح عند القدماء هو ما احتفّ بالقرائن الموجبة للوثوق، كاشتهاره أو وروده في بعض الأصول المعتمدة ونحو ذلك.

الوجه الثاني: أنّ القرائن الكثيرة تؤكّد أنّ تعبير الصدوق(ره) تارةً بـ(قال)، وتارةً أخرى بـ(رُوِيَ) ليست لنكتة الجزم بالصدور وعدمه، وإنمّا هي من باب التنويع والتفنّن في التعبير ليس إلاّ، وهذا الأمر بعينه آتٍ في ابن شهرآشوب، بل إنّ الحال مع ابن شهرآشوب أسهل؛ إذ أنّ كتابه ليس في الأحكام وإنمّا في المناقب الّتي يكثر التسامح والتساهل في نقلها.

الوجه الثالث: أنّ ابن شهرآشوب صرّح بعلة حذف الأسانيد حيث قال: «وحذفتُ أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها؛ لتخرج بذلك عن حدّ المراسيل وتلحق بباب المسندات»(56)، فهو يدّعي بأنّه حذف الأسانيد لشهرة النصوص، ولأنّه أشار إلى رواتها والمصادر الّتي أخذها منها وبذلك أخرجها من حدّ المراسيل وألحقها بباب المسندات، وهذا الكلام تامٌّ في نطاقٍ واسعٍ من النصوص الّتي أوردها في كتابه، ولكنّ مقداراً معتدّاً به من النصوص ليست كذلك؛ إذ يمكن دعوى الجزم بأنهّا ليست نصوصاً مشهورةً؛ حيث إنّ جملةً منها ممّا تفرّد به ولم ينقله غيره ـ كما أنّه لم يشر إلى رواتها أو المصدر الّذي نقل عنه، وهذا ما يوجب الاطمئنان بأنّه لم يفِ في ثنايا الكتاب بما التزم به في مقدّمته.

ولعلّه لأجل ما ذكرناه لم يقلْ أحدٌ من العلماء بحجّيّة مراسيل ابن شهرآشوب الجزميّة، حتّى أولئك الّذين التزموا بحجّيّة مراسيل الصدوق الجزميّة، وعليه فلا يمكن الحكم بصحّة التوقيع سنداً.

ملاحظاتٌ على التوقيع:

هذا التوقيع ـ كما أشرناـ يُنسب إلى الإمام العسكريّ(ع)، ولكنّ المتأمّل في هذا التوقيع يجد العديد من القرائن الّتي يمكن القول إنهّا بمجموعها توجب الاطمئنان بعدم صحّة هذه النسبة، وهذه القرائن هي:

1) لم يُشِر الشيخ الصدوق إلى هذا التوقيع في كتبه، سيّما (كمال الدين)، وكذا الشيخ النعمانيّ والطوسيّ في كتابيهما (الغيبة)، والحال أنّ التوقيع تضمّن الأمر بانتظار الفرج، والتبشير بظهور صاحب العصر(عج)، الّذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، على أنّ قصر وقرب السند ميزةٌ أساسيّةٌ لهذا التوقيع ـ على فرض صحّته ـ خصوصاً لمثل الشيخ الصدوق الّذي يمكن أن يرويه عن الإمام العسكريّ(ع) بواسطةٍ واحدةٍ فقط، والحال أنّ هؤلاء الأعلام أوردوا في كتبهم الآنفة العديد من النصوص الّتي هي دون هذه التوقيع دلالةً وسنداً.

2) تضمَّن التوقيع دعاءً من الإمام العسكريّ(ع) لابن بابويه حيث قال له: «جعل من ولدك أولاداً صالحين»، ولم نرَ من الشيخ الصدوق(ره) أو غيره إشارةً لهذا الدعاء من قريبٍ أو بعيدٍ، مع أنّنا نجد الصدوق كثيراً ما يفتخر بدعاء الإمام صاحب الزمان(عج) ويقول: «أنا وُلِدْتُ بدعوة صاحب الأمر(ع)» على ما تقدّم نقله عن النجاشيّ في ترجمة والده.

3) لم يذكر النجاشيّ أو الشيخ(رحمهما الله) في ترجمتهما لابن بابويه أنّه عاصر الإمام العسكريّ(ع) ولقيه، في حين نرى النجاشيّ يولي أهمّيّةً خاصّةً للقائه مع السفير الثالث الحسين بن روح(ره)، ولترحّم السفير الرابع عليّ بن محمّد السمريّ عليه بعد موته.

بل إنّ الشيخ الطوسيّ ـ كما تقدّم ـ ذكر ابن بابويه في ضمن من لم يروِ عنهم(ع)، مع أنّه ذكر محمّد بن الحسن الصفّار في ضمن الرواة عن الإمام العسكريّ(ع)؛ لأنّه أرسل إلى الإمام(ع) بمسائل فأجابه عنها.

مع أنّ هذا التوقيع ـ لو صحّ ـ لكان أقوى من أيّ مدحٍ، فتكون الإشارة إليه أولى من الإشارة إلى علاقة ابن بابويه(ره) بالسفراء؛ إذ أنّ صدور مثل هذا التوقيع يقتضي وجود علاقةٍ خاصّةٍ بينه وبين الإمام(ع)، ولا بدّ أنهّا علاقةٌ وثيقةٌ جدّاً بحيث تصدر في حقِّه هذه العبائر العظيمة، ولا يخفى أنّ من مقتضيات هذه العلاقة ـ بحسب العادةـ وجود رواياتٍ كثيرةٍ لابن بابويه عن الإمام العسكريّ(ع)، إلا أنّنا لا نجد لهذه الروايات عيناً ولا أثراً في المصادر بما في ذلك كتب الصدوقين.

4) اختلاف الطبقة بين ابن بابويه والإمام العسكريّ(ع)، وهذا هو العمدة في المقام؛ إذ أنّ اعتبار شخصٍ ما في ضمن خواصّ أصحاب الإمام العسكريّ(ع) أو تلامذته رهينٌ باتحّاد زمانيهما بنحوٍ يمكن حصول ذلك معه، والّذي ندّعيه في المقام أنّ الفارق الزمنيّ بينهما لا يسمح بذلك؛ إذ أنّ شهادة الإمام العسكريّ(ع) كانت في سنة 260هـ، فلتصحيح هذا التوقيع لا بدّ أن يكون ابن بابويه وُلِدَ قبل ذلك بنحوٍ يكون مؤهّلاً لتلقّي مثل هذا التوقيع من الإمام(ع)، أي أنّه ولد سنة 230هـ أو ما قاربها على أقلّ تقديرٍ، والقرائن الكثيرة تدلّ على خلاف ذلك، فمنها:

أ) لو كانتْ ولادة ابن بابويه سنة 230هـ أو قبلها لكان من المعمّرين؛ إذ أنّ وفاته كانت سنة 329هـ كما سبق وأشرنا، فيكون قد ناهز المائة سنة أو زاد عليها، وهي سنٌّ كبيرةٌ بلا ريبٍ، خصوصاً بملاحظة أعمار تلك الحقبة، مع أنّ جميع المصادر الّتي ترجمته لم تذكرْ عنه أنّه من المعمّرين، ولا يخفى على المتتبّع بأنّ العادة جاريةٌ في كتب الرجال والتراجم على التنبيه على المعمّرين من الأعلام.

ب) لم نجدْ لابن بابويه روايةً عن المتقدّمين عليه بفترةٍ طويلةٍ مثل: سهل بن زيادٍ، وأحمد بن محمد بن خالد البرقيّ، وأحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، ومحمّد بن أحمد بن يحيى الأشعري، ومحمّد بن عليّ بن محبوب الأشعريّ، وعليّ بن الحسن بن فضّال، وأضرابهم، وهؤلاء كلّهم عاصروا الإمام العسكريّ(ع)، وجلّهم توفّوا بعده، بل بعضهم توفّي بعده بقرابة العقدين من الزمان، على أنّ أكثرهم من أهل قمّ الّذين يسهل عليه الالتقاء بهم والرواية عنهم لو عاصرهم، فابن بابويه لا يروي عن أيٍّ من هؤلاء مباشرةً، وإنمّا يروي عنهم بواسطة تلامذتهم، كسعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميريّ، وأحمد بن إدريس، فلو كان معاصراً للإمام العسكريّ(ع) فلماذا لم يروِ عن أولئك الرواة المعاصرين للإمام(ع) أو الذين توفّوا بعده؟!

ج) بالنسبة لرواية ابن بابويه عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميريّ وعليّ بن إبراهيم القمّيّ، وأحمد بن إدريس وأضرابهم، لم تكن هذه الرواية من قبيل الرواية عمّن هم في طبقته؛ إذ لم نجد أيّاً من هؤلاء يروي عن ابن بابويه في أيّ موردٍ، بل حتى الشيخ الكلينيّ الّذي هو من تلامذتهم لم يروِ عن ابن بابويه ولا في موردٍ واحدٍ، وهذا يؤكّد تأخّر طبقة ابن بابويه عن زمن الإمام العسكريّ(ع) بفارقٍ زمانيٍّ معتدٍّ به.

5) رغم أنّ مجمل الأوامر والتوجيهات الّتي تضمّنها هذا التوقيع لا تحتوي على أيّ شذوذٍ، بل وردتْ على تأكيدها نصوصٌ أخرى عنهم(ع)، حتّى أنّنا نجد بينها تطابقاً ملفتاً في بعض العبائر(57)، إلاّ أنّه يمكن القول إن بعض الألفاظ الواردة في التوقيع غير مألوفةٍ في النصوص الثابتة عن الأئمة(ع)، من قبيل: (شيخي ومعتمدي وفقيهي)، إذ لم نعهد مثل هذه الألفاظ في النصوص الواردة حول كبار الرواة أمثال زرارة ومحمّد بن مسلم، فكيف ستصدر في حقّ شخصٍ لم يتعدّ مرحلة الشباب على أحسن تقديرٍ؟! فنفس هذه الألفاظ تبعِّد صدور هذا التوقيع عن الإمام(ع).

6) حتّى لو فرضنا جدلاً أنّ ابن بابويه(ره) كان شابّاً ناضجاً في زمن الإمام العسكريّ(ع)، إلاّ أنّه ممّا لا شكّ فيه أنّه لم يكن آنذاك من وجوه الشيعة البارزين كي يوجّه له الإمام خطابه قائلاً: «وأْمُرْ شيعتنا...»، الأمر الّذي يوحي بأنّه كان معروفاً ومسموع الكلمة لدى الشيعة آنذاك؛ إذ أنّ الشهرة إنمّا تحصل للمرء في أواخر عمره كما هي العادة، ومن البعيد أن يقوم الإمام(ع) بتجاوز وجوه الشيعة في قمّ آنذاك أمثال أحمد بن محمد بن عيسى ويوجّه رسالةً بهذه الأهمّيّة مع ما حوته من أوصافٍ إلى شابٍّ يافعٍ.

احتمالان:

قد يقول البعض بأنّ الإشكالات والقرائن المذكورة لا تنفي أصل صدور التوقيع، إذ يبقى ثمّة احتمالان:

الاحتمال الأول: أن يكون التوقيع صادراً عن الإمام العسكريّ(ع) في حقّ شخصٍ آخر غير ابن بابويه، فيكون ثمّة خطأٌ من المصادر في ذكر الاسم.

وهذا الاحتمال يستلزم القول بوقوع تصحيفٍ في نصّ التوقيع؛ حيث صُرِّح فيه باسم عليّ بن بابويه، ولو صحّ هذا الاحتمال لاندفعتْ به عمدة الإشكالات المتقدّمة على التوقيع، ولكن يبقى ما ذكرناه حول بعض الألفاظ الواردة فيه من قبيل «شيخي ومعتمدي وفقيهي»؛ إذ أنهّا -وبغض النظر عن الشخص المخاطب- ليست ألفاظاً مألوفةً في لسان الأئمّة(ع)، وستكون هذه الألفاظ مدحاً لشخصٍ مجهولٍ، فتفقد قيمتها من هذه الجهة.

على أنّ هذا يبقى مجرّد احتمالٍ لا شاهد عليه.

الاحتمال الثاني: أن يكون التوقيع صادراً في حقّ ابن بابويه، ولكنّه صدر عن صاحب الأمر(عج) لا عن والده الإمام العسكريّ(ع).

وهذا الاحتمال كما ترى؛ إذ لا شاهد عليه، مضافاً إلى أنّه لا يدفع جميع الإشكالات؛ إذ يبقى الإشكال المتقدّم حول عدم مألوفيّة بعض الألفاظ فيه، مضافاً إلى تجاهل الشيخ الصدوق له في كتاب(كمال الدين)، وكذا النعمانيّ والطوسيّ في كتاب (الغيبة)، على أنّ هذا الاحتمال يقتضي إجراء تغييراتٍ جذريّةٍ في نصّ التوقيع؛ إذ لا بدّ من حذف الفقرة الّتي ورد فيها: «ولا تزال شيعتنا في حزنٍ حتّى يظهر ولدي الّذي بشّر به النبيّ(ص)...».

النتيجة:

بملاحظة ما ذكرناه من القرائن المتقدّمة ـ بالإضافة إلى ما يعاني منه هذا التوقيع من مشكلة الإرسال في مصادره الأصليّة؛ حيث لا يوجد له سندٌ في أيٍّ من المصادرـ فنحن نطمئنّ بعدم صحّة نسبته إلى الإمام العسكريّ(ع).

 

* الهوامش:

(1) فهرست الشيخ: 157.

(2) رجال الشيخ: 432، باب من لم يروِ عنهم [رقم: 6191].

(3) رجال النجاشي: 261.

(4) الغيبة للطوسي: 308.

(5) كمال الدين وتمام النعمة: 502، والغيبة (للطوسي): 320.

(6) روى عنه في طرق المشيخة، كما في طريق حريز بن عبد الله (من لا يحضره الفقيه 4: 443).

(7) روى عنه في طرق المشيخة، كما في طريق عبيد الله الحلبي (من لا يحضره الفقيه 4: 430).

(8) روى عنه كثيراً جدّاً في طرق المشيخة، كما في طريق زيد الشحّام (من لا يحضره الفقيه 4: 426).

(9) روى عنه كثيراً في طرق المشيخة، كما في طريق إسحاق بن عمار (من لا يحضره الفقيه 4: 423).

(10) روى عنه في طرق المشيخة، كما في طريق ابن أبي نصر البزنطي (من لا يحضره الفقيه 4: 431).

(11) روى عنه في طرق المشيخة، كما في طريق أحمد بن البرقي (من لا يحضره الفقيه 4: 438).

(12) روايته عنه نادرةٌ جداً، وقد وقع ذلك في سند الشيخ الطوسي إلى ربعي بن عبد الله بن الجارود، انظر (فهرست الشيخ: 128).

(13) روى عنه كثيراً في مشيخة الفقيه، كما في طريق علي بن جعفر (من لا يحضره الفقيه 4: 422).

(14) انظر كتاب (كامل الزيارات: 59)  الباب4 الحديث3.

(15) رجال الشيخ: 423. باب من لم يروِ عنهم [رقم: 6093].

(16) انظر كتاب (تهذيب الأحكام 1: 302).

(17) وقد روى عنه كثيراً جداً خصوصا في المشيخة، انظر (من لا يحضره الفقيه 4: 423).

(18) رجال الشيخ: 432، باب من لم يروِ عنهم [رقم: 6191].

(19) رجال النجاشي: 261، وفهرست الشيخ: 157.

(20) فهرست ابن النديم: 246. ويحتمل وقوع خلط في المقام بين كتب الأب والابن.

(21) مناقب آل أبي طالب 3: 527.

(22) مجالس المؤمنين 1: 453.

(23) فائق المقال في الحديث والرجال: 360.

(24) فهرست آل بابويه: 47، والفوائد الطريفة: 102.

(25) رياض العلماء 4: 7.

(26) معادن الحكمة 2: 265.

(27) لؤلؤة البحرين: 384.

(28) روضات الجنات 4: 273.

وعبارته صريحةٌ في أن صاحب الاحتجاج نقل التوقيع، ولكنّها مجملةٌ من حيث كون النقل في كتاب الاحتجاج أو في غيره.

(29) طرائف المقال 2: 512.

(30) وقد نقله بتمامه في (خاتمة المستدرك 3: 276)، كما نقل الفقرة الخاصة بصلاة الليل في (مستدرك الوسائل 3: 64)، وقد صرّح بالنقل عن كتاب الاحتجاج في كلا الموردين.

(31) خاتمة المستدرك 3: 276. وكلام الشيخ الطهراني منقول في الحاشية عن خطه&.

(32) بحار الأنوار 50: 317.

(33) رياض العلماء 4: 7.

(34) خاتمة المستدرك 3: 278.

(35) في (رياض العلماء) و(لؤلؤة البحرين) و(روضات الجنات) و(طرائف المقال): «والعاقبة للمتقين والجنة للموحدين والنار للملحدين...».

(36) في (فائق المقال): «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة على خير خلقه محمّدٍ وآله أجمعين».

(37) كلمة «وفقيهي» ليست موجودة في (فائق المقال) و(فهرست آل بابويه) و(رياض العلماء) و(لؤلؤة البحرين) و(طرائف المقال).

(38) كلمة «ابن بابويه» ليست موجودة في (فائق المقال) و(فهرست آل بابويه) و(رياض العلماء) و(لؤلؤة البحرين) و(روضات الجنات) و(طرائف المقال).

(39) في (فائق المقال) و(فهرست آل بابويه): «ومساواة الإخوان».

(40) لم ترد كلمة »واليسر« في كتاب (فائق المقال).

(41) في (رياض العلماء) و(طرائف المقال): «والعلم عند الجهل».

ولم ترد »عند الجهل« في كتاب معادن الحكمة.

(42) في (فائق المقال) و(فهرست آل بابويه): «وتعاهد القرآن».

(43) في (فائق المقال) و(فهرست آل بابويه): «قال الله تعالى».

(44) لم تتكرّر عبارة «وعليك بصلاة الليل» في هذا المورد من (فائق المقال) و(فهرست آل بابويه) و(رياض العلماء) و(لؤلؤة البحرين) و(روضات الجنات) و(طرائف المقال).

(45) في (لؤلؤة البحرين) و(روضات الجنات): »فقال: يا علي عليك بصلاة الليل ثلاث مرات، ومن استخفّ..».

وفي (طرائف المقال): «فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، ومن استخفّ..».

(46) في (فائق المقال): «فاعمل بوصيتي وأمر بجميع ما أمرتك به ونحو ذلك على الظاهر حتى يعمل عليه».

في (لؤلؤة البحرين) و(طرائف المقال): «فاعمل بوصيتي وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه».

وفي (روضات الجنات): «فاعمل بوصيتي وأمر شيعتي حتى يعملوا عليه».

(47) في (فائق المقال) و(فهرست آل بابويه): «وعليك بالصبر وانتظار الفرج، ولا تزال في الحزن حتى يظهر [به] ولدي الذي بشر به النبي(ص)...».

وفي (طرائف المقال): «وعليك بالصبر وانتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في الحزن حتى يظهر ولدي الذي بشر النبي...».

(48) في (معادن الحكمة) و(لؤلؤة البحرين) و(روضات الجنات): «بشر به النبي(ص) أنّه يملأ الأرض...».

(49) في (رياض العلماء) و(لؤلؤة البحرين) و(روضات الجنات) و(طرائف المقال): «فاصبر ياشيخي وأمر جميع...».

وفي (فائق المقال): «فاصبر ياشيخي ومعتمدي وأمر بالصبر، فإن الأرض...».

(50) في (رياض العلماء) و(لؤلؤة البحرين) و(روضات الجنات): «يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة...».

(51) في (فهرست آل بابويه): «والسلام عليك ورحمة الله وبركاته» ثم ينتهي الكتاب.

وفي كتاب (معادن الحكمة): «... ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمّدٍ وآله» ثم ينتهي الكتاب.

(52) في (رياض العلماء): «وحسبنا الله ونعم المعين».

(53) خاتمة المستدرك 3: 276.

(54) من لا يحضره الفقيه 1: 2 – 3.

(55) مناقب آل أبي طالب 1: 14.

(56) مناقب آل أبي طالب 1: 14.

(57) فقد رُوي عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال لابنه الحسن(ع): «أوصيك بتقوى الله، وإقام الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة عند محلها، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمر، والتعهد للقرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الفواحش كلها في كل ما عصي الله فيه». انظر كتاب (تحف العقول: 222).

وانظر أيضاً: (المعجم الكبير للطبراني 1: 101)، و(تاريخ الطبري 4: 113).


0 التعليق


ارسال التعليق

احدث المقالات

الاكثر زيارة

الاكثر تعليقا